لجريدة عمان:
2025-03-05@02:05:47 GMT

تهديدات من الفضاء تقلق الأرض!

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

تهديدات من الفضاء تقلق الأرض!

في مساء الرابع من سبتمبر 2024 اقترب كويكب صغير لا يتعدى قطره المترين يدعى (2024 RW1) من الأرض ودخل الغلاف الجوي ليحترق فوق سماء جزيرة لوزون الفلبينية وتسقط بعض أجزائه في البحر، ورغم أن الحدث قد يبدو عاديا إلا أن ما يبدو غير عادي هو أن هذا الكويكب اكتشف قبل عشر ساعات فقط قبل دخوله الغلاف الجوي للأرض وبالتالي فهو يطرح سؤالا حول مدى قدرتنا (بما نملكه من تقنيات رصد متقدمة) من كشف الأخطار المحيطة بكوكب الأرض والقادمة من الفضاء قبل حدوثها بوقت يسمح لنا بأخذ الاحتياطات المناسبة لتجنب الكوارث التي قد تسببها هذه الأخطار أو التقليل منها في حال حدوثها؟

في هذا المقال نسلط الضوء على بعض الأخطار التي تهدد الحياة على كوكب الأرض ومدى قدرتنا على التنبؤ بها قبل وقوعها وهل يمكن لبعض هذه الأخطار أن تدمر الحياة على هذا الكوكب.

خطر الكويكبات والمذنبات

تعد الكويكبات أحد مكونات النظام الشمسي والتي يعتقد أنها تشكلت قبل 4.5 مليار سنة أي في الفترات الأولى لتكون النظام الشمسي. وتدور الكويكبات في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري ويبلغ حجمها من عدة أمتار إلى مئات الكيلومترات غير أن كتلتها مجتمعه لا تعادل كتلة القمر.

تخرج بعض هذه الصخور عن مدارها وينتهي بها الأمر أحيانا في مسار تصادمي مع الأرض، وتسمى هذه الصخور الفضائية المسافرة بالنيازك.

وعلى امتداد الحقب الزمنية المختلفة شكلت النيازك خطرا كبيرا على الأرض إذ يعتقد العلماء أن نيزكا كبيرا اصطدم بالأرض تسبب في انقراض الديناصورات قبل حوالي 66 مليون سنة في نهاية العصر الطباشيري، وهذا الحدث وإن كان واحدا فقط من الاحتمالات العديدة التي يطرحها العلماء (البعض يرجح أن تغيرا مناخيا أو انفجارا مستعرا أعظم تسبب في الانقراض الذي حد في أواخر العصر الطباشيري) إلا أن تكراره ليس بالأمر المستبعد، ففي 30 يونيو عام 1908 شهدت مقاطعة كراسنويارسك الروسية انفجار نيزك في الغلاف الجوي بقوة 12 ميجا طن تقريبا (أي ما يعادل ألف ضعف القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما)، ورغم أن هذا الانفجار وقع في منطقة نائية إلا أنه خلّف دمارا هائلا في الأشجار بلغ حوالي 80 مليون شجرة على مساحة 2150 كيلومترا مربعا من الغابات، وفي عام 2013 تكرر الحدث ولكن بدرجة أقل حيث انفجر نيزك قدّر العلماء قطره بحوالي 19 مترا فوق مدينة تشيليابنسك الروسية وأدى إلى إصابة أكثر من 1400 شخص نتيجة تحطم زجاج المنازل وواجهات المحلات. ورغم أن العلماء يعتقدون أن هناك علاقة عكسية بين قطر النيزك واحتمالية اصطدامه بالأرض بحيث إنه كلما كان قطر النيزك كبيرا قلت نسبة اصطدامه بالأرض بمعنى أن جرما بحجم 20 مترا أكثر احتمالية من الارتباط بالأرض من جرم آخر قطره 100 متر إلا أن وقوع اصطدام مشابه لما حدث في مقاطعة كراسنويارسك في أي منطقة أخرى مكتظة بالسكان ستكون أضراره كارثية على هذه المنطقة وربما على الأرض بشكل عام.

ولا يستبعد العلماء خطر المذنبات فبسبب حجمها الكبير وسرعتها العالية، تحتوي هذه الأجرام على طاقة هائلة، قد تؤدي إلى دمار واسع يشبه ما يسببه الكويكب، وبالتالي فإن سيناريو الاصطدام يعد كارثيا إذا أضفنا إلى ما سبق التركيب الكيميائي الذي يحتوي على بعض الغازات ذات التركيب السام، كما أن هذا الاصطدام قد يصاحبه حرائق وبراكين وموجات مد تسونامي وربما يؤدي إلى تأثيرات مناخية طويلة الأمد. وتبقى نسبة اصطدام المذنبات ضئيلة جدا إذ يقدر العلماء أن مذنبين فقط ارتطما بالأرض قبل ملايين السنوات وذلك بسبب الحماية التي يوفرها كوكبا المشتري وزحل.

انفجارات شمسية خطرة

رغم أن الشمس تشكل مصدر الحياة على الأرض، إلا أن التوهجات الشمسية الضخمة قد تكون خطيرة إذا كانت قوتها هائلة. فمثل هذه التوهجات قد تتسبب في عواصف مغناطيسية تدمر شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات، مما قد يؤدي إلى انهيار تكنولوجي شامل. كما يمكن أن تؤثر التوهجات الشمسية الضخمة أيضًا على الغلاف الجوي بطرق تهدد الحياة. وربما يكون حدث كارينجتون أو (Carrington Event) عام 1859أكبر مثال على ذلك، إذ يُعد هذا الحدث أكبر عاصفة مغناطيسية مسجلة في التاريخ، حيث تسبب هذا الانفجار الشمسي الضخم في انبعاث كتلي إكليلي ضخم وصل إلى الأرض خلال 17 ساعة فقط، مما أطلق عاصفة مغناطيسية قوية، كما أدى إلى اشتعال الحرائق في أنظمة التلغراف في أوروبا وأمريكا الشمالية، وأدى إلى انقطاعات ضخمة في الاتصالات. كما تم تسجيل مشاهدات لأضواء الشفق القطبي بوضوح في مدارات منخفضة لم تسجل فيها مشاهدات للشفق القطبي من قبل ويذكر الدكتور حسن باصرة نقلا عن مخطوطات تاريخية أنه تمت رؤية أضواء الشفق القطبي بوضوح في مكة المكرمة خلال نفس الفترة التي حدثت فيها هذه العاصفة الشمسية الكبيرة.

وليست التوهجات الشمسية الخطر الوحيد القادم من الشمس إذ إن الشمس وإن كانت تصنف كونها نجما متوسط العمر إلا أن العلماء يعتقدون أن هذا النجم سيفقد مخزونه من الهيدروجين المشتعل في مركزه ويتحول بعدها إلى عملاق أحمر حيث سيتوسع مداره ليبتلع الكواكب الداخلية (عطارد والزهرة والأرض والمريخ).

ومما يصعب التنبؤ بهذا الأمر أن الإشعاع القادم من الشمس والذي يستغرق 8.3 دقيقة ليصل إلى الأرض لا يعطينا فكرة دقيقة عن التغير الذي يحدث في نواة الشمس خاصة إذا ما علمنا أن الفوتونات تحتاج ما بين 10000 إلى 100000 عام لتقطع رحلتها من نواة الشمس إلى سطحها، لذلك فإن الضوء الذي نراه اليوم قادما من الشمس تكّون قبل عشرات أو مئات الآلاف من السنين وعلى هذا فإن التنبؤ بأي تغير يحدث أو حدث لن نستطيع معرفته إلا بعد مرور فترات طويلة. وبتالي فوصول الشمس إلى مرحلة العملاق الأحمر لن يكون محسوبا للبشرية وقد يحدث فجأة وبسرعة لينهي الحياة على هذا الكوكب في لمح البصر.

