مسؤول بمركز إسلامي أميركي: فوز ترامب لم يفاجئنا وعلينا أن نكون قوة سياسية
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
كارولينا الشمالية- عاد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للسلطة من جديد بعد فترة رئاسية أولى شابتها العديد من السياسات المثيرة للجدل، والتي كان لها تأثير عميق على قطاعات مهمة من المسلمين في الولايات المتحدة، مما جعل الكثير منهم يتساءلون عما ستعنيه فترة ثانية من رئاسته لحقوقهم وحرياتهم.
ومثّلت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عام، ومساندة إدارة جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لإسرائيل ومدّها بالمال والسلاح، فرصة للعديد من المسلمين لـ"معاقبة" الديمقراطيين إما بالتصويت لترامب أو لمرشحة حزب الخضر جيل شتاين.
لكن، وبمجرد فوزه بالانتخابات، اتخذ ترامب قرارات مثيرة للجدل تمثلت خاصة في ترشيح حاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكابي ليكون سفيرا لواشنطن لدى تل أبيب، وهو المعروف بتأييده المطلق لإسرائيل، ودعمه للاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس.
ومن جديد، خيّبت هذه القرارات آمال العديد من المسلمين الأميركيين الذي أيدوا ترامب خلال الانتخابات، وعبروا صراحة عن ندمهم على منحه أصواتهم.
الجزيرة نت التقت بالدكتور محمد الجمل، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمركز الإسلامي في "رالي" عاصمة ولاية كارولينا الشمالية، والذي كان رئيسا للمركز لفترتين متتاليتين.
وهذا نص المقابلة:
فوز ترامب في الحقیقة لم یكن مفاجأة كبیرة بالنسبة لي لعدة أسباب:
أولھا أن الاقتصاد الأميركي ھو العامل المھم بالنسبة للناخب الأميركي والذي یواجه غلاء في المعیشة الآن وطیلة السنوات القليلة الماضية إذ ارتفعت أسعار السلع الأساسية كثيرا في عھد بایدن وھاریس. ثانيا، أن الناخبين اعتبروا أن رئاسة ھاریس ستكون امتدادا لسياسة بایدن. وھناك سبب آخر وھو الإحساس بعدم مصداقیة ما تقوله وخاصة في ما يتعلق بالسياسة الخارجیة وتأییدھا المطلق لإسرائيل، والاستمرار في الحرب الروسیة الأوكرانیة.وأود أن أضیف أنه لن یكون ھناك فرق بین سیاسة ترامب وسیاسة بایدن فیما یتعلق بإسرائيل والشرق الأوسط، أعتقد أنھما وجھان لعملة واحدة في ھذه النقطة، ولا أتوقع أن یكون ھناك تأثیر قوي على المسلمین في أميركا رغم ما یردده من عزمه ترحيل ملايين الأجانب غیر النظامیین والذي أوافقه فیه إذا تم بطريقة إنسانیة طبعا.
ما التحدیات أو المخاوف الأكثر أھمیة داخل المجتمع المسلم في الولايات المتحدة بعد فوز ترامب؟ھناك تحدیات ومخاوف كثيرة وأيضا هناك فرص كثيرة للمجتمع المسلم في أميركا. فالخوف ھو من ناحية الاضطهاد والعنصرية ضد المسلمین، وعدم إعطائهم فرص العمل في قطاعات معینة، وتشدید إجراءات تأشیرة الدخول علیھم.
لكن ھناك أيضا فرص للتواصل مع إدارة ترامب والعمل معھا لشرح قضایا المسلمین في الداخل، ومحاولة التأثير ما أمكن على السياسة الخارجیة التي توثر على المسلمین في أنحاء كثيرة من العالم وخاصة الشرق الأوسط.
لمن ذهبت أغلب أصوات المسلمین في كارولينا الشمالية، الولایة المتأرجحة الأولى التي فاز بھا ترامب؟كانت ھناك آراء ومواقف كثيرة فیما یتعلق بمن ننتخب، ترامب أم ھاریس. فالكثير من المسلمین أرادوا معاقبة ھاریس لاشتراكها مع بایدن في مساندة إسرائيل غیر المشروطة إعلامیا واقتصادیا وسیاسیا في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشیوخ في غزة ولبنان.
وأيضا ھناك عدد من المسلمین لم ينتخبوا ترامب وانتخبوا مرشحة حزب الخضر جیل شتاین.
ما رأیك في تعیینات ترامب لإدارته الجديدة؟ وھل سیكون لھا تأثیر على وضع المسلمین في أميركا؟بعض ترشيحات ترامب لوزارات مختلفة تثير القلق بین المسلمين الأميركيين. فمثلا ترشيحه لوزارة الدفاع یدعو للقلق بسبب تحیّزه الأعمى لإسرائيل حسب تصریحات سابقة له. وكمواطن أميركي فأنا قلق أيضا من ترشيح آخرین مثل مات غیتس لتولي وزارة العدل بسبب عدم توفرّ المؤھلات العلمية والعملية لدیه، بالإضافة إلى الفضائح الأخلاقية التي أجبرته أخيرا على التخلي عن الترشح للمنصب.
أعتقد أنه من الخطأ أن ننتظر من ھاكابي أي حل عادل للفلسطینیین، فهو حسب تصریحاته السابقة، لا یعترف بدولة فلسطينية على أرض فلسطين، ولا یعترف بحل الدولتين.
مسلمون كثر صوتوا لترامب سواء عقابا للدیمقراطیین بسبب موقفهم من الحرب على غزة أو لاعتقادهم بأنه الوحيد الذي يمكنه وقف الحرب. ما رأیك في ھذه الإستراتيجية؟ وھل ترامب قادر فعلا على إيقاف الحرب؟أعتقد أن أي رئيس أميركي ترامب أو غیره یستطیع وقف الحرب في غزة وفي أوكرانيا بسبب قوة الولایات المتحدة الأميركية الاقتصادية والعسكرية والسیاسیة.
وترامب في ھذه الحالة قال إنه سیوقف الحرب في الشرق الأوسط وأيضا في أوكرانيا في أقرب وقت، وھذا طبعا ممكن، ولكن السؤال مقابل ماذا؟ أعتقد أن تحيّزه لإسرائيل سیستمر، وھذه سیاسة أميركية ثابتة بصرف النظر عن هوية الرئيس.
ما التغییرات السیاسیة الرئیسیة في إدارة ترامب التي سیكون لھا تأثیر مباشر على المسلمین محليا ووطنیا؟لا أعتقد أن ھناك ما یدعو للقلق من أیة تغییرات قد توثر سلبا على المواطنين المسلمین في أميركا إلا إذا حدثت حرب شاملة وغیر متوقعة في الشرق الأوسط.
كیف ترى صعود التطرف الیمیني وكراھیة الإسلام في سیاق رئاسة ترامب؟ ھل ساھم خطابه في تشجيع جماعات الكراھیة وخلق مناخ من الانقسام؟أعتقد أن ترامب في خطاباته أثناء الحملة الانتخابية أدى الي خلق مناخ انقسام مجتمعي، لیس فقط ضد المسلمین ولكن ضد جنسيات أخرى أيضا. لذلك فمن الضروري الانفتاح على باقي مكونات المجتمع الأميركي وفتح قنوات الحوار مع ممثلي الديانات الأخرى لأن المعركة لن تكون معركة المسلمين وحدهم.
كيف ترى دور المسلمین الأميركیین في السياسة بعد فوز ترامب بفترة رئاسیة ثانیة؟یجب على المسلمین في أميركا أن یتّحدوا ويكونوا قوة سیاسیة ولیس مؤسسات خيرية فقط، وأن یدافعوا عن حقوق المسلمین ھنا في أميركا ویكونوا أیضا أداة لشرح القضایا الإسلامیة للسیاسیین وصناع القرار الأميركي.
برأیك، كیف یمكن للمسلمين الأميركیین الاستعداد للمعارك السیاسیة المستقبلية، خاصة في مناخ سياسي مستقطب؟ وما الدور الذي یجب أن یلعبه القادة المجتمعیون في ھذه الجھود؟أفضل استعداد ھو أن نتحد ونكوّن اتحادا عاما یشمل الجمیع من جمعيات واتحادات ومؤسسات مختلفة في المجتمع الإسلامي الأميركي.
السياسيون یتأثرون بشيئين وھما المال وعدد الناخبین. ونحن كمسلمين وعرب لدینا المال والعدد وعلینا أن نعمل جاھدین ونعتمد على أنفسنا ھذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، علینا عقد تحالفات مع جھات غیر إسلامية ومنظمات أخرى صدیقة تساندنا ونساندها في قضايانا المشتركة.
علینا أيضا أن نستخدم الإعلام بكل أنواعه لشرح قضايانا ومواقفنا للشعب الأميركي والحكومة، على كل مستویاتھا المحلیة والفدرالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسلمین فی أمیرکا على المسلمین من المسلمین فوز ترامب أعتقد أن فی ھذه
إقرأ أيضاً:
الرسوم الجمركية الصينية تشعل الحرب التجارية مع أمريكا.. ماذا قال ترامب؟
الرسوم الجمركية الصينية.. قالت لجنة التعريفات الجمركية بمجلس الدولة الصيني في بيان لها، أمس الجمعة، إن بكين رفعت التعريفات الجمركية الانتقامية على الواردات الأمريكية من 84% إلى 125%.
وأشارت الصين إلى أنها لن تزيد تعريفاتها الجمركية على السلع الأمريكية إلى ما يزيد عن 125٪ الحالية، وفقًا لبيان صادر عن متحدث باسم وزارة التجارة.
وفي هذا الصدد، قال متحدث المجلس الصيني: لقد أصبح فرض الولايات المتحدة المتتالي للتعريفات الجمركية المرتفعة بشكل مفرط على الصين مجرد لعبة أرقام، دون أي أهمية اقتصادية حقيقية، إنها تكشف فقط عن ممارسة الولايات المتحدة المتمثلة في تسليح التعريفات الجمركية كأداة للتنمر والإكراه، مما يحول نفسها إلى مزحة.
وشدد على أنه، إذا أصرت الولايات المتحدة على مواصلة لعبة الأرقام هذه بـ التعريفات الجمركية، فلن تنخرط الصين لما يحدث، مؤكدا أنه إذا استمرت واشنطن في الإضرار بشكل كبير بمصالح الصين، فستتخذ بكين تدابير مضادة بحزم وتقاتل حتى النهاية.
الرئيس الصيني شي جينبينغوتحدث الرئيس الصيني، شي جينبينغ، عن تصاعد الصراع التجاري مع الولايات المتحدة أمس الجمعة، حيث قال إن بلاده ليست خائفة، وذلك في أول تعليق علني له على الموضوع، وفقًا لما نشرته قناة CCTV الرسمية.
ونقلت القناة الصينية على لسان شي جينبينغ، تأكيده أنه لا رابح في حرب الرسوم الجمركية، وأن معارضة العالم لن تؤدي إلا إلى العزلة الذاتية.
وأضاف: لأكثر من 70 عامًا، اعتمدت تنمية الصين على الذات والعمل الجاد ولم تعتمد قط على هبات الآخرين، ولم تخشَ قط أي قمع ظالم، وبصرف النظر عن كيفية تغير البيئة الخارجية، ستظل الصين واثقة، ومركزة، ومُركزة على إدارة شؤونها الخاصة بكفاءة.
وفي السياق، امتدح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الصيني شي جين بينج، واصفا إياه بالقائد الذكي للغاية رغم رفع بكين للرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، وفقا لما نقلته شبكة الـ«CNN» الأمريكية.
وقال ترامب على متن طائرة الرئاسة وهو في طريقه إلى مار آلاجو: الصين دولة كبيرة وعظيمة، إنه قائد جيد للغاية، قائد ذكي للغاية، إنه شكل مختلف من القيادة، إنه شكل مختلف من الحكومة، لكنهم بالتأكيد عظماء.
الرئيس الصيني وترامبوأضاف ترامب: لطالما كنت على وفاق مع الرئيس شي، وكانت بيننا علاقة جيدة، جيدة جدا»، معبرا عن اعتقاده أن «شيئا إيجابيا» سيخرج من الحرب التجارية مع الصين.
وردًا على سؤال لأحد الصحفيين عما إذا كان يرغب في أن تجلس الصين على طاولة المفاوضات أو ما إذا كان مرتاحا للرسوم الجمركية الحالية، أجاب ترامب: أنا مرتاح للغاية، أعني، بصراحة، أنا مرتاح للغاية الآن
التصعيد الجمركي المتبادل بين الصين والولايات المتحدةوأدى التصعيد الجمركي المتبادل بين الصين والولايات المتحدة، إلى انهيار الأسواق العالمية، فيما أثيرت المخاوف من وقوع ركود عالمي، وفي حين سارعت عدة دول للتفاوض مع ترامب، ردت الصين بشكل انتقامي، برفع الرسوم على الواردات الأمريكية، في وجه ما وصفته بـ«التنمر الأحادي الجانب» من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الصيني، علق أمس الجمعة، على الإجراءات الأمريكية ضد الصين، قائلا إن بلاده ليست خائفة، مؤكدا على أن الحرب التجارية لا يوجد بها رابح، ولن يؤدي السير ضد العالم إلا إلى العزلة الذاتية، على حد تعبيره.
اقرأ أيضاًالصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة 125%
وول ستريت جورنال: إدارة بايدن تناقش رفع الرسوم الجمركية على بعض السلع الصينية
الخارجية الصينية: الرسوم الجمركية الأمريكية نموذج للأحادية والتنمر الاقتصادي