تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«هناك فرق بين من يقاتل بالدم ومن يقاتل بالريشة».. هكذا يخبر فادي شقيقه شادي، العائد لتوه من فرنسا إلى فلسطين، بعدما حصل على الجنسية الفرنسية، في واحد من مشاهد الفيلم الوثائقي “الإجازات في فلسطين”، للمخرج الفرنسي ماكسيم ليندون، المليء بالتوتر والصراع.

في شريط «ليندون» المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية بـ مهرجان القاهرة السينمائي في نسخته الـ45؛ يحاول المخرج الشاب أن يستكشف الفوارق الطفيفة بين الرغبة في البحث عن الحرية الشخصية والسعي نحو الحرية الأكبر وهي تحرير الأرض.

كما يطرح ليندون عددًا من الأسئلة تتعلق بصراع الهوية الذي يمزق الفلسطينيين في الشتات ما بين رغبتهم وآمالهم في بداية حياة جديدة، في الوقت الذي لا تزال جذورهم عالقة في أرضٍ راسخة تأبي النسيان.

يسلط فيلم الإجازات في فلسطين الضوء على حياة شادي، وهو ناشط فلسطيني يبلغ من العمر 30 عامًا، والذي اختار العودة إلى فلسطين بعد أن أصبح مواطنًا فرنسيًا، وتأتى هذه العودة في سياق بحثه المستمر عن الأمل والتغيير في وطنه، لكن سرعان ما يكتشف أن الوضع في فلسطين يظل شديد التعقيد، حيث يواجه تحديات وصعوبات جديدة تحبط محاولاته للعيش بشكل طبيعي.

وللحديث عن هذه التعقيدات والتوترات.. التقت «البوابة» المخرج الفرنسي ماكسيم ليندون، وأجرت معه هذه الحوار..

كيف التقت مساراتك مع شادي للمرة الأولى وما الذي حفزك لعمل فيلم عن هذه الشخصية؟

التقيت بـ شادي في عام 2015 في باريس في مظاهرة لدعم القضية الفلسطينية. كان أحد المنظمين وكنت مهتمًا به كـ ناشط سياسي بسبب الكاريزما التي يتمتع بها في المقام الأول. في ذلك الوقت كان شادي طالب لجوء وكان ينتظر قرار الدولة الفرنسية للحصول على جواز سفر فرنسي.

أنا من عائلة يهودية من جهة والدي وورثت قصة عن إنشاء دولة إسرائيل وعن احتلال فلسطين. عندما سافرت إلى هناك بمفردي لأول مرة كشخص بالغ اكتشفت الجانب الآخر من القصة.

وكما يقول جودار في العديد من المقابلات، عندما تذهب إلى فلسطين تتغير رؤيتك للعالم. لذلك في البداية أصبح الأمر بمثابة التزام أخلاقي بالنسبة لي لمواجهة عائلتي في هذا الأمر.

عندما حصل شادي على جواز السفر الفرنسي، قررت حرفيًا أن أصنع فيلمًا عنه ومعه. لأنه قبل ذلك لم أستطع فهم شخصيته إلا بصفته ناشطًا في المنفى. وهو أمر مهم ولكنه أيضًا لم يكن حميميًا بما يكفي لكي أشعر بالرغبة في صنع فيلم.

أخبرني شادي وقتها أنه سيعود إلى المنزل وسيكون موضع ترحيب كبطل. لذلك أخذتها كفرصة للتنقيب أكثر في قصته وقررنا المتابعة.

هناك مشهد يتناقش فيه الأخوين شادي وفادي بشكل حاد للغاية، فالأخير يخبر الأول بأننا نقاتل بالدم بينما تقاتل أنت بالريشة... هل يمكن اعتبار شادي بطل سلبي؟

يحاول الفيلم استكشاف التوتر بين إرادة شادي ورغبته في الحرية، والحرية الشخصية، وكذلك التضامن الوطني مع النضال من أجل تحرير الشعب الفلسطيني.

في هذا التوتر، المواجهة بين شادي وأخيه، بقدر ما أفهمها. يتحدث عن العبء الذي يتحمله شادي لارتداء زي البطل العائد من فرنسا. لأنه في القرية يتم الترحيب به كبطل لكن أخاه يقول لا، أنت لست كذلك. لأنه لكي تكون بطلاً يجب أن تستحق ذلك وأنت لا تستحقه.