الأشعة الكونية

الأشعة الكونية عبارة عن جسيمات ذرية عالية الطاقة، وتشكل مصدرا رئيسيا للإشعاع الكوني الذي يتدفق نحو الأرض باستمرار، وتعد مكونا أساسيا للبيئة الفضائية، وتتألف من جسيمات مشحونة تشمل البروتونات، وأنوية الذرات، ونسبة ضئيلة من الإلكترونات. تأتي هذه الأشعة من مصادر متعددة في الكون، بدءًا من الشمس والأحداث الشمسية الكبيرة، وصولا إلى مصادر بعيدة وقوية خارج مجرتنا، مثل المستعرات العظمى (السوبرنوفا) والثقوب السوداء والنجوم النيوترونية. وبالرغم من أن الأرض محمية بشكل كبير من التأثير المباشر للأشعة الكونية بفضل الغلاف المغناطيسي والغلاف الجوي، إلا أن جرعات عالية من هذه الأشعة، خصوصا من المصادر القوية والقريبة مثل انفجار المستعرات العظمى، يمكن أن تترك تأثيرات ضارة على الكائنات الحية والبيئة. وتعد هذه المستعرات من الأحداث الفلكية الأكثر شدة وتدميرا في الكون؛ فهي تطلق كميات هائلة من الطاقة عند انفجار نجم ضخم في نهاية حياته، مما قد يولد أشعة كونية عالية الطاقة، وقد تصل هذه الطاقة إلى الأرض وتؤثر على بيئتها إذا حدثت في نطاق قريب نسبيًا (أقل من 30 سنة ضوئية).وتشير بعض الدراسات إلى الأرض تعرضت مرتين لانفجار مستعر أعظم حدث أحدهما قبل 3 ملايين عام في حين حدث الآخر قبل 10 ملايين عام، وتميل بعض هذه الدراسات إلى القول بأن السبب الرئيسي وراء انقراض الديناصورات هو التعرض للأشعة الكونية الناتجة من المستعر الأعظم الذي حدث في نهاية العصر الطباشيري.وحيث أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الأرض قد تتعرض لمثل هذا الانفجار بسبب بعدها عن النجوم التي وصلت إلى نهاية عمرها إلا أنه في حال حدوثه سيكون سببا في تدمير طبقة الأوزون وتعرض الكائنات الحية بشكل مباشر للأشعة الفوق بنفسجية وأشعة جاما التي ستقضي حتما على الحياة على هذا الكوكب علاوة على التغير المناخي الذي ستشهده الأرض.

إن المخاطر التي تهدد الحياة على هذا الكوكب كبيرة جدا ليس بأقلها الاحتباس الحراري الذي تشهده الأرض ويغير بشكل ملحوظ من مناخها ويعاني منه الملايين ويتوقع أن يكون تأثيره سيزداد في العقود القادمة إذا لم يسع الإنسان للحد من تأثيراته.

ومع أن الإنسان يسعى لدرء الكثير من هذه المخاطر وخاصة القادمة من الفضاء من خلال العديد من المهام والتجارب الفضائية كالمهمة (دارت) التي كانت تهدف إلى دراسة سبل حماية الأرض من الكويكبات الخطيرة من خلال حرف مسارها وهو ما حدث بالفعل في عام 2022 حيث نجح مسبار «دارت» في الاصطدام بالكويكب «ديمورفوس»، ومن ثم إزاحة الكويكب عن مساره في تجربة هي الأولى من نوعها. كما أن هناك نظم مراقبة تُمكن العلماء من مراقبة الأجسام القريبة من الأرض والتي قد تشكل خطرا علينا قبل حدوثه بوقت يسمح بأخذ التدابير للوقاية من هذا الخطر، غير أن ذلك لا يمنع من اقتراب العديد من الأجسام الفضائية من الأرض دون اكتشافها إما بسبب صغر حجمها أو أنها خافته لدرجة بحيث لا يمكن رصدها إلا قبل اصطدامها بالأرض بساعات معدودة وهذا ما يجعل منها تحديا يسعى العلماء إلى تجاوزه من خلال تطوير التقنيات وأدوات الرصد الحديثة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحیاة على هذا الکوکب الغلاف الجوی إلى الأرض من الشمس إلا أن أن هذا

إقرأ أيضاً:

جاهزية اليمن تقلق المؤسّسة الأمنية الصهيونية: صنعاء حاضرة في حسابات العدوّ كمعضلة

يمانيون./
كشفت وسائلُ إعلام عبرية، الاثنين، عن قلقٍ كبير لدى المؤسّسة الأمنية لكيان العدوّ الصهيوني بشأن تأكيدات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عن استعدادِ وجاهزية الجبهة اليمنية للتدخل عسكريًّا واستئناف الضربات على كامل الأراضي المحتلّة في حال انهيار وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك محاولة تطبيق مؤامرة تهجير الفلسطينيين، أَو التصعيد ضد لبنان، وأشَارَ إعلام العدوّ إلى أن الاحتلال لا يزال يعيشُ نفسَ حالة العجز وانعدام الخيارات في التعامل مع التهديد المتصاعد من اليمن، ويعوِّلُ على الدعم الأمريكي الذي أثبت هو أَيْـضًا فشله التام في تحييد ذلك التهديد أَو الحد منه.

