فى منتجع «مارالاجو»، الذى يمتلكه ترامب بولاية فلوريدا، تجمع عشرات المرشحين لتولى الوزارات والمناصب المهمة فى إدارة الرئيس المنتخب الجديدة. بوصف صحيفة «وول ستريت جورنال».. هذا أكبر وأهم معرض للتوظيف فى العالم حاليا. فى الداخل جلس ترامب مع عدد محظوظ من المرشحين، على رأسهم إيلون ماسك، الملياردير ومالك شركات عديدة، بينها تسلا لإنتاج السيارات الكهربائية و«سبيس إكس» للسفر إلى الفضاء ومنصة «إكس» للتواصل الاجتماعى، والأهم أنه مرشح لتولى منصب وزير الكفاءة الحكومية، ومهمته خفض النفقات العامة والهدر وزيادة كفاءة الحكومة الفيدرالية.
تتفق أو تختلف مع ماسك صاحب الأفكار اليمينية المتشددة، سواء فى السياسة أو المجتمع، إلا أنه مهندس ومخترع ورجل أعمال أصبح، بفضل مشروعاته، الأغنى فى العالم. حاصل على شهادتين جامعيتين فى الاقتصاد والفيزياء، ولم يُكمل رسالة الدكتوراة فى الفيزياء التطبيقية بجامعة ستانفورد الشهيرة. ماسك، الذى وصفه ترامب بأنه أحد أهم قادة الأعمال فى جيله، لديه رؤية لتخليص البيروقراطية الأمريكية من ترهلها واستنزافها للمال. التجربة الأمريكية فى الاستعانة برجال المال والأعمال فى إدارة شؤون الدولة تحتاج إلى دراسة، فقد تكون مهمة لنا، خاصة أن أمراض البيروقراطية والمؤسسات المملوكة للدولة (القطاع العام عندنا)، واحدة، وإن اختلفت حدتها وخطورتها. الفكرة أن الدولة يجب أن تستفيد من جميع الكفاءات فى شتى المجالات بغض النظر عن الخلفية العملية، أى أن يكون شاغل المنصب العام أستاذا للجامعة أو موظفا فى دواليب الدولة أو من القطاع الخاص. «الجدارة والكفاءة والأهلية» هى ما يجب أن تحكمنا وليس الولاء والحساسيات والمواقف الشخصية.
فى بريطانيا، معظم القيادات الوزارية فى حكومة المحافظين السابقة كانوا أصحاب مشروعات خاصة.
«ماسك» أصبح الشخصية الأهم فى إدارة ترامب حتى قبل تشكيلها. أفكاره مثيرة للاهتمام بغض النظر عما إذا كان يستطيع تنفيذها أم لا. تعهد بخفض نفقات الحكومة الفيدرالية بمقدار ٢ تريليون دولار(التريليون ألف مليار). غالبية الأمريكيين يتفقون على أن هناك هدرا وعدم كفاءة فى الحكومة الفيدرالية، التى توظف أكثر من مليونى شخص، وتُنفق ٦ تريليونات دولار سنويا.. لكن هناك اختلافا حول ما يقع تحت بند الهدر وكيفية تحقيق الخفض!. هناك من الجمهوريين، الذين ينادون بمبدأ الحكومة الصغيرة مَن يعترض على تخفيضات تتعلق بالإعانات الزراعية والقواعد العسكرية وغيرها. «ماسك» سيستعين بكفاءات من وادى السيليكون (عاصمة التكنولوجيا فى العالم). وبالفعل، دعا أصحاب الخبرات والمواهب لتقديم سيرهم الذاتية.
وتحقيقا للشفافية، تعهد بنشر كل أعمال وزارته عبر الإنترنت، موجها رسالة للجمهور الأمريكى: «إذا شعرتم فى أى وقت بأننا نقوم بخفض التمويل فيما يتعلق بأمور مهمة ستؤثر بالسلب على حياتكم، رجاء إبلاغنا بذلك». بالطبع، يجب هنا ألا ننسى أن ترامب رشح ماسك للمنصب بعد أن دعمه بلا حدود خلال الحملة الانتخابية، فقد لازمه تقريبا فى المؤتمرات واللقاءات الجماهيرية، والأهم أنه موّل حملته بـ 200 مليون دولار.. لكن الملياردير لديه فى المقابل رؤية، وهو صاحب تجربة يمكن أن تستفيد منها الحكومة الفيدرالية. المبلغ الهائل، الذى تعهد ماسك بتوفيره، سيأتى من خفض مخصصات عديدة للحكومة الأمريكية. هناك من تحدث عن خفض المساعدات الخارجية لدول العالم الثالث، وكذلك مساهمات واشنطن فى المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وحلف الأطلنطى. من المهم بالنسبة لمصر ودول أخرى كثيرة معرفة كيف ستؤثر تلك التخفيضات على المساعدات الأمريكية، إذا حدثت بالفعل.
وفى وقت تتجه فيه إدارة ترامب إلى تقزيم الحكومة الفيدرالية ودورها، تزيد دول أخرى نفقاتها. حكومة العمال البريطانية فرضت زيادات ضريبية بقيمة ٥٢ مليار دولار للإنفاق على التعليم والصحة والطرق والبنية الأساسية. أيا كان التوجه، فإن قضايا الإنفاق الحكومى والبيروقراطية يجب التعامل معها بحسم وعدم تركها دون حل.
عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحکومة الفیدرالیة
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يثير الجدل في حفل تنصيب ترامب.. كيف كانت تحيته؟
أثار إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير ومؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تحيته في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تذكر بشكل غير مباشر التحية النازية الشهيرة.
وفي حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أقيم في "كابيتال وان أرينا" في واشنطن، قام بحركة يده بطريقة غير تقليدية أمام الحشود، فقد صعد ماسك إلى المسرح وسط هتافات مدوية، وفي بداية حديثه قال: "لم يكن هذا انتصارًا عاديًا، لقد كان مفترق طرق على مسار الحضارة الإنسانية"، وأضاف: "هذا الأمر مهم حقًا، شكراً لكم على تحقيق ذلك".
وقام ماسك بحركة غير عادية أثناء حديثه، حيث ضرب بيده اليمنى على قلبه، بينما كانت أصابعه متفرقة. بعدها، مد ذراعه اليمنى إلى الخارج بزاوية لأعلى، ووضع كفه إلى الأسفل مع عقد أصابعه معًا. وبعد هذه الحركة، استدار ماسك وأشار بنفس الطريقة للحشد الذي كان يقف خلفه.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وختم ماسك كلماته قائلاً: "قلبي معكم. بفضلكم أصبح مستقبل الحضارة مضمونا".
وسرعان ما أثار هذا التصرف جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل العديد من المستخدمين عما إذا كانت حركة ماسك تذكر بالتحية النازية الشهيرة. البعض اعتبر أن هذه الحركة قد تكون إشارات غير لائقة مرتبطة بالأيديولوجيات المتطرفة، في حين دافع آخرون عن ماسك، مؤكدين أن الحركة كانت مجرد تعبير عن سعادته وفرحته، ولا علاقة لها بأي رمزية سياسية.
وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته الحركة، نشر بعض مستخدمي منصة "إكس" - التي يمتلكها ماسك - تغريدات تدافع عن تصرفه، مشيرين إلى أنه كان يعبّر عن حماسه بشكل غير تقليدي. وانتقدوا من أشاروا إلى خلاف ذلك، معتبرين أن الأمر قد فُسّر بشكل مبالغ فيه.
My talk today at the Presidential Parade
pic.twitter.com/qCAxYQb7LN — Elon Musk (@elonmusk) January 21, 2025
يذكر أن ماسك قد أبدى دعمه سابقًا لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، المعروف بتوجهاته المناهضة للهجرة والمعادية للإسلام، والذي تصفه أجهزة الأمن الألمانية بأنه يميني متطرف. وقد أثار هذا الدعم مزيدًا من التساؤلات حول توجهات ماسك السياسية، خاصة بعد أن نشر بثًا مع زعيمة الحزب على منصته الخاصة هذا الشهر