"السلام عليك يا أخي".. السيد المسيح الافتراضي يستمع لاعترافات وهموم زوار كنيسة سويسرية
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
ويبقى السؤال هل هي "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون؟ أم أنهم في الحقيقة يعلمون جيدًا ما يفعلونه؟"
في سابقة فريدة من نوعها، تستقبل أقدم كنيسة في لوسيرن، سويسرا، زوارها بطريقة غير تقليدية؛ حيث يجدون أنفسهم أمام صورة ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل السيد المسيح، لتكون جزءا من تجربة الاعتراف الحديثة التي تمزج بين التكنولوجيا والروحانية.
تعاونت كنيسة القديس بطرس في لوسيرن مع مختبر أبحاث الواقع الافتراضي بجامعة HSLU لتقديم هذا التركيب الفني التجريبي، الذي يثير تساؤلات عميقة حول الفرص والتحديات التي قد تنجم عن توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الروحية.
ويتيح المشروع لزوار الكنيسة الحوار مع صورة ثلاثية الأبعاد للسيد المسيح، التي تستقبلهم بعبارة: "السلام عليك يا أخي" (دون اعتبار لجنس الشخص). وتشجعهم الصورة على البوح بما يشغل قلوبهم أو يثقلها.
يحمل هذا العمل الفني التجريبي عنوان "الإله في الآلة" (Deus in Machina)، وهو تصميم مشترك بين فيليب هاسلباور وأليوسا سموليك من مركز الواقع الغامر في جامعة هوكشوليه لوزيرن، وماركو شميد، عالم اللاهوت في كنيسة القديس بطرس.
وعلق ماركو شميد على التركيب قائلاً: "يشير العنوان إلى العلم والحكمة الإلهية، وهو استفزاز متعمد يهدف لإثارة النقاش". وأضاف: "هذا المشروع قد يثير اهتمامًا خاصًا لدى الأشخاص الفضوليين، لا سيما أولئك الذين لا تربطهم علاقة قوية بالكنيسة، لتبادل الأفكار مع يسوع الذكاء الاصطناعي".
ويهدف البرنامج إلى تشجيع التفكير النقدي بشأن حدود التكنولوجيا في سياق ديني. وأوضح الفريق أن اختيار غرفة الاعتراف لوضع التركيب جاء لأسباب عملية، حيث يسعى إلى خلق لحظات من الحميمية مع الصورة الثلاثية الأبعاد، مشددًا على أنه لا يُعتبر بديلاً عن التكفير التقليدي.
لمن يتساءل، فإن المحادثات مع "يسوع الذكاء الاصطناعي"، القادر على التحدث بـ100 لغة، لا تُعتبر اعترافات رسمية. وأوضح ماركو شميد في تصريح لموقع "سويس إنفو"، أن البرنامج تم تدريبه باستخدام الكتاب المقدس ونصوص لاهوتية متوفرة على الإنترنت، مما يفتح المجال لاحتمالية تقديم تفسيرات أو نصائح روحية قد لا تتماشى تمامًا مع تعاليم الكنيسة.
Relatedلوحة بورتريه آلان تورينغ باستخدام الذكاء الاصطناعي تباع بـ 1.32 مليون دولار في دار "سوذبيز" للمزاداتقواعد أمريكية جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في شبكات البنية التحتية بسبب الذكاء الاصطناعي.. ثلاثة ملايين وظيفة مهددة في بريطانياومع ذلك، أضاف شميد: ""في جميع الاختبارات التي أجريناها حتى الآن، كانت إجابات البرنامج تتماشى مع الرؤية اللاهوتية لكنيسة القديس بطرس".
ونظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على خوارزميات تم تطويرها من قبل أطراف ثالثة، يثير المشروع تساؤلات حول آلية اتخاذ القرارات التي تعتمدها هذه الأنظمة، بالإضافة إلى طبيعة النصائح الأخلاقية التي تقدمها.
الكنيسة تدرك هذه التحديات، وتخطط لاختتام المشروع في 27 نوفمبر بعرض نتائج التجربة ومناقشتها.
ورغم ذلك، لم يمنع هذا الانتقادات الحادة على الإنترنت، حيث اعتبر العديد من المعلقين الفكرة إما سخيفة أو مسيئة بشكل كبير.
وقال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ممازحا، "إذا لاحظت أنني غبت لبضعة أيام، ثم سمعت عن حريق في كنيسة في سويسرا، فمن المؤكد أنه لا علاقة لي به".
وقال مستخدم آخر متعجبًا: "أنا لست متدينًا جدًا، لكن أليس هذا يتعارض مع التعاليم؟"
وهنا يبقى السؤال "هل هي "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون؟ أم أنهم في الحقيقة يعلمون جيدًا ما يفعلونه؟"
المصادر الإضافية • Swissinfo
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في كتاب جديد.. البابا فرانسيس يتحدث عن إبادة جماعية محتملة في غزة في خطوة غير مسبوقة.. طهران تفتح معرضاً يضم أبرز لوحات الفن الغربي من بينها أعمال لبيكاسو وفان غوخ مساق أكاديمي عن بيونسيه في جامعة ييل.. الإرث الفني لمغنية البوب سيدرس للطلاب لتأثيره في قضايا عديدة الذكاء الاصطناعيمعرضكاثوليكيةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 ضحايا دونالد ترامب فلاديمير بوتين روسيا الحرب في أوكرانيا كوب 29 ضحايا دونالد ترامب فلاديمير بوتين روسيا الحرب في أوكرانيا الذكاء الاصطناعي معرض كاثوليكية كوب 29 ضحايا دونالد ترامب فلاديمير بوتين روسيا الحرب في أوكرانيا قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل بنيامين نتنياهو غزة الذکاء الاصطناعی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبلنا الرقمي؟ وما جانبه المظلم؟
وتحتل البيتكوين اليوم مكانة كأصل إستراتيجي في احتياطيات بعض الدول مدفوعة بثورة صامتة قادها الذكاء الاصطناعي.
