غزة وإسرائيل على طاولة ترامب.. هل يتغير النهج الأمريكي تجاه الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
أقل من شهرين على تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، بينما يترقب الشرق الأوسط الطريقة التي سيتعامل بها «ترامب» مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإسرائيل وحرب غزة، بعد إخفاقات عدة شهدتها الإدارة الأمريكية السابقة.
قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، تعهد دونالد ترامب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما التقى بـ«نتنياهو» خلال زيارته إلى واشنطن في شهر يوليو الماضي لإلقاء خطابًا أمام الكونجرس، وأكد مرارًا على استمراره في دعم إسرائيل، وهي الطريقة التي تعامل بها أيضًا خلال فترة ولايته الأولى، لكن، تغيرت الأمور عن السابق بسبب حرب غزة، فماذا عن الفترة القادمة؟
«ترامب» وطريقة «المصلحة»جيرالد فايرستاين، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، قال في تصريحات لـ«الوطن»، إن دونالد ترامب يتعامل مع كل الدول بطريقة «معاملية»، أي قائمة على البيع والشراء والمصالح، كما تعتمد على استعداد الطرف الآخر لقبول قرارات «ترامب».
وأكد «فايرستاين»، أن العلاقة بين دونالد ترامب و«نتنياهو» ليست مختلفة طالما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يفعل ما يريده ترامب، حينها، ستكون علاقتهما جيدة، مضيفًا: «إذا خالف نتنياهو رغبات ترامب، فإن العلاقة ستشهد مشكلات ومعاناة».
هل يقبل ترامب مقترحات إسرائيل بشأن غزة؟وأوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن السؤول المطروح خلال الفترة المقبلة، هو «هل يقبل دونالد ترامب مقترحات إسرائيل بشأن غزة؟».
واجهت إدارة جو بايدن ضغوطات عديدة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، سواء في الداخل أو من دول العالم، في وقت، دعمت فيه الإدارة إسرائيل «بشكل أعمى»، وأكدت على دعمها، كما أغرقتها بالأموال والسلاح، لكن الجيش الإسرائيلي، شن عمليات عسكرية عديدة دون إخبار الإدارة الأمريكية، كان أبرزها اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كما هاجم «نتنياهو» جو بايدن بسبب إيقاف صفقة أسلحة.
ضغوط سياسية أقلمايك ميلروي، نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، قال لـ«الوطن»، أن دونالد ترامب سيواجه ضغوطًا سياسية أقل لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تسوية سياسية في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن جو بايدن تعرض لضغوط كبيرة وكان يواجه إعادة انتخابه أيضًا، وهي ضغوط كبرى أثرت على قراراته.
وأكد «ميلروي»، أن إدارة دونالد ترامب الأولى كانت مؤيدة لإسرائيل، ومن المرجح أن تكون الإدارة الثانية كذلك، كما افتقرت إدارة «بايدن» للتأثير على إسرائيل، وفي النهاية، لن يتعامل «نتنياهو» بالطريقة التي تعامل بها مع «بايدن».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الإدارة الأمريكية حرب غزة نتنياهو دونالد ترامب رئیس ا
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بات مختلفاً.. هل يتبنى ترامب أسلوباً جديداً في ولايته الثانية؟
عندما تولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية للمرة الأولى، تبنى في الشرق الأوسط توجهاً جريئاً، كان مثيراً للجدل.
وذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز"، أن ترامب قام حين ذاك بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل آبيب إلى القدس، وعقد اتفاقات بارزة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وألغى الاتفاق النووي الدولي مع إيران.
وفرض ترامب إرادته باستخدام أسلوب دبلوماسية قائم على أساس المعاملات وعضلات القوة الأمريكية، حتى عندما كان يعني ذلك تحدي الاجماع الدولي وتجاهل المخاوف الفلسطينية.
ولكن الخبراء يقولون إن "هذه الاستراتيجية الفظة ربما لا تجدى نفعاً هذه المرة، خاصة في ظل إعادة تركيز الاهتمام الدولي على معاناة الفلسطينيين وتصاعد الانتقادات لإسرائيل".
هل عودة #ترامب إلى البيت الأبيض "شيك على بياض" لـ #إسرائيل؟https://t.co/dwFH69uwzP pic.twitter.com/pOhCcFKruX
— 24.ae (@20fourMedia) November 16, 2024 شرق أوسط مختلفويبدو أن الشرق الأوسط أصبح مكاناً مختلفاً بصورة كبيرة منذ أن غادر ترامب البيت الأبيض خلال عام 2021، فالحروب تستعر الآن في غزة ولبنان، في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل محاولتها لتدمير حماس وحزب الله.
وتهدد هذه الصراعات بتوسيع نطاق الحرب، مما قد يضع الولايات والمتحدة وإسرائيل في مواجهة ضد إيران وحلفائها. فقد تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ خلال الأشهر الأخيرة في ظل تكثيف لتواجد القوات الأمريكية في المنطقة.
وقد أثبتت هذه الأزمات المتعددة أنها شائكة للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن لذلك لم يتمكن من حلها. ودفعت عدم كفاءته الدبلوماسية بعض الدول بالشرق الأوسط للشعور ببعض العزاء في تولى ترامب لفترة رئاسة ثانية.
4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل - موقع 24رجّح لورانس هاس، الزميل في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تحويل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والعلاقات الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، عبر تقديم المزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، والعمل على إضعاف خصومها، والسعي للمزيد من صنع السلام بين ...وعندما كان ترامب رئيساً خلال الفترة الأولى، وجد قضية مشتركة مع الكثير من قادة الشرق الأوسط. فقد عمق هو وأفراد أسرته العلاقات التجارية مع دول عربية ، في بعض الأحيان من خلال الاتفاقات المتعلقة بالعقارات.
وكان ترامب قد قال إنه يعتزم توسيع نطاق هذه الاتفاقيات، والجائزة الكبرى ستكون المملكة العربية السعودية، التي بدت في وقت من الأوقات منفتحة على التوصل لاتفاق مع إسرائيل، من شأنه أن يتضمن اتفاقاً دفاعياً مع الولايات المتحدة وتقديم الدعم للمملكة لبناء مفاعل نووي للاستخدام المدني.
ولكن بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبدء غزو إسرائيل لقطاع غزة، حيث تقول التقارير الرسمية إنه أسفر عن مقتل نحو 44 ألف شخص. جعلت الحرب احتمالية التوصل لاتفاق أكثر صعوبة.
وقال المعلق السياسي السعودي علي الشهابي:"الفظائع التي تحدث في غزة ولبنان أدت لتأجيج الرأي العام، وجعلت أي تطبيع للعلاقات أكثر صعوبة بدرجة كبيرة".
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قال في خطاب في سبتمبر (أيلول) الماضي "المملكة لن تتوقف عن جهودها الحثيثة نحو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن نؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون تحقق ذلك".
وفي خطاب خلال قمة للدول العربية والإسلامية هذا الشهر في الرياض، أدلى بن سلمان بتصريحات تعد الأكثر قوة بشأن حرب غزة، منتقداً إسرائيل لما وصفه بارتكابها "لأعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".
البيان الختامي.. قمة الرياض تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة - موقع 24ندد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض، مساء اليوم الإثنين، بـ"جرائم مروعة وصادمة" يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "في سياق جريمة الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. المساومة الإسرائيليةوفي نفس الوقت، ربما تبدو إسرائيل أقل استعداداً للمساومة، خاصة في ظل وجود ترامب بالبيت الأبيض، إذا كانت فترته الأولى مؤشراً على ذلك.
وعلاوة على نقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتملة، دفع ترامب لتطبيق ما يطلق عليه " اتفاق القرن"، الذي يعد بمثابة خطة سلام من شأنها جعل الفلسطينيين بدون دولة، كما يتيح لإسرائيل ضم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية المحتلة. كما تبنى توجها أكثر عدوانية مع إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي عام 2015، وفرض عقوبات واسعة النطاق، بالإضافة إلى اغتيال الجنرال قاسم سليماني الذي كان قائداً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأبدى القادة الإسرائيليون سعادة بالغة لدى فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية .
ويبدو الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، يستعد لترسيخ سيطرته على الأراضي الفلسطينية.
نتانياهو يشعر بحرية التحرك ضد إيران بعد وصول ترامب - موقع 24تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد طور عقيدة جديدة لضرب البرنامج النووي الإيراني بعد النجاحات العسكرية ضد حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، وتنظيم "حزب الله" في لبنان، وأيضاً ضد طهران، مشيرة إلى أنه ربما يكون أكثر ...ومن ناحية أخرى، اختار ترامب شخصيات متشددة موالية لإسرائيل لشغل مناصب دبلوماسية بارزة، تتعلق بالتعامل مع الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، اختياره لحاكم اركانساس سابقا مايك هاكابي، الذي يرفض مطالبة الفلسطينيين بالأرض والسيادة، لمنصب سفير أمريكا في إسرائيل.
ومع ذلك، فإن الفلسطينيين ربما تكون لديهم نافذة أمل مع ترامب مقارنة ببايدن، حسبما قال معين رباني، المحلل والزميل بمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، وأشار إلى أن بايدن لم يتراجع عن أي من سياسات ترامب تجاه إسرائيل أو تمكن من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم، موضحاً أن ترامب ربما يحاول استخدام نفوذه مع نتانياهو بطريقة أكثر قوة لإنهاء الصراع.