5 حقائق مطموسة عن رابعة.. لماذا أخفى الانقلاب تقرير تقصي الحقائق؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
كشف تقرير حقوقي عن أحداث مذبحة "رابعة"، التي وقعت قبل 10 سنوات، قيام السلطات المصرية بطمس حقائق رئيسية من التقرير النهائي للجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق" والذي تسلمه آنذاك رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي.
التقرير نشرته المبادرة المصرية للحقوق والحريات بالتزامن مع مرور 10 سنوات على مذبحة رابعة العدوية والنهضة تحت عنوان "طمس الحقائق من الأوراق الرسمية لعملية فض اعتصام رابعة"، وتضمن توصية رئيسية بضرورة "إعادة فتح هذا الملف".
ودعا التقرير إلى أن يكون التحقيق بواسطة لجنة مشكلة من قضاة تحقيق تأمر باستدعاء الشهود ممن عاصروا هذه الأحداث ومن المسؤولين، حتى يقف الجمهور على الحقيقة، وحفاظا على وحدة الوطن، وعدم تحول هذا الانقسام السياسي إلى انقسام مجتمعي ينذر بالخطر على وحدة الدولة".
وتطرق التقرير، الذي حصلت المبادرة على نسخة سرية منه ولم تنشره السلطات، إلى خمس حقائق رئيسية طمسها الملخص التنفيذي لتقرير اللجنة القومية، والذي أكد على أنه "لا تشك لجنة تقصي الحقائق في أنه كان من الممكن إنهاء تجمع رابعة دون أن تسال كل هذه الدماء".
الحقيقة الأولى: استخدام قوات الأمن للذخيرة الحية بشكل عشوائي وغير متناسب.
الحقيقة الثانية: اختيار المسؤولين طواعية فض التجمع في وقت قصير بكلفة بشرية أعلى، واستبعادهم بدائل أخرى بخلاف استخدام القوة.
الحقيقة الثالثة: كان العدد الأكبر من ضحايا الفض من المدنيين الأبرياء الذين كانوا على الأرجح من المتظاهرين السلميين.
الحقيقة الرابعة: عملية تخصيص ممر آمن قد فشلت وأن "الممر الآمن" لم يكن ممرا ولا آمنا.
الحقيقة الخامسة والأخيرة: الدعوة إلى تشكيل لجنة قضائية للتحقيق واستدعاء الشهود ممن عاصروا هذه الأحداث ومن المسؤولين عنها.
وفي يوم 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، استقبل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وفد "اللجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق في الأحداث التي واكبت أحداث 30 حزيران / يونيو وما أعقبها من أحداث"، والتي كانت فترة عملها قد انقضت قانونيا قبلها بيومين.
تواطؤ القضاء والسلطات التنفيذية
وفي سياق تعليقه على التقرير، قال المستشار محمد سليمان رئيس محكمة سوهاج الأسبق وأحد رموز تيار الاستقلال القضائي، إن "طمس الحقائق جرى منذ اللحظات الأولى حيث لجأ الإعلام والصحافة إلى تشويه وشيطنة الاعتصام واختلاق الأكاذيب من أجل تبرير قتل المتظاهرين، وكان كشف التقرير كاملا يدين السلطات بشكل واضح".
وأكد في حديثه لـ"عربي21" أن "السلطات القضائية المسيسة في مصر بما فيها النيابة والقضاء، تتحمل المسؤولية كاملة عن تجاهل التحقيق في المذابح التي ارتكبتها قوات الجيش والشرطة ليس في رابعة والنهضة فحسب بل في عموم البلاد".
ورأى المستشار سليمان أن "النظام نشر الجزء الذي يريد أن يروج له للناس، وطمس الجزء الأكبر من الحقائق، وهو لا يخشى العواقب، ولا يريد محاسبة من أحد لأنه هو المسؤول الأول عن الجرائم والمجازر التي ارتكبت في طول البلاد وعرضها ولا تزال ترتكب، وهو يؤكد أن الدولة لا تعتزم فتح هذا الملف مجددا، ولكن لا يمكن أن تغيب العدالة طوال الوقت".
لماذا بقى التقرير طي الكتمان؟
اعتبر المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أحمد العطار، أن ما تم الكشف عنه هو فيض من غيض، قائلا: "وثقت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية كل هذه التجاوزات التي تصل إلى جرائم حرب، وقد وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها أبشع مذبحة ضد متظاهرين في العصر الحديث، لذلك آثر النظام عدم نشره ".
وبشان أهمية هذا التقرير، أكد في حديثه لـ"عربي21": أن "مثل هذا التقرير المستقل يعزز جميع الروايات التي سردتها كل المنظمات المستقلة بأن ما جرى من استخدام مفرط للعنف ضد معتصمين سلميين يجب ان يقدموا للعدالة وأن يقتص منهم، وأن تعاد الأمور إلى نصابها، ولكن هذا الأمر لن يتم إلا في وجود نظام حكم ديمقراطي حقيقي في مصر".
ولكن العطار أشاد بدور المنظمات الحقوقية المستقلة "رغم مرور 10 سنوات على عملية الفض في توثيق ما جرى في هذا اليوم الذي غابت فيه الشمس على جثث ضحايا مئات المتظاهرين الأبرياء الذين خذلتهم قوات الجيش والشرطة واعتدوا عليهم بدلا من حماية حقوقهم في التظاهر".
وتوقع الحقوقي المصري أن "يظل الباب مفتوحا طوال السنوات القادمة في توثيق كل ما يتعلق بمذبحة رابعة، خاصة أنها حظيت بتغطية واسعة من الداخل، حيث كان هناك عشرات الصحفيين والكاميرات التي وثقت لحظات الاقتحام لحظة بلحظة وقتل المعتصمين بدم بارد، وتوثيق حرق مكان الاعتصام وجثث الضحايا كما لو كانوا في محرقة".
ويجمع سياسيون وحقوقيون على أن مذبحة "رابعة" التي ارتكبها النظام الانقلابي ضد المعتصمين السلميين احتجاجا على عزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، أسست لولادة نظام قمعي جديد، أو ما بات يعرف بجمهورية الخوف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المصرية السيسي قتل مصر السيسي قتل مجزرة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
لماذا يطالب بريطانيان باعتقال رئيس الإنتربول الإماراتي الجنسية؟
طالب مواطنان بريطانيان، تم اعتقالهما سابقًا في الإمارات، بإلقاء القبض على رئيس الشرطة الدولية (الإنتربول) اللواء أحمد ناصر الريسي، الذي يحمل الجنسية الإماراتية، خلال زيارته للمملكة المتحدة، الاثنين، للمشاركة في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية.
وكانت السلطات الإماراتية قد اعتقلت الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، والبريطاني من أصل سوداني علي عيسى أحمد في عامي 2018 و2019 على التوالي.
واعتُقل هيدجز بشكل مفاجئ في مطار دبي أثناء مغادرته البلاد بعد انتهاء رحلة بحثية له في 5 أيار/مايو 2018 بتهمة "التجسس"، قبل أن تفرج عنه أبوظبي لاحقًا بعد ستة أشهر من الاعتقال مقابل كفالة مالية.
وقال هيدجز، الذي سافر إلى الإمارات لأغراض أكاديمية في إطار سعيه للحصول على درجة الدكتوراه، إنه تم توقيفه في المطار وأودع في حبس انفرادي، حيث تعرض للاستجواب وأُعطِيَ أدوية بالإكراه خلال فترة احتجازه.
بعد شهرين من الإفراج عن هيدجز، اعتقلت السلطات الإماراتية مواطنًا بريطانياً آخر، هو علي عيسى أحمد، بسبب ارتدائه قميص كرة قدم يحمل شعار المنتخب القطري، وهو ما اعتبرته أبوظبي "جريمة يعاقب عليها بالحبس لفترة طويلة والغرامة المالية الكبيرة"، في ظل الأزمة الخليجية المستمرة مع قطر.
وأثار تعيين الريسي احتجاجات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين اعتبروا أن انتخابه يسيء إلى مهمة المنظمة. كما أشار نشطاء، أثناء ترشيحه، إلى التمويل الكبير الذي تتلقاه المنظمة من الإمارات.
ففي عام 2020، تبرعت الإمارات بمبلغ 54 مليون دولار للإنتربول، وهو ما يعادل تقريبًا المساهمات المطلوبة من جميع الدول الأعضاء في المنظمة، التي بلغ عددها 195 دولة، والتي كانت 68 مليون دولار في ذلك العام.
بعد ثلاثة أشهر من انتخابه، فتح الادعاء العام الفرنسي تحقيقًا أوليًا اتهم فيه الريسي بممارسة "التعذيب" وارتكاب "أعمال همجية" بحق هيدجز وعيسى.
وعند وصوله إلى مدينة ليون، حيث يقع المقر الرئيسي للإنتربول، استدعى قاض فرنسي الريسي لاستجوابه في حزيران/ يونيو 2023، لكنه لم يحضر.
منصب شرفي
كانت منظمات حقوق الإنسان قد اتهمت الريسي بممارسة التعذيب بعد ترشحه لمنصب رئيس الإنتربول، معبرة عن مخاوفها من احتمال استغلال الأنظمة القمعية للمنظمة.
كما وُجهت اتهامات إلى أبوظبي باستغلال نظام "النشرات الحمراء" الذي يصدره الإنتربول لملاحقة المشتبه بهم، في إطار اضطهاد المعارضين السياسيين.
تُعنى المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، المعروفة باسم "الإنتربول"، بمكافحة الجرائم على مستوى العالم. يُعتبر منصب رئيس الإنتربول منصبًا شرفيًا، حيث يتولى الأمين العام للمنظمة إدارة شؤونها اليومية.
وحسبما ذكرت الإنتربول، فإن "الأمين العام هو المسؤول عن الأمور اليومية"، بينما يشغل الرئيس منصبًا غير مدفوع الأجر وغير متفرغ، وتتمثل مهمته الأساسية في رئاسة الجمعية العامة وثلاث جلسات للجنة التنفيذية كل عام.
وأوضحت المنظمة أن رئيسها "يتولى مهام رسمية بدوام كامل في بلده وليس مقيماً بشكل دائم في ليون"، وفق ما أفادت به وكالة "فرانس برس".
كما أكدت أن جميع الأعضاء، بما في ذلك الرئيس، يستفيدون من الامتيازات والحصانات خلال أداء وظائفهم داخل المنظمة، لكن هذه الامتيازات لا تشمل شؤونهم الشخصية.