تسبب الحروب العديد من الآثار النفسية السلبية على الأفراد والمجتمعات و قد تكون طويلة الأمد وتؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للمتضررين.

القاهرة ــ  التغيير

وفي حديثها لـ «التغيير» استعرضت الدكتورة مشاعر الأمين، الاختصاصي النفسي والاجتماعي أبرز الحالات النفسية الناتجة عن الحروب:

ورأت مشاعر أن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يعتبر من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لدى الأشخاص الذين عاشوا في مناطق النزاع.

يشمل أعراضًا مثل الكوابيس، والذكريات المؤلمة المتكررة، والشعور بالخوف الشديد أو العجز، بالإضافة إلى الانسحاب الاجتماعي.

وفيما يخص الاكتئاب ذكرت الأمين أن العديد من الأشخاص يعانون من مشاعر الحزن العميق، وفقدان الأمل، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تهمهم سابقًا، نتيجة الخوف المستمر وفقدان الأحباء أو الممتلكات.

وأضافت : كذلك يعاني البعض من القلق والتوتر، القلق المزمن بسبب التهديد المستمر للهجوم أو فقدان الأمن. و يمكن أن يؤثر ذلك على قدرة الأفراد على أداء الأنشطة اليومية.

وتابعت “إن الانفصال العاطفي تتسبب فيه المعاناة اليومية من الخوف والعنف، و قد يصاب الأشخاص بتبلد عاطفي أو انفصال نفسي عن المشاعر الطبيعية”.

ورأت مشاعر الأمين أن اضطرابات النوم تقلق الأشخاص من صعوبة في النوم بسبب القلق أو الذكريات المؤلمة المتعلقة بالحرب، مما يؤدي إلى الأرق أو النوم المتقطع.

ونبهت إلى احتمالية الإصابة بمرض الذهان في حالات الحرب الشديدة، حيث يمكن أن يعاني بعض الأفراد من الذهان، حيث تصبح الواقعية مشوهة، وقد يصابون بهلاوس أو أوهام نتيجة الصدمات النفسية.

وتعتقد مشاعر أن الانعزال الاجتماعي بسبب الخوف أو الشعور بعدم الأمان هو أحد الأمراض المحتملة وربما يبتعد الأفراد عن التفاعل الاجتماعي وقد يشعرون بالعزلة، مما يزيد من مشاعر الوحدة.

وتخوفت الاختصاصية النفسية والاجتماعية من حدوث مشاكل في العلاقات الأسرية بسبب الحروب مما يؤدي إلى انهيار العلاقات الأسرية بسبب الضغوط النفسية والمالية والاجتماعية، مما يعزز المشاكل العاطفية والنفسية.

وختمت بالقول: كل هذه الحالات تتطلب علاجًا نفسيًا مناسبًا ودعمًا اجتماعيًا لتحسين الحالة النفسية للأفراد المتضررين، وكذلك إعادة تأهيل المجتمع بعد الصدمات التي يمر بها.

الوسومالأثر النفسية الإضطرابات التهديد الحوف القلق

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأثر النفسية الإضطرابات التهديد القلق

إقرأ أيضاً:

ليلة غير منسية في الجحيم

 

لا تزال تلك الليلة محفورة في ذاكرتي، كأنها جرح لا يندمل. اتصال هاتفي مباغت، وصوت خافت متهدج يحمل النبأ: عبدالقادر المرتضى، ذاك الاسم المخجل الذي يحمل معه رائحة الدم والكراهية، اعتدى على أخي توفيق، ضربه على رأسه حتى أُغمي عليه. انتهت المكالمة، لكن كلماتها علقت في أذني صدًى موجعًا، تكررت بلا رحمة، بينما انتظرت في يأس أنْ ثمة تكملة تنفي الفاجعة، ولم تكن.

لحظات كأنها الآن. والدتي، تلك المرأة التي تختزل في صبرها جبالًا، انهارت. رأيتها تمسك مسبحتها، وهي تبكي بصمت، كأن دموعها تهرب من هيبتها. ارتجفت يداها وهي تتمتم بالدعاء، وكأنها تحاول أن تحمل جزءًا من الألم الذي يتجرعه توفيق هناك، في زنازين الظلام، حيث السجان وحشي مسخ بلا قلب.

منذ اختطاف توفيق، الصحفي النزيه الذي لم يحمل إلا قلمه وكلمته، ونحن نعيش في دوامة العذاب. سنوات من التعذيب الممنهج، لم يتركوا فيها وسيلة إلا واستخدموها لكسر روحه، لكنه صمد. حتى أمام أبشع صور الألم، حين عذبوه أمام والدتي ووالدي، رحمه الله، وزوجته وأطفاله، ظل توفيق أكبر من أحقادهم، أعظم من سجونهم. يا لرباطة جأشه! ظل ذلك الإنسان الذي أعرفه وأفخر به.

وظل السؤال: كيف لهذا المرتضى، مشرف سجن معسكر الأمن المركزي، والقيادي الحوثي الذي يدّعي الإنسانية ويجلس على طاولات التفاوض، أن يأتي ليضرب أخي ويعذبه بيديه؟ هذا ما يفوق الاحتمال. كيف لرجل يتنقل بين الدول، يصافح أيدي الحقوقيين، ويتحدث باسم الإنسانية، أن يكون هو ذاته الجلاد الذي يسفك إنسانية المختطفين؟ كيف لإنسان يحمل كل هذا الكم من الحقد الطافح أن يدعي تمثيل ملف الأسرى والمختطفين؟

كل يوم مرّ بعد تلك الليلة كان فصلًا مباشرًا من الجحيم. كل مكالمة، كل خبر، كان يخنقنا بوقع الاحتمالات المروعة. كنا نعلم أن توفيق في قبضة قاتل مهووس ساقط المروءة، يستمتع بإذلال الآخرين، ويجد في تعذيبهم متعة خبيثة لا تعرف أي معنى لكرامة الإنسان. كنا نعلم أن ما يحدث في ذلك السجن المعزول لا يمكن لعقل أن يتخيله، وأن المرتضى ليس سوى الوجه المعلن لمئات الوجوه معدومة الضمير التي تدير غرف التعذيب خلف الكواليس.

لكننا، رغم كل ذلك نؤمن بالعدالة، مهما تأخرت، وأنها لا تخذل المظلومين. عبدالقادر المرتضى وأمثاله سيواجهون الحقيقة يومًا. الجرائم التي ارتكبوها لا تختفي، والدماء التي سفكوها ستظل شاهدة عليهم.

توفيق، وزملاؤه، وكل من يعاني في زنازين الحوثي، يمثلون صوتًا لن يصمت. صوت الحق الذي أقوى من أسلحة المجرمين، وأبقى من ظلمهم.

عبدالله المنصوري21 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام سكان غزة يبحثون عن آلاف الشهداء تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار مقالات ذات صلة سكان غزة يبحثون عن آلاف الشهداء تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار 21 يناير، 2025 سكان غزة ينعمون بأول ليلة من دون انفجارات منذ أشهر طويلة 21 يناير، 2025 برلماني مصري يحذر الحوثيين بعد وقف إطلاق النار في غزة 21 يناير، 2025 غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة 20 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة هل يغير الاتفاق الإيراني الروسي الجديد خطط ترامب الاستراتيجية؟ 20 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية ليلة غير منسية في الجحيم 21 يناير، 2025 سكان غزة يبحثون عن آلاف الشهداء تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار 21 يناير، 2025 سكان غزة ينعمون بأول ليلة من دون انفجارات منذ أشهر طويلة 21 يناير، 2025 برلماني مصري يحذر الحوثيين بعد وقف إطلاق النار في غزة 21 يناير، 2025 غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة 20 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك هل يغير الاتفاق الإيراني الروسي الجديد خطط ترامب الاستراتيجية؟ 20 يناير، 2025 التسويق الشبكي و الهرمي في اليمن: حلم الثراء السريع أم فخ مالي مدمر 19 يناير، 2025 خيارات الحوثي بعد غزة 19 يناير، 2025 وطن يصارع الضياع 17 يناير، 2025 هجمات الحوثيين في رداع: قراءة في استدعاء ورقة “الإرهاب” 14 يناير، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 14 ℃ 23º - 11º 44% 0.91 كيلومتر/ساعة 23℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 21℃ الجمعة 21℃ السبت تصفح إيضاً ليلة غير منسية في الجحيم 21 يناير، 2025 سكان غزة يبحثون عن آلاف الشهداء تحت الأنقاض في اليوم الثاني من وقف إطلاق النار 21 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬073 غير مصنف 24٬201 الأخبار الرئيسية 15٬530 عربي ودولي 7٬292 غزة 9 اخترنا لكم 7٬176 رياضة 2٬446 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬301 كتابات خاصة 2٬120 منوعات 2٬049 مجتمع 1٬873 تراجم وتحليلات 1٬862 ترجمة خاصة 123 تحليل 15 تقارير 1٬646 آراء ومواقف 1٬573 صحافة 1٬491 ميديا 1٬460 حقوق وحريات 1٬356 فكر وثقافة 924 تفاعل 828 فنون 490 الأرصاد 383 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات جمال

اشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...

محمد شاكر العكبري

أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...

عبدالله محمد علي محمد الحاج

انا في محافظة المهرة...

سمية مقبل

نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...

عبدالله محمد عبدالله

شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...

مقالات مشابهة

  • مفاجأة.. لن تتوقع تأثير أوميجا 3 على الصحة النفسية
  • حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
  • الصحة النفسية وتأثير الضغوط اليومية
  • أضرار القهوة التركي.. أمراض تهدد حياتك بسبب الإفراط في تناولها
  • ليلة غير منسية في الجحيم
  • مشاعر مختلطة
  • بيعت في مناطق حدودية وجنوب السودان”.. اتهامات لسلطات جوبا بإهمال مناشدات ضبط الآثار السودانية المسروقة
  • ترامب في خطاب التنصيب: سأضع حدا لجميع الحروب
  • “بيعت في مناطق حدودية وجنوب السودان”.. اتهامات لسلطات جوبا بإهمال مناشدات ضبط الآثار السودانية المسروقة
  • بايدن يصدر عفوا عن أفراد من عائلته بسبب «هجمات ذات دوافع سياسية»