الشهداء الرياضيون.. البطولة الخالدة
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
منتهى تطلعات الشباب والرياضيين في الميدان الرياضي، أن يكونوا نجوما؛ من خلال تحقيق البطولات في المسابقات المختلفة، وهو منظور قاصر عن معنى النجومية الخالدة والبطولة الأبدية، فأي بطولة تتحقق في هذه الرياضة أو تلك، يأتي وقت ويخفت بريقها، بل وينسى الناس اسم هذا البطل أو ذاك.
بالمقابل هناك بطولة خالدة ونجومية لا تنتهي، ولا يخلد أصحابها في صفحات الإعلام الرياضي أو القنوات الفضائية أو كتب التاريخ فقط، بل في صفحات من نور، فقد سطر الله عز وجل لهم في كتابه الحكيم أكبر وسام يهدى حيث يقول عز من قائل : ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ)، إضافة للمغفرة والرحمة التي ينالونها والتي أخبر الله عنها أنها خير مما يجمعون، فهي أعلى قدر بلا ريب من كل ميداليات وأوسمة وكؤوس المسابقات الرياضية الدنيوية، فيقول تعالى : (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحْشَرُونَ ).
ونحن نحيي ذكرى اسبوع الشهيد، الذي فقدنا فيه الكثير من الشباب والرياضيين رحمة الله عليهم، نشاهد على مرأى ومسمع من العالم المنافق، ما يحدث لإخواننا الاشقاء في فلسطين ولبنان ، من إبادة جماعية وتدمير الحجر والشجر، دون أن يحرك العالم ساكنا!.
وفق تقديرات اللجنة الأولمبية الفلسطينية، فإن 400 رياضي فلسطيني استشهدوا في العدوان المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر 2023م، فضلا عن تدمير المنشآت وتوقف النشاط الرياضي، وهو ما صرح به رئيس اللجنة جبريل الرجوب خلال لقائه توماس باخ- رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش دورة الألعاب الأولمبية.
على مدى 400 يوم من العدوان الصهيوني، استشهد 400 رياضي فلسطيني، ليكونوا أبطالا في الدنيا والآخرة، فقد نالوا أرفع وساهم يحلم به أي مسلم، نالوا إحدى الحسنيين (النصر والشهادة) وخلدوا أسماءهم في قوائم النجوم الخالدين ذكرا في الدنيا وحياة عند ربهم، فيا لها من بطولة، ويا لها من منزلة رفيعة توجوا بها.
يقول رئيس قسم الرياضة بصحيفة القدس اليومية فايز نصار، إن «الشهيد إسماعيل هنية هو أحد شهداء الحركة الرياضية وكان لاعبا معروفا ولعب سابقا في أكثر من ناد»، وأشار إلى أن «الحركة الرياضية فقدت مئات الشهداء والحكام والإداريين والمدربين ولاعبي أكاديميات كرة قدم من الأطفال».
لم تسلم الرياضة اللبنانية بكل أنواعها من الغارات الإسرائيلية التي تتواصل على مختلف المناطق اللبنانية، فقد استشهد اللاعبان في «فريق شباب بعلبك» مصطفى غريب، ومالك رضوان الموسوي، ومصوّر النادي أحمد علي العموري، وهو لاعب متزوّج منذ أربعة أشهر فقط، وكان قد لعب مباراة واحدة في صفوف أندية الدرجة الأولى، التي صعد إلى مصافها الفريق حديثًا، وحارس مرمى «الصفاء» عن الفئات العمرية علي فرحات، والذي كان الحارس الأساسي لفريق الشباب في موسم 2022-2023م، جرّاء غارة جوية إسرائيلية في البقاع، ومدرّب الفئات العمرية في نادي طيردبا علي عيد، ولاعب نادي الرياضي العباسية علي رضا.
قيام وزارة الشباب والرياضة بقيادة الدكتور محمد المولد للمسابقات الرياضية بتنظيم وإقامة حفل تكريمي للشهداء، هو أقل القليل بحقهم، وما يكون ذلك أمام تكريم الله لهم، ولكنه من باب الوفاء لهم، ولكي يعلم الشباب والرياضيون من هم هؤلاء الأبطال، ولهذا فإن مشاركة الأندية الرياضية في هذه المسابقات التي تحمل أسماء الشهداء، جزء من التكريم الدنيوي، أما ما ينتظر الشهيد فلا يعلمه إلا الله عز وجل .
نسأل الله تعالى الرحمة والرضوان والخلود للشهداء، والشفاء للجرحى والمصابين، والنصر على أعداء الدين والبشرية، فأمريكا وإسرائيل وبريطانيا والغرب، هم أعداء الإنسانية، فنسأل الله أن ينصر المجاهدين في اليمن ولبنان وفلسطين بما نصر به المرسلين، وأن يحفظهم بما حفظ به الذكر المبين، وأن يهزم عدوهم ومن تحالف معه عليهم من أهل الشر في الأرض أجمعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
والد الشهداء الستة: أولادي استهدفوا لعملهم الإغاثي وصامدون في غزة
قال الحاج إبراهيم أبو مهادي، والد الشهداء الستة الذين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم المدنية في دير البلح وسط قطاع غزة، إن أبناءه قُتلوا بسبب عملهم الإغاثي، رغم أنهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي، مؤكدا أنهم خرجوا لتأدية واجبهم الإنساني، لكن صواريخ الاحتلال باغتتهم دون سابق إنذار.
وأضاف، في حديثه لقناة الجزيرة، أن أبناءه الستة كانوا يعملون منذ قرابة عام في برنامج تطوعي مع مؤسسة دولية تُعد وجبات طعام للنازحين القاطنين في خيام بخان يونس، وأوضح أنهم غادروا منزلهم مع ساعات الصباح الأولى كعادتهم، قبل أن تستهدفهم طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ مباشر.
وأمس الأحد، قتلت إسرائيل الإخوة الستة دفعة واحدة في قصف استهدف سيارتهم أثناء توجههم لعملهم الإنساني، وهم أحمد، ومحمود، ومحمد، ومصطفى، وزكي، وعبد الله، إلى جانب صديقهم عبد الله الهباش، في مشهد دموي أثار صدمة في الشارع الفلسطيني وموجة غضب واسعة.
وأوضح الحاج أبو مهادي أن أبناءه لم يكونوا يحملون سلاحا أو معدات عسكرية، بل فقط أدوات الطهي لتجهيز الوجبات وتوزيعها على العائلات المحتاجة، مشددا على أن السيارة التي كانوا يستقلونها مدنية بالكامل، وأنهم لم يرتكبوا أي جرم سوى قيامهم بعمل خير.
إعلانوأشار إلى أن أصغر أبنائه، عبد الله، والبالغ من العمر 12 عاما، كان قد قرر مرافقة إخوته ذلك الصباح لمساعدتهم في تسريع توزيع الطعام، وتساءل: "أي خطر شكّله هذا الطفل على جيش الاحتلال ليُقتل بهذا الشكل؟".
ووصف الضربة التي استهدفت أبناءه بأنها كانت دقيقة ومتعمدة، وليست عرضية، وأن الطائرة المسيّرة تعقبتهم وأطلقت صاروخها نحوهم عن عمد، مضيفا: "ليس لأبنائي أي انتماء تنظيمي، لا صواريخ ولا سلاح، فقط حبات أرز حملوها للمحتاجين، فهل كانت تلك هي جريمتهم؟!".
رمز للوجع الفلسطينيوتداول ناشطون صورة جماعية التقطت للشهداء الستة مع والدهم قبل ساعات من استشهادهم، وقد تحوّلت تلك الصورة إلى رمز للوجع الفلسطيني، فيما تساءل معلقون بمرارة: "كيف لأم أن تودّع ستة من أبنائها دفعة واحدة؟".
ورغم الفاجعة، أصرّ والدهم على أن يؤم صلاة الجنازة على جثامينهم بنفسه، معتبرا أن ذلك أقل ما يمكن أن يقدمه لهم، وقال: "الحمد لله الذي منحني القوة كي أصلي عليهم، وهذه كرامة من الله، أرجو أن يتقبلهم في عليين مع الشهداء والصالحين".
وحول وضعه بعد استشهاد أبنائه، قال إنه يعيش في أحد مخيمات النزوح مع آلاف الفلسطينيين الذين هجرتهم الحرب، مؤكدا أن الوضع الإنساني مأساوي، لكن الإيمان بالله والصبر هما السند الأكبر، وأضاف "ما كتب الله لنا هو ما يكون، ونحن قوم لا نركع إلا لله".
وشدد أبو مهادي على تمسكه بأرضه رغم الكارثة التي ألمّت بعائلته، وقال: "لن نتخلى عن شبر من أرضنا، ومهما ارتكب الاحتلال من جرائم فلن يستطيع اقتلاعنا، ربنا أعطانا الأمانة واستردها، ونسأل الله أن يتقبلهم جميعا في الفردوس الأعلى".
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلانوتفرض بجانب ذلك حصارا خانقا على القطاع، حيث يمنع الجيش الإسرائيلي وصول الغذاء والمياه والدواء والوقود، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.