موقع 24:
2024-11-27@01:07:48 GMT
لبنان على خطى «البطّة العرجاء»
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
يتمطى الزمان اللبناني دموياً على خطى «البطّة العرجاء» الثقيلة بين رئيس أمريكي مُغادر هو جو بايدن ورئيس أمريكي مُبادر وسيبادر هو دونالد ترامب، حازماً حقائبه وينتقي فريقه مهندساً خطوط ولايته الثانية نحو البيت الأبيض. تشغل «البطّة العرجاء» أولادنا وطلابنا بعلامات الاستفهام من حولنا وعبر لعبة «الأون لاين» في العائلات والمدارس والجامعات؟
شهران من ترهل السير على الليبرة إذاً، حتى ما بعد الجمعة العظيمة وسبت النور وعيد الميلاد عبوراً نحو الاحتفالات البشرية برأس السنة 1/1/ 2025 وبعدها 20 يوماً من السنة القادمة «الجديدة» ولربما بعد ذلك بكثير.يا للبنان المحظوظ في الدنيا!!
يمكث الرئيس الأمريكي جو بايدن متلذذاً بخطى بطيئة، لكأنه سها كلياً عن القيامات اليومية المهندسة ونيران الحرائق بلبنان. هو الزمان العظيم طبقاً للقانون الأمريكي، إذ سيتمتع الرجل مودعاً صلاحياته الدستورية ولو أن اللبنانيين المسكونين بالرعب سيبقون واقفين بثياب «السبور» مصلوبين على حافة جحيمهم أو راكعين على ركبتيه مبتهلين في انتظار عاموس هوكشتين. ها هو وقد وصل أمامي على الشاشة مع أننا توسّدنا الأخبار ليل أمس بأنه ألغى زيارته. وصل ومعه سبعاً وبرفقة السفيرة الأمريكية إلى عين تينة وأراهم يحصون لا الكلام وحسب، بل كيفية حركات الأنفاس في الصدور عبر المفاوضات، وخصوصاً الرئيس نبيه برّي الصابر المُفاوض الوحيد أطال الله بعمره. اللبنانيون بعجرهم وبجرهم وطوائفهم وانقساماتهم والغرب والشرق يصلّي ويتفرّج بانتظار ما قد ينشلنا من الخرائب الوحشية فوق جبهة القرن المُعاصر.
لنقرّ بأن لبنان السياسي والشعبي هو البطّة المقعدة لا العرجاء الفاقدة سلطاتها الدستورية وتفاهمات ممثلي أحزابها وطوائفها وشحمهم ولحمهم وريشهم بصفته المساحة العالمية المتعددة الهويات والتوجهات التي خلقها الله ليتابع قاطنوها تهديمها بالصواريخ قبالة المتوسط.
يمكننا الجزم بالإجماع بأن صور المذابح تتجاوز طاقات البشرية على هضمها أو فهمها أو إحصائها أو حتى تصديقها منذ يوم السبت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عندما استيقظ العالم على ما عُرف ب«حرب غزّة» الحافل بطوفانات من صواريخ حماس المُفاجئة لإسرائيل، لكأننا في أيام القيامة لينتقل الطوفان والطوفان المُضاد إلى «حزب الله» بعد يوم واحد فقط أي في 8 أكتوبر مسانداً غزّة المسنود بدوره بشكل كبير إلى إيران في ما يتجاوز لبنان الرسمي والعلاقات الدولية لأحكام المفاجآت والتفرّد في اتخاذ القرارات.
سيبقى اللبنانيون جميعاً أسراباً متحيّرة من البطّ الأعرج النازح والخائف المنزوي والمقهور بعيداً من أمكنتهم بعدما نُتفت أنفاسهم وسقطت أجنحتهم وأبنيتهم المنتقاة على «البكلة» ركاماً مطحوناً تسقط بما يتجاوز مقاييش ريختر.
تختصر هذه المشاهد والأفلام الرهيبة الدقيقة الإخراج المتمادية عبر الشاشات بالصوت والصورة لما تمّت تسميته أساساً ب«طوفان الأقصى» عندما شلحت حماس ما يتجاوز ال 3000 صاروخ من قطاع غزّة نحو إسرائيل، إذ كان اليهود يتهيّؤون للصلاة كما ورد عبر وسائل الإعلام. ولنا أن نتذكّر ما كانوا يقصّون علينا أطفالاً في البيوت والمدارس حول «السبت اليهودي» ومعانيه، إذ عندما يفطر فيه المسيحيون عن صيامهم بانتظار أيام الأحاد يندفع اليهود فيه للصلاة.
وهنا تولد الأسئلة باعتبار السؤال علامة استفهام ومعرفة، إذ نعتبر السؤال هو الحياة على شفاه الأطفال بينما الجواب ولو كان متحيّراً ومتغيّراً يبقى علامة المعرفة.
1- ما يصف معاني أن يُنذر إنسان وعائلته في بيته في الدور العاشر مثلاً خلال دقائق محددة وعليه أن يبتعد 500 متر عنه ليتفرّج كيف يدكّ الصاروخ الأبنية ولو كانت ناطحات سحاب من أساسها ليسقط بيته وأقاربه وجيرانه وأشياءه وتاريخه في عاصمة لبنان أمام أعين الدنيا وفي بلد تشظّت طوائفه وسياسيوه وأدمنوا الحروب، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا مصارف ولا مال ولا حياة؟
2- ما معنى أن تصطف شاشات التلفزة ناقلة تلك الإنذارات تليها مناظر القصف الصاروخي وانهيارات الحضارات الكرتونية ليعبق الموت أشلاء ممن لم يتمكّنوا من الفرار أطفالاً وعجائز ومرضى ووو؟
3- صحيح أننا في عصر الذكاء الاصطناعي وكل ما كُتب وسيكتب وقيل وسيقال محفوظ بأبسط حركاته وكلماته وأحاديثه وبتفاصيله في «الآي كلاود»، لكن ألا نُقرّ بأن الأبنية الشاهقة في العواصم الحديثة ومنها بيروت تحتضن «قبائل» لا تنتهي من البشر الذين باتوا في تواصلهم كما في الغرب ربما لا يعرفون بعضهم بعضاً كي لا نذكّر بأنك إن دعوت جاراً مثلاً على فنجان من الشاي أو القهوة، فإنه يشيح بوجهه إن لم يقلّد الأجنبي الذي يستدعي لك البوليس؟
4- من يملك الطوفان والطوفان المُضاد والزلازل أخيراً غير مشيئة مكوّن هذا الكون العظيم يا قليلي الإيمان؟ أجيال من أسلحة ذكية تتجاوز الخيال وتُغري الأطفال الساكنين بتقليد بطلهم «سبايدرمان» يتابعون المشاهد عبر شاشات الخلوي ينتزعونها نازحين من أيدي أمهاتهم جائعين ويبنون طفولاتهم مبهورين بمشاهد الدماء والأشلاء والحرائق والأحياء المهدمة فوق رؤوس أهلها لكأنهم من فصيلة الحشرات؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب إسرائيل وحزب الله البط ة
إقرأ أيضاً: