لجريدة عمان:
2025-01-30@17:50:27 GMT

لا عدالة مطلقة

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

يخطئ كثير من الناس عندما يعتقدون أنه يمكن تحقيق عدالة مطلقة فـي أمر ما، حتى لو تحقق لذلك الأمر الكثير من معززات العدالة، كالقوانين والنظم الإدارية، والقيم الضابطة الأخرى، التي تحكم العلاقة بين طرفي المعادلة، ولذلك تأتي مجموعة من القيم التي يؤمن الناس بأهميتها فـي تسيير حياتهم اليومية، لتوجد نوعا من التوافق بين الأطراف - التوفـيق والمصالحة - لليقين الضمني أن لا عدالة مطلقة بين البشر، ففـي تطبيق الأحكام أيا كان نوعها (شرعي/ قانوني) لا بد أن يختزن النفوس شيئا من عدم الرضا، فالهاجس يذهب إلى أن هناك مطلبا نفسيا، وهو أن لهذه النفس حقًا لم يكتمل استرداده، مهما بذلت العدالة الكثير من التمحيص، والتأكد، وتفنيد الاستدلالات القانونية والشرعية، فهذه فطرة متأصلة فـي النفس فـ«رضا الناس غاية لا تدرك» ومن جوانب هذه الفطرة، أنها لا تقر بخطأ مرتكب، حتى ولو كان من غير قصد، ولا تقر بتقصير ما، وأثر ذلك على عدم الحصول على الحق الكامل، فـي تقدير كل نفس، ولذلك كنا نعيش هذه الانفعالات النفسية عندنا وعند غيرنا لما كنا فـي الوظيفة، وخاصة فـي مناسبة التقييم السنوي للموظف، والمكافأة المترتبة على ذلك بعد الحصول على النتائج، فالكل يرى أنه الأحق من الآخر، والكل يرى أنه أدى ما عليه من دور، والكل يرى أن مستويات التقييم التي أجريت غير منصفة، ولذلك كان الكل يتذمر، حتى ولو أعطي الموظف حرية تقييم نفسه بنفسه، فسيصل فـي نهاية الأمر أنه لم ينصف نفسه، لأنه أوقع نفسه بين طرفـين، أحدهما: صعوبة تقييم نفسه، والثاني: أن مسؤوله الأعلى حمله مسؤولية نفسه، حتى ينفذ المسؤول من مسؤوليته تجاه هذا الموظف أو ذاك، وسيظل فـي كلا الأمرين عتب ضمني، وهو عدم الرضا، وإن لم يصرح به الموظف.

وفـي محيط الأسرة الواحدة تكون المعركة محتدمة بين مختلف الأطراف (الأب، الأم، مجموع الأخوة والأخوات) حيث يعيش الوالدان امتحانا قاسيا، طوال اليوم، فجدلية العلاقة بين الأخوة والأخوات لن تنتهي، وكل فرد يصدر اتهامه إلى أحد قطبي الأسرة (الأب/ الأم) بأنه فضل فلان على فلانة، أو العكس، أو ظلم فلان وأنصف فلان، أو حابى فلانة، وتجاوز فلان/ فلانة، وتظل المعركة حامية الوطيس إلى أن يصل فلان وفلانة سنا مقدرا من النضج، يدركان من خلاله، أن مجموعة الاتهامات التي يصدرانها بصورة يومية إلى الأم والأب، فـي زمن ولَّى، فـيها الكثير من التجني، والتسرع، وعدم إدراك الكثير من الاعتبارات التي يأخذ بهما هذان المغلوب على أمرهما، وأقول المغلوب على أمرهما لمواقفهما المرتجلة طوال اليوم، لكي يقنعان هذا/هذه، ويلاطفان هذا/ هذه، فـي صورة محتدمة لا تتوقف إلا عندما تغلق مصابيح الإنارة، ويأوي كل فـي فراشة، حالما بيوم قادم، ربما، يكون أقل ضراوة واحتدام مما سبقه.

قد تكون هذه الصورة المحتدمة من التفاعلات النفسية بين مختلف الأطراف، أقل حدة فـي أحضان المجتمع، وأكثر هدوءا، ليس لقلة المتشاكسين فـيها، إطلاقا، ولكن، لاتساع دوائر العلاقات، بين مختلف الأطراف، ولعدم قدرة الحاضنة المركزية على تقصي مثالب مختلف الأطراف، لأن المجتمع عبارة عن دوائر محدودة بعدد أفرادها، وفوق ذلك أنها مغلقة، هي تتفاعل داخل محيطها وبقوة، ولكن خروج تفاعلها على اتساع رقعة ميدان المجتمع تكون فـي حالات نادرة، واستثنائية، وهنا تتصدى لها مؤسسات معنية: مراكز شرطة، ادعاء عام، محاكم، وقبل ذلك لجان التوفـيق والمصالحة، ومع وجود هذه المؤسسات التي قد تمتص من حالات التصادم بين أفراد المجتمع، إلا أن المحصلة النهائية، لا تزال الأنفس تشعر بأنها لم تستوف حقها الذي تأمله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مختلف الأطراف الکثیر من

إقرأ أيضاً:

عدالة السماء.. العثور على جثة حارق المصحف في السويد مصابا بطلق ناري

عدالة السماء.. بهذه الكلمات تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خبر العثور على جثة سلوان موميكا، العراقي الأصل، الذي حرق المصحف الشريف في السويد، مصابا بطلق ناري، داخل شقته في ستوكهولم.

