ماذا تعرف عن ويتكوف حامل راية ترامب إلى الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
واشنطن– فاجأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العالم باختيار ستيفن ويتكوف، صديقه النيويوركي اليهودي، الذي يلعب معه الغولف كثيرا في منتجعه جنوب فلوريدا، مبعوثا رئاسيا للشرق الأوسط، على الرغم من عدم حيازته على أي خبرات عملية أو معرفة قوية بتعقيدات ملفات المنطقة.
ومثل ترامب، ويتكوف ملياردير ورجل أعمال متخصص في العقارات، وهو جمهوري يبلغ من العمر 67 عاما.
وعند سؤال الجزيرة نت السفير ديفيد ماك، الذي سبق له العمل مساعدا لوزير الخارجية، ودبلوماسيا في عدة دول شرق أوسطية، عن اختيار ترامب، رد السفير بالقول: "لا أعرف ما يكفي عن ويتكوف للرد على هذا السؤال. هو شخص غير معروف للدوائر الأميركية المهتمة بالشرق الأوسط، لكنه مثل جميع الترشيحات تقريبا، ربما مؤهلاته الرئيسة لهذا المنصب هي ولاؤه وصداقته لترامب".
واتفق البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيرايكوس بولاية نيويورك، مع رأي السفير ماك. وقال خليل إن "اختيار ترامب لستيف ويتكوف، وغيره من الشخصيات المؤيدة لإسرائيل لشغل مناصب رئيسة في السياسة الخارجية والأمن القومي يتسق مع نهج ولايته الأولى كرئيس. كما أنه يتسق مع إدارات كلينتون وبوش وأوباما وبايدن كذلك".
وأضاف في حديث مع الجزيرة نت "في الواقع، لأكثر من 3 عقود، سيطر على السياسة الخارجية والأمن القومي أفراد ملتزمون بشدة بتعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
وذكر بأن إدارة ترامب الأولى احتضنت حكومة بنيامين نتنياهو وحركة الاستيطان الإسرائيلية، معتبرا أن اختيار ترامب لويتكوف كمبعوث خاص، إضافة لحاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل، إلى أن الرئيس المنتخب سيواصل دعم سياسات الاستيطان الإسرائيلية حتى الاعتراف بضم الضفة الغربية وغزة".
وكان ويتكوف قد أشاد في وقت سابق بتعامل ترامب مع إسرائيل، قائلا في يوليو/تموز إن "قيادته كانت جيدة لإسرائيل والمنطقة بأسرها". وغرد على منصة إكس يقول: "مع الرئيس ترامب، شهد الشرق الأوسط مستويات تاريخية من السلام والاستقرار. القوة تمنع الحروب. تم قطع أموال إيران مما حال دون تمويلها للإرهاب العالمي".
ومع وجود خط مباشر مع الرئيس المنتخب ترامب، من المتوقع أن يكون ويتكوف لاعبا رئيسا في إجراء التواصل في جميع أنحاء المنطقة، حيث أشار ترامب إلى أنه سيعطي الأولوية لتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية، مع التركيز على المملكة العربية السعودية. كما دعا ترامب إسرائيل إلى إنهاء حروبها في غزة ولبنان، من بين أهداف أخرى شدد عليها خلال حملته الانتخابية.
وفي بيان ترشحه، قال ترامب إن ويتكوف، الذي يعرفه منذ عقود، "سيكون صوتا لا يلين من أجل السلام، ويجعلنا جميعا فخورين". في السابق، عمل ويتكوف، الذي يعيش في جنوب فلوريدا، مستشارا غير رسمي لترامب بشأن التخفيضات الضريبية والقضايا التجارية المتعلقة بوباء كوفيد-19.
وخلال الانتخابات، لعب دورا نشطا في الحملة، حيث ساعد في ربط ترامب بالمتبرعين اليهود الذين أصبحوا غاضبين من نهج الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويعرف عن ويتكوف مهاراته في جمع الأموال لبعض القضايا المتصلة بإسرائيل، كما حضر خطاب نتنياهو أمام الجلسة المشتركة للكونغرس في يوليو/تموز الماضي، وسط خلافات نتنياهو وبايدن.
وعقب انتهاء خطاب نتنياهو، كتب ويتكوف على منصة إكس تغريدات داعمة لإسرائيل، وقال: "كان خطاب رئيس الوزراء نتنياهو ملحميا ومؤثرا للغاية. كنت محظوظا بوجودي في القاعة. وكما قال نتنياهو، كان الرئيس ترامب أقوى مؤيد لإسرائيل منذ أجيال".
ورغم أن ويتكوف لم يتلق أي تدريب دبلوماسي، وليس له أي خبرات سياسية، إلا أن أصدقاءه يشيرون إلى عمق علاقاته التجارية التي بناها في المنطقة، خاصة في إسرائيل وعدة دول خليجية. كذلك يتلاقى ويتكوف كثيرا مع جاريد كوشنر، صهر ترامب والذي لعب دورا أساسيا في التمهيد لتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية قبل 5 سنوات.
ولويتكوف علاقات استثمارية ضخمة مع أطراف شرق أوسطية، من خلال شركته العقارية، التي تمتلك عقارات في عدة ولايات أميركية وفي العاصمة البريطانية لندن.
ويترأس ويتكوف شركته التي تحمل اسمه، والتي أسسها في عام 1997. ومنذ تأسيس الشركة، استفاد ويتكوف من خبرته العقارية الواسعة لقيادة تمويل وتحديث وبناء أكثر من 70 برجا بنجاح في المناطق التجارية الرئيسة في الولايات المتحدة وكذلك في الخارج، ولها مكاتب في نيويورك ولوس أنجلوس وميامي.
وقبل أسابيع من توليه رسميا منصب مبعوث الشرق الأوسط، من المقرر أن يتحدث ويتكوف -الذي ساعد في إطلاق مشروع ترامب الجديد للعملات المشفرة- في مؤتمر للبيتكوين في أبو ظبي يعقد في التاسع والعاشر من ديسمبر/كانون الأول، إلى جانب بول مانافورت مستشار ترامب السابق، وإريك ترامب.
وتم تحديث صفة ويتكوف في دليل المؤتمر كمبعوث ترامب بعد أن نال ترشيح ترامب للمنصب الجديد، ويقول موقع المؤتمر عنه: "يركز ستيف، وهو رائد أعمال ذو تفكير مستقبلي، الآن على تقاطع العقارات والبيتكوين والعملات المشفرة، مدركا الإمكانات التحويلية لتقنية بلوك تشين في إحداث ثورة في إدارة الأصول والمعاملات المالية في صناعة العقارات".
وبينما يستعد ويتكوف لتولي منصبه الجديد في إدارة ترامب بدء من 20 من يناير/كانون الثاني المقبل، يشغل أيضا منصب الرئيس المشارك للجنة تنصيب ترامب.
يشار أن ويتكوف كان يلعب الجولف مع ترامب في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، في نادي ترامب الدولي للجولف، في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، عندما فشلت محاولة ثانية لاغتيال ترامب، وهو ما زاده قربا من صديقه الرئيس المنتخب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.
خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام
يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.
وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.
تفاصيل صفقة الإقرار بالذنبوفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.
مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.
السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهولا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.
الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.
احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.
ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.
أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟
تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.