كواليس كمين عيترون.. عندما حاصر مقاتلان من حزب الله 20 جنديا إسرائيليا
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
القدس المحتلة- كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن كواليس معركة قرية "عيترون" جنوبي لبنان التي وقعت قبل 3 أسابيع، خلال تصدي مقاتلي حزب الله لتسلل قوة من الجيش الإسرائيلي والتحصن داخل مبنى مدمر في القرية، حيث تمت محاصرتها والاشتباكات معها في معركة ضارية استمرت حوالي 14 ساعة.
وبحسب المراسل العسكري للصحيفة يوآف زيتون، الذي التقى أحد الجنود الإسرائيليين شارك بالمعركة وأصيب بالاشتباكات، فالحديث يدور عن المعركة الأطول والأكثر دموية، والتي خاضها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث أسفرت عن مقتل 6 جنود وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة.
اللحظة الدرامية التي حُفرت بالذاكرة جراء المعركة الصعبة، وُثقت من خلال مشهد إنقاذ أحد الجنود الـ14 الذين أصيبوا في تبادل إطلاق النار مع مقاتلي حزب الله، وذلك في محاولة منه للتقليل من حجم الانتكاسة والهزيمة والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في معركة "عيترون"، إذ لوّح الجندي الجريح، إيتاي فوكس، البالغ من العمر 24 عاما، بقبضته خلال تخليصه من أرض المعركة.
قتل في المعركة 6 جنود من لواء "ناحال الشمالي ألون 228". واستمرّ ما لا يقل عن 14 ساعة من الاشتباكات وتبادل إطلاق النار وإلقاء القنابل اليدوية، وعمليات تفتيش ومسح معقدة وتخليص للجنود القتلى والجرحى، تحت جنح الظلام داخل المنزل المدمر والمتفحم.
دخلت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى داخل مبنى دمر بغارة نفذها سلاح الجو في عيترون، وكان هناك عنصران من حزب الله قد كمَنا للقوات وبمجرد دخول القوة أطلق عناصر حزب الله النار عليها فسقطت القوة جميعها بين قتيل وجريح.
وبعد ذلك ألقى عناصر حزب الله القنابل اليدوية تجاه القوة الإسرائيلية مما أدى إلى اشتعال النيران بشكل كبير في المبنى المدمر، كما تعرضت قوة إسرائيلية مساندة لإطلاق نار أيضًا، أدى لوقوع قتلى وجرحى في صفوفها.
انهيار التسلسل القيادي
وخلال المعركة والاشتباكات فُقد وانهار التسلسل القيادي بين الجنود والضباط الإسرائيليين، بينما أعلنت الفرقة 91 عن إجراءات الاختطاف ظنًا منها أن الجنود قد وقعوا بالأسر، ويقول أحد الجنود المشاركين في المعركة إن المشهد كان فيه الكثير من الفوضى والصراخ وإطلاق النار.
بعد تعرضهم لحدث صعب ومعقد، حيث أصيب مقاتلو الاحتياط من اللواء بقيادة العقيد يانيف مالكا، بجروح خطيرة، وقَتل العديد من الجنود، بقيت القوة الإسرائيلية بالمبنى المدمر حتى تم تحديد موقعها مع جنود وحدة المفقودين ومقاتلي وحدات النخبة، وتم تخليص 20 جنديا بين قتيل وجريح، فيما استبعدت الفرقة 91 اختطاف أحد من الجنود أو جثث لعسكريين.
المعركة الضارية والصعبة، بحسب تسلسل الأحداث التي استرجعتها الصحيفة، اندلعت تحديدا في آخر نشاط عملياتي لكتيبة الاحتياط في قرية "عيترون" الواقعة في القطاع الأوسط في جنوب لبنان، فبعد الانتهاء من العملية العسكرية في قرية بليدا الحدودية، أصر القادة العسكريون على التسلل إلى "عيترون" لمهاجمة وتدمير البنية التحتية المسلحة لوحدة الرضوان.
يوضح اللواء بالاحتياط يوفال داغان في حديثه للصحيفة: "كنا نعلم أن هناك المزيد من المسلحين في القرية، وذلك بعد أن عثرنا على آلاف الأسلحة ودمرناها، ومقرًا تحت الأرض لحزب الله، وشاحنات صغيرة مزودة بقاذفات صواريخ متعددة الفوهات. لقد نفذنا استكمال العملية عن طريق الخداع للوصول لمبنى البلدية التي يشتبه بأنها المقر المركزي لحزب الله".
شنت القوات الإسرائيلية، يضيف داغان: "هجوما ليوم واحد، بعد أن هاجم سلاح الجو الإسرائيلي بعض المباني ودمر منازل مشبوهة لتسهيل الأمر على القوات المتوغلة، لكن كان هناك واقع معقد وشائك، فكما هو الحال في غزة، في الجنوب في لبنان، جاء المسلحون على وجه التحديد إلى هذه المباني للاختباء بين الأنقاض".
معركة ضارية
وقال اللواء بالاحتياط: "في الساعة 14:31 تلقيت اتصالا أوليا عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، عن اندلاع حدث صعب، حيث كان من الصعب الحصول على معلومات دقيقة وصورة للوضع الميداني لأن الضباط الموجودين في مكان الحادث، أصيبوا أو قتلوا".
وتكشف التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي حول المعركة أن القوة الأولى التي دخلت المبنى "لتطهيره" من المسلحين، وتضم 6 جنود، تعرضت لإطلاق نار شديد من مسافة قريبة من قبل مسلحَين اثنين من حزب الله كانا مختبئين بين الركام وفي الأجزاء المدمرة من المبنى.
كما ألقى المسلحون قنابل يدوية مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المبنى، واعتقد باقي جنود السرية الذين هرعوا إلى مكان الحادث لإخلاء رفاقهم الجنود الجرحى والقضاء على المسلحين، بسبب النيران والدخان الكثيف، أن الحديث يدور عن مسلح واحد. وفي الوقت نفسه كان المسلح الثاني يختبئ بهدوء تحت الأنقاض وينتظر الفرصة المناسبة لإطلاق النار على الجنود.
وقال الجندي إيتاي فوكس في حديثه للصحيفة: "قدمنا ضمن قوة إسناد رأيت أربعة أو خمسة جنود مصابين في باحة المبنى، بعضهم لا يتحرك ولا يستجيب. كنت أعلم أنه وفقًا لهذا الإجراء، يجب أولًا إزالة التهديد وقتل المسلحين، ومن ثم إنقاذ الجرحى وتخليص القتلى".
وأضاف "أطلقت رشقات نارية على نقاط مشبوهة ثم أنزلت بندقيتي الرشاشة لتخليص جندي جريح آخر من المبنى وسحبه إلى الخلف. لقد كان بالفعل هادئًا نسبيًا في هذه المرحلة. ثم أصِبت برصاصة دخلت بالقرب من الأرداف وخرجت من الفخذ".
ولكن حتى بعد إخلاء الجندي فوكس، لم تكن المعركة قد انتهت بعد. أحضرت القوة طائرة بدون طيار داخلية صغيرة رصدت المسلح الأول في إحدى الغرف بين الركام، وأطلق الجنود صواريخ مضادة للدبابات عليه، بينما المسلح الثاني، الذي كان مختبئًا بين الأنقاض، وكان لديه الوقت لقتل ضابط آخر قتل بعد اشتباك لساعتين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024