إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
يُعد الروائي والكاتب والشاعر الأردني الفلسطيني إبراهيم نصر الله أحد أبرز الأصوات الأدبية الفلسطينية والعربية المعاصرة، بمزيج الواقعية التاريخية والخيال الأدبي المبثوث في رواياته، التي لا تؤرخ للقضية الفلسطينية فحسب وإنما تضفي عليها مسحة إنسانية عبر رواية القصة من منظور الإنسان لا منظور الإمبراطوريات.
في هذا الحوار مع "الجزيرة نت" يتحدث نصر الله عن روايته الجديدة "مصائد الرياح" وديوانه الشعري "مريم غزة"، فيقول عن روايته الجديدة إنها "تتحرّك في 3 أزمنة، زمن فلسطيني متقاطع مع الاستعمار البريطاني في الثلاثينيات من القرن الماضي، وزمن فلسطيني متقاطع مع زمن بريطاني في نهايات القرن العشرين، واختلاط الزمنين مع زمن ثالث، هو الزمن الراهن".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعراء في زمن السيولة التواصلية؟list 2 of 2مر كالنيزك وخلّف كل هذا الضجيج.. الغياب المدوي لتيسير السبولend of listووُلد نصر الله في عمان لأبوين فلسطينيين هُجِّرا من قريتهما بَريج (غرب القدس) عام 1948، وقد درس في مدارس وكالة الغوث وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس من مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين، ونُشر له حتى الآن قرابة 15 ديوانا شعريا و22 رواية، منها مشروعه الكبير "الملهاة الفلسطينية" المكون من 12 رواية تغطي أكثر من 250 عاما من تاريخ فلسطين الحديث، تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، وحظيت بجوائز ودراسات نقدية ورسائل جامعية عديدة.
في روايتك الجديدة "مصائد الرياح" دلالة رمزية، فأين تأخذنا في عملك الروائي هذا؟ وما الرسائل التي تقدمها من خلاله؟هذه الرواية تتحرّك في 3 أزمنة، زمن فلسطيني متقاطع مع الاستعمار البريطاني في الثلاثينيات من القرن الماضي، وزمن فلسطيني متقاطع مع زمن بريطاني في نهايات القرن العشرين، واختلاط الزمنين مع زمن ثالث، هو الزمن الراهن.
كما أن للخيول والمرأة والرياح حيزا واسعا في هذه الرواية، بما يعنيه اقتراب هذه العناصر وتقاطعها من خلال القضية الفلسطينية من إمكانية لتوليد المعاني والدلالات، إنها أشبه ما تكون بأسئلة متجددة عابرة لقضية تبحث عن إجابات تليق بعدالتها.
أما البعد الإنساني فيحضر عبر علاقات الحب التي ترتكز هذه الرواية في مسارها عليها، بما في كل ذلك من أسئلة فلسفية يمكن أن نقول إنها تتأمل العالم كله، والإنسان، لا في فلسطين وحدها، أو في منافي شعبها، بل في كل مكان.
بالنسبة إلى الرسائل التي تحملها الرواية لا يستطيع الكاتب أن يتحدث عن رسائله، فهذه مساحة مخصصة للقارئ والناقد، قد يلتقيان فيها وقد يختلفان، وقد يجدان جديدا يوسّع الرواية، أو عكس ذلك.
ضمن مشروعك الثقافي الممتد زمنيا "الملهاة الفلسطينية".. أين تجد هذه الرواية موقعها الإبداعي؟إنها رواية الأجيال الجديدة، الجيل الثالث والجيل الرابع، فلسطينيا، في منافيهما، ومكانهما ومكانتهما ودورهما في تحولات القضية الفلسطينية منذ نهايات القرن العشرين حتى اليوم، أي أنها بمعنى آخر رواية الأحفاد، وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها للأحفاد هذه المساحة الواسعة في الملهاة، بعد أن كُرست كثير من روايات الملهاة للأجداد والآباء.
لذا، وبشكل من الأشكال كانت رواية ملحة في هذا المسار السّردي الذي يستحق في اعتقادي أعمالا كثيرة تتأمله، خاصة أن مستقبل فلسطين مرهون بالأحفاد وما يمكن أن يقدموه، سواء عبر استمراريتهم في مواصلة نضال من سبقوهم أو في ابتكار أشكال أخرى من النضال، ونحن اليوم، كما كنا بالأمس أمام أجيال خلاقة.
