قال محمود الأفندي، الكاتب والباحث السياسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع على تعديل العقيدة النووية، لكنه يعد من آخر الحلول التي تتخذها موسكو، ومنذ بداية الأزمة مع أوكرانيا لدى روسيا انطباع بأن الولايات المتحدة لن تتوقف حتى تنال هزيمة استراتيجية، وهذا ما صرح به بوتين أمس.
 

تخفيضات تصل لـ30%.. تفاصيل مبادرة سوق اليوم الواحد بالمحافظات|فيديو شبورة وأمطار ورياح| الأرصاد تعلن تفاصيل طقس اليوم.

. وتحذر من هذا الأمر

وأضاف «الأفندي»، خلال مداخلة على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن بوتين من الواضح أنه لا يبتعد عن هذه الخطوة رغم العقوبات والحرب الهجينة، حيث يريدون إحداث هزيمة استراتيجية لروسيا، والمقصود بالهزيمة الاستراتيجية هي إنهاء روسيا فعليا وتفكيكها.

وتابع: «هناك رسالة واضحة إذا حصل هجوم ضخم نوعا ما يمكن أن يؤدي إلى تراجع روسيا في الجبهة العسكرية، يمكن لموسكو استخدام السلاح النووي، خاصة بعد استخدام الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، هذا الصاروخ ليس موجها للولايات المتحدة ولكن لأوروبا وقواعدها العسكرية». 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا بوتين أوكرانيا القاهرة الإخبارية صدى البلد توك شو

إقرأ أيضاً:

عقيدة روسيا النووية الجديدة وما بعدها

حمد الناصري

 

سأبدأ مقالي بالمثل الإيطالي المأثور باللاتينية "إذا أردت السِّلم فاستعد للحرب" والذي قاله يوليوس قيصر.. ويستخدم هذا المثل كشعار وهدف على نطاق واسع عالميًا، كالبحرية الملكية البريطانية التي ترفعه كشعار رسمي لها.

ومن خِضم التطورات العالمية والتي أصبحت تتفاعل وتتسارع كاشفة عن أحداث مُؤثرة وخطيرة تشكل تحديات ليس فقط لصانعي القرار في الدول الكبرى بل يَمتد تأثيرها إلى العالم كله ومنطقتنا بالذات.

وآخر ما طرأ من تلك الأحداث وبعد تداعيات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المُتحدة واستحواذ حزبه الجمهوري على مجلسي النواب والشيوخ وبعد إعطاء أمريكا وبعض دول الناتو الضوء الأخضر لأوكرانيا باسْتخدام صواريخ "ستورم شادو" متوسطة المدى في قصف أهداف داخل العُمق الروسي، وأصدر الكرملين بيانَا يُؤكد فيه أنّ سياسات حلف الناتو أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا ومُباشرا لروسيا الاتحادية، لذلك أجرت روسيا تغييرًا في عقيدتها النووية وصادق عليها الرئيس الروسي قبل أيام قليلة ونشرتها وسائل الإعلام الروسية والعالمية وكان أول رسالة وجّهتها روسيا لدول الناتو هي استخدام صاروخ روسي مُتطور فرط صوتي ومُتعدد الرؤوس لقصف هدف كبير في أوكرانيا مِمّا أثار هلع المُحللين والسياسيين الأوربيين على حد سواء.

وقصفت القوات الروسية المُجمع الصناعي الأوكراني بمدينة "دينيبروبيتروفسك" لأول مرة، مِمّا أدى إلى تدمير المُجمع الصناعي كاملًا وانقطاع الكهرباء عن العاصمة كييف وثلاث مُدن كبرى في أوكرانيا، واستغرقت رحلة الصاروخ من شرق روسيا إلى العاصمة كييف الأوكرانية وتقدر بأكثر من 1000 كيلومتر 5 دقائق فقط.

ونقلًا عن مدير شبكة أبحاث الجُغرافيا السياسية الجديدة ميخالو ساموس، فإنّ روسيا باستخدامها لهذا الصاروخ لأول مرة فإنها تنقل الحرب لمستوى جديد تمامًا، وتُرسل رسالة غير نووية مُحملة على صاروخ مُصمم لحمل الرؤوس النووية لكل قادة أوروبا، مَفادها أنّ روسيا ستستخدم هذه الصواريخ من الآن فصاعدًا وفي كل مكان بعد انسحاب أمريكا من معاهدة عدم استخدام تلك الصواريخ في عام 2019، وأنّ كافة مدن وعواصم دول الناتو ستكون تحت رحمة الصواريخ الاستراتيجية الروسية، سواءً كانت مُحملة برؤوس تقليدية أو نووية، وإنِّه يجب على قادة أوروبا أن يراجعوا حساباتهم جيدا، وأنه إذا تمادت أوكرانيا مجددًا وقصفت المدن الروسية، فسيتم استبدال رؤوس تلك الصواريخ وفي أي لحظة برؤوس نووية، وسيكون الهجوم الروسي أقوى بكثير وأكثر فتكًا وتدميرًا.

كل تلك الأحداث إضافة إلى تسريب روسيا لتفاصيل عن "عملية اليد الميتة" والتي هي عبارة عن برنامج ردع نووي يعمل دون الحاجة إلى قرار  من أي جهة وفي حالة مُبادرة أمريكا والناتو بقصف روسيا وتدمير مُدنها ومقتل كل القيادات الروسية حينها سيتم تفعيل البرنامج وإطلاق أكثر من 4000 صاروخ نووي على مُدن وقواعد دول الناتو والولايات المتحدة مِمّا سيؤدي بالضرورة إلى دمار نصف الكرة الأرضية ودخول ما تبقى من الدول في شتاء نووي مُميت وكالح.

لذلك بادر الرئيس المنتخب ترامب وفي مُحاولة لنزع فتيل حرب عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تذر بالتصريح أنّ فترته الرئاسية ستنهي كل الحروب وتفاعل معه بوتين إيجابيًا فيما تسببت تصريحاته بصدمة لحكام دول الناتو.

خلاصة القول.. إننا لسنا بعيدين عمّا يحدث والتطورات المُتلاحقة زادت كثيرًا من حِدة التضخم الاقتصادي العالمي وارتفاع أسعار الذهب والنفط والغذاء والبيتكوين وأنّ مِن الحكمة التهيؤ لأسوأ الاحتمالات في منطقتنا وفي الوطن العربي والاستمرار على سياسة عدم التحيز إلى أي جهة من الأطراف المُتصارعة والنأي بدولنا وشُعوبنا عن تلك الصراعات المدمرة.

ويجب أنْ نتوقع بأنّ العالم سيكون فعلًا على شفير حرب عالمية ثالثة.؛ أو على الأقل عودة الحرب الباردة وقد يكون مطلوبًا من كافة الدول أنْ تتخذ موقفًا مع أو ضِد وهو ما ليس في مصلحة دولنا وسيكون الوقوف على التل ومُراقبة الأحداث هو الموقف الأكثر اعتدالًا وحِكمة.

حفظ الله بلادنا وكافة بلاد المُسلمين والعالم من شرّ الفِتن والحروب.

مقالات مشابهة

  • بوتين: يتعين على روسيا وكازاخستان تذكر الانتصار على النازية
  • مجموعة السبع: تهديدات روسيا باستخدام الأسلحة النووية ترهيب استراتيجي مرفوض
  • عقيدة روسيا النووية الجديدة وما بعدها
  • باحث سياسي يكشف تداعيات دخول العراق دائرة التصعيد في الشرق الأوسط
  • بالفيديو.. باحث سياسي يكشف تداعيات دخول العراق دائرة التصعيد في الشرق الأوسط
  • لوبوان: هل يجب أن نأخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد؟
  • باحث سياسي: التفكير النقدي والتدقيق أهم سبل مواجهة الشائعات
  • ليبيا تختتم رئاستها لمؤتمر «إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية»
  • باحث سياسي: إسرائيل متخبطة ومواطنيها يرفضون سياسات الحكومة|فيديو
  • باحث سياسي: إسرائيل تتخبط والمستوطنون يرفضون سياسات الحكومة