في تصريحات جديدة تكشف عن عمق قلقها من التوجهات السياسية الحالية في الولايات المتحدة، أعربت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن مخاوفها العميقة من تأثير التحالفات السياسية والتجارية التي يشكلها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مع الملياردير إيلون ماسك على استقرار النظام الديمقراطي الأمريكي، هذه المخاوف جاءت على لسان ميركل في حديث مطول مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وذلك في إطار نشر مقتطفات من مذكراتها التي ستصدر الأسبوع المقبل.

فميركل التي قضت 16 عامًا في السلطة، تشير إلى أن تحولات القوة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى وأفراد مثل ماسك، قد تهدد التوازن الديمقراطي الذي بنيت عليه السياسات الأمريكية.

تصريحات ميركل

في أحدث تصريحات لها، كشفت ميركل عن قلقها العميق حيال العلاقات المتزايدة بين ترامب والشركات الكبرى في وادي السيليكون، لا سيما مع إيلون ماسك، مالك شركتي "تسلا" و"سبيس إكس".

وأكدت ميركل أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى تركيز السلطة الاقتصادية والسياسية في يد قلة من الأفراد، وهو ما قد يكون له تأثيرات خطيرة على استقرار الأنظمة الديمقراطية الغربية.

وقالت ميركل: "هناك تحالف واضح الآن بين ترامب وبعض الشركات الكبرى التي تتمتع بقوة هائلة من خلال رأس مالها الضخم"، مشيرة إلى أن هذه الشركات أصبحت تلعب دورًا متزايدًا في shaping السياسات الأمريكية.

وأضافت: كيف يمكن لشخص واحد أن يملك 60% من الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء؟، في إشارة إلى سيطرة ماسك المتزايدة على قطاع الفضاء، وهو ما يعكس قلقها من التأثير الكبير الذي قد يمارسه الأفراد ذوو القوة الاقتصادية الهائلة.

نفوذ ماسك

تشير ميركل إلى أن إيلون ماسك، الذي أصبح مؤخرًا أحد أقرب المقربين لترامب، قد يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة ترامب المقبلة. فقد كلف ترامب ماسك بمهمة حساسة تتمثل في قيادة إدارة كفاءة الحكومة، وهي إدارة جديدة تهدف إلى تقليص النفقات الحكومية، وهو الدور الذي يثير تساؤلات حول تضارب المصالح بين مهام ماسك التجارية وأدواره الحكومية.

هذا التحالف الوثيق بين ترامب وأحد أثرياء التكنولوجيا قد يعزز المخاوف من تأثير الشركات الكبرى على صنع السياسات العامة، خصوصًا مع وجود إمبراطورية تجارية ضخمة تحت يد ماسك.

في هذا السياق، أكدت ميركل أنه لا بد من وجود ضوابط مشددة من الحكومات لحماية التوازن بين القوى الاقتصادية والسياسية وضمان عدم استغلال الثروات الفردية لتوجيه السياسات لمصلحة فئة محدودة.

كما توضح ميركل أن هذه المسائل لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل تمثل تهديدًا محتملًا على الديمقراطيات حول العالم.

فكلما توسعت قوة الشركات الكبرى وارتبطت بشكل وثيق بالحكومات، زادت المخاطر على حرية الشعوب والنظام الديمقراطي، حيث يصبح من الصعب محاسبة الأفراد ذوي النفوذ الكبير.

لذلك أكدت ميركل أنه لا بد من العمل على ضمان رقابة دقيقة على الأفراد والشركات الكبرى لضمان عدم تكدس السلطة والثروة في أيدٍ قليلة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اقتصادية الأسبوع المقبل الاقتصادية الأسبوع الأمريكية الاقتصادي التحالفات السياسية التكنولوجي التحالفات التكنولوجيا الرئيس الامريكي المنتخب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الديمقراطي الأمريكي الديمقراطي

إقرأ أيضاً:

ميركل تكشف أزمة ترامب مع "السيارات الألمانية"

قالت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، الأحد، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب هدد خلال إدارته الأولى بفرض رسوم جمركية ضخمة على الاتحاد الأوروبي للتخلص من السيارات الألمانية في منهاتن بولاية نيويورك.

وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية للترويج لمذكراتها القادمة: "كان ترامب مهووسا بفكرة أن هناك، في نظره، عددا كبيرا جدا من السيارات الألمانية في نيويورك".

وأضافت: "لقد قال دائما إنه إذا أصبح رئيسا، فسيفرض رسوما جمركية مرتفعة جدا بحيث تختفي (السيارات الألمانية) من شوارع مانهاتن".

ونفت ميركل أن يكون لدى ترامب ضغينة شخصية ضدها، وقالت: "لا، في عينيه كنت أجسد ألمانيا"، وفقًا لما نقلته الصحيفة الإيطالية.

الرسوم الجمركية
والرسوم الجمركية هي ضرائب تفرض على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من دول أجنبية.

وخلال إدارته الأولى، فرض ترامب العديد منها على دول أخرى، وتعهد بإعادة تطبيقها في حال عودته إلى البيت الأبيض في عام 2025، ومن هذه المنتجات التي يخطط لفرض رسوم كبيرة عليها هي السيارات الأجنبية.

بحسب موقع "غو بانكينغ ريتس"، أدى هذا التهديد بفرض الرسوم الجمركية إلى انخفاض أسعار أسهم شركات صناعة السيارات الأجنبية بشكل حاد في صباح اليوم التالي لفوز ترامب، وفقًا لتقرير لقناة CNBC.

تراجعت أسهم الشركات الصينية والألمانية واليابانية بشكل ملحوظ، حيث استعد المستثمرون لانخفاض كبير في مبيعات السيارات الأجنبية داخل أميركا خلال السنوات القادمة، لأن الرسوم الجمركية تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

من يدفع ثمن الرسوم الجمركية؟
وفقا للموقع أشار العديد من منتقدي سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية (وكما حدث خلال ولايته الأولى)، عندما تُفرض رسوم جمركية على الشركات الأجنبية، فإنها تعوض الفرق المالي بزيادة أسعار منتجاتها.

وهذا يعني أنه إذا اضطرت شركات صناعة السيارات الأجنبية إلى دفع رسوم جمركية أعلى عند تصدير سياراتها إلى أميركا، فإنها سترفع أسعار تلك السيارات، مما يُلقي بالعبء المالي للرسوم الجمركية على المستهلكين الأميركيين.

لماذا يفرض ترامب الرسوم الجمركية؟
يرى الرئيس المنتخب أن هذه السياسة ستزيد من مبيعات السيارات الأميركية، بالإضافة إلى إجبار شركات صناعة السيارات على نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، مما سيعزز فرص العمل في قطاع التصنيع.

مقالات مشابهة

  • ما هي انعكاسات الدور المتنامي لإيلون ماسك على الدبلوماسية الأمريكية؟
  • رغم العلاقة بين ماسك وترامب.. أسهم تسلا قد تتراجع بنسبة 35%
  • سلطة دبي للخدمات المالية تتخذ ثمانية إجراءات تنفيذ عام 2024، و تغرم الأفراد و الشركات المخالفة
  • أنغيلا ميركل تكشف أسرار 16 عامًا من القيادة في مذكراتها الأولى
  • ماسك يهين ميركل: تعليق مثير للجدل بلفظ مرتبط بالدعارة!
  • مديرية حج كوردستان تحذر الشركات من جولات سياحية تخرق الرحلة المقدسة
  • بعد عودة ترامب.. كيف ستتعامل الصين مع متغيرات السياسة الأميركية؟
  • سحر طلعت: اعتماد ضوابط الحج خطوة مهمة لتلافي سلبيات الموسم السابق
  • ميركل تكشف أزمة ترامب مع "السيارات الألمانية"
  • للقضاء على السماسرة.. ضوابط جديدة لحماية الحجاج هذا العام