أكد الإعلامي مصطفى بكري أن مصر ستظل تذكر دائمًا أبطالها الوطنيين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره، مشيرًا إلى أن مرور السنوات لا يمكن أن ينسي هذه التضحيات العظيمة.

وخلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، قال مصطفى بكري: "من بين هؤلاء الأبطال الشجعان، الشهيد البطل المقدم محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني، الذي مرّت علينا ذكرى استشهاده الحادية عشر يوم الأحد الماضي 17 نوفمبر".

وأضاف مصطفى بكري: "رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة ومؤسساتها في مختلف المجالات، ورغم الصعوبات التي تمر بها؛ إلا أن الشعب المصري يثق تمامًا في الرئيس السيسي، والجيش، وقيادات الدولة، على مواجهة هذه التحديات والشائعات التي تستهدف الوطن".

وتابع مصطفى بكري: "دور الرئيس السيسي لا يقتصر على ثورة 30 يونيو فقط، بل يمتد إلى العمل على نشر الأمن والاستقرار، خصوصًا بعد الفوضى التي أعقبت يناير 2011، فقد سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى نشر الفوضى، لكنهم لم يدركوا جيدًا أن الشعب المصري والجيش كانا دومًا يدًا واحدة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصطفى بكري الشعب المصري مواجهة التحديات التحديات الشعب مصر مصطفى بکری

إقرأ أيضاً:

شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: موقعة «شبرد»

-مؤتمر شبرد فضح الدعوة المشبوهة لـ«جماعة كوبنهاجن» للتطبيع مع إسرائيل

-الأحزاب والنقابات المصرية والعربية أصدرت بيانات إدانة ضد تحالف كوبنهاجن

-رفض عمرو موسى المشاركة فى «مؤتمر الماريوت» لاقى قبولا واسعا فى جميع الأوساط

-خالد عبد الناصر: «كيف يمكننا التطبيع مع كيان يريد أن يفقدنا هويتنا»؟

-المشاركون فى مؤتمر الرفض: ثقافة التطبيع محاولة لحقن جسد الأمة بـ" بفيروس خبيث"

هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشتُ فصولَها، انتصاراتِها وانكساراتِها، حُلوَها ومُرَّها، اقتربتُ من صنَّاع هذه الأحداث أحيانًا، وكنتُ ضحيةً لعنفوانهم في أحيان أخرى، معاركُ عديدة دخلتُها، بعضُها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي وقناعاتي.

أروي هذه الشهادات، بصدق وموضوعية، بعضُ شهودها أحياء، والبعضُ رحل إلى الدار الآخرة، لكنَّ التاريخ ووقائعه لا تُنسى، ولا يمكنُ القفزُ عليها، وتزويرُ أحداثِها.هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشتُ فصولَها، انتصاراتِها وانكساراتِها، حُلوَها ومُرَّها، اقتربتُ من صنَّاع هذه الأحداث أحيانًا، وكنتُ ضحيةً لعنفوانهم في أحيان أخرى، معاركُ عديدة دخلتُها، بعضُها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي وقناعاتي.

أروي هذه الشهادات، بصدق وموضوعية، بعضُ شهودها أحياء، والبعضُ رحل إلى الدار الآخرة، لكنَّ التاريخ ووقائعه لا تُنسى، ولا يمكنُ القفزُ عليها، وتزويرُ أحداثِها.

1 - تحالف كوبنهاجن

فى 29، 30 يناير 1997 تجمع عدد من دعاة التطبيع من مصر وإسرائيل والأردن وفلسطين، وعقدوا اجتماعًا فى كوبنهاجن بالدنمارك لإنشاء تحالف يرسخ للتطبيع بين إسرائيل والشعوب العربية.

وقد تعهد الحاضرون الذين اجتمعوا تحت رعاية الحكومة الدنماركية بعقد اجتماعات مستمرة بهدف الضغط على الحكومات، ومراقبة التقدم، والنكسات فى عملية السلام، وفقًا للبيان الصادر عن المؤتمر.

وطالب المشاركون بتحقيق السلام بين الشعب العربي، و«الشعب الإسرائيلي»، وفقًا لتعبيرهم يقوم على حقوق متساوية، ومتوازية للجميع، وقد شارك فى هذا الاجتماع عدد محدود من المصريين والإسرائيليين من بينهم: لطفى الخولى، ود.عبد المنعم سعيد، وعلى الشلقانى، ومراد وهبه، وصلاح بسيوني، ود.رضا محرم، وأحمد شوقي، ورمسيس مرزوق من مصر، ودافيد كيمحي، رئيس الموساد الأسبق، وشلومو بن عامي، وياعيل ديان، وعاموس ايلون، وغيرهم من الإسرائيليين، وكذلك عدد من الشخصيات الأردنية والفلسطينية.

دكتور عبد المنعم سعيد

وقد أبديت اعتراضي على هذا التحالف، وانتقدته بشدة، وقلت: إن الهدف الحقيقي من وراء هذا التحالف هو التمهيد للتطبيع بين العرب، وإسرائيل، وليس تحقيق السلام الشامل والعادل كما تحدث البيان.

بعدها تم تشكيل جمعية القاهرة للسلام برئاسة السفير صلاح بسيوني، كواحدة من أذرع هذا التحالف، وقد حصلت على موافقة الجهات المسئولة فى مصر للعمل على الساحة المصرية دون أية عوائق تذكر.

وفى شهر يونيو 1999 أجرت هذه الجمعية اتصالات بالحكومة المصرية، لعقد موتمر دولى للسلام فى مصر، تحضره قيادات تحالف كوبنهاجن وآخرون، وقالوا: إن الاجتماع الذى سوف يستمر لمدة ثلاثة أيام وسيحضره شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، والذى عُيِّنَ فيما بعد وزيرًا فى حكومة إيهود باراك خلال فترة عقد المؤتمر، وديفيد كيمحى رئيس الموساد الأسبق وآخرون.

وبعد موافقة الحكومة المصرية على عقد الاجتماع، بدأت قيادات الجمعية تجرى اتصالات لعقد المؤتمر فى الفترة من 5 - 8 يوليو من ذات العام.

وقد علمت بتفاصيل هذه الدعوة وجدول أعمال المؤتمر، وبدأت على الفور إجراء اتصالات برموز العمل الوطني فى مصر للتصدي لهذا المؤتمر، وإفشاله، وفضح المشاركين فيه.

كان كل شىء يؤكد أن هناك إصرارًا على عقد ما سُمِّى بمؤتمر السلام فى الموعد المحدد فى الخامس من يوليو 1999، لاحظت أن جميع الضغوط التي مورست لم تأت بنتيجة تذكر، كما أن السلطة المصرية وقفت عاجزة، وتركت الأمور تمضى، فلا هي قادرة على منع عقد المؤتمر، ولا هي موافقة على التحركات الشعبية، والدعوة إلى مؤتمر مقابل هدفه مقاومة التطبيع وفضح وإفشال هذا المؤتمر المشبوه.

2- مؤتمر رفض التطبيع

وفى يوم الجمعة الثاني من يوليو 1999، أي قبيل عقد المؤتمر بيومين، دعوت إلى مؤتمر صحفي بمقر صحيفة «الأسبوع» فى وسط القاهرة، وقد شارك فيه عدد من الشخصيات العامة من بينها السفير وفاء حجازي، مساعد وزير الخارجية السابق، ود.يحيى الجمل، والفنانة فردوس عبد الحميد، وسامح عاشور، عضو مجلس الشعب، ومحمد فريد زكريا عضو مجلس الشورى، والفنانة رغدة، والباحث د.رفعت سيد أحمد، وممثلون عن الأحزاب، والقوى السياسية الرافضة للتطبيع.

الفنانة رغدة

وفى هذا المؤتمر تم فضح جماعة كوبنهاجن التي دعت، لتنظيم وعقد هذا المؤتمر المشبوه، وكان فى مقدمة هؤلاء السفير صلاح بسيوني، ود.عبد المنعم سعيد، ود.أسامة الغزالي حرب، بحضور ممثلين إسرائيليين فى مقدمتهم شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وديفيد كيمحى، رئيس جهاز الموساد الأسبق.