وحسب حلقة (2025/4/30) من برنامج "حياة ذكية"، فإن الذكاء الاصطناعي ساهم بشكل كبير في رفع كفاءة عمليات تعدين البيتكوين بنسبة تصل إلى 30%، وفقا لبيانات جامعة كامبردج، مما أدى إلى تقليل استهلاك الطاقة ومعالجة أحد أبرز الانتقادات الموجهة لهذه الصناعة والمتعلقة ببصمتها الكربونية.
كما لعبت خوارزميات التعلم العميق دورا حاسما في تعزيز أمان المحافظ الرقمية، إذ تمكنت شركات مثل "تشين أناليسيس" من تطوير أنظمة قادرة على تتبع المعاملات الاحتيالية واسترداد مليارات الدولارات من الأصول المسروقة.
ولم يتوقف تأثير الذكاء الاصطناعي عند هذا الحد، بل امتد ليشمل تسريع المعاملات عبر تطوير شبكات التحويل السريع مثل شبكة البرق، مما جعل البيتكوين منصة أكثر مرونة لمختلف التطبيقات.
ودفع هذا التطور التقني بعض الحكومات مثل الولايات المتحدة إلى تغيير موقفها، إذ أعلن الرئيس دونالد ترامب إنشاء احتياطي إستراتيجي للبيتكوين يقارب 200 ألف بيتكوين.
ورغم هذا التحول الإيجابي فإن الحلقة أشارت إلى أن المخاطر لا تزال قائمة، فاختراقات المنصات الكبرى وسرقة الأصول الرقمية بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المغلقة تطرح تساؤلات بشأن الشفافية والاستقلالية.
إعلانكما يبرز سباق جيوسياسي صامت بين القوى الكبرى بشأن الهيمنة على هذا الأصل الرقمي الجديد، مما يحول البيتكوين من مجرد عملة مشفرة إلى أداة محتملة لإعادة صياغة موازين القوى العالمية.
البيانات الضخمة
وفيما يتعلق بمفهوم "البيانات الضخمة"، أشارت الحلقة إلى الحجم الهائل للبيانات التي تنتجها البشرية يوميا، والذي تضاعف 60 مرة مقارنة بعام 2010.
وتتميز الخصائص الرئيسية للبيانات الضخمة المعروفة بـ5 مواصفات أساسية تسمى "5 في إس"، وهي الحجم، والتنوع، والسرعة، والموثوقية، والقيمة.
وأحدثت البيانات الضخمة ثورة هائلة في 10 مجالات رئيسية، بسبب القيمة الكبيرة التي يمكن استخلاصها من تحليل هذه البيانات، وشملت هذه المجالات:
الرعاية الصحية: تحليل السجلات الصحية لتخصيص العلاج وتحسين التشخيص. تطوير الأدوية: تسريع التجارب السريرية واكتشاف علاجات جديدة. التنبؤ بالكوارث: تحليل البيانات الجوية والبيئية لتحسين دقة التنبؤات وتقديم إنذارات مبكرة. المواصلات: تتبع حركة المرور وتوجيه السائقين لتحسين الكفاءة وتقليل التلوث. مكافحة الجريمة: تحليل البيانات الجنائية للتعرف على أنماط الجريمة وتوجيه التحقيقات. التعليم: تقييم أداء الطلاب وتوجيههم بشكل فعال. الزراعة الذكية: تحسين ممارسات الزراعة وزيادة الإنتاج ومراقبة المحاصيل. تجربة العملاء: تحليل تفضيلات العملاء لتقديم منتجات وخدمات مناسبة. تقليل الهدر الغذائي: تحسين سلسلة التوريد لتقليل هدر الطعام. توجيه الاستثمارات: دراسة الأسواق وتحديد الفرص الاستثمارية.
التزييف العميق
ولم تغفل الحلقة عن الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي بسبب مخاطر تقنيات "التزييف العميق"، والتي أصبحت سلاحا خطيرا في يد المحتالين ومروجي الأخبار الكاذبة.
وكشف تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية ظاهرة مقلقة تتمثل في استغلال وجوه أشخاص حقيقيين يتم التعاقد معهم لتصوير مقاطع فيديو قصيرة مقابل مبالغ زهيدة، ثم تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعديل هذه المقاطع وجعل الشخصيات تقول أو تفعل أشياء لم تقم بها في الواقع.
إعلانوعرضت الحلقة أمثلة واقعية لأشخاص فوجئوا بظهورهم في مقاطع فيديو تروج لمنتجات صحية مشبوهة أو تسرد نبوءات كاذبة أو تدعم شخصيات سياسية مثيرة للجدل من دون علمهم أو موافقتهم.
وتطرح سهولة الوصول إلى هذه التقنيات وقلة الرقابة تحديات جدية بشأن مصداقية المحتوى الرقمي.
ولفتت الحلقة إلى ضرورة التشكيك فيما نراه ونسمعه عبر الإنترنت، والتحقق من مصداقية المعلومات، خاصة في زمن تنتشر فيه مقاطع الفيديو المزيفة بسرعة البرق عبر المنصات الرقمية.
الصادق البديري30/4/2025