ونشرت مجلة “إيبوك” العبرية تقريراً نقل عن مسؤولين أمنيين كبار في كيان العدوّ قولهم إنه: “بعد اتّفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس، الذي بدأ في 19 يناير، أوقف الحوثيون في اليمن هجماتهم على “إسرائيل”، لكنهم لم يختفوا من المشهد وهم مبتهجون بنجاحاتهم في مواجهة إسرائيل”.

وتطرق التقرير إلى تأكيدات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، المتكرّرة بشأن الاستعداد للتحَرّك عسكريًّا ضد كيان العدوّ والولايات المتحدة في حال انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة أَو محاولة المضي في خطة تهجير الفلسطينيين، أَو التصعيد ضد لبنان، بما في ذلك التأكيد الأخير الذي ذكر فيه القائد بوضوح أن “عودة الحرب ستعني عودة كامل كيان العدوّ تحت النار، بما في ذلك يافا المحتلّة”.

وأكّـد التقرير أن “تقييم المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية هو أن انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس، واستئناف القتال الإسرائيلي في قطاع غزة، سيؤدي إلى تجدد هجمات الحوثيين على إسرائيل” وفقاً لتعبير المجلة العبرية، في إشارة واضحة إلى إدراك قيادة كيان العدوّ لمصداقية تأكيدات السيد القائد وصرامتها.

لكن الأمر لا يقف عند وصول الرسالة بوضوح إلى قيادة كيان العدوّ، حَيثُ أكّـد التقرير أن “كبار المسؤولين في المؤسّسة الأمنية قلقون للغاية ويأخذون تهديدات الحوثيين المتكرّرة على محمل الجِد” بحسب تعبير المجلة، وهو ما يعني أن تأكيدات السيد القائد قد أعادت وضع كيان العدوّ في مواجهة المأزق الكبير الذي لم يستطع التعامل معه قبل وقف إطلاق النار والمتمثل في العجز التام عن التعامل مع الضربات اليمنية سواء على المستوى التقني والدفاعي، أَو على مستوى احتواء تأثيرات تلك الضربات والتكتم عليها، أَو على مستوى محاولة التأثير على القدرات اليمنية من خلال قصف اليمن، وكذلك على مستوى الاستعانة بالحلفاء والشركاء الإقليميين والدوليين؛ مِن أجلِ تقديم مساعدة فعالة.

وقد ذكّر تقرير المجلة العبرية في هذا السياق بأن ما وصفه بـ “القصف الإسرائيلي المكثّـف” على اليمن لم “يغير تصميم اليمنيين على مواصلة القتال ضد “إسرائيل” دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة وحزب الله في لبنان”.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمنيين في كيان العدوّ قولهم: إن صنعاء “لديها مواقف مستقلة” في إشارة إلى عدم جدوى محاولة الضغط عليها عن طريق جهات أُخرى.

وفي السياق نفسه نشر موقع القناة العبرية الثانية عشرة تقريراً تناولت فيه تأكيدات السيد القائد بخصوص الاستعداد للعودة الفورية إلى القتال ضد العدوّ عند أي تصعيد ضد غزة أَو لبنان، مُشيرًا إلى أن “هذا التهديد يشمل استئناف إطلاق الصواريخ على “إسرائيل”، وتشديد الحصار البحري على الممرات الملاحية في البحر الأحمر إلى ميناء إيلات”.

وأكّـد التقرير أن “إسرائيل لا تتجاهل التهديد الذي يشكله الحوثيون، وهي تدرك أن تجدد القتال في غزة سيؤدي إلى إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وربما بأعداد أكبر” وهو ما يعكس إدراك قيادة كيان العدوّ لحجم الخطر المباشر والاستراتيجي الذي تمثله جبهة اليمن، كما يشكل اعترافاً ضمنيًّا بفشل كُـلّ المحاولات السابقة لردع صنعاء أَو التأثير على قرار انخراطها في الصراع.

وتشير هذه المعلومات بشكل واضح إلى أن معادلة “الاستعداد والجاهزية للتدخل” التي رسخها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كعنوان رئيسي لدور الجبهة اليمنية في مرحلة وقف إطلاق النار، لها تأثير مباشر وأَسَاسي على حسابات العدوّ فيما يتعلق بالعودة إلى التصعيد.

