تفكيك شبكة قراصنة Scattered Spider بعد سرقة بيانات ومليارات العملات الرقمية
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
أعلن المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة هذا الأسبوع توجيه اتهامات جنائية ضد خمسة أفراد يُشتبه في تورطهم في مجموعة القرصنة الشهيرة Scattered Spider، حيث يواجهون تهما باختراق عشرات الشركات في الولايات المتحدة وسرقة بيانات سرية وأصول من العملات الرقمية.
وصرح مارتن إسترادا، المدعي العام الأميركي في لوس أنجلوس، أن المتهمين استخدموا هجمات تصيد احتيالي عبر رسائل نصية مزيفة تبدو كإشعارات رسمية لموظفي الشركات، واحتوت الرسائل على روابط تطلب معلومات تسجيل الدخول.
فيما ساعد ذلك القراصنة في سرقة بيانات ضخمة وعملات رقمية من حسابات فردية.
وأوضحت السلطات أن ضحايا المجموعة تشمل ما لا يقل عن 12 شركة من قطاعات متعددة مثل الألعاب والتعهيد والاتصالات والعملات الرقمية، فضلاً عن مئات الآلاف من الأفراد، إلا أنه لم يتم الكشف عن أسماء الشركات المتضررة.
من هم Scattered Spider؟تعرف مجموعة Scattered Spider بأنها مجتمع من قراصنة الشباب الذين يعملون معاً بشكل متقطع لتنفيذ عمليات هجومية تستهدف شركات متعددة الجنسيات ومستثمري العملات الرقمية.
وكانت المجموعة قد لفتت الأنظار في سبتمبر 2023 بعد اختراقها لشبكة مشغلي الكازينوهات Caesars Entertainment وMGM Resorts International، حيث دفعت Caesars فدية بلغت 15 مليون دولار أميركي لاستعادة شبكتها. ومع ذلك، لم يُعلن حتى الآن إذا ما كانت هذه القضية مرتبطة بالمتهمين الخمسة.
تفاصيل حول المتهمينشملت لائحة الاتهام تهمتين تتعلقان بالتآمر وسرقة الهوية، ويواجه المتهم بوكانان تهم إضافية تتعلق بالاحتيال، وقد نُفذت الأنشطة غير القانونية بين سبتمبر 2021 وأبريل 2023.
وكان أُلقي القبض علي بوكانان في مطار بالما دي مايوركا، إسبانيا في يونيو الماضي، بينما كان يحاول الصعود على متن طائرة متجهة إلى نابولي، ويخضع حالياً لعملية التسليم للولايات المتحدة.
فيما قبض على إيفانز في نورث كارولينا، في حين دفع أوربان ببراءته من 14 تهمة تتعلق بالاحتيال في قضية منفصلة بولاية فلوريدا.
تحذير للمجتمع الرقميصرح نيكسون، رئيس الأبحاث في شركة Unit 221B للأمن السيبراني، أن عصر الجرائم الإلكترونية دون عواقب قد انتهى.
وأكد أن أجهزة إنفاذ القانون باتت أكثر صرامة في مواجهة هذا النوع من الجرائم، داعياً الشباب المنخرطين في ثقافة الجريمة الإلكترونية إلى التوقف فوراً قبل أن يصبحوا الهدف القادم.
جاء الإعلان عن هذه القضية دون تعليقات إضافية من قبل وزارة العدل الأميركية أو الشركات المتضررة، حيث يُعتقد أن التحقيقات لا تزال جارية في واحدة من أبرز قضايا القرصنة التي تهدد أمن البيانات والأصول الرقمية في الولايات المتحدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قرصنة الولايات المتحدة تصيد احتيالي
إقرأ أيضاً:
العراق أمام مفترق طرق.. تفكيك الفصائل المسلحة أو مواجهة الاستهداف
بغداد اليوم - خاص
أصبح العراق اليوم في مواجهة تحدٍ مصيري يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن التعامل مع الفصائل المسلحة، هذا ما أكده الخبير الأمني والاستراتيجي مخلد حازم، الذي حذر من أن العراق يواجه أحد خيارين لا ثالث لهما: إما حل الفصائل وتفكيك سلاحها أو مواجهة استهداف قد يتجاوز قدرة العراق على التصدي له.
رسائل أمريكية مباشرة وواضحة
يشير الخبير مخلد حازم في تصريحات متلفزة، إلى أن الرسائل الأمريكية المتعلقة بملف الفصائل المسلحة وصلت إلى العراق بوضوح، بل وبالأسماء، وتُظهر أن الوضع الحالي بات يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة، التي ترى في بعض الفصائل المسلحة تهديدًا لاستقرار العراق ومصالحها في المنطقة.
وأوضح حازم أن أي محاولة للعمل بعكس هذه التوجيهات الأمريكية ستقابل باستهداف مباشر، خاصة مع المتغيرات الكبيرة التي طرأت على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وعودة أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية بما يتضمن مصالح متشابكة ومعقدة.
أصل المشكلة
يعاني العراق منذ سنوات طويلة من وجود فصائل مسلحة تعمل خارج إطار الدولة، وتملك أسلحة ثقيلة وخفيفة تمنحها نفوذًا عسكريًا وسياسيًا كبيرًا.
وقد تعزز وجود هذه الفصائل بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث نشأت العديد من المجموعات المسلحة كرد فعل على الاحتلال، ومع الوقت تطورت لتصبح قوى مؤثرة داخليًا وخارجيًا.
بعد القضاء على تنظيم "داعش"، برزت هذه الفصائل كجزء من قوات الحشد الشعبي، الذي اعترف به رسميًا كجزء من المؤسسة الأمنية العراقية.
ضغط أمريكي متزايد وتصعيد محتمل
تصاعدت الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة، حيث دعت واشنطن إلى تحجيم دور الفصائل المسلحة، وخصوصًا تلك التي تصنفها "إرهابية" أو ترى أنها تشكل تهديدًا لمصالحها.
وقد نفذت الولايات المتحدة عدة ضربات جوية ضد مواقع الفصائل، كما اغتالت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في أوائل عام 2020، وهو ما أثار توترات كبرى بين الجانبين.
وفي ظل المتغيرات الإقليمية، ترى الولايات المتحدة أن وجود هذه الفصائل يعرقل جهود تحقيق الاستقرار في العراق، ويعقد دور بغداد كطرف محايد في الصراعات الإقليمية، خاصة بين واشنطن وطهران.
تحديات تواجه الحكومة العراقية
الحكومة العراقية تجد نفسها اليوم في موقف حرج، من جهة، يمثل حل الفصائل المسلحة وتفكيك سلاحها تحديًا سياسيًا وأمنيًا هائلًا، إذ تتمتع هذه الفصائل بقاعدة دعم شعبية وسياسية، وقد يؤدي أي تحرك ضدها إلى ردود فعل عنيفة.
ومن جهة أخرى، فإن تجاهل الضغوط الدولية، وخاصة الأمريكية، قد يعرض العراق لعقوبات واستهداف عسكري مباشر، بالإضافة إلى تقويض مكانته الدولية.
بالإضافة، الى أن العراق يعاني من وضع اقتصادي هش وبنية تحتية متدهورة، ما يجعل أي تصعيد جديد عبئًا إضافيًا يصعب تحمله.
خيارات محدودة وآفاق غير واضحة
أمام هذه المعطيات، يبدو أن العراق أمام خيارين كلاهما صعب، الأول، هو محاولة حل الفصائل تدريجيًا من خلال دمج عناصرها في المؤسسات الأمنية أو نزع سلاحها بشكل سلمي، وهي مهمة تحتاج إلى توافق سياسي ودعم دولي واسع.
أما الخيار الثاني، وهو المواجهة المباشرة مع هذه الفصائل، فقد يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو صراع داخلي جديد.
ويبقى العراق في مفترق طرق حاسم يتطلب اتخاذ قرارات جريئة ومتكاملة، فالتحديات التي تواجه البلاد ليست أمنية فحسب، بل تمتد إلى الجوانب السياسية والاجتماعية، حيث يجب على الحكومة العراقية أن تعمل على تحقيق توازن دقيق بين متطلبات الأمن الوطني والضغوط الدولية، مع الحفاظ على سيادة الدولة واستقرارها الداخلي.
السؤال الأهم الآن: هل يمتلك العراق الإرادة السياسية والقدرة العملية لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ أم أن الجمود سيبقي البلاد في دائرة التوترات المستمرة؟، الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
إعداد: قسم الشؤون السياسية في "بغداد اليوم"