أوروبا مستعدة للرد على أي توترات تجارية محتملة مع واشنطن
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
أعلنت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن يوفيتا نيلوبشينه أن التكتل "مستعد للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يفرض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رسوما جمركية لدى عودته إلى البيت الأبيض.
وقالت نيلوبشينه -في مؤتمر صحفي- "نحن في فترة انتقالية بالنسبة إلى بروكسل وواشنطن، ونستغل هذه اللحظة للتركيز على المواضيع التي نعتقد أنه يمكننا التعاون بشأنها" مع الإدارة الأميركية الجديدة.
وأكدت أنه مع ذلك، يمكن توقع "أحيانا لحظات من التوتر" مع الولايات المتحدة، و"إذا ظهرت توترات على المستوى التجاري، فسيكون الاتحاد الأوروبي مستعدا للرد".
وقالت نيلوبشينه "الأمر بسيط، إذا فرض (دونالد ترامب) رسوما جمركية فسنرد. لكن يجب أن نتعامل معه مثل أي شريك أميركي آخر: التحاور والتأكد من إمكان التوصل إلى جدول أعمال مشترك".
وأعربت نيلوبشينه عن أملها في التمكن من وضع "جدول عمل إيجابي" في حال حدوث توترات، مذكّرة "بأننا هنا لبناء أسس متينة لاستمرار التعاون عبر الأطلسي"، سواء ما يتعلق بقضايا التجارة أو الأمن أو الضرائب.
ولم يخف الرئيس المنتخب رغبته في إعادة فرض رسوم جمركية بنسبة 10 إلى 20% على كل المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة، معتبرا أنها أداة لمفاوضات تجارية مستقبلية ولكنها أيضا وسيلة لتمويل خفض الضرائب الكبير الذي يسعى إلى تنفيذه.
وتمثل التجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وستتأثر بفرض رسوم جمركية.
والاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة من حيث القيمة، ويعتبر العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي الثاني من حيث الحجم، بعد الصين.
وقالت نيلوبشينه إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي والشركاء التجاريين الآخرين المتحالفين معهما للتصدي بشكل فعال لممارسات الصين الاقتصادية ذات التأثير السلبي على الأسواق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
ناشونال إنترست: هل تستطيع أوروبا إعادة ضبط السياسة العالمية؟
قال موقع ناشونال إنترست إن الولايات المتحدة في ظل ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، تشكل فرصة لأوروبا للوقوف لحظة في دائرة الضوء، والصعود كفاعل مستقل، لا للدفاع عن نفسها فقط، ولكن كوسيط بين اثنتين من أكثر القوى العظمى خلافا في العالم، وهما واشنطن وبكين.
وتساءل الموقع -في مقال بقلم سيمينغتون سميث- هل يغتنم الاتحاد الأوروبي هذه الفرصة أم يدعها تفلت من بين يديه؟ مشيرا إلى أن ترامب بدأ إعادة هيكلة ضخمة للحكومة الفدرالية، وعين وزراء من صقور مناهضة للصين ومشككين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يشير إلى أن أميركا مهتمة بتصفية الحسابات أكثر من الحفاظ على التحالفات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مهمتها نقل الاستخبارات.. تعرف على وحدة سابير الإسرائيلية الغامضةlist 2 of 2هآرتس: الخلاف بين ترامب وحلفائه بمصر والأردن لصالح حماسend of listومع إصرار واشنطن على التعامل مع الأصدقاء مثل كندا، والمنافسين مثل الصين، بمقادير متساوية من العداء، يجد الاتحاد الأوروبي فرصة لا تتكرر للصعود كفاعل مستقل، ولكن ذلك يتطلب التحول من عضو حذر في جوقة إلى قائد لحفل موسيقي عالمي جديد، حسب تعبير الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أن ازدراء ترامب المسرحي للناتو وحماسه للرسوم الجمركية أوضح لأوروبا أن صبر أميركا على تمويل أمنها وتركها تتاجر مع بكين، قد انتهى.
ما وراء القوة العسكريةوفي وقت تتناوش فيه واشنطن وبكين، تجد أوروبا نفسها في موقف قوي بشكل غير متوقع، خاصة أن قوتها الحقيقية لم تكن أبدا في حاملات الطائرات ولا الأسلحة الأكثر تقدما، بل في قدرتها على تشكيل المعايير والتطلعات العالمية.
إعلانفعندما تصدر بروكسل مراسيمها التنظيمية، فإن عمالقة وادي السيليكون ومليارديرات بكين يمتثلون لها، ليس من منطلق أي ولع خاص بالقيم الأوروبية، ولكن من باب الاحترام للواقع البسيط المتمثل في قوة الاقتصاد الأوروبي الذي يمثل سدس الاقتصاد العالمي.
ويبلغ إجمالي اقتصاد الاتحاد الأوروبي 19.4 تريليون دولار، وهو ينافس الاقتصاد الأميركي. ويتموقع اليورو في مكان مريح باعتباره العملة الاحتياطية الثانية في العالم، كما تتدفق الاستثمارات الأوروبية إلى الخارج بنحو 10.7 تريليونات دولار، وتجذب 8.1 تريليونات دولار في المقابل.
ومن دور الأزياء في باريس إلى معاهد البحوث البريطانية وكروم العنب الإيطالية، إلى أستوديوهات التصميم في الشمال الأوروبي، تشكل أوروبا الكيفية التي يفكر بها العالم في الحياة، ويتدفق نصف سياح العالم إلى المدن الأوروبية لا لالتقاط الصور أمام برج إيفل، بل لتجربة واستيعاب أسلوب حياة قديم لا يمكن للاستهلاك الأميركي ولا رأسمالية الدولة الصينية تكراره، مما يمنح الاتحاد الأوروبي ثِقلا لا يوجد في الكتل الأخرى.
وبالنسبة للاقتصادات النامية -كما يرى الكاتب- يستطيع الاتحاد الأوروبي الصاعد أن يقدم طريقا ثالثا مختلفا عن الولاء الذي تطالب به واشنطن وبكين، وهو شراكة حقيقية قائمة على المنطق والحس السليم.
نموذج جديدوإذا تمكن الاتحاد الأوروبي من التغلب على انقساماته الداخلية وتبسيط عملياته البيروقراطية، فلن يبقى "تأثير بروكسل" مقتصرا على ممارسات الأعمال العالمية فحسب، بل سيوفر للقوى الناشئة وسيلة للتطور والازدهار، دون أن تصبح بيدقا في يد شخص آخر، وهو ما سيجعل من أوروبا الموحدة قوة تنظيمية عظمى، وثقلا موازنا لسياسات القوى العظمى.
ولكي ينجح هذا النفوذ لا بد أن تتغلب أوروبا على أعظم نقاط ضعفها، لأن هذه ليست مجرد فرصة لتعزيز أمنها أو توسيع نفوذها، بل فرصة لإعادة تعريف الزعامة العالمية للقرن الـ21.
إعلانومع تراجع واشنطن إلى الانعزالية التي يفرضها ترامب، وصراع بكين مع حدودها، تستطيع أوروبا أن تظهر كوسيط أساسي، وتقدم شيئا نادرا على نحو متزايد في السياسة العالمية، ألا وهو التطور.
وخلص الكاتب إلى أن رد فعل أوروبا في السنوات الأربع المقبلة، سيحدد ما إذا كانت ستغتنم هذه اللحظة أم تفلت منها، مشيرا إلى أن أوروبا التي خرجت ذات يوم من العصور الوسطى إلى عصر النهضة، ومن ظلام التعصب الديني إلى التنوير، تقف الآن على عتبة التحول، ولم يعد الوقت مناسبا للتردد البيروقراطي واجتماعات اللجان غير المثمرة، لأن الأسس أصبحت قائمة لنهضة أوروبية جديدة.