ومما يؤكّـد هذا فاعلية التأثير، ما نقلته كُـلٌّ من مجلة “إيبوك” والقناة العبرية الثانية عشرة، عن مصادرَ أمنية صهيونية بشأن الاستعداد “الإسرائيلي” لمواجهة التدخل اليمني في حال عودة الحرب، حَيثُ ذكرت تلك المصادر أن “إسرائيل ستحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة في حال تجددت الهجمات من اليمن” وأن إدارة ترامب “ستزيد من هجماتها” ضد اليمن، وذلك بالإضافة إلى شن اعتداءات “إسرائيلية” جديدة.

وبرغم أن كيان العدوّ يحاول أن يظهر من خلال ذلك أنه جاهز لكل الاحتمالات، فَــإنَّه في الواقع لا يثبت سوى استمرار انعدام خياراته الفعالة في التعامل مع الجبهة اليمنية، فقد أثبت خيار الاعتماد على الولايات المتحدة فشلًا ذريعًا في حماية كيان العدوّ وملاحته البحرية من الضربات اليمنية على مدى 15 شهراً، وكان اضطرار جيش العدوّ إلى شن عمليات عدوانية مباشرة ضد اليمن تتويجًا واضحًا لهذا الفشل، ومشاركة فاضحة فيه، حَيثُ لم تفشل العمليات “الإسرائيلية” في تغيير الوضع فحسب، بل كشفت عن عجز عملياتي وتكتيكي واستخباراتي كبير يعاني منه كيان العدوّ فيما يتعلق بالتعامل مع جبهة اليمن، وكانت الاعترافات الرسمية وغير الرسمية بذلك العجز أكبر من أن يتم التغطية عليها بأية تضليلات، ولم تتوقف حتى بعد وقف إطلاق النار.

وفيما يبدو أن العدوّ يعتمد على فرضية اختلاف نهج إدارة ترامب عن سابقتها في التعامل مع اليمن، فَــإنَّ هذه الفرضية تتجاهل حقيقة أن هزيمة الولايات المتحدة في البحر الأحمر، وفشل عملياتها العدوانية الجوية، ومحاولاتها للتحشيد الإقليمي والدولي ضد اليمن، لم يكن متعلقاً بمنهج إدارة بايدن، بقدر ما كان متعلقًا بتفوق القوات المسلحة اليمنية على أدوات ووسائل الردع والضغط الأمريكية، ونجاح صنعاء في بناء معادلات ردع استباقية وحاسمة ضد الأدوات الإقليمية التي تعول عليها الولايات المتحدة في التصعيد.

وبعبارة أُخرى: إن مُجَـرّد وجود ترامب في البيت الأبيض لن يكون المعجزة التي ستجعل حاملات الطائرات والمدمّـرات الأمريكية فجأة قادرة على تجنب الضربات الصاروخية والجوية اليمنية، أَو ستجلب من العدم المعلومات الاستخباراتية التي يفتقر إليها الجيش الأمريكي و”الإسرائيلي” في اليمن، وحتى إن تمكّن ترامب من دفع أنظمة إقليمية للتصعيد، فَــإنَّه لن يتمكّن من ضمان نجاحها في تحقيق الأهداف التي سبق أن فشلت في تحقيقها على مدى عقد من الزمان، بما في ذلك أثناء ولايته الأولى.

ووفقاً لذلك، فَــإنَّ خلاصة ما تقوله التقارير العبرية الجديدة هو أن كيان العدوّ غير قادر على الخروج من حالة العجز عن التعامل مع الجبهة اليمنية، وأن الأخيرة قد أصبحت حاضرة في كُـلّ حسابات العدوّ كمشكلة لا حَـلَّ لها.

المسيرة

مقالات مشابهة

  • داخل المستشفى.. ملك قورة تقلق جمهورها بسبب آخر صورة لها
  • بعد 9 أشهر.. رائدا فضاء عالقان يقتربان أخيراً من العودة إلى الأرض
  • جاهزية اليمن تقلق المؤسّسة الأمنية الصهيونية: صنعاء حاضرة في حسابات العدوّ كمعضلة
  • تحديات الصيام في الفضاء
  • متى يحل الربيع؟.. موعد نهاية فصل الشتاء
  • العلماء يتوقعون زيادة نشاط الشمس في مارس
  • اختراع صيني نووي غير مسبوق يضع العلماء في حالة ذهول ويقرب العالم من طاقة نظيفة غير محدودة
  • “فلكية جدة”: مشاهد فلكية مميزة تتزامن مع شهر رمضان المبارك
  • "كوكبات الشتاء".. مشاهد فلكية مميزة تتزامن مع شهر رمضان
  • فلكية جدة: مشاهد فلكية مميزة تتزامن مع شهر رمضان المبارك