الجهاد عُدَّةٌ وزاد والحكمة اليمانية تجرفُ الفساد
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
مما لا ريب فيه أن من لزم الجدَّ أدرك المجد، ومن صدق في مقاله جَلَّ قدره، وتم أمره، وحسُنَ ذكره، وشهِدَ فعله على صدق مقاله وجليل أعماله.
فأحسن الكلام ما قل ودل وصدقه العمل، فأعرب عنه الضمير، واستغنى عن التفسير، وأبلغ الكلام ما دل أوله على آخره، وعُرِفَ باطنه من ظاهره فزانه التمام، وعرفه الخاص والعام، وقد كان ذلك لرسول رب العالمين خاتم المرسلين وإمام المتقين محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، الذي بلّغ شريعة الله، وأعلم الإنس والجان (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
والحكمة في لغة العرب: تعني الحلم والعلم، وكلّ ما يمنع من الجهل، ومنها: كُـلّ كلام يوافق الحق، ومنها: وضع الشيء في موضعه، ومنها: صواب الأمر وسداده، ومنها: الجهاد؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله، ورفع الظلم عن عباده.
فلا ينال الناس العزة والكرامة، ورفع الظلم دون جهاد واجتهاد.
ولا يمكن رد عدوان المعتدي دون جهاد، ألا ترى أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه: (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ)، فلم ينل داود تلك المكانة حتى أخذ حظًا من الجهاد، وقاتل وقتل جالوت.
وهذا اليمن بلد الإيمان والحكمة تعلن الجهاد بقيادة أنصار الله؛ فتوجّـه ضربة لمن جاءوا بأساطيلهم ليشعلوا نار الفتنة والفساد في البلاد، وذلك من الحكمة التي تفرد بها اليمن في هذا الوقت العصيب بصد هجمات المفسدين وإضعاف قدراتهم، بمهاجمة سفنهم وحاملة طائراتهم أبراهام.
فلعل من إشارة النبي وبشاراته (وإنِّي لأجدُ نَفَسَ الرحمن من قبل اليمن) أن يكون لليمن الحظ الوفير في نصرة الإسلام والمسلمين وصد هجمات المعتدين، ونصرة غزة وفلسطين.
إنها الحكمة اليمانية التي تمثلت في ضرب قوى الباطل والاستكبار الشيطانية.
فالباطل لا يُقهر ولا يذوب ويضمحل من تلقاء نفسه إلا إذَا صُدم بقوة الحق الصاروخية والعسكرية، فقوة أنصار الله وحزب الله، وصولة المجاهدين هي الماحقة لطغيان المعتدين.
فقوة الحق تكون مادية ومعنوية وفكرية، ولهذا يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
وقد اعد أنصار الله في يمن الإيمان، وحزب الله في جنوب لبنان، وحماس في فلسطين، القوة القاهرة التي تمحق الباطل وتقضي عليه.
فالغلبة في آخر الأمر للحق لا محالة (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرض).
إن الإصلاح الذي أراده الله لا يقوم في هذه الأُمَّــة إلا بالجهاد، أما من أعرض واستغنى بماله، معتقداً أن في ذلك صلاح بعض أحواله فقد أخطأ التقدير، وقد يستغني الله عنه إن لم يستجب لندائه.
فكم من غني يستغنى عنه، وكم من فقير يمده الله بنصره وقوته، فيفتقر الناس إليه؛ فالحق ظاهر سبيله، واضح دليله، وقد أخذ به المصلحون في هذه الأُمَّــة اقتدَاء بهدي سيد المرسلين.
فمن لم يؤكّـد قديمَه بحديثه شانَ سلفه، وخان خلفه، ويوشك أن يدركه العذاب فيعظم المصاب، إن لم يستدرك بالمتاب، (انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ)، (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شيئًا وَاللَّهُ عَلى كُـلّ شيءٍ قَدِيرٌ).
الشكر والتقدير لمن رفع علم الجهاد من أبناء اليمن ولبنان وفلسطين (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الكهرباء التركية ستأتي إلى سورية ومنها إلى لبنان
أنقرة (زمان التركية) – قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا ألب أرسلان بيرقدار، إن وفدا من وزارته سيزور سوريا نهاية الأسبوع الجاري لدراسة بنيتها التحتية في مجال الطاقة.
ووفقا له، سيبحث الوفد موضوع تطوير مشاريع مشتركة مع السلطات الجديدة في سوريا، بما في ذلك إمدادها بالكهرباء.
ونقلت صحيفة Hürriyet عن الوزير: “بحسب تطورات الوضع هناك، ربما سأقوم بترؤس الوفد المذكور”.
وأضاف الوزير: “ما يقرب من 60% من الكهرباء في سوريا يتم توليدها من النفط، و38% منها تأتي من الغاز الطبيعي. يجب علينا دراسة الوضع الواقعي على الأرض وتحديد أوجه القصور الموجودة في توليد وتوزيع الكهرباء. يجب علينا توريد الكهرباء بسرعة إلى تلك المناطق في سوريا التي لا تتوفر فيها الكهرباء. في المرحلة الأولى – عن طريق استيراد هذه الطاقة. وعلى المدى المتوسط، نخطط لزيادة قدرة إمدادات نقل وتوليد الطاقة الكهربائية هناك”.
ووفقا له، يخطط الجانب التركي بالتعاون مع السلطات السورية الجديدة لإعداد خطة عمل رئيسية لتطوير صناعة الطاقة الكهربائية في سوريا.
وقال وزير الطاقة التركي: “قد يدور الحديث كذلك عن تزويد لبنان بالكهرباء [التركية] عبر سوريا”.
وتواجه سوريا أزمة كهرباء حادة، وتصل الانقطاعات إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم. ويعتمد أغلب السكان على مصادر أخرى لتوليد الطاقة الكهربائية مثل الطاقة الشمسية والمولدات.
وذكر بيرقدار أنه وفقا لمعطيات الأمم المتحدة والبنك الدولي، تتطلب إعادة بناء البنية التحتية في سوريا ما بين 250-500 مليار دولار و تريليون دولار.
Tags: الطاقة التركيةالكهرباءالكهرباء من تركيا إلى سوريةتوريد الطاقةتوريد الكهرباء إلى سوريةوزارة الطاقة التركية