كيف أثرت السردية الدينية حول نهاية العالم على فوز ترامب؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
تناول مقال نشره موقع "كاونتربانتش" تحت عنوان "خارج الحدود.. ولكننا بحاجة للحديث عن ذلك"، الانتقادات المستحقة للديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، مسلطا الضوء على أثر ما وصفه بالسردية الدينية حول نهاية العالم على نتائج الانتخابات.
وأشار كاتب المقال بوب توبر، إلى دور الصحافة في التطبيع مع سلوك المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إلى جانب التحيز الواضح لبعض مؤسسات الأخبار، خاصة قناة "فوكس نيوز" التي اعترفت مؤخرا بتقديم معلومات مضللة للجمهور.
كما سلط الضوء على وسائل الإعلام الرقمية غير المنظمة التي تلاعبت بالرأي العام، ونشرت كما هائلا من المعلومات المضللة. واعتبر الكاتب أن أحد العوامل الحاسمة التي غالبًا ما يتم تجاهلها هو تأثير الدين في السياسة الحديثة.
وشدد على أهمية فهم هذا الدور من خلال النظر إلى الانقسام السياسي في الولايات المتحدة باعتباره صراعا بين الفكر الوضعي والمعتقد المسيحي واسع الانتشار.
ويشير الكاتب في مقاله إلى تعليق المؤلف ويليام بيرنشتاين في كتابه "أوهام الحشود"، مؤكدا أن فهم حالة الاستقطاب الراهنة في المجتمع الأمريكي يتطلب إدراكًا عميقًا للسردية الدينية المتعلقة بـ"نهاية العالم"، التي تتوقع المجيء الثاني للمسيح.
ووفقا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن 39% من البالغين الأمريكيين يعتقدون أن البشرية تعيش في زمن "نهاية العالم"، ما يبرز التأثير العميق لهذه الرؤية على توجهات المجتمع والسياسة الأمريكية.
نظرية التدبير الإلهي
يطرح الكاتب فكرة أن نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة يمكن تفسيرها كحالة من الهستيريا الجماعية. ورغم صعوبة قياس مدى تأثير نظرية "التدبير الإلهي" على سير الانتخابات، فإن الهواجس المرتبطة بـ"نهاية العالم" تقدم إجابة مؤلمة على السؤال: لماذا انتخب الشعب الأمريكي رئيسًا يواجه انتقادات حادة من خصومه؟
ويرى الكاتب أن الأصوليين الأمريكيين ينظرون إلى العالم كمعركة أزلية بين الخير والشر، بين الله والشيطان، وبين فضائل الإيمان المسيحي وشرور الليبرالية العقلانية.
في هذا السياق، استغلت خطابات حملة دونالد ترامب هذه المخاوف، مصورة الديمقراطيين كرمز للشر الداخلي. ووفق هذه الرؤية، تتضاءل الانتقادات الموجهة لشخصية ترامب، حيث يُنظر إليه كأداة في يد الرب، مما يجعل عيوبه الشخصية مسألة ثانوية في إطار هذه الدراما الروحية، حسب المقال.
الأصوليين المسيحيين وهوية الجمهوريين
ويشير المقال إلى تحذيرات الجمهوري المحافظ باري غولدووتر عام 1994 بشأن نفوذ الأصوليين المسيحيين داخل الحزب الجمهوري.
وقال غولدووتر آنذاك: "صدقوني، إذا سيطر هؤلاء الوعاظ على الحزب الجمهوري – وهو ما يسعون إليه بكل تأكيد – فستكون هذه مشكلة خطيرة للغاية. بصراحة، هؤلاء الناس يخيفونني. السياسة والحكم يتطلبان التسويات، لكن هؤلاء المسيحيين يعتقدون أنهم يتصرفون باسم الله، لذا فهم غير قادرين على التنازل أو التسوية. أعلم ذلك، لأنني حاولت التعامل معهم."
قبل 25 عاما، بدأ الوعاظ الإنجيليون بالتأثير داخل الحزب الجمهوري، مستهدفين قضايا مثل الإجهاض والعلاقات المثلية.
في البداية، رحب الجمهوريون التقليديون بدعم الإنجيليين دون تبني خطابهم. إلا أن الوضع تغيّر تدريجيًا، حيث بات اليمين المسيحي يهيمن على الحزب، مما طمس القيم المحافظة التي دافع عنها غولدووتر والقيم الأمريكية الأساسية مثل الحرية والمساواة والديمقراطية، وفقا للمقال.
ويرى الكاتب أن مخاوف غولدووتر تحققت بالكامل، حيث أصبح الحزب الجمهوري أشبه بحزب ديني ثيوقراطي متنكر في ثوب الحزب الجمهوري التقليدي.
