خبير سياحي عن فوز شرم الشيخ بجائزة أفضل مدينة مستدامة: خطوة مهمة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تتجه أنظار العالم إلى شرم الشيخ، مدينة السحر والجمال، صاحبة الموقع الجغرافى الفريد، الذي جعلها مقصدًا للمصريين من مختلف المحافظات، ووجهة لكل شعوب العالم، وأهلها للفوز بجائزة أفضل مدينة سياحية مستدامة في الوطن العربي لعام 2023، خلال احتفالية أقيمت بأحد المنتجعات الكبرى بشرم الشيخ، ضمن فعاليات الملتقى العربى الخامس عشر للإعلام السياحى 2023.
وفي هذا الشأن، قال محمد كارم الخبير السياحي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنّ فوز مدينة شرم الشيخ في شهر يونيو الماضي بأفضل مدينة سياحية مستدامة في عام 2023، يعتبر خطوة مهمة للغاية ويساعد بشكل كبير على تنشيط السياحة في المدينة، ويعمل على تنوع أشكال السياحة فيها سواء السياحة البيئة أو الشاطئية أو الثقافية.
وأضاف أنّ السياحة تعتبر جزءً من أجزاء التنمية في مصر، فكلما تتزايد حركة السياحة يزيد معها الدخل الأجنبي لمصر وتوافر العملة الأجنبية، مما يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد المصري.
وأشار «كارم» إلى أنّ مدينة شرم الشيخ، تعد واحدة من أهم وأشهر المدن السياحية على مستوى العالم، حيث يتوافد عليها ملايين البشر سنويا من مختلف دول العالم، لما تتميز به من مقومات طبيعية غير موجودة في دول أخرى، تتمثل في جبال وهضاب وصحارى تحيط بالمدينة، مياه وشعاب مرجانية ومحميات طبيعية مثل محمية رأس محمد، ودير سانت كاترين، ودهب حيث تختصر الطرق للمدينة من كل الاتجاهات.
مدينة شرم الشيخ صديقة للبيئةوأصبحت مدينة شرم الشيخ من المدن الصديقة للبيئة بعد استضافتها لمؤتمر قمة المناخ، إذ شهدت ما يقرب من 20 مشروعا خلال 6 أشهر فقط العام الماضي، مما وضعها ضمن خارطة السياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء، وتم إنشاء وافتتاح أول محطة تموين للسيارات بالغاز الطبيعى في مدينة شرم الشيخ ديسمبر 2020 ضمن خطة تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، وجرى وضع خطة للتوسّع فى إنشاء محطات الغاز لتغطية كل مدن المحافظة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مدينة شرم الشيخ مدينة سياحية المحميات الطبيعية مدینة شرم الشیخ
إقرأ أيضاً:
السياحة.. فكر إبداعي ومصدر دخل واعد
راشد بن حميد الراشدي
بعد زيارتي لعدد من المدن بأسبانيا وخاصة الأندلسية منها، رأيت العجب العجاب من تسخير الأماكن التاريخية والمقومات البيئية والبنية الأساسية المتكاملة في تعزيز الجذب السياحي لتلك الأماكن، بعد أن بلغ عدد زوارها الملايين في العام الواحد، مع دخل سنوي ثابت شكل أكثر من نصف موارد الدولة، فإنه يمكن القول إنَّ السياحة صناعة كبيرة تبدأ بفكرة وتنتهي بعطاء لا ينضب يتخللها فن إبراز مقومات الأوطان مع البذل والعطاء المادي لتحصد تلك الأوطان ملايين الدولارات والفرص الوظيفية، وتكون هي ذلك النبع الذي لا ينبض للأوطان وأهم مصدر لدخل الفرد والوطن.
دول عديدة تعد اليوم رائدة في السياحة، بفضل تسخير طاقاتها ومواردها وبنيتها الأساسية في خدمة السائح والتسهيلات التي تقدمها تلك الدول وأماكنها السياحية والترفيهية الرائجة طوال العام .
