البيئة المحيطة وتأثيرها على العادات
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
#البيئة_المحيطة وتأثيرها على #العادات
م. #أنس_معابرة
ذكرت في بداية هذه السلسلة أن العادات تحدث بقيادة من العقل الباطن الذي يسعى إلى الراحة، وأن يقلل كمية الطاقة التي يستهلكها قدر الامكان، ولكن هل تؤثر البيئة المحيطة بنا على عاداتنا؟ أو لنطرح السؤال بشكل آخر؛ هل تدفعنا البيئة المحيطة بنا إلى الاقدام على عادات واستبعاد أخرى من سجلات عقولنا وممارساتنا اليومية؟
الجواب هو نعم بلا شك، ولكن كيف ذلك؟ يكون تأثير البيئة المحيطة بنا كبير لأنها تحتوي على الإشارة التي تدفعنا إلى العادات، فأنا أجد نفسي أتوقف كل يوم أمام أحد المقاهي لشراء كوب القهوة، لأن هذا المقهى يقع في طريقي إلى العمل، وأجد أنني أتوجه لشراء المنتجات ذاتها من مركز التسوّق، لأنها تكون في طريقي أثناء مروري وحركتي داخل المركز.
تخيل الفرق في أن يكون مكان الثلاجة في الممر أو بجانب غرفة الجلوس، وبين أن تكون في الركن البعيد من المطبخ! لو كانت الثلاجة في طريقنا فسنفتحها وننظر بداخلها كلما ممرنا من أمامها، بل ستلتقط كأساً من العصير أو قطعة من الحلويات أو حبة من الفاكهة، وربما يتطور الأمر من مرور عابر إلى وجبة شبه كاملة، وهو ما قد يؤثر على وزننا بعد مدة من الزمن.
إذا كنت تجلس في مكان مخصص للعب البلايستيشن أو غيرها من الألعاب، فلن تستطيع أن تدرس أو تقرأ في ذلك المكان، فهو مبرمج داخل العقل مكاناً للعب وليس للدراسة. وبالمثل فإن مكان القراءة لا يصلح أن يكون مكاناً للنوم، ومكان النوم لا ينفع للعمل، وهكذا.
لذلك أنصح الناس دائماً بمحاولة تخصيص ركن لكل فعالية ونشاط في المنزل مهما كان المكان ضيقاً، فزاوية تضم كرسياً مريحاً وانارة معتدلة هو مكان مناسب للقراءة، وزاوية أخرى مع جهاز أو اثنين لممارسة الرياضة هو كل ما تحتاجه لجسم رشيق.
وتساعدنا البيئة أحياناً على اكتساب العادات أو التخلص منها، فبإمكانك منع التدخين في الغرفة التي تجلس بها عادة، أو حتى داخل السيارة، وبإمكانك استبدال طبق الحلويات الشهية المغري الموضوع على الطاولة بطبق من الفاكهة، وبإمكانك أيضاً تغيير مكان الثلاجة لتكون بعيدة عن الممر، حتى لا نغرس رؤوسنا بها كل كلما مررنا من أمامها.
وحتى تتخلص من الوجبات الجاهزة أو الاسراف في شراء القهوة؛ حاول أن تتجنب المرور من أمام تلك المحلات، أو حتى من أمام المكان الذي تُعرض فيه الحلويات والسكريات في المولات.
لاحظ كيف تضع مراكز التسوق الحلويات والواح الشوكولاتة ذات الألوان البرّاقة عادة عند طاولة الدفع، لماذا؟ هناك حيت يترك الأطفال عادة لمدة مع الوقت امام تلك المنتجات المغرية، ويطلبونها من أولياء أمورهم، ويحقق مركز التسوّق غايته في بيع تلك المنتجات.
كما أنه قد يخصص ركناً للعروض، ويضع فيه المنتجات التي تحقق له القدر الأكبر من الأرباح، وليس المنتجات الأرخص بالطبع كما تعتقد، لذلك إذا أردت أن تشتري شيئاً؛ عليك أن تبحث عن الأنواع المختلفة وأن تقارن الأسعار والجودة جيداً، ولا تسقط في فخ العادات التي يراهن عليها خبير التسويق.
