بوابة الوفد:
2024-11-23@00:01:17 GMT

رفعت عينى للسما

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

فى هذه الأيام الحالكة السواد، يتوق المرء إلى تلك اللحظات التى تحمله إلى الفرح والأمل والتوازن النفسى يصنع لنا مسارات التفاؤل بمستقبل، يعد بفيض ممتع من الفن الملهم الراقى. تملكتنى تلك اللحظات مع تتابع تترات النهاية للفيلم الوثائقى «رفعت عينى للسما» الذى يعرض الآن فى قاعات العرض، وقدم خلاله المخرجان «أيمن الأمير» و«ندى رياض» تجربة شديدة التفرد والخصوصية والإبداع، عملا من أجل إنجازها بلا كلل لأربعة أعوام، ليأتى فيلمهما حافلا بالصدق الفنى والرؤية الواعية التى تحملها رسائل تنطوى على الاحتفاء بمقاومة كافة عوامل التخلف الاجتماعى، الذى ترسخه تقاليد بالية تؤسس قواعد قهرها إلى الطرف الأضعف فى معادلة الهيئة الاجتماعية: المرأة.

ينطوى عنوان الفيلم على مضمونه: «رفعت عينى للسما» ليس استجداء أو ضعفا، كما هو المعنى المضمر الشائع لرفع العين إلى السماء، ولا قلة حيلة، بل أملا فى رحمة السماء الواسعة والممتدة، وشغفا بالأحلام والأخيلة التى تتشكل حين النظر إلى النجوم والكواكب فى أرجاء هذا الكون، وصولا لثقة بالنفس، تقود لرفع الرأس عاليا إلى السماء.

ويحكى الفيلم تجربة مجموعة فتيات موهوبات مفتونات بالفنون الإبداعية، ومسكونات بإيمان عميق بقدرة الفن على التأثير فى الواقع أو تغييره، من قرية البرشا - وهو اسم فرعونى للقرية ويعنى بالعربية مقاطعة الأرنب- إحدى قرى مركز ملوى بمحافظة المنيا، التى تقع شرق نهر النيل، حيث يجرى بجمال خلاب لا مثيل له، أحد أوسع فروع النهر، لتكوين «فرقة بانورما البرشا» لتقديم العروض المسرحية، فى شوارع القرية التى تعد نموذجا لكل قرى الصعيد. وبوعى تلقائى، أدركت فتيات البرشا أن الفن هو اللغة المشتركة التى يمكن للناس، أن يفهموا بها بعضهم البعض، برغم اختلاف ثقافتهم ومشاكلهم. فبدأن بتأسيس خشبة للمسرح للقيام بالتدريبات، وجلن شوارع القرية وهن يقرعن آلات إيقاعية، لتقديم مشاهد من عروضهن لأهلها.

أما المشاهد المسرحية، فهى تقدم نقدا لاذعا لما تتعرض له الفتيات من زواج قسرى، وتنمر تسلط ذكورى على مصائرها، داخل الأسرة والمجتمع. ولأنه نقد ينطوى على أهازيج غنائية، فهو يتحلى بالجاذبية والتسلية التى تنجح فى جذب انتباه أهالى القرية. ويعرج الفيلم لمصائر الفتيات أعضاء الفرقة حيث تتخلى إحداهن بالزواج عن حلمها أن تصبح مطربة مثل أصالة. وتستنيم أخرى لطلب خطيبها مغادرة الفرقة، برغم تشجيع أبيها لها على مواصلة حلمها كراقصة باليه وممثلة، وتتشبث ثالثة بحلمها وتقرر السفر للقاهرة لكى تلتحق بمعهد الفنون المسرحية، لكى تدرس فن التمثيل الذى عشقته.

ويأتى المشهد الختامى للفيلم مفعما بالإيحاءات البارعة. جيل جديد نشأ فى ظلال فرقة بانوراما البرشا، وتأثرا بها، متسلحا هذه المرة بما قد تعلمه من دروس نجاحها وإخفاقها، وشتاتها، يجوب أنحاء البرشا، وهو يقرع بشغف وهمة الطبول لإيقاظ الغافلين، ومواصلة الطريق الذى مهدته الفتيات، نحو الحرية والتحقق.

لم يكن غريبا أن يفوز الفيلم بجائزة العين الذهبية، للنقاد فى الأفلام التسجيلية فى مهرجان كان هذا العام، فقد مهد صدقه وتعبيره البسيط العفوى والمتقن عن واقع ريفى تقليدى، الطريق نحو هذا الفوز. فضلا عن التوظيف المتقن للغة والاستخدام الذكى للصورة، وللرموز الكنسية، والقرع المدوى للطبول، بما ينطوى عليه من معانى التحذير والتنبيه الإنذار، والسرد التلقائى والتجريبى لممثلين مبتدئين، وكلها أدوات تصوغ واقعا فنيا ينشد فيه الإنسان بالشجاعة والحرية مواجهة التهميش. ومثلما شيدت واقعية نجيب محفوظ الطريق نحو عالميته، فإن فيلم ندى رياض وأيمن الأمير «رفعت عينى للسما» يؤسس لسينما تسجيلية مصرية، تخطو بثبات نحو العالمية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمينة النقاش رفعت عيني للسما على فكرة رفعت عینى للسما

إقرأ أيضاً:

فلادمير بوتين .. لأمريكا.. بصرك اليوم حديد .. وفيتو جديد

بقلم طه احمد ابوالقاسم ..

نكتب اليوم ونعيد
بوتين يعيد مجد الديار الروسية القيصرية والبلشفية .. ويرسم روسيا اليوم ..

تحدث ساعات واظهر براعة وذاكرة سياسية .. هز العالم الذى تسمر امام الشاشات لسماع الخطاب التاريخى .. قنبلة بطعم اخر ..وانذار مبكر .. واخذ المبادرة ..
ان النظام العالمى الجديد بدأ من موسكو .. وليس من امريكا التى ادعت النبوة وسيطرت على العالم .. وجعلته امبراطورية خاضعة لها ..

امريكا اليوم ..بصرها حديد تحدق باجفان جامدة .. على مصيرها .. وان التفكيك قادم اليها ..
امريكا الترليونية افلست .. انهكتها الكرونا .. ولا احد يشترى اف 16 والباترويت فى ظل طائرات مسيرة ..

امريكا هبطت إلى الدرجة الثالثة.. فضيحتها بجلاجل .. سرقت فى وضح النهار .. من حليفتها فرنسا .. صفقة الغواصات الاسترالية..

صرخت فرنسا ..طعنة نجلاء من الحليف ..
اهتزت صورة فرنسا امام دول الفرانكفونية .. انها كانت تستخدم المساحيق وتتجمل .. وتستخدم البوتكس لتكبير الشفاة والارداف ..
امريكا من مخازيها تفكيك الدول .. ضربت النسيج الأوروبي فى مقتل ..

واخذت حليفتها بريطانية .. التى غابت عنها الشمس .. وكانت تتغذى من المستعمرات .. أصابها السحت .. فضلت بورصة الدوري الانجليزى وبيع اللعيبه .. ووسط لندن للاثرياء
اختفت عبارة made in England ..
...
وهى صاحبة المناطق المقفولة .. لحجز المدنيين فى دهاليز الفقر.. والعوز ودعم التمرد منذ العام 1955 ..
تقدم مشروعا لحماية
المدنيين من الجيش السودانى الذى حفظ لها ماء وجهها فى الحرب العالمية .. تود اليوم ان تفككه

امريكا التى تعودت أن تدفع المال للمعارضين ليعملوا ضد بلادهم .. وتجردهم من الكبرياء .. وتتركهم فى قارعة الطريق ..

اليوم ثورة بطعم اخر .. داخل الولايات المتحدة .. تحرق قلبها وكبدها .. ويتصاعد الراى لكبح الطموح الخطر ..

امريكا التى استرقت البشر .. واهانت كرامتهم داخل حدودها .. كما فى حالة الهنود الحمر .. والزنوج ..

وحادثة الزنجى جورج فلويد .. الذى انقطعت أنفاسه بجلسة الشرطى ..
على رقبته .. هزت العالم .

بوتين .. جعل العالم يقرأ غزوات امريكا..بعين مفتوحة .. التى بلغت أكثر من مائة وعشرون ..

واستخدمت السلاح الذرى لتسحق اليابان .. وتتهمها روسيا اليوم .. بان جعلت أوكرانيا .. معملا للفيروسات ..
مكان تخرج رؤساء إسرائيل.. وضيعة عائلة روتشليد ..
لن ينسى العالم .. منظر الجندى الامريكى يغطى تمثال الرئيس العراقى بالعلم الامريكى وتنصيب حاكما مدنيا .. وفظائع سجن ابوغريب ..

الحاكم المدنى الأمريكى يترك المجتمع المدنى العراقى حتى اللحظة فى بؤرة الفقر وتدمير امكاناته العلمية .. وبنيته التحتية ..
ويحل الجيش .. ويضع العراق فى البند السابع ..

رسبت امريكا فى امتحان الشفوى .. ولم يستطع خبراء الدعاية والفوتشوب تغطية فظائع امريكا فى أرجاء المعمورة ..

اليوم يعلن فلادمير بوتين .. من موسكو ان تتحرر اليابان .. والمانيا من القيد الذى يعض على القدمين ..

ليكونوا فى مجلس الأمن .. بديلا لدول سايكس بيكو .. الذين شاركوا فى إرهاب الشعوب واكل مالهم وقوتهم ..

أمريكا مازالت تنوى بقانون جاستا الظالم ..الصاق تهم 11 سبتمبر .. و سرقة الصندوق السيادى للسعودية ..

العالم اليوم فى حالة توتر وقلق .. وحقائق ومظالم العالم الثالث فى سطح مكتب كمبيوتر الأمم المتحدة. ...
وانذار للأمم المتحدة ان تصلح من شانها وتكون اكثر قربا من الغلابا والمقهورين ..
خليفه حفتر الليبى.. يقذف عاصمة بلاده والأمين العام فى داخلها ..؟؟؟
ويزور قصر الاليزية ويتحدث مع الأمريكان..

روسيا يحكمها اليوم بوتين رجل الاستخبارات منذ أن كان يافعا .. فى ذاكرته روسيا الثقافة والعلم ورائدة الفضاء
Sent from Yahoo Mail on Android

tahagasim@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • محافظ أسوان والأزهر يبحثان سبل مكافحة تفشي الطلاق وحلوله
  • محافظ أسوان يلتقى بالأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.. شاهد
  • محافظ أسوان يلتقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
  • فلادمير بوتين .. لأمريكا.. بصرك اليوم حديد .. وفيتو جديد
  • نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية