قحت/تقدم وازدواجية المعايير
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
ازدواجية المعايير هي ديدن أصحاب الولاء للمصلحة لا للحق، هؤلاء شعارهم الغاية تبرر الوسيلة، لذلك تجدهم تارة ينتقدون الجرم ليس لأنه جرم مذموم لذاته وانما لأن انتقادهم لهذا الجرم يحقق لهم مصلحة شخصية، ثم تجدهم يتغاضون عن الجرم تارة أخرى وقد يتسترون عليه دونما حياء لأن انتقادهم له هذه المرة لا يحقق لهم مصلحة او لأن مصلحتهم المباشرة في ارتكاب هذا الجرم بل والمزيد منه، هكذا كانت تفعل قحت، ولا زالت ومن يتعجبون منها الآن هم فقط لم يتمتعوا بعين ناقدة وذاكرة رقيبة.
ذكريات فيسبوك السنوية اظهرت لي منشور ينتقد سكوت نشطاء قحت عن ذكر سقوط شهيد في الكلاكلة اسمه (طمبل) في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر من العام 2019، أجزم أن الغالبية الساحقة لا تعرفه، لكنكم تعرفون شهداء ديسمبر ما قبل الوثيقة الدستورية، الذين تمجدهم قحت فقط لأن دماءهم كانت قرباناً للسلطة واوصلتهم لكراسي الحكم لكنها لا تحتسب من سقطوا تحت حكمها شهداء لأنهم يحرجون قيمها ويكشفون زيفها ويفضحون إجرامها، وازيدكم من الشعر بيت هناك شهيدان آخران سقطا إبان حكم قحت في امدرمان وهما (ابراهيم علي محمد، موسى عثمان) وذلك في يوم 30 يونيو 2020 في مليونية استكمال هياكل السلطة الانتقالية، تستر على مقتلهما النشطاء وتجاهلتهما الأحزاب الوضيعة السارقة، هكذا هي قحت تتعامل مع الحقيقة كسلعة، تشتريها حين تحتاجها وتبيعها بثمن بخس حين تقف عقبة أمام طموحاتها..
الشعب السوداني الذي سمته قحت الشعب المعلم حينما خرج لتحقيق بعض أحلامه وكانت هذه الأحلام مطية سائغة لقحت وفرصة لتحقيق أهدافها الحزبية أصبح مجرد فلول ودعاة حرب حينما خرج ضد عمالة قادتها في المنافي والعواصم، والمليشيا التي كانت حسب تصريحات سلك قبل التحالف الدموي مجرد مليشيا عائلية ولاؤها لشخص، اصبحت مؤسسة وطنية الآن بعد توقيع المذكرات معها والتقاءها معهم في ذات المصلحة، والجيش الذي كان حليفاً أيام الوثيقة الدستورية والشراكة المتناغمة وقال عنه جعفر حسن (الجيش جيشنا) اصبح جيش الكيزان فجأة لأنه صار يحارب مشروعهم الآثم.
و(بل بس) التي كانوا اول من اطلقوها في مواجهة تمرد مزعوم لهيئة العمليات سلمت بعده اسلحتها طواعية، وصفوه بأنه شعار دموي ضد السلام حينما واجه به الشعب المليشيا التي تحالفوا معها وهي تتمرد تمرداً صراحا بواحا لا لبس فيه وتمارس في حق المواطنين ابشع انواع الانتهاكات.
قحت/ تقدم هي الجهة التي جعلت من الحقيقة ألعوبة لخدمة نزواتها ومن الشعب وقوداً لتحقيق رغباتها ومن دماء الشباب كروتاً سياسية رخيصة لاشباع شهواتها ومن العمالة الفاضحة فعلا سياسيا معلناً ومن انتهاك الوطن وسيلة لتصفية خصوماتها السياسية..
Osman Abdelhalem
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الظالم دعوته مردودة عليه، فالإنسان يدعو الله سبحانه وتعالى وإنما عند الله لا يطلب إلا بطاعته.
هل دعاء الأم على أبنائها مستجاب حتى ولو كانت ظالمة؟وأضاف الشيخ محمود شلبي، فى إجابته عن سؤال «هل دعاء الأم الظالمة مستجاب؟»، أنه طالما لم يصدر من الأبناء تقصير أو عقوق تجاهها فإن عملها يعد محرما في الشرع وهي آثمة لأنها معتدية بغير حق ومضيعة للأمانة التي ائتمنت عليها، فدعاء الظالم لغو لا حرمة له في الشرع ولا يستجيب الله لدعائها لأنه دعاء بالإثم والقطيعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة".