لذلك يتهمه أخوه بالخيانة وهذا مشهد عنيف للغاية وكان من الصعب جدًا بالنسبة لي العمل عليه أثناء عملية المونتاج. لكنه لا يظهر فقط الألم الذي يشعر به شادي بسبب ابتعاده عن المنزل ولكن أيضًا ربما الشعور بالذنب الذي يحتاج إلى التعامل معه.

لقد قضى شادي شبابه في التظاهر والتردد على السجون عندما كان في فلسطين. وبعض الناس لا يفهمون الاختيار الذي اتخذه للبحث عن حياة أفضل. إنها منطقة رمادية في الفيلم ولكن بالنسبة لي ليست شخصية سلبية، كما أعتقد.

لأن شقيقه في هذا التسلسل مليء بالتناقضات لأنه في الوقت الذي يشير فيه إلى خيانة شادي، يقرر هو الآخر أن يصبح أبًا ويبتعد عن السياسة بعد أن أمضى 8 سنوات في السجون الإسرائيلية. وهذا ما يفعله الاحتلال بالعائلات الفلسطينية، يصبح الأمر مسألة جماعية.

أنت تمارس السياسة، ويعاقب الجميع، ويعامل الناشطون الفلسطينيون كأطفال. أنت تتظاهر، وتذهب إلى السجن، وتفقد عائلتك تصريح العمل. لذا في نهاية اليوم أعتقد أن هذين الأخوين وجهان لنفس القمر، وكلاهما يحاول أن يفهم الآخر، لكنهما يواجهان نفس التناقضات.

كيف غيرت عطلتك في فلسطين وجهة نظرك حول ما حدث في الأراضي المحتلة، بعكس ما تصدره وسائل الإعلام الغربية؟

أولاً، يجب أن أقول إنني زرت فلسطين عدة مرات. كما أن لدي زوجة فلسطينية وابن نصف فلسطيني، لذا أزور عائلتي هناك أحيانًا. ولكن تجربتي في فلسطين تتجاوز الفيلم، بل تتجاوزه كثيرًا، إنها أيضًا قصة حياتي.

ليس من السهل أن تكون فلسطينيًا في الشتات في تلك الأيام. ويجب أن أقول إن تجربتي في العطلات لا تهم كثيرًا الآن، لأن الفلسطينيين في حداد في فرنسا، وزوجتي في حداد أيضًا.

هناك الكثير من المخاوف بشأن الأوضاع. ومنذ بدء التصوير، أصبحت القرية التي تدور فيها أحداث الفيلم "وادي رحال" في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه بالفعل. لم تعد هناك رواتب من المستوطنات أو من إسرائيل. لقد تعرضوا لأزمة اقتصادية بعد السابع من أكتوبر.

لذا عليَّ أن أقول إننا لا نستطيع الذهاب إلى فلسطين منذ ذلك الحين. بالفعل ننتظر اللحظة المناسبة للعودة ورؤية العائلة وما إلى ذلك، لكن المستقبل ليس مشرقًا. لذا فإن وجودي هنا مع الفيلم يشكل تحديًا شخصيًا أيضًا، لأن الوضع أصبح أكثر قتامة منذ ذلك الحين، وربما لهذا السبب يوجد الفيلم.

أحاول من خلال فيلم "الإجازات في فلسطين"، أن أجعله عملاً قادرًا على التواصل حول قصة شادي وهجرته وسياق الاحتلال الذي جاء منه. أحاول أن أجعله فيلمًا عائليًا، فيلمًا للعطلات. وأملي أن نتمكن من خلال الأفلام من استعادة التواصل والبدء من جديد.

ولكن على عكس عنوان الفيلم، إنها ليست عطلات سعيدة على الإطلاق...

إنها ليست عطلات سعيدة بالفعل وهذا أمر مضحك. لذلك، عندما وصلتني أول رسالة إلكترونية من مهرجان القاهرة السينمائي تفيد باختيار فيلمي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية اعتقدت أنها وصلتني عن طريق الخطأ.

لكنهم وجهوا الشكر لي على إرسال الفيلم، وأخبروني أنهم قرروا اختياره للنسخة المقبلة من المهرجان، وهذه لحظة غير متوقعة.

IMG_20241116_102534 IMG_20241116_102459 IMG20241115142913

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإجازات في فلسطين مسابقة افاق السينما العربية مهرجان القاهرة السينمائي إلى فلسطین فی فلسطین فیلم ا

إقرأ أيضاً:

أحمد علي سليمان من إندونيسيا: الأزهر هدية الله للعالم ومنهجه حصانة للمسلمين ضد التطرف

شهد معهد دار النجاح الإسلامي الثاني بمنطقة شبينينج بمدينة وجور بإندونيسيا استقبالًا حافلًا للعالم الأزهري المصري المفكر الإسلامي الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، أمس الخميس 13 رمضان 1446هـ / 13 مارس 2025م، في زيارة علمية تستهدف تعزيز التواصل العلمي وتبادل الخبرات بين المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي.  

وفي مستهل اللقاء، ألقى الشيخ ناسخون، مدير رعاية الطلبة، كلمة الترحيب نيابة عن مجلس إدارة المعهد، معبرًا عن سعادته البالغة بهذه الزيارة التي تأتي في شهر رمضان المبارك، ومؤكدًا على أهميتها في دعم العملية التعليمية وتعزيز القيم الإسلامية بين الطلاب والمعلمين.  

من جانبه، أعرب المشرف العام على المعهد، الشيخ جمهاري عبد ذي الجلال، لدى استقباله الضيف الكبير عن اعتزاز إدارة المعهد بهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن جميع أفراد معاهد دار النجاح في مختلف مناطق إندونيسيا يشعرون بالفخر بوجود فضيلة الشيخ الدكتور أحمد علي سليمان بينهم. كما استعرض برنامج الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، وتتضمن لقاءات علمية مع المدرسين والطلاب، إضافةً إلى خطبة الجمعة، ومحاضرات وفعاليات علمية ودينية متنوعة.  

مكانة العلم في الإسلام ومنهج الأزهر في نشره  

خلال محاضرته، استهل الدكتور أحمد علي سليمان حديثه بالثناء على الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ، معبرًا عن سعادته بزيارة إندونيسيا، مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو هدية من الله لمصر والعالم الإسلامي، وله دور محوري في نشر منهجية علمية تُظهر جمال الإسلام وجلاله ورحمته وعزته ونوره.  

وأشار إلى أن الأزهر الشريف يتميز بمنهجية علمية تقي طلابه من الانحراف أو الانجراف أو الانجرار نحو التطرف أو التشدد، وهي منهجية علمية فريدة تميز الأزهر الشريف عن غيره، حيث يدرس الأزهر لطلابه العلوم النقلية (القرآن والسنة)، والعلوم العقلية (كالفلسفة)، وعلوم الآلة (كاللغة والبلاغة)، والعلوم العصرية الحديثة، ما يجعل طالب الأزهر  لديه الفهم العميق لعلوم الإسلام ومن ثم يتكون لديه تدريجيا ملكة حسن الفهم وحسن التعبير وحسن الأداء حتى يصبح موسوعة علمية متنقلة.  

الإسلام أكثر دين اهتم بالعلم: 

 
كما أكد أن الإسلام هو أكثر دين اهتم بالعلم والعلماء وطلاب العلم وأماكن العلم وطرق تدريس العلم وكتب العام ووسائل التعليم، موضحًا أن أول آية نزلت في القرآن الكريم لم تتحدث عن الصلاة أو الصيام أو الجهاد على الرغم من أهمية كل ما سبق، بل تحدثت عن العلم، حيث قال الله تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، في إشارة إلى أن كل ما سبق وغيره يحتاج إلى العلم.  

وأكد الدكتور أحمد علي سليمان، أنه لم يهتم دين من الأديان، ولا حضارة من الحضارات، بالعلم والعلماء وطلاب العلم وأوقات العلم ومؤسسات العلم، وطرق تدريس العلم، ومخرجات العلم، وتكامل العلوم، وتطبيق العلوم في هذه الحياة، مثلما اهتم الإسلام ورسول الإسلام وحضارة المسلمين عبر عصور التاريخ.  

وأشار إلى أن العلم في الإسلام نوعان:  
الأول: علم مكتسب يأتي بالجهد والتعب والسهر والتحصيل والمذاكرة.  
الثاني: علم لدني، وهو الذي يأتي بالمنح والإلهام من الله سبحانه وتعالى.  

ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة، وحدد لنا ثلاث غايات من وجودنا فيها، وهي:  
1. عبادة الرحمن، وهي تحتاج إلى علم، فأحكام العبادات لها علوم كالفقه والمعاملات والأحوال الشخصية… إلخ.  
2. رعاية الإنسان، وهي تحتاج إلى علم.  
3. عمارة الأكوان، وهي تحتاج إلى علم.  

وفي أي حضارة من حضارات التاريخ الإنساني القديم والحديث، كان العلم أهم أركانها، وقد كان أساس الإعمار المادي، والإعمار المعنوي، والإعمار الحضاري، وأيضا إعمار العقل، وإعمار النفس، وإعمار القلب، وإعمار الحياة.  

وألمح إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل العلم أيضًا أساس التجديد والتحديث والتطوير عبر التاريخ، فلولا العلم لما عرفنا ديننا، ولولا العلم لما عرفنا تاريخنا، ولولا العلم لما تناقلت الخبرات، ولولا العلم لما رأينا الطب، ولا الهندسة، ولا الزراعة، ولا التجارة، ولا وسائل النقل الحديثة من سيارات وطائرات وقطارات، ولا شبكة الإنترنت التي تنقل البيانات عبر أعماق المحيطات، ولا الأقمار الصناعية، ولا الاتصالات الفضائية.  

خير وأحب إلى الله.. د. أحمد علي سليمان يكشف الصفات المقصودة بـ المؤمن القويأحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة

ونبه الدكتور أحمد علي سليمان، على أنه في ديننا، فضل العالم يفوق فضل العابد، لأن العالم فضله للآخرين، وفي ديننا العلماء ورثة كم الأنبياء  فلهم أعظم ميراث، لأنهم ورثة الأنبياء.. وفي ديننا الإسلامي أيضًا، يُقدَّم العالم على غيره في الصلاة، وفي القيادة، وفي شتى أمور الحياة.. وفي ديننا طلب العلم بأنواعه المختلفة فريضة على كل مسلم ومسلمة، وهو واجب مستمر من المهد إلى اللحد.  

وواصل: وفي ديننا، يُطلب العلم مهما كان بعيدًا، حتى لو كان في الصين، وفي ديننا نحترم التخصص وأهل الخبرة، قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". فأهل الذكر في الطب هم الأطباء، وأهل الذكر في الهندسة هم المهندسون وهكذا.وفي ديننا، التعليم متاح للجميع، وليس حكرًا على الأغنياء أو على فئة دون أخرى، وفي ديننا هناك بون شاسع بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، قال الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات".  وفي الإسلام، أجر العلم النافع لا ينقطع بوفاة صاحبه، بل يمتد إلى يوم القيامة، كما قال النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له".  

واستطرد: وفي ديننا ومن عظمة اهتمام الإسلام بالعلم، أن الله سبحانه وتعالى أباح لنا أكل الصيد الذي جاء به الكلب المُعَلَّم، ولم يبح لنا أكل الصيد الذي جاء به الكلب العادي، في إشارة إلى قيمة التعليم حتى في عالم الحيوان، وفي ديننا أيضًا، فإن مخلوقات الله، من الملائكة، والحيتان في البحار، والدواب، وغيرها تستغفر لطالب العلم، وتدعو للعالم، تقديرًا لما يحملونه من نور المعرفة الذي ينفع البشرية جمعاء.  

العلوم الدينية والحديثة.. تكامل لا تناقض:

استشهد الشيخ الدكتور أحمد علي سليمان بقول الإمام المجدد التركي الراحل الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي، الذي أكد ضرورة الجمع بين العلوم الدينية والعلوم الحديثة، لأن الاقتصار على العلوم الشرعية فقط قد يُبقي الإنسان بعيدًا عن الواقع، بينما يواجه دارس العلوم الحديثة خطر الغرور إذا لم يقترن علمه بالدين.  

وأشار  إلى تجربته في تدريب أكثر من 6000 إمام وداعية في مصر ودول أخرى، موضحًا أنه كان يحرص على توجيههم للاطلاع على مبادئ العلوم الحديثة والعصرية بجانب العلوم الشرعية؛ حتى يتمكنوا من فهم الواقع بشكل أعمق وأدق ومن ثم تقديم خطاب ديني يتناسب مع متطلبات العصر.  

كما شدد على أهمية إجادة الدعاة والمربين لمهارات التأثير والفعالية ومهارات التنمية البشرية، فضلا عن لثلاثة أمور رئيسية:  
1. حُسن فهم النص الديني.  
2. حُسن فهم الواقع.  
3. حُسن تنزيل النص الديني على الواقع.  

وأكد أن الإسلام دين عالمي وخاتم، صالح لكل زمان ومكان، وأن الله جعل فيه قوة ذاتية تضمن تجديده واستيعابه للتطورات والمستجدات في كل زمان ومكان وحال.  

أهمية الخط العربي في حفظ القرآن ونقل العلوم  

بعد استراحة قصيرة، استأنف الدكتور  أحمد علي سليمان حديثه بجلسة خاصة حول **الخط العربي، موضحًا أنه كان وسيلة لحفظ القرآن الكريم وتدوينه عبر العصور.  

وبين أن الخط العربي ينقسم إلى نوعين:  

1. الخط الجامد: مثل أنواع الخط الكوفي والهندسي، الذي يكتب بالقلم والمسطرة.  
2. الخط المرن: مثل الرقعة والنسخ والديواني والفارسي والثلث، الذي يمتاز بجمالياته الفنية.  

كما تناول بعض الأخطاء الشائعة في الكتابة، مثل:  

- عدم الالتزام بالسطر بالصعود فوق السطر أو النزول تحت في الكتابة.  
- عدم تناسق الحروف فبعضها يُكتب بشكل كبير جدا وبعضها صغير للغاية.  
- المسافات غير الصحيحة بين الكلمات والمقاطع داخل الكلمات.  
- خلط أنواع مختلفة من الخطوط في نص واحد.  

وأكد أن الخط العربي هو مأثر عظيم من مآثر حضارة الإسلام، شرفه الله بكتابة القرآن العظيم، والخط الحسن يزيد الحق وضوحًا، موضحًا أن إتقان الخط العربي يعزز الفهم الصحيح للنصوص الإسلامية ويسهم في تطوير مهارات الطلاب، ودعا إلى التوسع في تعليم الخط العربي في معاهد إندونيسيا، وأعرب عن تبرعه بتدريسه لهم عبر التقنيات الحديثة.  

وفي ختام الجلسة، قام الدكتور أحمد علي سليمان بكتابة اسم "دار النجاح الثاني" بخطه الجميل على لوحة تذكارية، كما قدّم تمرينات عملية على على السبورة  بالخط العربي، شارحا قواعد وموازين ومبادئ خط الرقعة باعتباره أيسر الخطوط والبوابة الأولى لتعلم الخطوط مما لاقى إعجاب الحاضرين.  

ختام الزيارة والدعاء بالبركة والتوفيق  

اختتم  الدكتور أحمد علي سليمان محاضرته بالدعاء أن يبارك الله في معهد دار النجاح، وأن يرحم مؤسسه، ووأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، وأن ينفع الله بالعلم الذي يُنشر فيه، ويحفظ الأمة الإسلامية من الفتن، ويرزقها العلم النافع والعمل الصالح، ويجعل القرآن العظيم نورًا في قلوب المسلمين.

مقالات مشابهة

  • أحمد علي سليمان من إندونيسيا: الأزهر هدية الله للعالم ومنهجه حصانة للمسلمين ضد التطرف
  • مخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب فى حواره لـ«البوابة نيوز» : لا يوجد أرشيف وتوثيق حقيقى لهذا الفن بمصر.. وأهم أسباب تراجعه عدم وجود معاهد متخصصة
  • شجعتوها تغلط فيا .. حسام حبيب يوجه رسالة صادمة لجمهور شيرين
  • دومينيك حوراني تكشف عن تفاصيل إشهارها إسلامها قبل سنوات
  • «هاتريك» شادي حسين يقود زد لإسقاط غزل المحلة على ملعبه بالدوري
  • خريطة فرعونية قديمة للعالم السفلي..أقدم كتاب مصور في التاريخ
  • بيدري: زملائي في برشلونة يستحقون جائزة الأفضل أكثر مني
  • العكاري: مرحباً بالعجز المالي الذي يوجد معه إعمار واستقرار أمني
  • استمرار العجز في سوق البلاتين للعالم الثالث على التوالي
  • الكاتب الصحفي محمد الليثي: نشر خطابات جنود مصر بمثابة كبسولة زمنية ترجعنا للماضي