قال الرئيس السابق لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، حجاي إلعاد، إن واقع "الفصل العنصري "الأبرتهايد" في دولة الاحتلال الإسرائيلي "لا يزال قائما"، مشيرا إلى أنه لا يختلف عن الواقع الذي وصفه توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة "نيويورك تايمز".

وأشار إلعاد في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن فريدمان أدلى بتصريحات في مقابلة بعد أيام من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، قال خلالها إن "أكثر ما يُخشى على إسرائيل هو ترامب"،

واعتبر فريدمان أن ترامب سيعزز سياسات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أنه سيقول له: "افعل كل ما تريد، قم بضم هذا، واحتل هذا، وستبقى إسرائيل مع 7 ملايين يهودي"، وهو ما وصفه فريدمان بأنه قد يؤدي إلى "احتلال أكثر من 7 ملايين عربي".



إلا أن إلعاد يرى أن هذا التصريح لا يعدو أن يكون وصفا دقيقا للواقع الذي تعيشه "إسرائيل" وفلسطين حاليا. ففي تصوره، ما وصفه فريدمان كـ"مستقبل" بائس ليس إلا مجرد تجسيد للواقع الحالي الذي تعيشه إسرائيل منذ وقت طويل، حيث يتمتع 7 ملايين يهودي في إسرائيل بحقوق كاملة في مقابل 7 ملايين فلسطيني محرومين من حقوقهم الأساسية.


وفي هذا السياق، انتقد إلعاد المواقف الأمريكية تجاه الوضع في فلسطين، لا سيما تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تدعي التزامها بحقوق الإنسان، مشددا على أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع الفعلي، حيث دعمت الإدارة الأمريكية إسرائيل عسكريا ودبلوماسيا، ما مكنها من ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين دون أي مساءلة حقيقية.

وأضاف الكاتب أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ أي خطوات جدية ضد إسرائيل رغم الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتطرق إلعاد في مقاله إلى حركة “غير ملزمين” التي تأسست في ميشيغان، حيث طالبت الحركة مؤيديها بعدم التصويت لصالح إدارة بايدن قبل الانتخابات الأمريكية، احتجاجا على مواقفها المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ودعا الكاتب إلى ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة مواقف أكثر وضوحا لحماية الفلسطينيين وضمان حقوقهم، مشيرا إلى أن مواقف الحزب الديمقراطي، الذي يُفترض أنه يدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، قد تخلت عن هذه القيم في تعاطيها مع قضايا الفلسطينيين.


وانتقد إلعاد في مقاله بشدة المواقف الليبرالية التي يتم ترديدها من قبل السياسيين والصحافيين الأمريكيين، والتي تدعو إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن دون أن تجد لها صدى في السياسات الفعلية أو في مواقف الحكومة الأمريكية تجاه "إسرائيل".

وقال إنه في حين تتحدث الإدارة الأمريكية عن حقوق الإنسان والديمقراطية، فإن ممارساتها تساهم بشكل غير مباشر في دعم الأفعال الإسرائيلية التي تُعتبر جرائم حرب بحق الفلسطينيين.

وأضاف أن الجمهور يرى ما وراء الاكاذيب الليبرالية ويرفضها، موضحا أن "النتيجة كما هو متوقع رئيس ديكتاتور. لكن مع ذلك، بقينا مع التحذير من مستقبل يمكن فيه لإسرائيل أن تفعل ما تريده، في حين أنها في الواقع هي تفعل ما تشاء أصلا، مع سياسيين ليبراليين لا يلتزمون بحقوق الإنسان، ويتم تكرار أقوالهم من قبل صحافيين ليبراليين لا يلتزمون بالوقائع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الفصل العنصري الاحتلال فريدمان غزة غزة الاحتلال الضفة الفصل العنصري فريدمان صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تقرير حقوقي في تونس يوثق 233 حالة انتهاك في 2024.. البلاد تعيش تحت القمع

سجلت جمعية "تقاطع من أجل الحقوق والحريات"،بتونس 233 حالة انتهاك تعلقت أساسا بالحقوق السياسية والمدنية خلال سنة 2024، مؤكدة أن البلاد تعيش تحت القمع.

وكشف التقرير الحقوقي عن" نمط ممنهج ومتواصل لانتهاكات حقوق الإنسان في تونس منذ عام 2021، وتصاعد بشكل ملحوظ بعد تاريخ 25 تموز/يوليو ، مع سيطرة السلطة التنفيذية على باقي السلطات، واعتماد منظومة قانونية مقيدة للحريات".

وقالت عضو جمعية تقاطع مي العبيدي"آخر تقرير للجمعية سنة 2023 كان بعنوان نعيش آخر أيام الحرية حيث سجلنا 99 حالة انتهاك وها نحن اليوم وفي تقرير 2024 نسجل 233 انتهاكا ،وأصبحنا نعيش تحت القمع ولهذا كان التقرير بعنوان "انتبه..لقد بدأ القمع".

وأكدت العبيدي في تصريح خاص لـ"عربي21"،"نحن على قناعة أن الانتهاكات أكثر بكثير من 233 حالة، هناك تخويف وترهيب كبير من التعاون مع الجمعيات الحقوقية للإبلاغ على الانتهاكات ونحن نتفهم ذلك،في الحقيقة وبالنظر لحجم الانتهاكات لم يعد من الممكن الحديث عن حياة سياسية وحقوقية في تونس".



بدوره قال الباحث عن جمعية تقاطع فادي الفرايحي "من جموع كامل الانتهاكات رصدنا 51 انتهاكا لحرية الرأي والتعبير من بينهم 32 تمت الإحالة فيهم على معنى المرسوم 54 وهو نمط تصاعدي لأننا في سنة 2023 سجلنا 19 إحالة".

ولفت الباحث في تصريح خاص لـ"عربي21"،"للأسف وتيرة الانتهاكات في تصاعد خطير، اليوم هناك تسخير لمؤسسات الدولة للسيطرة وتكميم الأفواه وقمع الحريات".

واستعرض تقرير الجمعية، انتهاكات الدولة للحق في حرية التعبير، مثل الحق في حرية الإعلام والصحافة حيث يشير التقرير إلى تعرض أكثر من 9 صحفيين إلى محاكمات تعسفية على خلفية ممارستهم لعلهم بكل حرية، والحق في حرية العمل السياسي والنقابي، والتجمع السلمي، وكذلك حرية العمل المدني.

وسجل التقرير انتهاكات خلال عمليات الإيقاف التعسفي وتعنيف، مع تجاوزات داخل السجون، وانتهاك الحق في المحاكمة العادلة من خلال عدم احترام الإجراءات القانونية وهضم حقوق الدفاع، في تجاوز تام للقانون واستغلاله وفقًا لما يتماشى مع سياسة السلطة الحالية.

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: الرحمة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي مجتمع إنساني سوي
  • تأييد سجن ناشط بريطاني معاد للمسلمين بسبب لاجئ سوري
  • تم عرض “المنزل الوحيد” في إسطنبول، الذي جذب انتباه ملايين الأشخاص، للبيع!
  • مراسل سانا: أهلي حلب يفوز على أمية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في نهاية المباراة التي جمعتهما على أرض ملعب الفيحاء بدمشق ضمن بطولة المستقبل لكرة القدم
  • تقرير حقوقي في تونس يوثق 233 حالة انتهاك في 2024.. البلاد تعيش تحت القمع
  • توماس فريدمان: لم أخف يوما على مستقبل بلادي مثلما أخاف عليه اليوم
  • حقيقة فيديو البرق الغاضب الذي حصد ملايين المشاهدات عبر الشبكات الاجتماعية
  • الحديقة العجيبة بسلا …حيث تعيش نباتات العالم في قلب الطبيعة
  • خبيرة طاقة: القلم والورقة من أعظم الطاقات التي يمتلكها الإنسان.. فيديو
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة