بعد نجاح التجربة بفاو بحرى..مزراعو قنا يتنافسون لزراعة أراضيهم بـ"البنجر"
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
تحقيق نتائج إيجابية لزراعة محصول البنجر، دفع الكثير من المزارعين في قرية فاو بحرى التابعة لمركز دشنا شمال قنا، إلى التنافس لزراعة أراضيهم بمحصول البنجر الجديد عليهم، لصالح مصنع أبوقرقاص، ليحل ضيفاً جديداً في أراضى قنا ويساهم في دعم جهود الدولة المصرية لزيادة كميات السكر، لتلبية الاحتياجات المتزايدة والحد من فاتورة الاستيراد.
تجربة زراعة البنجر بأراضى قنا، بدأت منذ 3 أعوام بزمام منطقة الياسينية بقرية فاو بحرى، على مساحات صغيرة، لكنها سرعان ما وصلت إلى 80 فدان، ومتوقع لها أن تصل ما بين 500 إلى 1000 فدان هذا العام، وفقاً لتوقعات شركة السكر، بعدما حقق المحصول نتائج طيبة للأراضى والمزارعين على حد سواء.
بدأنا التجربة منذ 3 أعوام
قال المهندس بسام محمد، مهندس بمصنع سكر دشنا ، تشتهر محافظة قنا بزراعة محصول قصب السكر، الذى تعد الأولى في انتاجه على مستوى الجمهورية، لكن من منطلق حرص شركة السكر وتنفيذاً لتوجيهات الدولة بضرورة زيادة كميات المنتجة من السكر، بدأنا نتوسع في زراعة محصول البنجر في كل المحافظات ومنها محافظة قنا التي تشهد تجربة جديدة لزراعة بنجر السكر بدأت منذ 3 أعوام، وتتزايد المساحة المنزرعة عاماً بعد آخر.
وتابع محمد، تجربة زراعة البنجر بدأت في زمام منطقة الياسينية التابعة لقرية فاو بحرى بمركز دشنا، بمساحة صغيرة إلى أن وصلت إلى 58 فدان، والمساحة في تزايد مستمر، بعدما شاهد المزارعين المزايا والفوائد التي تعود عليهم مادياً خلال فترة قصيرة مقارنة بمحصول القصب، حيث يحقق الفدان الواحد عائد مادى يمثل أضعاف ما ينفقه المزارع على الأرض، وهو ما دفع الكثير من المزارعين للاستفادة من المبادرة التي تقدمها شركة السكر لزراعة أراضيهم بالبنجر.
البنجر يمتص الأملاح الزائدة بالتربة
واستطرد محمد، فضلاً عن الفوائد التي تعود على الأرض الزراعية، بعد حصاد محصول البنجر، حيث يمتاز بقدرته الفائقة على امتصاص الأملاح الموجودة في التربة وتقويتها، لتكون على قادرة على زراعة أي محاصيل أخرى خلال بقية العام، وخاصة محصول القصب الذى يحتاج إلى تربة قوية تتحمل فترة بقاء المحصول في الأرض والتي تصل لعام كامل.
متوسط انتاج الفدان 58 طن
وأضاف مهندس شركة السكر، بأن أول تجربة لزراعة البنجر بزمام الياسنية، أنتجت 54 طن للفدان، والعام الماضى 58 طن للفدان بناتج سكر 20، وحقق مكاسب وأرباح مضاعفة للمزارعين، ونعتمد على 3 أصناف حتى الآن " حسام وهو صنف ألمانى، ينتج متوسط 58 طن، وتريبلى بمتوسط انتاج 54 طن، وBTS للأراضى التي تعانى من سوء صرف ويتم تجربته حالياً".
وأشار محمد، إلى أن زراعة محصول البنجر لا يهدف لإلغاء زراعة محصول قصب السكر، لكن الهدف استثمار المساحات الفارغة والجاهزة لزيادة الكمية المنتجة من السكر في البلد والمزارع شريكنا في هذا الأمر، كما أن زراعة البنجر تساهم في تهيئة الأرض لمحصول القصب، مضيفاً بأن الشركة تتحمل تكلفة نقل المحصول والمزارع لا يعانى من أي شيء في النقل أو صرف المستحقات التي تحول بشكل سريع في الحساب البنكى للمزارع.
محصول البنجر
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا البنجر دشنا محصول البنجر السكر زراعة البنجر محصول البنجر زراعة محصول شرکة السکر
إقرأ أيضاً:
إستلهام التجربة الكردية
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الدعوة الى إنشاء إقليم الجنوب ليست جديدة، وربما كان الحديث عن ذلك من أولويات قوى شيعية نافذة بعد التغيير. غير إن الأمور أخذت مسارا آخر بالرغم من دعوات مماثلة لإنشاء الإقليم السني ومركزه الأنبار غرب العراق. ذلك المسار إرتبط برغبة داخلية وموقف خارجي لم يدعم الفكرة، وكانت بعض الدعوات ماثلة لإنشاء إقليم البصرة، وتم توزيع صور لعلم مفترض للإقليم المقترح، وبينما كانت المشاكل السياسية والأمنية تعصف بالبلاد كان إقليم كردستان المقر دستوريا، والثابت واقعيا منذ العام 1991 يخطو بخطوات واثقة، ويتشكل وفقا لمعادلة سياسية وأمنية وإقتصادية تتماهى مع الحكم الفدرالي للدولة، وتتواصل مع الخارج بطريقة تنم عن قدرة على الإدارة، مع إنضباط عال في مؤسسات تشكلت وترسخت وأصبحت مثالا يحتذى به في مجالات عدة ناجحة.
وبين رؤيتين يتحرك الخطاب ويتمدد، وأولهما الداعم لفكرة إنشاء الأقاليم وفقا لمعادلة الدستور التي تتيح تشكيل إقليم من ثلاث محافظات، أو أكثر. والثانية نتيجة تفاعلات سياسية، وشعور بالغبن والتهميش. وبالرغم من دعوات السنة الى ذلك بإعتبار إنهم طرف ضعيف في معادلة الحكم بشعور التهميش، فإن الغربب إن الشيعة الذين دعا بعضهم الى إنشاء إقليم شيعي بعد التغيير مباشرة، عادوا وهم الأغلبية في الحكومة والبرلمان ليذكروا بتلك الرغبة القديمة التي رفضها الشيعة الرسميون بالرغم من إطلاقها من ناشطين وفاعلين سياسيين يرون إن الأمور لاتستقيم كما ينبغي في ظل الطريقة التقليدية للحكم، والتي يشكو من نتائجها أتباع الطوائف والقوميات المختلفة على قاعدة إن المشكلة في النظام الذي لم يعد مرغوبا فيه على الشاكلة التي هو عليها، وبالتالي لابد من تحديد الأولويات مجددا، والعمل عليها.
هل يمكن عد مايجري إستلهاما متأخرا للتجربة الكردية، أم هو شعور باليأس من الواقع الذي عاشه النظام السياسي التقليدي والذي ركز على مصالح فئوية، ولم يكن ممكنا الطمأنينة الى سلوك يرعى مصالح الجميع، وبين فساد وفوضى وتدخلات خارجية وعدم قدرة على أداء المهام كما ينبغي أصبح الحديث عن إنشاء أقاليم تستلهم التجربة الكردية ممكنا جدا ومفضلا ويحظى بأهمية فائقة ويلقى صدى في عديد المحافل السياسية والإعلامية ولذلك يبقى الحديث عن ذلك مرتبط حتما بنجاح التجربة في دول أخرى وفي كردستان تحديدا مع مايعيشه العراق من واقع معقد يتطلب حلولا لمشاكله ولتفادي تداعيات الأزمات المتكررة والتي تعيق التنمية على مستويات عدة في مجال الخدمات العامة والإقتصاد والرفاهية المجتمعية التي يتمناها الجميع.