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هذا الدعاء يعتبر اعتداءً في الشرع وقد نهى الله عن ذلك فقال تعالى: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وقد ورد في السنة النهي عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم"، رواه أبو داود.
وأشار إلى أنه لا يصح للإنسان أن يكون ظالمًا ومعتديا وآثما ويدعو الله، قائلًا: "فلا تخافوا من دعوات والدتكما فهى دعوة جائرة ليس لها وجه حق".
هل دعاء الأم على ابنتها مستجابورد سؤال لمجمع البحوث الإسلامية، مضمونه "هل الأم اذا دعت على ابنتها يُتقبل منها الدعاء؟".
وأجاب مجمع البحوث، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلًا: "إن دعاء الأم على ابنها أمر في غاية الخطورة، وهو مظنة الإجابة، والواجب على هذه البنت أن تحقق رضاها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ما دام أنه غير محرم شرعا".
وأكد المجمع أنه يجب على هذه الفتاة أن تحسن إلى أمها وتبرها، فإن فعلت ذلك، فلا يضرها دعاؤها عليها؛ لأنه اعتداء منها في الدعاء وهو غير مقبول.
واستدل مجمع البحوث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم"
هل دعاء الوالدين على أبنائهم مستجابأكد الدكتور إبراهيم رضا الداعية الإسلامى أنه لا يجوز للوالدين الدعاء على أبنائهم وذلك لأن الله يستجيب لدعواتهما لما لهما من مكانة عند الله سبحانه وتعالى .
وأضاف «إبراهيم» خلال فيديو مسجل له، أنه يستحب الدعاء للأبناء حتى لو كان عاقًا أو عاصيا ليهديه الله.
بركة دعاء الأمبركة دعاء الأم إنما تصحب الإنسان طوال حياته، وتكون بابًا واسعًا لرحمة الله به يوم القيامة، بل تمتد إلى بركة في دعاء الولد البار.
فالبار بوالديه حق البر مستجاب الدعوة، وهناك قصةعن أويس بن عامرٍ التي أخرجها الإمام مسلم في صحيحه.
واستدل بما رواه مسلم، أنه كَانَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ -رضي الله عنه- إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمنِ سأَلَهُمْ: «أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟" حتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ -رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ: "أَنْتَ أُوَيْس بْنُ عامِرٍ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟" قَالَ: نعَمْ، قَالَ: "فكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرِئْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "لَكَ والِدَةٌ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: يَأْتِي علَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ، ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُو بِها بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ، فَاسْتَغْفِرْ لي"، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: "أَيْنَ تُرِيدُ؟" قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: "أَلا أَكْتُبُ لَكَ إِلى عَامِلهَا؟" قَالَ: أَكُونُ في غَبْراءِ النَّاسِ أَحبُّ إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ العَامِ المُقبل حجَّ رجلٌ من أشرافهم، فوافى عُمَرَ، فَسَألَهُ عَنْ أُوَيْسٍ، فَقَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ البيت، قليل المتاع، قالَ: "سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادٍ مِنْ أهْلِ اليَمَنِ، مِنْ مُرَادٍ،ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ, كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ, فَإنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ"، فَأتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لي، قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ» رواه مسلم.
وفي كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- إشارة إلى أن استجابة الله -عز وجل- لدعاء أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ كان بسبب بره أمه.
والإنسان البار بوالديه يظل بارا بهما معترفا بفضلهما مكرما من كانا يكرمان طول حياته، فعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا خرج إلى مكة كانت له دابة يتروح عليها إذا مل ركوب الراحلة، وعمامة يشد بها رأسه، فبينما هو يوما على هذه الدابة إذ مر به أعرابي فقال: ألست فلان بن فلان قال : بلى فأعطاه الدابة وقال اركب هذه، والعمامة، وقال: اشدد بها رأسك، فقال له بعض أصحابه: غفر اللَّه لك! أعطيت هذا الأعرابي دابة كنت تروح عليها، وعمامة كنت تشد بها رأسك، فقال: إني سمعت رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يقول: «إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي» وإن أبا هذا كان ودا أي صديقا لعمر "رَضِيَ اللهُ عَنْهُ".