أسفرت اشتباكات عنيفة في بلدة شمع يوم الجمعة عن إصابة أربعة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في واحدة من أعمق عمليات التوغل التي تقوم بها إسرائيل في البلاد حتى الآن.

تقرير للصحفيين كلوي كورنيش وريتشارد سلامة في صحيفة "فايننشال تايمز" يسلط الضوء على اشتداد المعارك في جنوب لبنان بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله.



وفق التقرير، يخوض الجيش الإسرائيلي وحزب الله قتالا عنيفا حول قلعة مسيحية ذات موقع استراتيجي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، في واحدة من أقصى تقدمات إسرائيل إلى الشمال في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري في سبتمبر (أيلول) الماضي.
اندلعت اشتباكات متكررة بين مقاتلي حزب الله والقوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة في قرية شمع، وهي قرية جبلية تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
وتشتهر القرية بأطلال قلعة مسيحية تاريخية تمثل مزاراً دينياً مهماً، وتحمل قيمة دينية وتاريخية كبرى. استهداف قوات اليونيفيل

قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) إن أربعة من جنودها الإيطاليين نقلوا إلى المستشفى يوم الجمعة بعد سقوط صاروخين على قاعدتها في بلدة شمع للمرة الثالثة هذا الأسبوع، وقالت القوة إن الهجوم جاء "وسط قصف عنيف ومناوشات برية" في المنطقة.

Israeli army chief of staff from Kafr Kila, southern Lebanon:

"We will continue to fight, go forward, attack in depth and hit Hezbollah very hard" pic.twitter.com/AqqgI9iZEF

— Current Report (@Currentreport1) November 16, 2024

وتمثل هذه المعارك بعضاً من أعمق التقدمات المعروفة التي حققتها القوات الإسرائيلية في لبنان منذ أن بدأت غزوها البري، فيما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بـ"الغارات المحدودة والمحلية والمستهدفة".
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام البرلمان هذا الأسبوع بأن هناك "توسعاً معيناً" في الحملة البرية، مشيراً إلى أن القوات تتجول الآن خارج ما يسمى "الحزام الأول" من القرى اللبنانية الأقرب إلى الحدود.
كان الهدف المعلن للهجوم هو "تطهير" المنطقة من مخابئ حزب الله ومخازن الأسلحة والمقاتلين الذين تقول إسرائيل إنهم يشكلون خطراً على مجتمعاتها الشمالية.
بدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من غزة، والذي أودى بحياة المئات من الإسرائيليين، فضلاً عن أسر العشرات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على المعارك الدائرة في شمع، ورفض الكشف عن المواقع الدقيقة التي تتقدم فيها قوات الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان.
ومن جانبه، قال حزب الله إنه استهدف دبابات ميركافا وجنود إسرائيليين في المنطقة عدة مرات.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأربعاء أن مدنياً إسرائيلياً وجندياً إسرائيلياً قتلا في قلعة شمع بعد أن نصب لهم مسلحون من حزب الله كمينا، كما أصيب ضابطان إسرائيليان آخران في الحادث.

عالم آثار بين القتلى

كان المدني زئيف هانوخ إيرليتش، وهو عالم آثار هاوٍ يبلغ من العمر 71 عاماً ويعيش في الضفة الغربية، قد حاز على اهتمام إعلامي واسع النطاق في إسرائيل ودفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى بدء تحقيق في كيفية وسبب تمكنه من الوصول إلى خط المواجهة في منطقة حرب نشطة.
كانت التفسيرات الأولية التي قدمتها قوات الدفاع الإسرائيلية أن وحدة المشاة كانت بحاجة إلى خبرته الأثرية في الموقع القديم.
وتكهنت تقارير إعلامية أخرى بأن إيرليش كان يبحث عن آثار أو رفات يهودية توراتية.
وضعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قلعة شمع تحت "الحماية المعززة" هذا الأسبوع، إلى جانب 33 موقعاً آخر في لبنان.

Israel’s attacks have devastated Hezbollah. How is it still fighting back?
➡️ https://t.co/NH8t51jJ9n pic.twitter.com/K80NTzJSZy

— FRANCE 24 (@FRANCE24) October 24, 2024

وكان الجنود الإسرائيليون قد استخدموا القلعة خلال احتلالهم لجنوب لبنان الذي استمر عقدين من الزمن وانتهى عام 2000.
وتبدو صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة "فاينانشال تايمز" وكأنها تظهر أضراراً لحقت مؤخراً بالمباني في بلدة شمع، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية تسيطر على أراض في المنطقة.
لكن وسائل الإعلام اللبنانية أفادت بتقدم إسرائيلي نحو بلدة البياضة، التي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.

أهمية بلدة شمع

تتمتع بلدة شمع بأهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين الشيعة بفضل ضريح القديس بطرس المعروف أيضاً باسم شمعون الصفا.
وهناك مخاوف من تعرض الضريح لأضرار، حيث أفادت بعض وسائل الإعلام اللبنانية بتدميره.
وأفاد حزب الله عن وقوع اشتباكات في قرى وبلدات أخرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن الحدود، بما في ذلك طلوسة والخيام في الشرق.

Lebanon: Israeli media published a US-drafted ceasefire proposal to end the fighting in Lebanon. The success of the proposal depends fully on Hezbollah’s agreement and cooperation. The proposal does not explicitly require Hezbollah to withdraw from south of the Litani River.… https://t.co/XOrHbG8BGA pic.twitter.com/wGjGYS0wYV

— Institute for the Study of War (@TheStudyofWar) November 1, 2024

وواصلت الجماعة المسلحة القوية المدعومة من إيران القتال في الجنوب على الرغم من استهداف قياداتها العليا من خلال الاغتيالات الإسرائيلية المستهدفة، كما أنها لا تزال تطلق الصواريخ على شمال إسرائيل - وإن كان بحجم أقل بكثير، من السابق.
وفي خطاب متلفز هذا الأسبوع، قلل الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم من أهمية التقدم الإسرائيلي، مؤكداً أن المسلحين يستخدمون تكتيكات المتمردين.
وأضاف نعيم قاسم أن "المقاومة لا تعمل على منع جيش العدو من التقدم، بل تعمل على قتل العدو ومنع استقرار احتلاله".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان حزب الله الإسرائيلي إسرائيل وحزب الله لبنان هذا الأسبوع حزب الله بلدة شمع فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لمحات من حروب الإسلام

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بدأت سرية عبدالله بن جحش رضي الله عنه، بأول قتال بين المسلمين وقريش، وكانت السرية من أجل التعرض لقافلة قريش القادمة من الشام والنيل من الغنائم بدون قتال، تعويضاً لما استولت عليه قريش من أموال المسلمين في مكة قبيل خروج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً للمدينة المنورة،

وأمر عبدالله بن جحش بأن يتعرض لقافلة المشركين دون قتال ولكن وقع القتال وعادت السرية للمدينة ومعها أسيران-حسب علمي- وإعلاميا احتجت قريش وقالت: كيف يقاتل محمد وهو في أشهر حرم؟ فنزل قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، فوزع النبي صلى الله عليه وسلم أول خمس في الإسلام ثم قابل مندوب قريش وتجلّى العامل الإنساني في عدم الزج بالأسيرين في السجن كما يفعل الطغاة الآن. وفي فتح خيبر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن لايقتلوا النساء ولا الأطفال دون الرابعة عشرين العمر. إنها إنسانية التعامل مع العدو ليكون الباب أمامه مفتوحاً للتفكر، وبالتالي ليتعرف على حقيقة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فنبوته رحمة للناس وليست انتقامًا، فبأبي أنت وأمي يارسول الله.

وكان خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لقريش يوم فتح مكة- أهم وأول فتح في الإسلام-:”إذهبوا فأنتم الطلقاء، حيث سألهم عليه الصلاة والسلام ” ما تظنون أني فاعل بكم؟” قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم”، فالمسألة تتلخص في العفو عند المقدرة.

مقالات مشابهة

  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • ‏وسائل إعلام فلسطينية: قصف إسرائيلي عنيف على محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
  • تفاصيل صادمة حول تفجيرات البيجر ماذا أخفت إسرائيل قبل 10 سنوات؟
  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • بعد استهدافها تل أبيب | ماذا يحدث بين إسرائيل واليمن ؟
  • لمحات من حروب الإسلام
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • ‏الحوثيون يهددون إسرائيل باستهداف مقراتها الحيوية
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال شخصين جنوبي سوريا