شارك الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ممثلًا لوزارة الأوقاف، في فعاليات المؤتمر الدولي "آليات تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها"، الذي يُعقد بمدينة محاج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، خلال الفترة من 20 إلى 23 من نوفمبر  2024.

 

تحية مصرية وإشادة بالرعاية الروسية  
افتتح فضيلته كلمته بنقل تحيات وزير الأوقاف المصري، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، ورجائه بنجاح المؤتمر، مثمنًا رعاية فخامة رئيس جمهورية داغستان الروسية لهذا الحدث.

وأشاد بتنظيم الإدارة الدينية لمسلمي داغستان بالتعاون مع وزارة شئون القوميات وصندوق دعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية.  

تحديات القيم في عالم متغير  
وأكد الدكتور البيومي أهمية عنوان المؤتمر الذي يُبرز ضرورة الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن العالم اليوم يواجه تحديات كبرى تتطلب التكاتف الدولي للحفاظ على تلك القيم في مواجهة الصراعات والفتن وفساد الأخلاق.  

وأوضح أن مصر -بتاريخها العريق- تؤمن بدور القيم الروحية في تحقيق الاستقرار المجتمعي والتعايش السلمي، مشيرًا إلى أن هذه القيم ليست حكرًا على ثقافة واحدة، بل هي إرث إنساني مشترك يعبر عن تطلعات البشرية لمستقبل أفضل.  

التعاون الدولي ضرورة ملحة  
وأكد فضيلة الأمين العام أن التعاون بات ضرورة لتعزيز القيم الروحية والأخلاقية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأسرة والمجتمع. وأضاف أن مصر، عبر وزارة الأوقاف، تولي اهتمامًا بالغًا بالمشاركة في الفعاليات الدولية التي تدعم هذه القيم، مشيرًا إلى التزام مصر بتعزيز قيم المحبة والسلام ومواجهة التحديات التي تهدد المبادئ الأخلاقية.  

الأسرة أساس المجتمع  
وشدد الدكتور البيومي على أهمية دعم الأسرة بوصفها اللبنة الأولى للمجتمعات القوية، مثمنًا جهود روسيا في هذا المجال، ومقترحًا تنظيم فعاليات مشتركة بين الدول لتبادل الخبرات الناجحة في دعم الأسرة وتعزيز القيم الأخلاقية.  

آليات مقترحة للتعاون الدولي  
واقترح فضيلته إنشاء منصات بحثية مشتركة ومنح تمويل للدراسات المتخصصة، إلى جانب تنظيم مؤتمرات وورش عمل دورية تجمع الخبراء من مختلف الثقافات. كما دعا لنشر نتائج الدراسات الدولية لتوعية المجتمعات بأهمية القيم الروحية.  

ختامًا  
اختتم فضيلته كلمته بتوجيه الشكر لروسيا الاتحادية وداغستان على الاستضافة الكريمة، معربًا عن تطلعه للخروج بتوصيات تسهم في تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية ودعم الأسرة، لضمان مستقبل آمن ومستقر للمجتمعات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأعلى للشئون الإسلامية وزارة الأوقاف التعاون الدولی القیم الروحیة

إقرأ أيضاً:

الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقى خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت

ألقى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: "أنت عند الله غال" من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت بجمهورية داغستان، في ضوء خطة وزارة الأوقاف وجهود الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في مد جسور التعاون، وعلى هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر والمنتدى الدولي العلمي بعنوان: "آليات تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وتعزيزها"، الذي يُعقد في مدينة محاج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، في الفترة من 20 إلى 23 نوفمبر 2024.


وجاء هذا نص خطبته  كالآتي: 


الجمع الكريم : ما وقفت في هذا المكان المبارك إلا محملا برسالة مباركة من السيد صاحب المعالي أ.د / أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري تحوي في مبناها ومعناها قبسات من التكريم الأزلي للإنسان وأبجديات بنائه، تتوجه إليه في خطابها وندائها وعرفها وشذاها أيها الإنسان : ( أنتَ غال عند الله ) وهي عبارة نسجت خيوطها من إشراقات النور التي لا تُحدُّ بزمان، ولا تنتهى بمكان، ولا تََختصُّ بإنسان، وإنما قوام الحال إطلاق الخطاب ليتعلق بكينونات دين الله، وجوهر التشريع من خلال سمو العلاقة بين خالق ومخلوق، ورب ومربوب، وعابد ومعبود.


إن الإنسان إذا تنكر لمقتضيات الربوبية والألوهية حينًا من الدهر فهذا لا يُخرِجُه من كونه غال عند ربه وخالقه، هذا حديث النفس لمطلق النفس، لأجلها هبَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- واقفا حينما انتقلت إلى خالقها وباريها، وعندما سُئل -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أحال إلى الإنسان مطلق الإنسان وكفى من الإنسانية معانى التكريم في مفاهيم دلالاتها: 


( أليست نفسًا ).. هذه ليست أيدولوجية قاصرةً وإنما مطلقيةٌ معبرة، ولعل المرجعيةَ هنا تكمنُ في أمرين :
الأول : قضية الاستخلاف والنيابة عن الله (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)
الثاني : مطلوب الحق من الخلق، وهو: عمارة الكون والحياة.(هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)


أما الاستخلافُ فهو لإنسان غالٍ عند الله له قدمُ صدق عند خالقه ومولاه، خلقه بيده ثم نفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وألهمه رشده في حواريةٍ عجيبةٍ انتهت بأن ألقت الملائكةُ زمامَ العلم والعرفان في بحار التسليم: ( سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).


من أجل هذا كانت نوعيةُ التكريم بمفرداته وتفرداته: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، واختصاصُ التقويم: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) لتنتقل سامقُ المنزلة من معقولات المعاني إلى تمثلات السلوك مشاهدة وعيانا، والذي بموجبه كان خليفةُ الله في كونه، منشغلًا برسالته الأزلية عمارة الكون والحياة، ولأجل أنه غالٍ في مطلق إنسانيته كانت عمومية الخطاب: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ) ؛ التأصيل لوحدة النشأة والتكوين: (خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى )؛ ولأنه غالٍ عند الله كان التنوعُ في الملكات والمواهب تكاملًا لا تناقضًا :(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)،ولكي لا يُنتقص ممن استخلفه اللهُ في كونه لعمارته كانت العنديةُ الإلهيةُ في الأحكام لا تنصرف إلا لله : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وما قصر العندية في الآية إلا لتحقق الصفاتٍ التي لا تليق إلا بجلاله وجماله فهو سبحانه العليم الخبير .. من أجل ذلك ليس للإنسان في خطاب العقول إلا التذكير والبلاغ : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ) ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)، وإن قد تعلقَ الأمر يوما بأهداب قدرياتٍ في الخلقة تتقاصرُ دونها الإرادات، فليتساءل الإنسانُ بينه وبين نفسه: أتعيبُ الصنعة ؟ أم تعيبُ الصانع ؟! ومن ثم يكون الكمال الذي لا نقصان فيه:" وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون".


فلنتذكر تكريم الله لأفضل الخلق لديه.. الإنسان ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )..تكريم لكل إنسان؛ فلا تخصيص ببقعة بعينها، أو جنس بعينه، أو طائفة بعينها.


وإنما سلام ؛ يحوى التعارف بين البشرية جمعاء، سلام أخبر به عن صحيح ديني تحمله نسائم الرحمة والإحسان من أرض الكنانة والمكانة إلى أرض داغستان، وأهتف مفاخرا به في أرض الله أنْ: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ) نداءً كونيًّا يمتد إلى الطبيعة في شتى مجاليها؛ لأنها في مفهوم أهل الله كائنٌ له من حقيقة التسبيح ما يجعله ينتظم في سلك الأحياء، فما من شيء إلا يسبح بحمده، دالٌ بالحال والمقال على لمن خلقه وسواه، بيدَ أنَّ تنوعَ الأجناسِ يُورِثُ العجزَ في فقه التسبيحِ مع وجودِ حقيقته(وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).. أنت عند الله غالٍ نداءٌ للمحبة والتعارف يسري عبر الزمان من القاهرة إلى داغستان، يُحلِّقُ في سماءِ الإنسانيةِ بحديثٍ عن إنسانٍ هو مطلقُ الإنسان.. صُنعَ على عين الله في جوهر تكوينه.. فهو بنيانُ الله وملعون من هدم بنيان الله؛ ولأنه غال عند الله حمى عقله وحفظ عرضه وصان ماله وحفظ حياته، ومن قبلُ حفظ دينَهُ في أصل الاعتقاد؛ :( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) ومن بعدِ الاعتقادِ الذى يخلوا من شوائب الجبر والإكراه أصبحَ كل عابد لله في خندقٍ واحدٍ لمواجهةِ الإلحاد.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة بداغستان
  • محمد عبد الرحيم البيومي: القيم الإسلامية الأصيلة تدعو إلى السلم والتعايش
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقى خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت
  • ين عام "الأعلى للشئون الإسلامية" يلقى خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة خاسفيورت
  • أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة بكلية التمريض بداغستان
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يشارك في مؤتمر دولي بداغستان
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يشارك في مؤتمر بداغستان لتعزيز القيم الروحية والأخلاقية
  • أمين البحوث الإسلامية ومحافظ أسوان يناقشان سبل تعزيز التعاون المشترك
  • يناير المقبل.. 200 متحدث يناقشون تحديات سوق العمل الدولي في الرياض