بوابة الوفد:
2025-04-11@08:52:51 GMT

إحياء شركة النصر ونهضة الصناعة الوطنية

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

تمثل الصناعة الوطنية ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لأى دولة، وتمتلك القيادة السياسية للدولة المصرية وجود رؤية طموحة لإعادة توطين الصناعات المحلية، خاصة فى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية، ومع اتجاه الدولة نحو دعم الإنتاج المحلى، تتضح أهمية تعزيز الصناعات الوطنية كوسيلة لخلق فرص عمل، تقليل الاعتماد على الواردات، ودعم مكانة مصر فى الأسواق العالمية، فالصناعة الوطنية بمثابة المحرك الأساسى لنمو الاقتصاد، وتأمين الاحتياجات الاستراتيجية لهذه الدولة، فضلا عن دور الصناعة فى خلق توازن اقتصادى مستدام وتقليل الاعتماد على التقلبات العالمية فى أسعار المنتجات المستوردة، لذلك فالصناعة ليست مجرد عملية إنتاجية مجردة، بل هى منظومة شاملة تساهم فى تحقيق التوازن الاقتصادى والاجتماعى، فالصناعات الوطنية تسهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، تدعم تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتقلل من تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية، التى فرضت على الجميع ضرورة التوقف عن الاعتماد المفرط على الواردات، خاصة فى القطاعات الحيوية، فباتت الصناعة المحلية هى الملاذ لتوفير حلول بديلة بتكلفة أقل وجودة تنافسية، وتساعد على تقليل فجوة العجز التجارى.

ولطالما كانت الصناعة الوطنية قلب الاقتصاد المصرى، وتاريخ مصر الصناعى ملىء بالشركات التى شكلت علامات مضيئة فى مسيرة التنمية، من بينها شركة «النصر للسيارات»، التى تأسست عام 1960 كجزء من رؤية طموحة لجعل مصر مركزاً إقليمياً لصناعة السيارات، ومع ذلك، توقفت عمليات الشركة لسنوات طويلة، ما أضعف القدرة الإنتاجية للقطاع، وزاد الاعتماد على استيراد السيارات، لذلك يُعد إحياؤها هو إحياء لقطاع صناعى كان قد تراجع لأسباب مختلفة.

لذلك أعتبر إعادة تشغيل هذه الشركة العريقة ليست مجرد قرار اقتصادى، بل هو خطوة استراتيجية تعكس رؤية الدولة لدعم الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وتستهدف الدولة بهذه الخطوة إحياء الصناعة المصرية المتخصصة فى قطاع السيارات، الذى يحمل إمكانات هائلة للنمو، حيث تسعى الشركة فى مرحلتها الجديدة لتقديم منتجات تنافسية قادرة على جذب لمستهلك المحلى والخارجى، مما يعزز مكانة مصر فى السوق العالمى، فضلا عن قدرة الإنتاج المحلى على إتاحة فرصة لتوفير سيارات بمواصفات تلائم السوق المصرى، بعيداً عن التكاليف الإضافية المرتبطة بالاستيراد، علاوة على ذلك، سيقلل ذلك الضغط على العملة الصعبة، مما يعزز استقرار الاقتصاد.

وأعتقد أن عودة شركة النصر للسيارات هى أكثر من مجرد مشروع صناعى، إنها رمز لنهضة الصناعة الوطنية، وخطوة جادة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى فى قطاع حيوى، بتطوير الصناعات المحلية، يمكن لمصر أن تحقق نمواً اقتصادياً مستداماً، وتثبت للعالم أنها قادرة على العودة بقوة إلى ساحات المنافسة الدولية، ومع إعادة تشغيل الشركة، تبرز فرصة لإنتاج سيارات مصرية بمعايير تنافسية، بما فى ذلك السيارات الكهربائية، التى تتماشى مع التوجه العالمى نحو الطاقة النظيفة، يعزز هذا المشروع ليس فقط مكانة مصر الصناعية، ولكنه أيضاً يدعم البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.

والحقيقة التى يجب وضعها فى الاعتبار عند صياغة الرؤية الخاصة بإدارة القطاعات المختلفة ومن بينها القطاع الصناعى، هى توفير فرص العمل للشباب، حيث تحتاج مصر إلى مليون فرصة عمل سنويا لاستيعاب الخريجين، لذلك فإعادة تشغيل المصانع الوطنية فرصة ذهبية لخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. فمصانع السيارات، على سبيل المثال، تدعم سلاسل توريد طويلة تشمل قطاعات مثل المعادن، البلاستيك، الإلكترونيات، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى فرص العمل، يدعم تنشيط الصناعة المحلية الاقتصاد المحلى من خلال تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على المشاركة فى عمليات الإنتاج، مما يزيد من تدفق الأموال داخل السوق المصرى ويعزز النمو الاقتصادى مما يؤدى إلى تحسين الظروف المعيشية ودعم الاستقرار الاجتماعى.

فمن المؤكد أن الصناعة القوية تفتح آفاقاً واسعة أمام مصر لتصبح مركزاً إقليمياً للتصدير، متسلحة فى سبيل تحقيق هذا الهدف بعدد من المقومات من بينها الاستفادة من موقعها الجغرافى المميز واتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من الدول، فمصر تستطيع أن تكون بوابة للمنتجات الصناعية نحو الأسواق الإفريقية والعربية والأوروبية، فالصناعة الوطنية ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق مستقبل أفضل، يعكس طموحات المصريين ويعزز قدرتهم على بناء اقتصاد قوى ومستقل، فضلا عن هذا الاتجاه يساهم فى خفض الاعتماد الكبير على الواردات الذى يُعد من أبرز التحديات التى تواجه الاقتصاد المصرى، حيث يؤدى إلى استنزاف العملة الأجنبية وزيادة العجز التجارى، لذلك تقدم الصناعة الوطنية بديلاً مستداماً، يمكّن من إنتاج المنتجات محلياً بجودة وأسعار تنافسية.

وختاما.. الصناعة ليست مجرد أداة لتحقيق الأرباح، بل هى وسيلة لتحقيق السيادة الاقتصادية، فعندما تعتمد الدولة على منتجاتها المحلية، تكون أقل تأثراً بالتقلبات الاقتصادية العالمية. كما أن دعم الصناعة الوطنية يساهم فى تعزيز الهوية الوطنية، ويعطى المصريين شعوراً بالفخر بمنتجات بلدهم.

ويُعد إحياء شركة النصر للسيارات ليس مجرد مشروع صناعى، بل هو رمز لإعادة بناء مستقبل الاقتصاد المصرى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى الصناعة الوطنية القيادة السياسية الصناعات المحلية الصناعة الوطنیة الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

اجتماع في وزارة الاقتصاد والصناعة لمناقشة تحديات الصناعة السورية ‏وكيفية النهوض بها ‏

دمشق-سانا

ناقش وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار، مع عدد من ‏مديري المؤسسات والشركات والمعامل التابعة للوزارة، ‏ومديري المدن ‏الصناعية، ومديري الصناعة في المحافظات التحديات التي تواجه العمل ‏وسبل تجاوزها، ما يعزز من قدرات الصناعة الوطنية على تلبية ‏احتياجات السوق المحلية والمنافسة في الأسواق الخارجية.  ‏

وشدد الوزير الشعار خلال اجتماع اليوم في مبنى الوزارة على ضرورة ‏تجاوز كل العقبات، وإيجاد بيئة تشريعية مناسبة للاستثمار وتبسيط ‏الإجراءات، ومعالجة مكامن الفساد، والترهل، وإدارة الموارد بالشكل ‏الأمثل، للنهوض بالواقع الصناعي في سوريا.‏

وجرى خلال الاجتماع عرض للنظام الاستثماري الجديد الذي يتم العمل ‏عليه، والخاص بالمدن الصناعية في سوريا، ما يضمن الاستثمار الأمثل ‏لها، ويعود بالنفع على الصناعيين والوزارة بشكل عام.‏

وتحدث الحضور عن واقع المعامل والمنشآت الصناعية في سوريا ‏المتوقفة عن العمل، أو التي تعمل بطاقة منخفضة، كقطاع الغزل والنسيج ‏والصناعات الدوائية والكيميائية والغذائية والأسمدة والدهانات والبلديات ‏والأحذية نتيجة قلة اليد العاملة، والحاجة للتدريب والتأهيل والتحديث ‏بشكل دوري، وعن الخطط والمقترحات الكفيلة بمعالجة كل الثغرات، ‏والانطلاق بعجلة الإنتاج بشكل حقيقي ومثمر.‏

وناقشوا الجدوى الاقتصادية من وجود عدد من الشركات والمنشآت ‏المتعثرة، والديون المتراكمة عليها، ووجود آلات متهالكة، وعمالة فائضة، ‏واقترحوا إعفاء هذه الشركات من الديون لتخفيف الأعباء عنها، وتمكينها ‏من الانطلاق من جديد.‏

ولفت المجتمعون إلى التكاليف العالية لتحديث الآلات في الشركات ‏والمنشآت العاملة حالياً، والمنشآت المتوقفة عن العمل، وضرورة دراسة ‏وتحليل تلك التكاليف، وتجديد العقود مع الوزارات والجهات العامة.‏

كما تم استعراض واقع عمل هيئة المواصفات والمقاييس السورية، ‏إضافة إلى ضرورة تدريب الكوادر الفنية للارتقاء بعملها، لما لها من أهمية كبيرة ‏في توفير الحماية الصحية والبيئة والسلامة العامة للمواطنين.‏

وتناول الاجتماع عمل مركز الاختبارات والأبحاث الصناعية، وأعمال ‏إعادة الهيكلية الإدارية، وحصول المركز على الشهادة الخاصة بمتطلبات ‏نظام كفاءة مختبرات الفحص والمعايرة وفق المواصفة القياسية الدولية ‏ISO 17025‏، واعتماد المركز كجهة مانحة للشهادات، والاعتراف بها ‏دولياً، وأهمية العمل على تحديث المخابر في المركز، لضمان الجودة ‏بحسب المعايير والمواصفات المعتمدة.‏

وعن جانب التدريب والتأهيل في الوزارة، جرى استعراض واقع المنشآت ‏التعليمية التابعة لها، والمناهج المعتمدة فيها، وضرورة تغييرها وتحسين ‏التدريب فيها بما يتوافق مع متطلبات السوق، وتفعيل مراكز التدريب ‏المتوقفة عن العمل.‏

كما تم بحث الخطط التي يتم العمل عليها للمساهمة في حماية المنتج ‏الوطني، وتسويقه بشكل مناسب، ووضع معايير ومواصفات حقيقية ‏للمنتجات المستوردة.‏

وبخصوص عمل الهيئة العامة للمعادن الثمينة في سوريا وآلية عملها، تم ‏التركيز على ما يتعلق بضبط النظام المالي والرقابي على الأسواق ‏والمعادن الثمينة المعروضة فيها، وإتلاف غير المطابق منها للمواصفات، ‏وضبط آلية عمل الجمعيات والنقابات العاملة في هذا الشأن.‏

مقالات مشابهة

  • من بينها هيونداي.. 13 شركة عالمية تطمح لتصنيع السيارات بالجزائر
  • اجتماع في وزارة الاقتصاد والصناعة لمناقشة تحديات الصناعة السورية ‏وكيفية النهوض بها ‏
  • لتحديث 100 جرار.. «النقل» توقع 3 عقود تطوير للسكك الحديدية مع شركة أمريكية
  • تمديد عرض تمويل السيارات من "الوطنية للتمويل"
  • البستاني: لجنة الاقتصاد استمعت الى بوشكيان في موضوع شبهات وفساد في الصناعة
  • كامل الوزير: إنشاء مصانع لانتاج السيارات والأتوبيسات بالتعاون مع السويد
  • الشركة الوطنية للتمويل تمدد عرض تمويل السيارات الرمضاني مع مزايا استثنائية حتى نهاية شهر أبريل
  • وزير الصناعة يلتقي ممثلي 29 شركة فرنسية لبحث ضخ استثمارات في السوق المصري
  • أم درمان تشرع فى جمع السيارات لتسليمها أصحابها
  • "الوزير" يلتقي وزير الاقتصاد الفرنسي لبحث التعاون المشترك بالنقل والصناعة