أسعار “البتكوين”.. ماذا وراء الارتفاع القياسي لـ”الاستثمار الخطير” وهل يستمر؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
يشهد سعر “البتكوين” ارتفاعا غير مسبوق، مع وصوله في تعاملات الجمعة، إلى 99028 دولاراً، مما أثار تكهنات بشأن مستقبل العملة الرقمية، وما إذا كانت سلسلة الأرقام القياسية ستستمر، خاصة أنها تعد من الاستثمارات عالية المخاطر.
وفي تحليل للارتفاع المستمر في سعر البتكوين والأسباب التي تقف وراءه، أوضح الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أبو بكر الديب، أن “عزم رئيس هيئة الأوراق المالية والتداول الأميركية، غاري جينسلر، ترك منصبه في يناير المقبل، لعب دوراً في تعزيز الثقة بسوق العملات المشفرة، خصوصاً أنه تبنى سياسة صارمة في مراقبة هذا القطاع”.
واعتبر الديب، في حديث إلى موقع “الحرة”، أن فوز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، “أعطى دفعة قوية للأسواق، مع تراجع أسعار الذهب والنفط مقابل قوة الدولار”.
وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية، بجعل الولايات المتحدة “العاصمة العالمية للبتكوين والعملات المشفرة”.
ومن خلال دعمه العملات المشفرة، اتخذ ترامب موقفا معاكسا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تعتبر مؤيدة لتنظيم صارم للقطاع المثير للجدل، والذي لا يخضع إلى حد كبير لسيطرة المؤسسات.
وأشار الديب إلى أن المستثمرين “أصبحوا يتجهون نحو الأصول عالية المخاطرة مثل البتكوين، متفائلين بأن إدارة ترامب ستكون أكثر مرونة تجاه العملات المشفرة، مما ساعد العملة الرقمية على تحقيق زيادة تجاوزت 40 بالمئة منذ إعلان نتائج الانتخابات”.
وأكد أن “التاريخ الاقتصادي الإيجابي لترامب يعزز ثقة المستثمرين بالبتكوين كأصل بديل، خاصة مع توقعات بتخفيف اللوائح التنظيمية”.
ومن بين أسباب الارتفاع في سعر البتكوين، أشار ديب إلى مشروع قانون مقترح من السناتور الجمهورية سينثيا لوميس، “لتدشين مخزون استراتيجي للبتكوين، يتضمن شراء مليون عملة مشفرة، مما يمثل حوالي 5 بالمئة من البتكوين المتوفر عالمياً”.
ورأى الخبير أن هذا المشروع “قد يؤدي إلى زيادة هائلة في الطلب على العملة الرقمية، ورفع قيمتها السوقية بشكل أكبر”.
كما نوه بأن الاتجاه نحو العملات المشفرة، “يعكس تغييرات في تفضيلات المستثمرين، حيث يتم إنتاج 900 بتكوين يومياً، بينما تصل طلبات صناديق الاستثمار المتداولة حديثاً إلى 2800 بتكوين يومياً، مما يزيد من الضغط على العرض المحدود”.
من جانبه، توقع الخبير في مجال العملات الرقمية، أحمد سيم، في مداخلة سابقة مع قناة “الحرة”، أن “يتم رسميا تبني عملة البتكوين، وأن معظم البنوك المركزية في 2025 ستستخدم هذه العملات في المدفوعات المالية، مما سيختصر الكثير من الوقت”.
ولفت أيضا إلى أن أصحاب البنوك من خلال استخدام هذه العملات، “سيتمكنون من توفير 120 مليار دولار” التي تصرف سابقا على الرسوم ونفقات المعاملات.
“نقض نظرية الذهب الرقمي”
ورغم الارتفاعات الكبيرة، لفت ديب إلى أن طبيعة أن البتكوين تعتمد على العرض والطلب، وأن السوق يشهد موجة طلب استثنائية حالياً مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية.
لكنه حذر من احتمال حدوث تقلبات، مشيراً إلى أن ارتباط البتكوين المتزايد بالأسواق المالية “يقوض النظرية التي تصفها (العملة) بأنها ذهب رقمي”.
في النهاية، شدد ديب على أن البتكوين “ليس استثماراً خالياً من المخاطر، حيث يظل عرضة للتقلبات الحادة والتأثيرات السياسية والاقتصادية العالمية”.
وشهدت عملة البيتكوين عدة ارتفاعات تاريخية في قيمتها، كان أحد أبرزها في ديسمبر 2017، عندما وصلت قيمتها إلى نحو 20 ألف دولار، حيث ارتفعت بفضل الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية والحديث الإعلامي الواسع عنها.
وفي نهاية عام 2020، عادت البيتكوين لتحقق رقما قياسيا جديدا بعد أن تجاوزت حاجز الـ 29 ألف دولار، مما مهد لموجة صعود كبيرة في 2021.
وفي نوفمبر 2021، سجلت البيتكوين أعلى مستوى لها على الإطلاق بقيمة تجاوزت 68 ألف دولار، مستفيدة من تبني شركات كبيرة مثل “تسلا” و”مايكروستراتيجي” لها واستثمارها بمبالغ كبيرة فيها، بالإضافة إلى استخدام البيتكوين كأصل للتحوط ضد التضخم من قبل بعض المؤسسات المالية الكبيرة.
ومع ذلك، انخفضت قيمتها بشكل كبير في 2022، بسبب ظروف السوق وتقلباته.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: العملات المشفرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
“دبي الرقمية” تنظم ملتقى شركاء دبي للبيانات والإحصاء
نظمت “دبي الرقمية”،اليوم، ملتقى شركاء مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، تحت شعار “معًا لصنع مستقبل قائم على البيانات”، وجمع الملتقى قادة البيانات ومسؤولين من الجهات الحكومية وأكثر من 100 شركة من القطاع الخاص.
واستعرضت مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء مخرجاتها السنوية ، وأهم المبادرات التي أنجزتها مع شركائها، وناقشت المشاريع المستقبلية التي تتماشى مع أهداف التحول الرقمي في دبي.
وأكد سعادة يونس آل ناصر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة ، على أهمية الشراكات في صناعة مستقبل المدينة الرقمية، و أن البيانات والإحصاءات تعد ضرورة لا غنى عنها من أجل تحقيق التطور الرقمي وتسهيل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى نموذج دبي بمثابة مثال مهم عن أهمية الشراكة بين القطاعات المختلفة، بما فيها الحكومية والخاصة، في سبيل تحقيق الرؤية المشتركة لدبي كعاصمة رقمية مستقبلية مدعومة بالبيانات.
من جانبها قالت عفاف بوعصيبة، المدير التنفيذي لقطاع عمليات البيانات والإحصاء في المؤسسة “إن نجاح المشاريع المشتركة التي تمت بالتعاون مع شركاء المؤسسة ، يعزز من مسيرة دبي في سعيها لتكون عاصمة رقمية عالمية تتميز بالاستخدام الاستراتيجي والأمثل للبيانات والإحصاءات بما يخدم القطاعات كافة.
بدورها أوضحت سارة الزرعوني، مدير إدارة التخطيط وحوكمة البيانات والإحصاء في المؤسسة، أن البيانات اليوم تمثل العمود الفقري لعملية اتخاذ القرارات وتنفيذ الاستراتيجيات المستقبلية، مضيفة أن المؤسسة تعد جزءاً من دبي الرقمية، وأكدت الالتزام بتمكين الاستخدام الفعال لبيانات المدينة في عمليات التخطيط والتطوير.
ولفتت في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن المهمة ترتكز على ضمان موثوقية البيانات وشفافيتها وحوكمتها وفق أعلى المعايير بما في ذلك اعتبارات حماية الخصوصية، مضيفة أن البيانات واحدة من أهم الأصول لتشكيل المستقبل، وتوليد القيمة الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية من خلال تحليل البيانات، بغرض تصميم خطط ومشاريع مؤثرة، ومن خلال التعاون مع الشركاء تعمل البيانات والإحصاءات كمحركين رئيسيين في تعزيز مكانة دبي كعاصمة رقمية عالمية.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، ومشاركة آخر المستجدات بشأن المبادرات الأخيرة، واستكشاف طرق مبتكرة للاستفادة من البيانات لتحقيق التنمية المستدامة في دبي، وسيخصص جزء خاص من الحدث للاحتفاء بمساهمات الشركاء، واستكشاف آفاق التعاون المستقبلي في المشاريع القائمة على البيانات.
وتضمن جلسة نقاشية بمشاركة الأطراف من القطاعين الحكومي والخاص، تتمحور حول الفرص والتحديات الرئيسية في مجال البيانات والإحصاءات، واستكشاف الحلول واستشراف فرص جديدة للشراكات من شأنها دعم رحلة دبي كمدينة رقمية رائدة.
وكرمت الجهات المشاركة من القطاعين، تقديراً لجهودها في تعزيز البيانات كحجر أساس في عملية التحول الرقمي وصنع المستقبل المدعوم بأحدث التقنيات وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي.وام