مصائد الرياح رواية بقدر ما لها علاقة بفلسطين والأحفاد، كما أشرتُ، بقدر ما هي معنية بتشابك القضايا التي يوحدها الوجود الإنساني، أو تلتقي في هذا الوجود
كيف يطوّر الكاتب إبراهيم نصر الله مُنتجه الرّوائي؟ وما أدواتك إلى ذلك؟ وأين تجد أنك قدمت الجديد النوعي في "مصائد الرياح"؟بالتجربة والمعايشة الطويلة للفكرة وطبقاتها والخبرة وتعزيز الكتابة بروافد ثقافية متجددة، تسعى لهضم جديدِ العالم في الأدب والفنون والعمل التحضيري لكل عمل، وهناك تحضير دائما لأكثر من عمل في الوقت نفسه، بحيث يمكن القول إن بعض الأعمال مرّ على التحضير لها أكثر من 15 سنة أحيانا ولم تُكتب بعد، كما حدث من قبل مع أعمال أخرى مثل "ثلاثية الأجراس" 29 عاما، و"زمن الخيول البيضاء" 22 عاما، و"قناديل ملك الجليل" 15 عاما، وهذا يتيح لك أن ترى البشر والأحداث من زوايا متعددة ونامية، أو متوالدة، وحين ينضج عمل تماما، وأحس بأن ميلاده قد حان أبدأ بكتابته.
مصائد الرياح رواية بقدر ما لها علاقة بفلسطين والأحفاد، كما أشرتُ، بقدر ما هي معنية بتشابك القضايا التي يوحدها الوجود الإنساني، أو تلتقي في هذا الوجود، لكن هذه الرواية معنية باقتراحات فنية ومشروع فني له علاقة بالسرد وجوهر السّارد، وهو الرّاوي العليم، وهذا ما جعلها واحدة من "ثلاثية الراوي العليم".
في ظنّي أنه من الصعب جدا أن تكتب عملا أدبيا عن أي قضية وتقدم جديدا فيه إن لم يكن هناك اقتراح فني في داخله، و"مصائد الرِّياح" ربما تكون تمثيلا لهذا.
في ديوانك الجديد أيضا "مريم غزة" إنسان ومكان.. كيف نقرأ هذه المقاربة منذ الحرف الأول في هذا العمل الشعري؟وُلِد ديوان "مريم غزة" بعد 7 أكتوبر 2023، وصدر في أكتوبر من هذا العام، بالعربية، عن دار طباق في رام الله، وبالإنجليزية (عدد من قصائده) عن دار عالم الشعر في نيويورك، وبالنسبة لسؤالك عن الإنسان والمكان، ففي اعتقادي أنهما كيان واحد في غزة، خلال هذه الحرب العالمية التي تُشن عليها، وهذا واحد من أعظم وأعلى مراحل تجلي العلاقة بين الإنسان الفلسطيني ووطنه والوطن الفلسطيني وإنسانه.
هناك قول فلسطيني ورد في روايتي "أعراس آمنة" أو "أعراس غزة" حين تُرجمت، يقول "لقد خَلق الله الإنسان من تراب المكان الذي وُلِد فيه، وتراب المكان الذي سيموت فيه".
الإنسان في غزة يقول إنه خُلِق هنا ويموت هنا، والوطن يقول إنه خُلِق من هذا الإنسان أيضا.
الإنسان في غزة يقول إنه خُلِق هنا ويموت هنا، والوطن يقول إنه خُلِق من هذا الإنسان أيضا
مع ترجمة روايتك "زمن الخيول البيضاء" إلى اللغة التركية، كيف تُثري الترجمات إبداع الكُتّاب؟ وإلى أي مدى توصل قضيتك الثقافية ورسالتك الإبداعية إلى القراء؟هذه العام صدرت "زمن الخيول البيضاء" بالتركية والإسبانية والمقدونية، وترجمت إلى الفرنسية ولم تصدر بعد، وإضافة لزمن الخيول صدرت ترجمات لسبعة كتب أخرى بلغات مختلفة، لذا، فهي سنة الترجمة بالنسبة لكتبي، إذ لم يسبق أن صدر هذا العدد في عام واحد.
