فعاليات شتاء ثمريت تمزج بين الترفيه والتراث
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
تتواصل فعاليات الشتاء الترفيهية التي ينظمها ويشرف عليها مكتب والي ثمريت خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 10 ديسمبر وسط الأجواء الشتوية المميزة التي تشتهر بها ولاية ثمريت في هذا الوقت من العام. وتهدف هذه الفعاليات إلى إيجاد أجواء مميزة للعائلة مليئة بالمرح والترفيه والفعاليات التراثية لتجمع بين الماضي العريق والحاضر المبهج بالتزامن مع احتفالات سلطنة عمان بالعيد الوطني ٥٤ المجيد، وتتضمن الفعاليات مجموعة متنوعة من الأنشطة تلبي اهتمامات مختلف الأعمار، منها الألعاب الكهربائية والهوائية التي تمنح الأطفال والكبار تجربة ممتعة، بالإضافة إلى العروض البهلوانية والشخصيات الكرتونية التي تضفي لمسة من الفرح والحيوية على أجواء الحدث، كما تتاح الفرصة للزوار للاستمتاع بتشكيلة واسعة من الأطعمة والمشروبات عبر المطاعم والمقاهي الموجودة في الموقع.
تتميز فعاليات الشتاء بمزيج من الأنشطة الثقافية والفنية تضفي طابعًا فريدًا على الأجواء، إذ تقدم الفرق الشعبية عروضًا حية تعكس التراث العماني الأصيل، بينما تضفي السهرات الفنية نكهة خاصة على الأمسيات الشتوية، كما يشهد الحدث تنظيم "بازار الشتاء"، الذي يمثل فرصة مميزة للتسوق من مجموعة واسعة من المنتجات المحلية والحرف اليدوية، وتكتسب هذه الفعاليات أهمية اقتصادية كبيرة، حيث تسهم في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ يوفر البازار منصة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع المحلية لعرض منتجاتهم والترويج لها، وتدعم الاقتصاد المحلي من خلال تمكين الأسر المنتجة والحرفيين من الوصول إلى جمهور أوسع، مما يسهم في نمو أعمالهم وفتح آفاق جديدة لتطوير مشاريعهم.
تُقام الفعاليات في الساحة العامة أمام الأسواق على الطريق العام المؤدي لمحافظة مسقط بولاية ثمريت، لتكون وجهة سهلة للوصول إليه للعائلات والزوار من داخل وخارج الولاية، حيث يعد هذا الحدث فرصة للاستمتاع بالأجواء الشتوية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
د. الشيماء المشد تكتب: الهوية والتراث.. كيف نستثمر القيم الثقافية لتحقيق النجاح؟
في عالم مليء بالمنافسة والابتكار، تتطلع العلامات التجارية إلى بناء روابط أعمق وأكثر ديمومة مع جمهورها. وإحدى الاستراتيجيات التي أثبتت نجاحها في تحقيق هذا الهدف هي تسويق القيم الثقافية، حيث يلتقي التراث بالحداثة ليخلق تجربة ذات معنى وأصالة.
التراث الثقافي ليس مجرد ماضٍ محفوظ في الذاكرة، بل هو جزء حي من هوية المجتمع. وعندما تقوم الشركات بتوظيف هذا التراث بذكاء، فإنها تقدم للعملاء أكثر من مجرد منتج؛ إنها تمنحهم تجربة تعكس جذورهم الثقافية. ويمكننا أن نرى ذلك في المنتجات التي تستلهم تصميمها من الزخارف التقليدية أو في الخدمات التي تعكس القيم المحلية، ما يعزز شعور المستهلكين بالفخر بثقافتهم ويساهم في إحياء التراث.
لكن العلاقة بين القيم الثقافية والتسويق تتجاوز المظاهر الخارجية. إنها تشمل أيضًا تبني قيم أصيلة مثل التوازن والاستدامة، وهي مفاهيم لطالما شكلت جزءًا من الحكمة الشعبية. عندما تطلق الشركات حملات تستلهم هذه القيم، فإنها لا تعزز صورتها ككيان مسؤول اجتماعيًا فقط، بل تسهم في إحداث تأثير إيجابي يدوم لدى جمهورها.
ويمثل التعاون مع الحرفيين المحليين والمجتمعات الثقافية أحد أنجح أساليب تسويق القيم الثقافية. مثل هذه الشراكات لا تضيف فقط لمسة أصيلة إلى المنتجات، بل تدعم أيضًا الاقتصاد المحلي وتحافظ على التراث من الاندثار. وعندما تشارك العلامات التجارية في مبادرات كهذه، فإنها تبني علاقة قائمة على الثقة المتبادلة مع جمهورها وتخلق قيمة تتجاوز الربح المادي. وبالطبع، هناك تحديات تفرضها هذه الاستراتيجية. أبرزها ضرورة التعامل مع التراث باحترام وأصالة بعيدًا عن الاستغلال التجاري. فالاستهتار بالقيم الثقافية قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين العلامة التجارية وجمهورها. لذا، فإن الفهم العميق للثقافة المحلية والبحث الدقيق يعدان خطوات أساسية قبل اعتماد هذه القيم في التسويق.
في النهاية، تسويق القيم الثقافية ليس مجرد صيحة عابرة، بل هو استثمار في المستقبل. عندما تصبح هذه القيم جزءًا أصيلًا من هوية الشركة، فإنها تجذب العملاء وتعزز ولاءهم. إنها رسالة تعكس التزام الشركات بالحفاظ على الهوية الثقافية وبناء عالم أكثر استدامة، حيث يتلاقى التراث مع الابتكار لخلق تجربة فريدة ومؤثرة.