وقد طالب المشاركون فى المؤتمر الصحفي الحكومة المصرية، والرئيس مبارك، باتخاذ موقف حاسم ضد هذا المؤتمر، كما طالبوا عمرو موسى، وزير الخارجية بعدم المشاركة فى المؤتمر.

وقد تم توجيه الدعوة إلى طوائف الشعب المصري والنقابات لإرسال برقيات إلى الحكومة المصرية تعلن فيها رفضها عقد هذا المؤتمر على أرض مصر، وطالبنا فى هذا المؤتمر المصريين برفع الأعلام السوداء على منازلهم، ومؤسساتهم خلال الأيام الثلاثة التي سيعقد فيها المؤتمر فى فندق ماريوت الزمالك، تعبيرًا عن رفضهم، واحتجاجهم.

وشن الحاضرون هجومًا شديدًا على الداعين لهذا المؤتمر وقررنا عقد مؤتمر موازٍ فى مواجهة هذا المؤتمر المشبوه، واخترنا نقابة الصحفيين مقرًا لعقد المؤتمر المعارض، وكان الداعون للمؤتمر قد أكدوا فى وقت سابق أن عمرو موسى، وزير الخارجية هو الذى سيفتتح مؤتمر التطبيع، وأن الرئيس حسنى مبارك، سيوجه كلمة إلى المؤتمر يلقيها هو نيابة عنه فى حضور 165 شخصية هم أعضاء جمعية القاهرة للسلام، كما يحضر المؤتمر شخصيات فلسطينية، وأردنية من الداعين إلى التطبيع.

ومع تزايد الضغوط السياسية، والإعلامية، والجماهيرية التي كانت تتولى قيادتها صحيفة «الأسبوع»، أصدر متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تصريحًا «نفى فيه أن يكون لوزارته أي دور فى مؤتمر السلام، كما أنكر علمه بوجود وعد من السيد عمرو موسى بحضور المؤتمر.

فى هذا الوقت كنت قد حصلت على موافقة إدارة فندق «شبرد» القريب من ميدان التحرير بإقامة المؤتمر المناهض فى القاعة الرئيسية للفندق، والتي تسع حوالى 1000 شخص، وبالفعل يبدو أن إدارة الفندق استشارت الجهات الأمنية التي وافقت على الفور، أسوة بموافقتها على إقامة مؤتمر التطبيع فى ماريوت.

وفى هذا الوقت كانت إدانات قد صدرت من الأردن وفلسطين، والعديد من البلدان العربية الأخرى تندد بعقد مؤتمر التطبيع، والمشاركين فيه.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية بيانًا صدر عن الأحزاب، والنقابات المجتمعين فى مقر رابطة الكتاب الأردنيين، أدانوا فيه مؤتمر التطبيع، والمشاركين فيه، وقرروا إرسال وفد إلى القاهرة للمشاركة فى المؤتمر الذى قررنا عقده فى فندق «شبرد».

لقد اختارتني اللجنة التحضيرية منسقًا عامًا للمؤتمر المناهض للتطبيع، فبدأت على الفور فى القيام بالمهام الموكلة لحشد رموز المثقفين، والإعلاميين، والفنانين وقادة الأحزاب، والقوى الشعبية، والجماهيرية للمشاركة فى هذا المؤتمر.

كان مقر المؤتمر هو القاعة التي تحتل الدور العاشر بالفندق، وقد وضعنا على باب القاعة العلمين الإسرائيلي والأمريكي، حتى يداسوا من جميع المشاركين فى المؤتمر.

عمرو موسى

وقد أحدث رفض عمرو موسى، المشاركة فى مؤتمر التطبيع ارتياحًا كبيرًا لدى المشاركين فى مؤتمر شبرد، خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية يوم الأحد 4 يوليو 1999، أن وزارة الخارجية لا علاقة لها بمؤتمر ماريوت من قريب، أو بعيد.

وقال عمرو موسى: إنه لا يمكن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل قبل انطلاق عملية السلام على جميع المسارات بطريقة جادة، وهو ما يتطلب أولًا تنفيذ اتفاقية «واى ريفر»، وتغيير السياسة الاستيطانية، وإعلان موقف واضح من الانسحاب الشامل من الجولان، ومن جنوب لبنان.

وكانت الضربة الثانية التي وُجِّهَتَ إلى مؤتمر التطبيع هي رفض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حضور المؤتمر، رغم أن منظميه أشاعوا أنهم حصلوا على موافقة بحضوره المؤتمر، إلا أن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين نفى مشاركة الرئيس عرفات،

وقال: إن زيارة الرئيس عرفات للقاهرة اليوم ستركز على الاجتماع بالرئيس المصري حسنى مبارك، وقال أيضًا: «إن أحدًا من الشخصيات الفلسطينية الرسمية لن يشارك فى هذا المؤتمر».

وفى صباح ذات اليوم الإثنين الخامس من يوليو 1999 عقد مؤتمر «شبرد» لمناهضة التطبيع، وقد تولى د.يحيى الجمل، الوزير الأسبق، والمفكر القومي المعروف رئاسة المؤتمر، بينما توليت أنا موقع المنسق العام للمؤتمر.

وقد احتشد داخل مؤتمر «شبرد» أكثر من ألف من رموز العمل الثقافي، والفكري، والحزبي، والشخصيات العامة، والإعلاميين والفنانين والصحفيين، والعسكريين، والسفراء السابقين.

مصطفى بكري ويحيى الجمل وسامح عاشور ورغدة

وقد وجه د.خالد عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رسالة إلى المؤتمر أعلن فيها تضامنه مع المؤتمر، والمقررات التي ستصدر عنه، وتساءل فى رسالته: «كيف يمكننا التطبيع مع كيان يريد أن يفقدنا هويتنا؟ ووصف مؤتمر «ماريوت» بأنه مشبوه.

وفى بداية المؤتمر تحدث د.يحيى الجمل، رئيس المؤتمر، الذى أكد أن المؤتمر فرصة لكى يتنادى شباب الأمة مع شيوخها لتحقيق السلام الحقيقي.

وتحدث أيضًا، د.حمدى السيد، نقيب الأطباء، وممثل النقابات المهنية، ليؤكد أن ثقافة التطبيع التي يروج لها معسكر «كوبنهاجن» ما هي إلا محاولة لحقن جسد الأمة بفيروس خبيث، سعيًا لأن تدمنه الأمة بعد ذلك.

وتحدث المفكر الإسلامى د.محمد سليم العوَّا، مؤكدًا أنه لن يقوم أى سلام مع إسرائيل، ولو كان هناك ألف معاهدة واتفاق.

وقال ضياء الدين داود الأمين العام للحزب الناصري: «إن الوحدة العربية لا بديل عنها فى مواجهة إسرائيل ومؤيدى التطبيع معها».

وقال الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية الأسبق: إن البديل الوحيد هو القوة لمواجهة جرائم العدو الصهيونى، ووصف الفريق «فوزى» المنادين بالتطبيع بالشخص المخمور الذى ركب الموجة ودهنها «بويه»!!

ودعا المهندس إبراهيم شكري، رئيس حزب العمل إلى تفعيل سلاح المقاطعة على جميع الجبهات السياسية، والاقتصادية، والثقافية.

وطالب فاروق أبو عيسى، الأمين العام لاتحاد المحامين العرب الجامعة العربية، بإعادة آلية المقاطعة الشاملة، والقوائم السوداء للشركات المتعاملة مع الكيان الصهيوني، وطالب الفنان نبيل الحلفاوي، بالتوجه إلى رجال الأعمال المصريين الذين يتعاملون مع إسرائيل، ومطالبتهم بالتوقف عن التطبيع مع القتلة، والمجرمين.

وتحدث المحامي الشهير عادل عيد، وطالب بتنقية المناهج التعليمية، وحذف كل ما يتعلق منها بالتطبيع مع إسرائيل، بينما دعا المفكر الوطني د.محمود أمين العالم، إلى أن يبقى هذا المؤتمر مؤتمرا دائمًا يعقد كل ثلاثة أو ستة أشهر.

وتحدثت الكاتبة فتحية العسال، إحدى قيادات حزب التجمع، وقالت: إننا سنظل نرفض التطبيع مع إسرائيل ونقاومه بكل قوة.

وأرسل المستشار طارق البشرى، نائب رئيس مجلس الدولة برقية إلى المؤتمر قرأتها الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشى، أكد فيه دعمه لأى قرارات أو توصيات يخرج بها المؤتمر.

الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة

وأدلى كل من السفير وفاء حجازي والأنبا بسنتى، مطران المعصرة وحلوان، وحمدين صباحى عضو مجلس نقابة الصحفيين، والمخرج الشهير عبد الغفار عودة، والفنانة رغدة، والفنانة فردوس عبد الحميد، وغيرهم كثيرون بتصريحات على هامش أعمال المؤتمر، أكدوا فيها دعمهم الدائم للمقررات الصادرة عن المؤتمر بمقاطعة التطبيع، والمطبعين مع الصهاينة.

وقال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، فى رسالة تضامنية: إن المطبعين يريدون إلباسنا ثوب الخزي والعار وأعلن دعمه لقرارات مؤتمر «شبرد».

وقد حضر المؤتمر محمد رجب ممثل الحزب الوطنى الحاكم فى مجلس الشورى، معلنًا رفضه التطبيع والمؤتمر المشبوه فى فندق «ماريوت».

وتحدثت تهاني الجبالي، ممثلة عن نقابة المحامين، فأدانت المؤتمر وطالبت بمواجهة التطبيع بجميع أشكاله، وطالب عبد العال الباقوري وكيل نقابة الصحفيين بمواجهة كل مَنْ يطبع مع إسرائيل، وطالب الصحفيين بعدم زيارة إسرائيل، أو التطبيع معها بأى شكل من الأشكال.

وقامت الفنانة رغدة، بقراءة قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش عبر فيها عن رفض التعامل مع الصهاينة، وبدأت قولها: «فلتأخذوا بالسيف أرضى، لكنى لن أوقع باسمى معاهدة للصلح بين القتيل وقاتله».. كما تحدث الفنان حمدى أحمد رافضًا التطبيع بجميع أشكاله، وألوانه.

وفى نهاية المؤتمر الذى استمر عدة ساعات صدر بيان عنه، أكدنا فيه التزام المجتمعين بالسلام العادل، والحقيقي الذى يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ورفض سلام الأوهام الذى تروجه جماعة كوبنهاجن والمطبعون.

وأعلن المؤتمر، عن تكريس جهوده لمقاومة التطبيع ومكافحة الصهيونية، وإدانة الحاضرين لمؤتمر «ماريوت»، والذى يهدف إلى ضرب وحدة الأمة وتجريد القوى الوطنية، والقومية من سلاح المقاومة، وكسر إرادتها، وإخضاعها لسيطرة التحالف "الأمريكي - الصهيوني".

وطالب المؤتمر بإدراج جميع العناصر العربية التي شاركت فى مؤتمر التطبيع ضمن قائمة سوداء، يجرى تعميها فى العالم العربي لمقاطعتهم شعبيًا، ورسميًا.

وعندما صدرت هذه المقررات، وعكست وسائل الإعلام المختلفة هذا الحشد الكبير الذى يربو على ألف شخص من الرافضين للتطبيع، أصيب الآخرون بحالة إحباط شديد، خاصة أن مؤتمرنا بدأ صباح ذات اليوم الذى عقدوا فيه اجتماعهم مساء، وبعد النتائج القوية التي تمخضت عن مؤتمر مقاومة التطبيع، اضطر الكثيرون إلى مقاطعة مؤتمر التطبيع فى ماريوت، والذى عقد مساء ذات اليوم.

شيمون بريز، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق

كان مؤتمر «ماريوت» هزيلاً بمعنى الكلمة، لقد قام د.مصطفى خليل، رئيس الوزراء الأسبق بافتتاح هذا المؤتمر، وإلى جواره ديفيد كيمحى، رئيس جهاز الموساد الأسبق، وبعض دعاة التطبيع فى مصر وفلسطين والأردن، وعدد من السفراء الأجانب فى القاهرة، وقد حضر المؤتمر (81 مندوبًا إسرائيليّاً و60 مصريّاً و43 أردنيّاً و40 فلسطينيّاً)، كما شارك فى المؤتمر السفير الأمريكي فى القاهرة (دانيال كيرتزر) وعدد من ممثلي السفارات الأجنبية فى مصر.

وقد تجمع أمام الفندق عشرات المصريين يحملون لافتات تندد بالمؤتمر، والمشاركين فيه، وحملوا لافتات كتب عليها «أخرجوا الصهاينة من مصر»، «لا.. لعملاء الحلف الصهيونى - الأمريكى».

وفى اليوم التالي الثلاثاء 6 يوليو وصل إلى القاهرة للمشاركة فى المؤتمر شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وقد صُدِمَ أعضاء “تحالف كوبنهاجن” من حجم المقاطعة للمؤتمر، خاصة بعد أن وصلهم رفض فيصل الحسيني المشاركة فى المؤتمر رغم تواجده فى القاهرة.

وكذلك صدمتهم من رفض عمرو موسى، المشاركة، وقد عَبَّر عن ذلك د.عبد المنعم سعيد أحد المنظمين لهذا المؤتمر بالقول: «أخشى أن يكون عمرو موسى تعرض لابتزاز الغوغاء»، وقال: «إذا كان عمرو موسى قد حضر مؤتمر مركز بيريز للسلام فى يناير الماضي، فلماذا لا يحضر المؤتمر الحالي، وزعم سعيد، أن ما تقوم به جمعية القاهرة للسلام الداعية للمؤتمر هو لتحقيق المصلحة العربية!!

وفى مساء ذات اليوم وصل أيضًا مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص بالشرق الأوسط «موراتينوس»، وشارك فى اليوم الثاني فى أعمال المؤتمر جنبًا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، والذى وصل إلى القاهرة صباح الثلاثاء 6 من يوليو.

وفى المؤتمر تحدث السفير صلاح بسيونى، رئيس جمعية القاهرة للسلام، وقال: «إنه لا يمكن حشد هذا العدد من المشاركين فى المؤتمر دون موافقة الحكومة المصرية»، وقال: «إن مشاركة رئيس حزب (إسرائيل بعاليا) فى المؤتمر تعنى الاستفادة من مليون ناخب إسرائيلي فى الدعوة للسلام مستقبلًا، وإن الحزب سبق له أن وافق على إعلان «كوبنهاجن»، وقال: «إن أعضاء جمعيته يقيمون حوارًا مع الطرف الإسرائيلي ورفض أن يسمى ذلك تطبيعًا.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق «شيمون بيريز» فقد قال «إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إيهود باراك، يعنى ما قاله عن إحلال السلام فى الشرق الأوسط ووصفه بأنه رجل يفى بوعوده، وتعهداته بإحلال السلام ووقف بناء مستوطنات جديدة.

3 - بيريز يوجه التحية إلى تحالف كوبنهاجن

ووجه بيريز التحية إلى تحالف كوبنهاجن، وإلى المؤتمر المنعقد فى قلب القاهرة، وطالب بالتطبيع وسياسة الحدود المفتوحة مع العرب، كما هاجم مؤتمر “شبرد” بشدة أما مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط، فقد قال: «نريد عملية سلام مختلفة فى الشرق الأوسط، وأنا أفضل الانتظار لبعض الوقت لحين الوصول إلى اتفاق عادل بدلًا من الوصول إلى نتيجة فورية يمكن أن تلقى رفضًا فيما بعد».

وأبدى وزير الثقافة الإسرائيلى السابق «شولاميت الونى» تفاؤله بمستقبل السلام، طالما كان هناك من يدافعون عنه.

وقد تضمن البيان الصادر عن المؤتمر «ضرورة الالتزام بمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الأمم المتحدة 242، 338، 445، كأساس للتوصل إلى سلام عادل.

أما عن قضية القدس فقد طالب المؤتمر بإيجاد حل فى المفاوضات النهائية يضمن الاحتفاظ بها كمدينة غير مقسمة، والاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين والإسرائيليين والتوصل إلى اتفاق مقبول حولها.

أما ديفيد كيمحى، فقد قال وبعجرفة شديدة: إن لدينا استشهادات من التوراة والإنجيل تؤكد أن القدس عاصمتنا الأبدية، ولا أريد الحديث على طريقة الصديق «رياض المالكى»، فهذا الأسلوب لا يفيد المفاوضات!!.

رياض المالكي، وزير خارجية فلسطين السابق

وكان رياض المالكي رئيس الوفد الفلسطيني فى المؤتمر قد قال: «إن القدس الشرقية بأكملها عاصمة للدولة الفلسطينية، ولن نقبل بأقل من ذلك».

ودعا المؤتمر إلى إقامة سلام بين إسرائيل، وكافة الأطراف العربية يسمح بتعاون اقتصادي خال من التهديد بأعمال عدائية، ودعا إلى ترسيخ ثقافة السلام (التطبيع) بين الإسرائيليين والعرب.

وقد أحدث البيان الصادر عن المؤتمر، والتصريحات التي رافقته ردود أفعال رافضة، وإدانات قوية فى الشارع المصري، والعربي، وخلال المؤتمر الصحفي الذى أعقب هذا المؤتمر وضح الفشل، وحالة الإحباط على وجوه المشاركين الذين راحوا يلقون جام غضبهم على المؤتمر الذى نظمته صحيفة «الأسبوع»، ونجح فى إفشال مؤتمرهم حتى قبل أن يبدأ.

لقد شعرت بسعادة بالغة، وأصبح الحديث عن نجاح مؤتمر «شبرد» لمقاومة التطبيع، وفشل مؤتمر «ماريوت» الداعي للتطبيع حديث الرأي العام ووسائل الإعلام والصحافة فى كافة أنحاء العالم.

وقد شنت الصحافة الإسرائيلية حملةً شرسةً ضدي، وضد الصحيفة، وضد الرموز التي شاركت، إلا أن ذلك كان بمثابة مصدر فخر وسعادة لنا جميعًا فقد نجحنا فى «فرملة» هؤلاء المتكالبين حتى قبل أن تبدى إسرائيل استعدادها للقبول بقرارات الأمم المتحدة، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة بعد الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

جاء ذلك، في الحلقات التي ينشرها «الجمهور» يوم الجمعة من كل أسبوع، ويروي خلالها الكاتب والبرلماني مصطفى بكري، شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها خلال فترات حكم السادات ومبارك والمشير طنطاوي ومرسي والسيسي.

اقرأ أيضاًشهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: الحلم يعود من جديد

شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: السيول تجتاح بلدتي

شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: نتنياهو يشكوني للرئيس

مقالات مشابهة

  • مصطفى: التحديات التي تواجهنا تتطلب وحدتنا
  • سوريا إلى أين؟.. مصطفى بكري: المليشيات تريد أن تفرض سطوتها بلا أي سند قانوني (فيديو)
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: موقعة «شبرد»
  • مصطفى بكري: أتمنى من الجامعة العربية أن تقف موقفا قويا ضد الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى
  • مصطفى بكري يطالب بالرد على وزير الأمن الإسرائيلي بعد اقتحام المسجد الاقصى
  • «راجعوا التاريخ».. مصطفى بكري: اللي هيقرب من مصر حنقطع رجليه
  • «الحياد خيانة».. مصطفى بكري: الجيش المصري مستهدف وعلى الشعب الالتفاف حوله
  • بشأن قناة السويس.. مصطفى بكري يكشف عن توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي للفريق أسامة ربيع
  • مصطفى بكري: اللي هيقرب من مصر رجليه هتتقطع
  • تشكيل سموحة لمواجهة غزل المحلة في الدوري المصري