تحديات الفصل بين الكنيسة والدولة
ويؤكد المقال موقع "كاونتربانش" أن احترام الفصل بين الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة، واحترام الخصوصيات الدينية، يظل أمرًا واقعًا. ومع ذلك، أصبح انتقاد المعتقدات الدينية أمرًا محظورًا، خاصة مع تحول أحد الفصائل الدينية إلى حزب سياسي.
ويشير الكاتب إلى أنه لم يعد مقبولًا التكيف مع هذه الظاهرة، خصوصًا عندما تتعارض معتقدات هذا الفصيل مع القيم الأساسية للأمة، مثل الحرية والمساواة والديمقراطية. ويشدد على أن كل مواطن أمريكي ملزم بحماية الدستور والدفاع عنه، بما في ذلك القيم التأسيسية التي يضمنها.
ويضيف أن الدين الذي يهاجم هذه القيم لا ينبغي أن يُستثنى من النقد. وكما يرفض الأمريكيون تطبيق "الشريعة"، يجب عليهم رفض أي نسخة دينية أخرى تهدد النظام القانوني والديمقراطية.
فعندما تجعل المعتقدات الدينية النظام الديمقراطي التمثيلي غير قادر على الحكم، فإن المقاومة تصبح ضرورة.
ويختتم الكاتب بقوله: "بينما لا يمكن الاستهانة بنحو 39% من الأمريكيين الذين يعتقدون أننا نعيش في نهاية العالم، عليهم أن يدركوا أن هذه نهاية العالم مجرد أسطورة. قد يحترمها المسيحيون المؤمنون، لكنها تظل خيالًا، تمامًا كما تقبلوا حقيقة أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس."
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية نهاية العالم ترامب الحزب الجمهوري امريكا الحزب الجمهوري ترامب نهاية العالم المسيحية الدينية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الجمهوری نهایة العالم
إقرأ أيضاً:
الأقليات في أوغندا تواجه مخاوف متزايدة مع توقف المساعدات الأمريكية
عقب أصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإغلاق الوكالة الرئيسية للحكومة لإيصال المساعدات الإنسانية إلي البلدان الأخري، تسبب في خروج العديد من سوق العمل.
فيقول الناشط الأوغندي في مجال حقوق LGBTQ بيوس كينيدي، هو واحد من العديد من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم الذين عاطلون عن العمل فعليا .
تقدم شبكة Africa Queer Network غير الربحية حيث يعمل المشورة لأعضاء مجتمع LGBTQ في أوغندا وتتلقى معظم تمويلها من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
إلى جانب خمسة موظفين دائمين آخرين ، تلقى كينيدي رسالة تأمرهم بوقف العمل على الفور في نهاية يناير بعد أن أمر ترامب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بوقف معظم عملها.
كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واحدة من أكثر الوكالات تضررا حيث تستهدف إدارة البيت الأبيض الجديدة وفريق خفض الميزانية التابع لإيلون ماسك البرامج الفيدرالية التي يقولون إنها مهدرة أو لا تتماشى مع أجندة محافظة.
قال كينيدي: "سيقوم بعض المانحين الآن بسحب الموارد لأنهم كانوا يتلقون أيضا من سلال التمويل المماثلة لتقديم منحة فرعية لنا".
وفقا لكينيدي ، فإن تخفيضات التمويل تعني عكس سنوات من المكاسب في البلاد، موضحًا بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت أكبر ممول لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية حيث يتلقى نحو 20 مليون شخص خدمات الأدوية والاختبار من خلال المنظمات المرتبطة بها.
وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل التمويل الأمريكي، شدد كينيدي على التأثير الفوري على الأفراد المعرضين للخطر في أفقر المجتمعات في العالم، مستنكرا أن الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي ليس لديهن مكان يلجأون إليه للحصول على الدعم الطبي أو النفسي.
كما أنه قلق بشأن تأثير الظروف الأكثر صرامة على طالبي اللجوء.
بعد أن أصدرت أوغندا العام الماضي أحد أكثر القوانين قمعا لمكافحة المثلية الجنسية في العالم ، كان ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها ملاذ آمن لأفراد مجتمع LGBTQ +.
لكن كينيدي يخشى الآن من أن الأشخاص المثليين + المعرضين للتهديد في أوغندا لن يكونوا قادرين على طلب اللجوء هناك.
وقال: "أنا لا أنظر إلى هذا على أنه قضية أثرت على أوغندا أو أثرت على شرق إفريقيا ، إنها قضية أثرت على المواطنة العالمية".