خلاصة تأثير البيئة على عاداتنا هو أنه يجب عليك أن تغير من البيئة التي تحيط بك بحيث تساعدك على اكتساب العادات الحسنة والابتعاد عن العادات السيئة. وإذا كان الأمر خارجاً عن سيطرتك مثل مواقع محلات القهوة والوجبات الجاهزة ومحلات الحلويات وبيع السجائر؛ عندها حاول أن تغير من سلوكك أو طريقك بحيث تغير من البيئة، كتغيير الطريق مثلاً لتجنب المرور من امامها، والسقوط في فخ اغرائها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: البيئة المحيطة البیئة المحیطة
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف عادات تحمي من الاكتئاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توصلت دراسة حديثة إلى أن تبني سبع عادات صحية يومية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير.
تشمل هذه العادات النوم الجيد، ممارسة النشاط البدني، التواصل الاجتماعي، الامتناع عن التدخين، تقليل استهلاك الكحول، اتباع نظام غذائي صحي، وتقليل فترات الجلوس المتواصل، والنمط الصحي ليس مجرد وسيلة للوقاية من الاكتئاب، بل أداة فعالة لتحسين جودة الحياة. من خلال تبني عادات صحية يومية، يمكننا بناء حياة نفسية أكثر استقرارًا ومواجهة التحديات بمرونة أكبر.
وتبرز “البوابة نيوز” تلك العادات التي كشفتها الدراسة التي نشرت في medicalnewstoday:
نمط الحياة أهم من الوراثة:
أظهرت الدراسة أن العادات الصحية قد تكون أكثر تأثيرًا من العوامل الوراثية في الوقاية من الاكتئاب.
وأشارت الباحثة باربرا سهاكيان، أستاذة الطب النفسي بجامعة كامبريدج، إلى أن الحمض النووي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، إلا أن تحسين نمط الحياة قد يلعب دورًا أكبر في تقليل هذا الخطر.
وأضافت أن تبني عادات مثل النوم الجيد والتواصل الاجتماعي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحة الأفراد النفسية.
العادات السبع الوقائية:
1. نظام غذائي صحي
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
3. الامتناع عن التدخين
4. تقليل استهلاك الكحول
5. التواصل الاجتماعي المتكرر
6. الحصول على نوم كافٍ (7-9 ساعات يوميًا)
7. تقليل فترات الجلوس المتواصل
تحليل بيانات واسعة:
فحص الباحثون بيانات من بنك المعلومات الحيوية في المملكة المتحدة شملت 290,000 شخص على مدار 9 سنوات.
ومن بين المشاركين، عانى 13,000 شخص من الاكتئاب، وتم تصنيف المشاركين إلى ثلاث مجموعات حسب مدى اتباعهم لهذه العادات: غير مواتية، متوسطة، ومواتية.
• الأشخاص في الفئة المتوسطة كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 41%.
• الأشخاص في الفئة المواتية كانوا أقل عرضة للإصابة بنسبة 57%.
النوم: العامل الأكثر تأثيرًا:
أظهرت الدراسة أن النوم الكافي (7-9 ساعات) يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 22%.
ويُعزى ذلك إلى أن النوم يساهم في التخلص من السموم المرتبطة بالتدهور المعرفي، مثل ألزهايمر، ويساعد على تحسين التحكم في المشاعر.
تأثير العادات الأخرى:
• النظام الغذائي الصحي: تقليل الخطر بنسبة 6%.
• النشاط البدني المنتظم: تقليل الخطر بنسبة 14%.
• تقليل فترات الجلوس: تقليل الخطر بنسبة 13%.
• الامتناع عن التدخين: تقليل الخطر بنسبة 20%.
• التواصل الاجتماعي المتكرر: تقليل الخطر بنسبة 18%.
• تقليل استهلاك الكحول: تقليل الخطر بنسبة 11%.
أهمية التواصل الاجتماعي:
أظهرت الدراسة أن التواصل الاجتماعي المتكرر كان من أهم العوامل الوقائية ضد الاكتئاب المتكرر.
وجهة نظر علم النفس:
أكدت كارين أوسيلا، أستاذة الطب النفسي في جامعة ستانفورد، أن الإخلال بالعادات الصحية يمكن أن يزيد من سوء الحالة المزاجية.
وأشارت إلى أن العلاج السلوكي المعرفي يركز على إعادة هيكلة الأفكار السلبية لمساعدة المرضى في تحسين طرق التفكير لديهم.
كما أكدت أن الاكتئاب من أكثر الحالات النفسية شيوعًا وقابلية للعلاج بوسائل متعددة، مثل الأدوية، العلاج السلوكي، والتنفس الدوري.