الثورة نت:
2025-03-14@20:26:43 GMT

الشهيد العفيف

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

لم يكن استشهاد القائد الحاج محمد عفيف النابلسي مفاجئاً البتّة. النبأ ليس مستهجناً، ولا مستغرباً. هو كان ينشد الشهادة، ويتوق لها، وفي طريقه إليها. وهي كانت مسألة وقت فحسب. لكن شهادته كانت لامعة. نعم هي كانت كذلك، بحيث لا بدّ من الوقوف والتوقّف عندها والتأمّل والتفكّر فيها. هو نجل العلّامة الراحل فضيلة الشيخ عفيف النابلسي، أحد أبرز علماء المقاومة.

وهو من الجيل المؤسس والرعيل الأول في الحزب والمقاومة. وهو مسؤول الإعلام في الحزب والمقاومة. فما الذي يمكن تدوينه والإدلاء به هنا في حضرة الشهيد محمد عفيف؟
كاريزما القيادة الإعلامية
كانت شخصية القائد الشهيد محمد عفيف – بميزان لغة الجسد (Body Language)، فنّ التواصل أو الاتصال السياسي (Political Communication Art)، الخطاب السياسي والخطاب العمومي والخطاب الإعلامي (Political Discourse, Public Speech and Media Speaking) – ملفتة، وربما مثيرة للجدل، بالنسبة للبعض من الأشخاص والأطراف في الوسطين السياسي والإعلامي.
فقد كان حضوره الشخصي قويّاً وبارزاً داخل الحزب وعلى صعيد العلاقات مع الإعلام والعلاقات العامّة. بهذا المعنى، يمكننا القول إنه كان يتمتع ويمتاز بما يمكننا أن نصطلح على تسميته “كاريزما القيادة الإعلامية” لدى توصيفه وتصنيفه.
العلاقة مع قيادة الحزب والمقاومة
كانت علاقة الشهيد الحاج محمد عفيف بقيادة الحزب والمقاومة وثيقة جداً، بل ربما كانت خاصة جداً، سواء كانت مع الأمين العام الراحل الشهيد السيد عباس الموسوي سابقاً، أو كانت مع الأمين العام الراحل أيضاً الشهيد السيد حسن نصر الله لاحقاً – وهي الحقبة الذهبية من حياة الحزب والمقاومة وتجربتهما في السياسة والميدان – ومعهما نائب الأمين العام سابقاً والأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
هو لم يكن بعيداً على الإطلاق عن الأمانة العامة للحزب، بل كان لصيقاً بها، وربما أيضاً جزءاً لا يتجزّأ منها. هو كان يضطلع بمسؤولية وحدة العلاقات الإعلامية، وبالتالي أو بالتبعية كان يشغل العضوية الحكمية في المجلس السياسي لهذه الصفة؛ وهو كان يتولّى مسؤولية المعاونية الإعلامية في الأمانة العامة إلى جانب الأمين العام بشخصه. كما أنه كان على تماسٍ مباشر مع قادة الجناح العسكري للحزب، أو لنقل قادة المقاومة العسكرية.
المشاركة في صناعة القرار وممارسة السلطة
كان القائد الشهيد محمد عفيف شريكاً في عملية صناعة القرار بصورة خاصّة وعملية ممارسة السلطة بصورة عامّة داخل الحزب والمقاومة، والمقصود بالسلطة هو القيادة بشقّيها السياسي والعسكري، وليس الإعلامي فقط، بالنظر إلى ماهية وطبيعة منصبه الرفيع بالدرجة الأولى، وصفاته الشخصية، الذهنية والفكرية والأخلاقية، بالدرجة الثانية. فكانت مشاركته أو مساهمته في تسيير شؤون الحزب والمقاومة وازنة في زمن السلم بطبيعة الحال، ومضاعفة في زمن الحرب، كما في حالات الظروف الاستثنائية والقوة القاهرة والداهمة، وذلك لأسباب ذاتية تتصل بشخصه، وموضوعية تتصل بهيكلية الحزب ودوره ضمن هذه التركيبة.
الحزب والمقاومة والحرب الإعلامية
كان الشهيد الحاج محمد عفيف يدرك جيداً أهمية وخطورة الحرب الإعلامية والحرب النفسية على حد سواء، بالتوازي وبالتزامن مع الحرب العسكرية والمقاومة المسلحة في سياق وفي خضمّ المواجهة المفتوحة والصراع المفتوح مع العدو الإسرائيلي، ومن معه ومن خلفه.
من هنا، هو كان يولي في عهدته أهمية خاصة، وهي باتت أهمية مضاعفة، للمعركة الإعلامية، من ضمن المعركة السياسية، كما المعركة العسكرية، سواء كان قبلها أو في غمارها أو بعدها، وكذلك على صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للبلد والمقاومة وجمهورهما، وعلى صعيد الجبهة الداخلية والجبهة المعنوية للعدو وجمهوره في المقابل أيضاً.
البصمة الشخصية في وحدة العلاقات الإعلامية
لم يكن حضور القائد الشهيد محمد عفيف عابراً على رأس وحدة العلاقات الإعلامية، وهو ليس رتيباً من طبيعة شخصيته، ولا حتى في سلوكه وممارسته. هو مثّل علامة فارقة على صعيد الإدارة والقيادة لإعلام المقاومة، وهو شكّل بشخصه حالة فريدة ومتميّزة، فرضت وتفرض نفسها على إعلام المقاومة وإعلام البلد في الماضي والحاضر والمستقبل. لقد ترك بصمة شخصية عميقة وبليغة بهيبته وأدائه. وعليه، لن يكون سهلاً، ولا بسيطاً، على من يخلفه بموقعه أن يملأ الفراغ الذي خلّفه، وأن يبقى على القدر والمستوى نفسه من الحسّ بالمسؤولية والقدرة على الاضطلاع بها.
كان الرجل جريئاً وشجاعاً، لا يهاب الموت، بل يهوى الشهادة، كعشقه للشهيد المقدّس، سماحة السيد حسن نصر الله. كما أنه لم يكن يخشى في قول كلمة الحقّ أمام سلطان جائر لومة لائم، ولم يكن يخشى سلوك درب الحقّ والمضي به قدماً والذهاب به بعيداً، وإلى النهاية، حتى انقطاع النفس والرمق الأخير، أي الشهادة، لقلّة سالكيه. كان، بحضوره ونبرة خطابه ونظراته وحراكه، كالليث بالإعلام وميدان المعركة الإعلامية والحرب الإعلامية والمواجهة الإعلامية من الضاحية الجنوبية إلى الجبهة الجنوبية، وإن كان قليلون يعرفونه، وكثيرون يجهلونه، ولا يعرفونه، وعديدون يظلمونه. هكذا هم رجالات المقاومة.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشهید محمد عفیف الحزب والمقاومة الأمین العام على صعید لم یکن هو کان

إقرأ أيضاً:

«مستقبل وطن» بقنا يوزع 1000 وجبة ساخنة على الأسر الأكثر احتياجًا

في إطار الدور المجتمعي لحزب مستقبل وطن بمحافظة قنا، نظّمت أمانة الشباب بالمحافظة، بالتعاون مع أمانة الشباب بمركز قنا، مبادرة لتجهيز وتوزيع 1000 وجبة مطهية ساخنة، تم إيصالها إلى منازل الأسر الأكثر احتياجًا، وذلك ضمن جهود الحزب لدعم الفئات المستحقة وتخفيف الأعباء المعيشية عنها.

جاءت المبادرة تحت رعاية محمد عبد الفتاح آدم، أمين الحزب بالمحافظة، والدكتور عبد الرحمن الخلاوي، أمين شباب المحافظة، والعمدة عبده عطا، أمين الحزب بمركز قنا، والدكتور محمد عبيد، أمين الشباب بمركز قنا.

وأكد محمد عبد الفتاح آدم، أمين حزب مستقبل وطن بمحافظة قنا، أن الحزب يحرص على تكثيف جهوده الخدمية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات الإنسانية التي تهدف إلى تعزيز التكافل الاجتماعي، والوصول إلى الأسر الأكثر احتياجًا في مختلف القرى والمراكز.

وشدد الدكتور عبد الرحمن الخلاوي، أمين شباب المحافظة، على أن الحزب مستمر في إطلاق المبادرات المجتمعية التي تسهم في تحسين مستوى معيشة المواطنين، لافتًا إلى أن مثل هذه الأنشطة تعزز قيم التكافل والتراحم داخل المجتمع.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبيد، أمين الشباب بمركز قنا، أن عملية التوزيع تمت وفق آلية دقيقة لضمان وصول الوجبات إلى مستحقيها، مثمنًا جهود المتطوعين من شباب الحزب الذين أسهموا بفاعلية في نجاح المبادرة.

وفي السياق ذاته، أشار العمدة عبده عطا، أمين الحزب بمركز قنا، إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية الحزب التي تهدف إلى تقديم الدعم المباشر للأسر الأولى بالرعاية، وتأكيدًا على الدور الاجتماعي الذي يقوم به الحزب، جنبًا إلى جنب مع جهوده في تعزيز الوعي المجتمعي والتنموي بالمحافظة.

مقالات مشابهة

  • «مستقبل وطن» بقنا يوزع 1000 وجبة ساخنة على الأسر الأكثر احتياجًا
  • شاهد بالصور.. رئيس مجلس السيادة يواسي أسرة وأطفال الشهيد اللواء “بحر”
  • الشهداء فى الذاكرة.. لما كبر قالى هموت شهيد والدة الشهيد محمد سمير
  • عفيف: “عطال ساعدنا كثيرا بخبرته منذ التحاقه بالفريق”
  • الشهداء فى الذاكرة.. بحلم بيه وبيقولى متخفيش عليا والدة الشهيد محمد أشرف
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام يقدم واجب العزاء لأسرة الشهيد اللواء بحر أحمد بحر
  • ذوي الشهيد الصحفي ليث محمد رضا يروون تفاصيل حادثة استشهاده
  • زنزانة 65.. دراما الألم والأمل بين التوثيق والمقاومة
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد محمد أبو شقرة تروى تفاصيل استشهاد ابنها
  • منتخب جامعة قناة السويس يتأهل للدور النهائي في بطولة الشهيد الرفاعي