سلطنة عُمان وبمقوماتها السياحية الكثيرة والمتعددة وحضاراتها الممتدة لآلاف السنين تعتبر كنزًا من كنوز السياحة العالمية، بفضل ما تزخر به من مقومات وتنوع جغرافي وطبيعة بكر جاذبة وشعب ودود مضياف، ومقارنة بما رأيته وتعرفت عليه من خلال تجوالي في عدد من دول العالم السياحية؛ فإنَّ عُمان غنية بإرثها القديم وحاراتها وقلاعها وحصونها ومقوماتها وطبيعتها المتنوعة من جبال وسهول وبحار وشواطئ ورمال وعيون؛ حيث تتميز ولاياتها الجميلة الحالمة بذلك التنوع مع وجود البنية الأساسية المتكاملة والخدمات التي يحتاج إليها السائح.
آلاف الريالات يُنفقها الزائر في جولاته يجب أن يكون لعُمان نصيب منها، عبر تشجيع السياحة وصناعة الأفكار الإبداعية وتكاتف الحكومة مع المواطن والمستثمر، وبذل الغالي والنفيس من أجل ذلك، مع سن القوانين التي تسهل نجاح السياحة في عُمان مع وجود الفعاليات المصاحبة والمرافق العامة في كل الأماكن والمواقع السياحية.
ما يحصل اليوم هو محاولات خجولة واجتهادات ذاتية- وفق الله البعض لنجاحها- كما حدث في ولاية نزوى من خلال جهود الأهالي، وتميُّز الفكرة والإبداع في تسخير الأماكن التراثية إلى مناطق جذب سياحي، بينما لم تستطع ولايات أخرى إبراز عناصر الجذب السياحي ومقوماتها الطبيعية لظروف التمويل وضعف الفكرة والاهتمام.
السياحة كنز المال القادم في العالم، ويجب على الجهات المعنية دعم هذا القطاع الحيوي خاصة مع وجود كوادر وطنية مهيئة تحمل أفكارا إبداعية وتتحدث بلغات العالم وتدير المؤسسات والشركات المبدعة في هذا المجال.
إنني أوجه رسالة مهمة وهادفة لكل جهات الاختصاص ورواد الأعمال والمواطنين للاهتمام بهذا القطاع الحيوي، والبدء من الآن في تشجيع المبادرات الشابة نحو ريادة الأعمال في مثل هذه المجالات من المشاريع، والتي يجب أن تكون مدعومة بعوامل تساعد على توفير دخل ثابت للشباب العُماني وخلق فرص عمل، ومن هذه العوامل: تسهيل قوانين السياحة وتذليلها أمام المواطن، وتقليص الإجراءات البيروقراطية في المعاملات وخفض الرسوم المرتبطة بالأنشطة السياحية، مع ترميم الحارات والقلاع والحصون والأسوار وإيجاد مسارات جميلة بداخلها مع توفير المرافق الضرورية، علاوة على الاهتمام بوجود المرافق العامة في جميع الأماكن السياحية التي يرتادها السائح، وإنشاء الساحات والمنتزهات والحدائق المتنوعة التي تدعم السياحة، والاهتمام بالنزل السياحية والاستراحات والفنادق وتشجيع المستثمر والمواطن على إنشائها في مختلف الولايات. بجانب إقامة الفعاليات المصاحبة بصورة دورية مع وجود مرافق مناسبة من مقاهٍ ومطاعم. أضف إلى ذلك التسويق الجيد والمستمر للأماكن السياحية محليًا وعالميًا.
هناك بعض الدول التي حققت النجاح من لا شيء، بينما سلطنة عُمان تملك كل إمكانيات وأدوات ومقومات السياحة العالمية وبنية سياحية جيدة من مطارات وطرق وفنادق ومنتجعات ونزل، إلى جانب الأمن والأمان والاستقرار، وهي كلها عوامل تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية رائدة، وهو ما يتماشى مع مُستهدفات رؤية "عُمان 2040".
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وجعلها عروس السياحة العربية والعالمية.
رابط مختصر