والحقيقة أنني انتظرت صدور الطبعة التركية لأن محاولات سابقة مع دور النشر كانت تتعثر بين حين وحين، بسبب أن الجزء الأول من الرواية يتحدث عن الحقبة العثمانية في فلسطين، لكن صدورها عن واحدة من أعرق دور النشر التركية، وبترجمة الدكتور مصطفى إسماعيل كان أمرا مهما بالنسبة لهذه الرواية.
من التجربة العامة التي تتعلّق بكتبي وغيرها من الكتب العربية، كما تتعلّق بكتب أخرى تُترجم إلى لغتنا العربية، فإن كل ترجمة هي ميلاد جديد للعمل الأدبي، ليس داخل اللغة نفسها فحسب، بل في داخل كل من سيقرأ هذا العمل الأدبي، وإذا أضفنا لذلك أن ما نكتبه صادر من داخل تجربة وطنية إنسانية تجاوز عمرها المائة عام، فإن ذلك أمر يضاعف أهمية فعل الترجمة.
في بداية الشهر الماضي وقّعتُ ديواني "فلسطيني"/مريم غزة، بترجمة الدكتورة هدى فخر الدين، في عدد من اللقاءات في أميركا، وقرأت منه، وكنت سعيدا ومتأثرا بالطريقة التي تمّ فيها استقبال القصائد، والسرعة التي نفدت فيها الطبعة الأولى، خلال 5 أيام فقط.
كل ترجمة هي ميلاد جديد للعمل الأدبي، ليس داخل اللغة نفسها فحسب، بل في داخل كل من سيقرأ هذا العمل الأدبي
كيف يمكن للكلمة أن تواصل معركتها في الصراع مع المحتل؟ ما عناصر قوتها؟ ومن أين تستمد صمودها؟تواصِل بإيمانك بالقضية التي تدافع عنها، وإيمانك بقوة الكلمات، وإيمانك بأن البشر يتأثرون ويُغيِّرون، وإيمانك بهذا الشعب الذي لم يستسلم.
هذا الشعب يواصل صموده رغم كل هذه التضحيات، لذلك من المرعب أن ترى بعض الكُتّاب يستسلمون تحت ذرائع كثيرة.
في الحكاية الفلسطينية لا توجد حلول وسطى، ولا مكان للتأرجح.
في الحكاية الفلسطينية لا توجد حلول وسطى، ولا مكان للتأرجح
ما عوامل النهوض بالمشروع الثقافي للقضية الفلسطينية؟ وما أهم المسارات التي يجب أن نبدأ بها أو نواصل فيها؟سؤال كبير، رغم أن المشروع الثقافي الفلسطيني مستمر وصاعد منذ ما قبل النكبة حتى الغد. ولكن، ربما على كل كاتب أن يطرح هذا السؤال على نفسه، وأن يجد الإجابة عنه، لا عبر إجابة مكونة من عدد من الكلمات، بل عبر مشاريع يقوم بها ويكرس نفسه لها.
العالم الثقافي ليس ضدنا، فأن يوقع خلال هذا الشهر أكثر من 5 آلاف كاتب على وثيقة لمقاطعة الكيان الصهيوني ثقافيا، فهذا أمر مذهل، ودائما أسجِّل لحركة المقاطعة دورها في القيام بالكثير على المستوى الثقافي والأكاديمي، قبل أكتوبر 2023 وبعده.
يلزمنا هذا الإجماع الواسع فلسطينيا وعربيا أيضا، لأن العالم الثقافي عالميا يتفوق علينا في هذا المجال في وقوفه الواضح جدا مع فلسطين.
العالم الثقافي ليس ضدنا، فأن يوقع خلال هذا الشهر أكثر من خمسة آلاف كاتب على وثيقة لمقاطعة الكيان الصهيوني ثقافيا، فهذا أمر مذهل
تضامنت أرواح كليمنجارو مع فلسطين في تجربة واقعية وروائية.. كيف تجد امتداد هذه الأرواح مع فلسطين؟ربما لا تكون كلمة "تضامن" هي الأنسب، لأن العلاقة بيني وبين هذه القضية لا تقوم على هذا الوصف، فهي خيار يوشك أن يكون عمره 50 عاما أمضيتها في الكتابة، وروايتي "أرواح كليمنجارو" رواية قريبة جدا لقلبي، ليس فقط لأنها تمسّ تجربتي المتمثلة في صعودي جبل كليمنجارو، بل بمن صعدتُ معهم الجبل، هؤلاء الأطفال الذي تحدّوا إصاباتهم وبتر أطرافهم وقرروا الصعود.
