يمانيون/ تقارير تعّددت حجج وأعذار الإدارة الأمريكية لهروب حاملات طائراتها التي ما تلبث أن تحط في المنطقة والبحرين الأحمر والعربي، حتى تغادرها بعد اصطيادها بضربات القوات المسلحة اليمنية التي تلاحقها بين الحين والآخر، إلى جانب العديد من السفن التي يتم إحراق بعضها وإغراق أخرى.

غادرت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام لينكولن” التي تعد من أضخم السفن الحربية في العالم، السواحل اليمنية سريعاً لتنهي مغامرتها البحرية دون تحقيق أهدافها.

استقرت “أبراهام لينكولن” منتصف أغسطس الماضي في البحر العربي قرابة السواحل اليمنية لتتكبد هذه الحاملة الأمريكية، التي ذاع صيتها منذ 34 عاما بعد مشاركتها في عملية عاصفة الصحراء في العراق 1991م، كما قادت قوة المهام الموحدة في الصومال 1992-1993 وشاركت في الحرب على أفغانستان 2001 وغزو العراق 2003م، خسائر موجعة قضت على مهامها العدائية ضد اليمن.

فأثناء تحضير العدو الأمريكي لتنفيذ عمليات معادية على البلاد، باغتت الصواريخ والمسيرات اليمنية حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” في 12 نوفمبر الجاري وأجبرتها على مغادرة الشرق الأوسط بحسب المعهد البحري الأمريكي بعد دخولها منطقة الأسطول السابع الأمريكي الذي يظل بدون حاملة طائرات للمرة الثانية خلال أكثر من عام.

تخلّت حاملة الطائرات الأمريكية عن مهمتها بعد أسبوع من تعرضها لنيران الغضب اليمني، فبعد بيان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن استهداف “أبراهام لينكولن” في معركة استمرت ثماني ساعات، سرعان ما جاء إعلان وزارة الحرب الأمريكية بسحبها من البحر العربي، وهو ما يؤكد تعرضها للقصف وحاجتها لصيانة عاجلة على غرار حاملة الطائرات “آيزنهاور” التي ولّت على أدبارها عقب استهدافها في يونيو الماضي.

يؤكد مراقبون، أن حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية خرجت عن الخدمة ولم تعد في جاهزيتها وباتت عاجزة وغير قادرة على تنفيذ مهامها العسكرية عقب الأضرار التي لحقت بها.

وبقدر ما يمثله سحب حاملات الطائرات الأمريكية من هزيمة ساحقة لها في مسرح عملياتها البحرية، بقدر ما يُعد مؤشرًا عمليًا على عجز واشنطن وفشلها في مواصلة الهيمنة على بحار المنطقة، ورحيل قواتها وطرد قواعدها العسكرية من البلدان العربية والإسلامية.

أربكت فاعلية العمليات اليمنية المتتالية على سفن وبارجات العدو الأمريكي، البريطاني، الصهيوني والسفن المرتبطة بالكيان الغاصب، حسابات واشنطن وجعلتها في مأزق، قد يضطرها مستقبلاً لسحب بارجاتها ومدمراتها وفرقاطاتها العسكرية البحرية وخروجها نهائيًا من المنطقة، وما هروب القطع البحرية وحاملات الطائرات إلا مقدمة لذلك.

وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن”، أصبحت خائفة من أن تبقى في بحر العرب وأصبح القرار أن تعود أدراجها من حيث أتت.

وقال السيد القائد في خطاب الخميس الماضي حول آخر تطورات العدوان على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية “إنه بإعلان البحرية الأمريكية تهرب الآن من بحر العرب حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” بعد إعلان الاستهداف لها”، لافتاً إلى أن “شعبنا يواصل عملياته في البحار ومنع الملاحة الصهيونية من البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب ويستهدفها إلى المحيط الهندي”.

كما أكد أن اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت عليه العدوان وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبداً، وأن اليمن استهدف حاملات طائرات أمريكا التي ترهب الكثير من الدول والأنظمة والحكومات وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية.

لم تُدرك واشنطن حينما جاءت إلى المنطقة بفخر صناعة أسلحتها الإستراتيجية، لعسكرة البحرين الأحمر والعربي، ومحاولة الضغط على صنعاء إيقاف عملياتها المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، أن اليمنيين لم ولن يخيفهم تهديداتها ولا بارجاتها أو مدمّراتها، لأن الموت والشهادة في سبيل الله أمنية كل يمني، دون الاستسلام للغزاة والطامعين والمحتلين.

بات إصرار واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون على ثني اليمن عن موقفه المناصر لفلسطين وقضيته غير مجدٍ بعد النجاح الذي حققته القوات العسكرية اليمنية في إسقاط هيبة أمريكا وردع غطرستها وإذلال قواتها في البحار، بالرغم من امتلاكها قوة وجيش وأسلحة ونفوذ وسيطرة، وما تخّفي سفنها ورفع أعلام دول غير معروفة وهروب بارجاتها إلا مصداقًا لذلك.

وبإجبار حاملات الطائرات الأمريكية على الرحيل والهروب من بحار المنطقة، سجلت القوات المسلحة اليمنية معادلة ردع غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، حيث لم تتجرأ أي دولة في العالم أن واجهت أمريكا مباشرة كما تجرأ اليمن على إيقاف غطرستها، وهو ما يتجلّى حقيقة هذه الدولة النازية بعد 22 عاماً من حديث الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي قال عنها “إن أمريكا قشة”، وليست عصا غليظة كما روجت وتُروج لنفسها منذ عقود.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الطائرات الأمریکیة أبراهام لینکولن حاملات الطائرات القوات المسلحة حاملة الطائرات

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟

أثار توقيع الرئيس السوري احمد الشرع وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي اتفاقاً من 8 بنود، صدمة في الأوساط الداخلية والخارجية، تزامن مع الأخذات الخطيرة في الساحل السوري ومحاولة محاصرة القيادة السورية الجديدة من عدة جبهات على الصعيد الأمني والسياسي في آن.

هذا الاتفاق وفق أحد المراقبين سيكون له تداعياته، لاسيما ما ورد في البند الرابع الذي يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية وهي تشكل حوالي 28% من الاراضي السورية، تشمل المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز التي تديرها بدعم من التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة وتحتوي على اهم الحقول ابرزها “العمر” التنف” “رميلان” “كونيكو” “الجفرة” و”التيم”.

مع سقوط نظام بشار الأسد استعاد قسم كبير من الشعب السوري حريته، والاكراد حكما وهم الذين حرموا من الهوية السورية وهجروا من العديد من المناطق شمال سوريا ايام حكم آل الاسد وغيرها من الامور التي وصلت الى حدود منعهم من استعمال لغتهم والاحتفال بالمناسبات الخاصة بهم.

لا شك ان التطورات والتغييرات في المنطقة كان لها انعكاساتها لكنها دعمت برغبة من الطرفين وستكون لها تداعياتها ليس فقط على سوريا انما على تركيا والعراق، وهذا ما سيشكل كتلة ضاغطة في مواجهة المحور الإيراني.

خلافا لما يتم تداوله حول الاتفاق الذي وقع بين مظلوم عبدي والرئيس الشرع، يشير الكاتب والباحث في الشؤون العسكرية والأمنية والإرهاب العقيد الركن السابق في الجيش السوري خالد المطلق في حديث لـ”صوت بيروت إنترناشونال” الى ان المباحثات بين الطرفين كانت قائمة منذ ما يقارب الشهر لكنها لم تخرج الى العلن الا حين نضجت البنود التي تم التباحث بها وباتت جاهزة للاعلان والتوقيع.

بالنسبة للظروف التي ساهمت في ولادة هذا الاتفاق التاريخي وانعكاساته على الاكراد والقيادة الجديدة للجمهورية العربية السورية، وهل الاحداث في الساحل السوري أرخت بثقلها لتسريع عملية التوقيع، اعتبر العقيد الركن انه لا يمكن فصلها عن الاحداث الخطيرة التي جرت في الساحل السوري، حيث وردت معلومات عن تحرك للجناح الايراني في “قسد” للمشاركة في عملية الانقلاب على الشرعية.

بالنسبة للمصالح التي أمنت التقارب الكردي مع القيادة السورية الجديدة للوصول الى اتفاق واضح لناحية الانضمام الى الشرعية بشكل كامل، يرى العقيد المطلق ان مظلوم عبدي قرأ الواقع السياسي بشكل جيد ان على الصعيد الداخلي او الدولي بعد وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة الاميركية وهو الذي اعلن في رئاسته الاولى عن رغبة ادارته بالانسحاب من سوريا، وتداركا لاي متغير يطرأ على سياسة ترامب من خلال قرار مفاجئ فيما يرتبط بانسحاب القوات الاميركية، قد يدفع ثمنها الاكراد بغياب المظلة الاميركية التي كانت مؤمنة له من خلال التحالف الدولي ، وهذا ما سيدفعه الى قبول اي شرط يمكن ان يوضع عليه.

بالنسبة للمكسب الذي حققته قيادة الشرع من اعلان هذا الاتفاق، يعتبر العقيد المطلق ان المكسب الرئيسي نجاحه في ضرب المحور الايراني معنويا، وانهى مشروع تقسيم سوريا خاصة وان التفاهمات انسحبت على الدروز في السويداء على جزء كبير من وجهاء دروز السويداء، وهذا الامر انعكس على العلويين في الساحل الذين باتوا وحيدين سياسيا نتيجة هذه التفاهمات. اما على الصعيد العسكري يمكن القول انهم فقدوا قدرتهم على التأثير وانتهوا ، ما خلا بعض العمليات والكمائن التي يمكن ان يخرجوا بها في عدة مناطق وستكون فردية لا يمكنها فرض واقع معين.

لا يربط العقيد المطلق قرار رئيس “حزب العمال الكردستاني” عبد الله اوجلان بإلقاء السلاح بالاتفاق بين عبدي وقيادة الشرع كونه شأن داخلي تركي، اما على صعيد التصعيد الاسرائيلي تجاه الرئاسة السورية الجديدة والجنوح باتجاه الدفاع عن انقلاب العلويين، وإبداء الاستعداد لحماية الدروز في سوريا، يشير المطلق الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حامل عباءة مشروع “بن غوريون” لحماية الاقليات وتعزيز تفكيك المجتمعات، وهذا ما يفسر تحركه في شمال شرق سوريا من خلال تعاونهم مع المحور الايراني في هذا التوقيت والدفاع عن من يدور فلكهم من العلويين والدروز والاكراد، للدفع باتجاه الانفصال في وقت تسعى الادارة الاميركية الى الحفاظ على دولة مركزية، بعدما بات الاكراد عبئا عليها، بعيدا عن الروايات حول حماية حقول النفط، لان الوجود الاميركي في تلك المنطقة هو فقط لضبط ايقاع المنطقة ومقاتلة “داعش”، بعد رفض الجيش الحر التخلي عن قتال نظام الاسد ومشاركتها في مواجهة الإرهابيين.

في الختام يبدو ان المنطقة مقبلة على تطورات عديدة لم تشهدها منذ عقود وقد تؤدي الى انهاء الدور الايراني في المنطقة الذي بات محاصرا في الدول التي اخترقتها بأذرعها ، ولم تعد تملك مقومات تغيير الواقع التي بات ثابتا في المنطقة

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية: حصول الحوثيين على تكنولوجيا عسكرية متقدمة تهدد الأمن الإقليمي والدولي
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • الحكومة اليمنية: سنوفر الوقود لمناطق الحوثيين
  • ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
  • “حماس”: إعلان القوات المسلحة اليمنية يعكس الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته
  • السيسي: هذه المرحلة تتطلب الوعي والإدراك بجميع القضايا والموضوعات التي تطرأ على الساحة
  • الرئيس السيسي: التاريخ يسطر بأحرف من نور المواقف الثابتة والحكيمة التي تخطوها مصر
  • حماس: استئناف العمليات البحرية اليمنية يعبر عن الموقف اليمني الأصيل
  • المسيرات القاتلة في أفريقيا.. سلاح منفلت يحصد أرواح المدنيين بلا محاسبة
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف