كتب زياد شبيب في" النهار": تطوّرت علاقة اللبنانيين بفكرة الاستقلال منذ حصوله وحتى الآن بشكل تصاعدي من حيث مستوى القناعة بأهميته،. فهذا الاستقلال الذي بدا منذ لحظة حصوله منقوصاً أو مشكوكاً به من قبل فئات عديدة من اللبنانيين، اتخذ منحى تراجعياً على مدى العقود الممتدة منذ العام 1943 بدل أن يكون تراكم السنين عامل نمو الاستقلال وتعزيزه.
للاستقلال بعد قانوني على المستويين الداخلي والخارجي، وهذا الأخير يكون بالاعتراف الذي تحظى به الدولة من المجتمع الدولي وبالانتساب إلى منظمة الأمم المتحدة وبتطبيق مبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي. وعلى المستوى الداخلي يكون بوجود المقومات الأساسية للاستقلال وقد عبّر الدستور صراحة عن ذلك بمادته الأولى: "لبنان دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة". وهذه هي القاعدة الأساس التي تحكم كل شيء في الحياة العامة، وكل ما يتناقض معها يكون مخالفاً للدستور.
ومن البديهي القول اليوم وبمناسبة التفاوض الراهن على اتفاق لوقف إطلاق النار بأن الحدود مادة غير قابلة للتفاوض ولا يجوز التفكير بأية ترتيبات من شأنها التراجع شبراً واحداً عن الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلّة.
واليوم في الحرب الدائرة، وأمام احتلال متجدد في الجنوب، وبوجود دول تحرّك الجبهات وتدير المفاوضات وتقرر وقف النار، كل ذلك في غياب الرئيس أو تغييبه، يبلغ لبنان أقصى درجات البعد عن الاستقلال وأعلى درجات التوق إليه في الوقت عينه.
إن تقليص الهوة بين الواقع والمأمول يبدأ بالقناعة بأن تحقيق الاستقلال يكون ببناء دولة واحدة حقيقية تجمع وتبني وتحمي، ويدين الجميع لها دون غيرها بالولاء، وبإلغاء الحواجز
المقامة بين المواطنين وبينها وإلغاء كيانات الحماية السياسية الطائفية التي تجذرت وحلّت محلها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أعيدوا إلى إسرائيل.. 20 حريديا يعبرون الحدود إلى لبنان ليلاً لزيارة قبر ديني
كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عبر تقرير لها، أنه: ما لا يقل عن 20 حريديا قد عبروا الحدود اللبنانية، في الليل، ودخلوا إلى قبر الحاخام "راب آشي"، ليتم إرجاعهم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي. ويُحتجز ثمانية منهم للتحقيق.
وأوضح التقرير أنهم: "قد تسلّلوا إلى قبر الحاخام المتواجد في جبل شانان، في لبنان، وقريب من الحدود مع إسرائيل". فيما نقلت عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّ: "التجمّع كان بالقرب من الحدود وتم إبعاد الغالبية من قبل الجيش. حيث حاول المتسللون الدخول عدة مرات خلال الليل".
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب التقرير نفسه: "خلال الليل تم تلقي بلاغات من قوات الجيش الإسرائيلي عن مجموعة من 20 مواطنا إسرائيليًا دخلوا إلى أراضي لبنان، بعد عبورهم الحدود في منطقة الشمال".
وتابع بيان الشرطة: "وصلنا المنطقة الشمالية إلى الموقع، وبعد التنسيق مع القوات العسكرية، تم توقيف بعض المشتبه بهم بالقرب من الحدود وتم نقلهم للتحقيق في محطة الشرطة في كريات شمونة".
واسترسل: "الوصول إلى المناطق القريبة من سياج الحدود محظور وخطر، لا سيما عبور الحدود إلى لبنان، وهو محظور بموجب القانون والعقوبة للمخالفة هي السجن لمدة تصل إلى أربع سنوات".
وفي سياق متصل، قد تم توقيف خمسة حريديين آخرين من سكان "عراد" بتهمة عبورهم إلى لبنان بشكل غير قانوني، خلال كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ فيما تم القبض عليهم من جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الآخر من الحدود، ثم أعيدوا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ تم تسليمهم لشرطة المنطقة الشمالية في محطة كريات شمونة.
وفي ذلك الوقت، قال نائب رئيس شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقائد شرطة كريات شمونة أريك باركويش: "تلقينا صباح اليوم تقريرا من الكتيبة العسكرية حول خمسة مواطنين من عراد عبروا السياج".
وأوضح باركويش، آنذاك، أن: "المواطنون كانوا في رحلة شمالا، وقد واصلوا منها إلى لبنان"، مردفا في الوقت نفسه: "هذا يشكل خطرا كبيرا على الحياة. لبنان هو دولة عدوة بشكل صارم، وكان هؤلاء المواطنون قد يتعرضون للأذى من كلا الجانبين".