أما الأرواح التي ساندتهم، وهي لأناس من عدة قارات وعدة أديان من الإسلام إلى المسيحية إلى البوذية وغيرها، فهي الأرواح التي نأمل أن تتعدد وتتكاثر وتكون جزءا في السعي للحياة الحرّة التي يحيا هذا الشعب ويموت من أجلها.
روايتي "أرواح كليمنجارو" رواية قريبة جدا لقلبي، ليس فقط لأنها تمسّ تجربتي المتمثلة في صعودي جبل كليمنجارو، بل بمن صعدتُ معهم الجبل، هؤلاء الأطفال الذي تحدّوا إصاباتهم وبتر أطرافهم وقرروا الصعود
في "طيور الحذر" تتبع بطل الرواية منذ يكون جنينا في بطن الأم.. لماذا اخترت هذا النوع من الخيار الأدبي؟لكل رواية منطقها الفني، وإذا لم تستطع أن تملك هذا المنطق فإن بناءها الحكائي ينهار.
طيور الحذر كانت بحاجة لهذه البداية، ولولا ذلك لما كان ممكنا أن تُفهم النهاية، أو يُفهم مسار الشخصية والعالم الذي حولها.
كيف تنظر إلى الجوائز الأدبية؟ وما دورها في التحفيز وتسليط الضوء على الأعمال النوعية؟الجوائز ليست ظاهرة عربية، إنها ظاهرة عالمية، إيجابية عموما، ولكن على الكاتب أن يُقرر في لحظة ما، ما الجائزة التي يمكن أن يقبل بها، وما الجائزة التي عليه أن يرفضها، والجوائز التي يمكن رفضها مع اتساع عملية التطبيع مع الصهيونية.
كيف يمكن للروائي أن يصنع من الواقع خيالا روائيا مؤثرا؟ليتني أملك إجابة، فهذا السؤال أطرحه على نفسي مع كل عمل جديد أفكر في كتابته، إذ مع كل كتاب جديد تكتشف أنك تكتب للمرة الأولى وتكون مرتبكا.
ليست الثقة في القدرة على الكتابة هي التي تكتب الروايات، بل الشك في هذه القدرة هو الذي يجعلنا نكتب شيئا مختلفا دائما.
تأثرت في وقت مبكر بالأفلام السينمائية.. كيف يمكن التأثر سينمائيا في ظل زخم كبير من يوميّات الكفاح والجراح؟لا تناقض أبدا، فالفن حليف الحقيقة في جوهره، ودائما اعتبرت الفيلم الجيد رواية بصرية، وهذا النوع يوازي أحيانا الرواية الجيدة المكتوبة، لذا، فإن مشاهدة عمل سينمائي من هذا النوع فيه غنى وكثافة وأبعاد متجددة عبر هذه اللغة البصرية. منذ طفولتي تعلّقت بالسينما، ولم أزل حتى اليوم أشاهد على الأقل 4 أفلام أسبوعيا من السينما المتنوعة، وأحيانا أشاهد كل يوم فيلما، من اليابان وكوريا حتى كولومبيا والأرجنتين.
هناك تعدد جمالي في السينما وتطوّر فني يفوق أحيانا ما تقدّمه الروايات، ولذا أعتبر السينما مصدرا أساسيا في ثقافتي وكتابتي.
هناك تعدد جمالي في السينما وتطوّر فني يفوق أحيانا ما تقدّمه الروايات، ولذا أعتبر السينما مصدرا أساسيا في ثقافتي وكتابتي
يبحث العديد من الأدباء الشباب عما يمكن أن نسميه خرائط الطريق إلى الإبداع، بِمَ تنصحهم؟يستطيع أي كاتب أن يوجّه النصائح، ويقدّم الوصايا، لكن العالم لا يأخذ بالوصايا، ربما كان آخر ما قرأته لهمنغواي، فيه الكثير، فهو يقول "إنسَ (ككاتب) مأساتك الشخصية. نحن جميعا غاضبون منذ البداية، يجب أن تتأذى بشدة قبل أن تتمكن من الكتابة بجدِّية. لكن حال تعرُّضك للأذى اللعين، استخدمه، ولا تغش به".
قلت "أنا لا أقاتل كي أنتصر، ولكن كي لا يضيع حقّي"، كيف وُلدت هذه المقولة؟ ومتى؟ وماذا ترى في الانتظار الطويل للانتصار؟هذا القول وُلِد أثناء كتابتي لرواية "زمن الخيول البيضاء"، وجاءت ضمن تطوّر واحد من أهم أحداث الرواية، في لحظة مفصلية، أمّا ما يجيب على الجزء الثاني من سؤالك، فهي ربما جملة أخرى وردت في الرواية ذاتها أثناء مواجهة الفلسطينيين للاستعمار الإنجليزي والهجمة الصهيونية قبل النكبة، والتي تقول "عمر الرجال أطول من عمر الإمبراطوريات، ولم يحدث أن ظلت "دولة" ما منتصرة إلى الأبد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إبراهیم نصر الله یقول إنه خ ل ق هذه الروایة مریم غزة أکثر من بقدر ما یمکن أن کاتب أن التی ت مع زمن من هذا فی هذا
إقرأ أيضاً:
تكوين عادل بشرى.. رواية تدشن مجالاً جديدًا في السرد الأدبي
كتب - مصراوي:
صدرت للكاتب المصري عادل بشرى أولى رواياته "تكوين" عن دار الأدهم للطباعة والنشر- القاهرة- 2025.
تمكن الكاتب بحرفية شديدة، من تطويع الحوادث العلمية (والحوادث هنا من الحادثات أي جديد العلم) عبر لغة راقية غاية في السلاسة، وبمفردات بسيطة موحية، تمكن من الإمساك بموضوع وأسئلة الرواية التي قد تهاجم حتى الأشخاص العاديين، ما الذي كان قبل البدايات الأولى للخلق؟!، وما الذي صارت إليه تلك الأمور الغامضة؟!، وكيف تدخل العلم في كشف الكثير من الألغاز؟!
وهذا مقطع من افتتاحية الرواية:
"في ليلة هادئة، بينما كان بقية الفريق يغطُّون في نوم عميق، قامت "إيلينا" بتفعيل البروتوكول السري؛ كتبت الكود في جهازها، ويداها ترتعشان، استهدفت عدسة التلسكوب نحو جزء من الفضاء كانوا قد تجنبوه ليس لأنه فارغ؛ بل لأنه لم يكن فارغًا، أعادت المرايا اصطفافها، ألواحها الذهبية تميل بدقة، بدأت الأنظمة تعمل بصوت أعلى من المعتاد وكأنَّ الآلة نفسها تتوقع ما سيحدث على شاشتها، بدأت "إيلينا" ترى الصور الأولى تتجسد.
في البداية، كان ذلك النسيج الكوني المألوف عناقيد من المجرات تمتد عبر مسافات لا يمكن تصورها، لكن بعد ذلك، تعمقت الصورة، وانقشعت الطبقات كما لو أن التلسكوب كان يحفر عبر الزمن، ظهر انفجار عظيم على شاشتها، عاصفة متوهجة من الضوء والمادة. حبست أنفاسها. كانت تنظر إلى ولادة الكون نفسه.
ثم ذهبت الصورة أبعد..
أصبحت الرؤية أوضح، تتعمق ليس فقط عبر الفضاء ولكن نحو اللحظات، رأت النجوم الأولى تشتعل والكواكب الأولى تتشكل، لم يكن التلسكوب يعرض لها الماضي البعيد فقط؛ بل كان يتحرك للأمام مجددًا، مسرعًا عبر العصور مثل شريط فيلم يُعرض بشكل عكسي".
اقرأ أيضا:
النهار تعلن عودة محمود سعد إلى شاشتها ببرنامجه "باب الخلق"
أمطار وأتربة ورياح.. الأرصاد تحذر من تقلبات جوية ومنخفض خماسيني الأربعاء المقبل
وكيل نقابة الأطباء البيطريين يحذر من تفاقم أزمة الكلاب الضالة: "كارثة صحية وشيكة"
بيان عاجل من "السياحة" بشأن موسم حج 2025
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الكاتب المصري عادل بشرى تكوين السرد الأدبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: وزير الصحة يشهد تكريم شهيدي معهد القلب ويطلق جائزتين سنويتين بقيمة 100 ألف جنيهإعلان
إعلان
"تكوين" عادل بشرى.. رواية تدشن مجالاً جديدًا في السرد الأدبي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك