في الوقت الذي ما زال اليأس والاستنزاف يحيط بقضية المختطفين الإسرائيليين في غزة، بسبب سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يواصل الإصرار على مواصلة الحرب، ويعارض التنازلات، ويعد بـ"النصر المطلق"، فإن هناك تفاصيل جديدة عرفت طريقها إلى النشر خلال الأيام الأخيرة حول ما يحدث في مباحثات الأجهزة الإسرائيلية، والمداولات التي يعقدها نتنياهو حول الصفقة الموعودة.



آنا بارسكي مراسلة الشؤون الحزبية بصحيفة "معاريف" العبرية، أكدت أنه "إذا كان لابد من أن نحدد بكلمتين فقط المزاج السائد لدى الجمهور بشكل عام، وفي النظام السياسي بشكل خاص حول قضية المختطفين، فإنهما اليأس والإرهاق، فنتنياهو يواصل التمسك بروايته، رغم أنه لا أحد يشتري كلمة واحدة مما يقوله، فهو يردد شعارات حرب النهضة، النصر الكامل، وهذه شروط تعاني من تضخم شديد، وليس هناك الكثير من هم مستعدون لرؤية هذه التصريحات على أنها نوايا جدية".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو ظهر قبل أيام في الكنيست مرتين في يوم واحد، أحدها ظهرا في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، وفي المساء، أثناء خطابه في الجلسة العامة، وفي كلتاهما تحدث عن عودة المخطوفين، والمفاوضات من أجل التوصل لصفقة، ولعله الوحيد الذي رأى شيئاً يدعو للتفاؤل، لأنه ترك معظم الحاضرين محبطين تماماً، مع انطباع بأن خطته لغزة في اليوم التالي هي "غياب الخطة"، ويبدو أن حالة الحرب التي لا تنتهي أبدًا مثالية بنظره".


وأشارت إلى أن "استطلاعات الرأي تزيد من تشدده، فالليكود في صعود، والوضع على الأرض تحت السيطرة، وليس لديه ما يجعله مندفعا باتجاه الصفقة، لكنه ربما ينتظر وصول دونالد ترامب والفرص التي قد تنشأ نتيجة لذلك، رغم أنه خاطب أهالي المختطفين الذين استمعوا إليه من على منصة الكنيست، زاعما أن مساعي إعادتهم لا تتوقف لحظة واحدة، وأنه لن يتخلى عن أحد منهم، لأنه كلما عملنا أكثر، وتحدثنا أقل، تقدمنا أكثر".

وكشفت أنه "بالتزامن مع هذه الخطابات، فإن هناك الكثير من الأشياء تحدث تحت الرادار بشأن الصفقة، فتصريح نتنياهو الغامض حول الجهود المتواصلة لضم عودة المختطفين ليست مجرد تغيير شعار سياسي، لأنها تجري هذه المرة دون تسريبات".

وذكرت أن "هذا الأسبوع شهد إشارة غير مباشرة من عضوي الكنيست سيمحا روتمان ويوليا مالينوفسكي، اللذان يروجان لمشروع قانون لمحاكمة مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر، لكنهما فجأة تلقيا مكلمة من وزير القضاء ياريف ليفين، القريب من نتنياهو، الذي أبلغهما أن الأخير يعارض حاليًا هذه المحاكمات، لأنها قد تضرّ بمفاوضات التوصل للصفقة".

وأضافت أن "تغيرا إضافيا حدث يتمثل بتغيير في موقف حماس بشأن المضي قدما في المحادثات من خلال الوسطاء، رغم أن ما يتم تداوله اليوم في الغرف المغلقة هو تسوية مؤقتة تمهّد للمرحلة المقبلة المتمثلة بالتسوية الكاملة والنهائية، ناقلة عن مصادر سياسية وعسكرية، أننا أمام مفاوضات جدية، مع وجود فرص كبيرة للتحقق، خاصة عندما ينضج اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان".

وأوضحت أنه "وفقا للخطوط العريضة التي تم بحثها في المفاوضات، كجزء من التسوية المؤقتة في غزة، فسيتم إعلان وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، خلالها تطلق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين، وتطلق حماس سراح عدد من المختطفين في المقابل تحت عنوان "مسألة إنسانية"، رغم أن القضية المعقدة في المخطط هي انسحاب قوات الجيش من عدة نقاط داخل القطاع، مع أن محور فيلادلفيا مذكور أيضا كأحد النقاط التي سيغادرها الجيش".

وأكدت أن "إسرائيل طلبت خلال المحادثات، وحصلت أيضا، على تأكيدات الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه في حال عدم التوصل لتسوية دائمة في نهاية الـ42 يوما، فسيعود الجيش لمواصلة العمل كما كان قبل إبرام الصفقة الإنسانية، وكذلك الأمر مع الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يمكنه حتى 20 يناير، تقديم التزامات إلا باسمه، وليس باسم الحكومة الأمريكية، فإن رسالة إسرائيل هي أن نحصل على كلمة من فم ترامب، لأن كلمته الشفوية تكفيها".

وأضافت أن "ما يحدث في الكواليس يشير أن الجزء الصامت من المفاوضات يبعث تفاؤلا منضبطا وحذرا، وهو الحد الأدنى المتوقع من أي عامل متفائل في ظل خيبات الأمل الماضية، وهي نقطة لا تقل إثارة للاهتمام عن الادعاء بأن حماس يُظهر بوادر مرونة، رغم تصريحاتها العلنية".


ووضعت الكاتبة يدها على "عامل تفاؤل آخر بشأن إبرام الصفقة يتمثل في تجاوز عقبة الائتلاف الحكومي، لاسيما إيتمار بن غفير وبيتسلئيل سموتريتش، اللذان أوضحا في عدة مناسبات أنهما يعارضان صفقة تؤدي لإنهاء الحرب في غزة، مما يدعونا للتساؤل عما تغير، إن حصل تغير فعلا، لكن طلب نتنياهو من واشنطن تعهدا بالعودة للقتال في حال فشل المحادثات المؤقتة بشأن التسوية النهائية خلقت تغييرا يجعل سموتريتش وبن غفير يسحبان اعتراضهما".

وختمت بالقول إنه "بعد أن رأينا للحظة ضوءً في نهاية النفق، لكننا مطالبون بالعودة للواقع وحالة التشكيك السائدة منذ العام الماضي، بعد أن تبين أن الكثير من الآمال كانت مجرد أوهام، لكن نجاحها اليوم يعتمد على عوامل وشروط كثيرة جداً، على أمل أن تكون مفاجأة سارة، لأننا هذه المرة أمام المرحلة النهائية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة نتنياهو الأسرى غزة نتنياهو الأسرى الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رغم أن

إقرأ أيضاً:

تطبيق المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى

وكالات:

سلّمت حركة «حماس» أربع مجندات إسرائيليات لـ«الصليب الأحمر الدولي» ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل مع إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وظهرت المجندات بالزي العسكري وبصحة جيدة إلى جانب عناصر من المقاومة على منصة أقيمت في الميدان، وشهدت توقيع اتفاق للتسليم بين ممثل للقسام وآخر من الصليب الأحمر.

ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي تسلّم الأسيرات وهنّ: كارينا أرئيف، ودانييل غلبوع، ونعمة ليفي، وليري إلباغ.
وتجمع العشرات من عناصر «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في «ميدان فلسطين» بغزة قبيل البدء بتسليم الأسيرات الإسرائيليات.

الأسرى المبعدون يدخلون للأراضي المصرية

استقبلت حشود في رام الله بالضفة الغربية أكثر من مئة أسير أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما وصل 16 أسيراً ضمن الدفعة نفسها إلى قطاع غزة.

وحملت الحشود في رام الله الأسرى المحررين على الأكتاف ولوحوا بعلامة النصر. وأعرب الأسرى عن شكرهم للمقاومة الفلسطينية في غزة التي كانت وراء صفقة التبادل.

وأعلنت هيئة السجون الإسرائيلية أنها أطلقت سراح 200 فلسطيني من سجونها ضمن صفقة التبادل.

ووفقاً لمكتب «إعلام الأسرى» التابع لحركة «حماس»، فإن هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين تضم 121 محكوماً بالمؤبد و79 من ذوي الأحكام العالية.

وتمّ إطلاق سراح 114 أسيراً من هؤلاء إلى رام الله و16 إلى قطاع غزة وإبعاد 70 أسيراً إلى مصر.

وذكرت «قناة القاهرة الإخبارية» أن حافلتين دخلتا للأراضي المصرية تقلان 70 أسيراً فلسطينياً من ذوي المؤبدات بعد تحرير المقاومة لهم من سجون الاحتلال.

وكشفت لجنة «أهالي المعتقلين السياسيين» في الضفة أن «أجهزة السلطة منعت أهالي الأسرى المفرج عنهم من رفع رايات المقاومة أثناء استقبال حافلات الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثانية من صفقة التبادل».

وقالت: «الأجهزة الأمنية الفلسطينية منعت المواطنين وأهالي الأسرى من استقبال شعبي لهم في طريقهم إلى وسط رام الله».

ونشرت حركة «حماس» قائمة بأسماء 200 أسير سيتم إطلاق سراحهم اليوم ضمن المرحلة الثانية من صفقة التبادل.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن عائلات بعض الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم اليوم ضمن صفقة التبادل تلقوا اتصالات من أبنائهم وأبلغوهم بأنهم سيفرج عنهم اليوم.

وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم⁩ الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «الجيش استكمل الاستعدادات لاستقبال الأسيرات العائدات من قطاع غزة قبل تنفيذ الدفعة الثانية من صفقة التبادل مع حركة حماس».

ويأتي هذا بعد الإفراج في أول يوم من وقف إطلاق النار الأحد الماضي عن ثلاث رهينات إسرائيليات و90 سجيناً فلسطينياً في أول تبادل منذ أكثر من عام.

مكتب نتنياهو: لن نسمح بعودة سكان غزة قبل الإفراج عن أربيل يهود

وبعد تسلّم الأسيرات الأربع، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل لن تسمح بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عن المختطفة أربيل يهود».

وقال المكتب في بيانٍ إن «حماس أخلت بالاتفاق، حيث كان من المفترض أن تشمل عملية التبادل اليوم 3 مجندات، إلى جانب أسيرة مدنية تُدعى أربيل يهود، وهي الأنثى الوحيدة من المدنيين المحتجزين في غزة».

من جهته، كشف مصدر قيادي في «حماس» لـ«الجزيرة» أن الحركة «أبلغت الوسطاء أن أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل».

مقالات مشابهة

  • الأحزاب الحريدية تطالب نتنياهو بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى كلها
  • والد جندي إسرائيلي أسير: نتنياهو وافق على الصفقة لهذا السبب
  • وفد حماس يلتقي المحررين المبعدين في القاهرة 
  • تصريح جديد من مكتب نتنياهو بشأن الأسرى والنازحين
  • أول رد من حماس على تصريحات مكتب نتنياهو بشأن عملية تبادل الأسرى والمحتجزين
  • رئيس وزراء قطر يكشف كواليس صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • عرض عسكري يهز “إسرائيل”
  • تطبيق المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى
  • تفاصيل صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين: الإبعاد ومصير أقدم سجين بعد 40 عامًا في السجون الإسرائيلية
  • إيهود باراك: مراكز قوى في إسرائيل تسعى لإفشال المرحلة الثانية من الصفقة مع حماس