صدام قوي بين معلول والأهلي .. هل يتجه التونسي إلى الغريم التقليدي الزمالك ؟هل يتعلق بارتفاع الأسعار؟.. تنظيم الاتصالات يكشف سر انتهاء باقة الإنترنت الشهرية بسرعةالعثور على جثة حارق المصحف

عثرت الشرطة السويدية على سلوان موميكا، الذي عرف بحرق نسخ المصحف مقتولًا بالرصاص داخل شقته في جنوب ستوكهولم، حيث أعلن التلفزيون الرسمي السويدي، عن مقتل موميكا، البالغ من العمر 38 عامًا، جراء إطلاق نار في شقة بمدينة سودرتاليا، في ستوكهولم، مساء أمس الأربعاء، فيما لم تصدر الشرطة السويدية بيانا رسميًا حتى الآن، بحسب ما نشره التلفزيون السويدي “SVT Nyheter”.

ونقلت وسائل إعلام سويدية، أن الحادث وقع في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، حيث تلقت الشرطة بلاغًا عن إطلاق نار داخل مبنى سكني بعد الساعة 11 مساءً.

وقال المتحدث باسم الشرطة، دانييل ويكدال، إن رجلًا في الأربعينيات من عمره نُقل إلى المستشفى مصابًا بطلق ناري، قبل أن يُعلن عن وفاته.

ونقل التلفزيون السويدي، عن مصادر لم يسمها، أن الضحية هو سلوان موميكا، الذي اشتهر بإحراق المصحف خلال احتجاجات أثارت جدلًا واسعًا في 2023، ما دفع جهاز الأمن السويدي "سابو" للمشاركة في التحقيقات نظرًا لحساسية القضية.

وتشير تقارير، إلى أن واقعة إطلاق النار ربما تم بثها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الشرطة لم تصدر أي تعليق رسمي حول صحة الأمر، ولا تزال السلطات تفرض طوقًا أمنيًا حول مسرح الجريمة، حيث تُجري فرق التحقيق عمليات بحث وتحليل مكثفة في الموقع.

يصل القاهرة خلال ساعات.. بن شرقي في الأهلي والصفقة شبه مكتملة.. التفاصيلتراجع كبير في الفراخ البيضاء.. كم سجلت أسعار الدواجن اليوم؟قاتل سلوان موميكا

كشفت الشرطة السويدية، عن احتجاز شخص لاستجوابه، لكنها لم تكشف عن أي تفاصيل بشأن ما إذا كان مشتبهًا به رئيسيًا في الحادثة.

واكتسب موميكا شهرة واسعة بعد إحراقه نسخًا من المصاحف خلال احتجاجات أثارت غضبًا عالميًا وأثرت على العلاقات الدبلوماسية السويدية، خاصة خلال مفاوضات انضمام البلاد إلى الناتو.

وكان من المقرر أن تصدر محكمة ستوكهولم، اليوم الخميس، حكمها في قضية اتهامه وشريكه سلوان نجم بالتحريض ضد مجموعة عرقية، بسبب تصريحات أدليا بها خلال تلك الاحتجاجات.

مذيعة احتلت الترند بالانفصام.. من هي آلاء عبد العزيز وهل تدعي مرضها؟من هو سلوان موميكا ؟

ولد سلوان موميكا في بلدة نينوي شمال العراق، واضطر إلى مغادرة العراق طالبًا اللجوء إلى السويد، بسبب صراع النفوذ مع مليشيا "بابليون" ريان الكلداني، إلى جانب اتهامات ودعاوى قضائية تتعلق بانتهاكات حقوقية، إضافة إلى مخالفات قانونية مختلفة.

وأثار موميكا الجدل في العراق من خلال مقولته "العراق ليس وطني ولن يكون كذلك فقط لأنني ولدت به بالصدفة، السويد ومجتمعها هو وطني وبكل فخر.

مقالات مشابهة

  • وزير قطري : نقف قلبًا وقالبًا مع عدالة القضية السورية
  • وزير الشؤون الخارجية القطري: نقف قلبا وقالبا مع عدالة القضية السورية
  • كوفاتش: يمكننا تحقيق الكثير في المستقبل مع دورتموند
  • عدالة السماء.. العثور على جثة حارق المصحف في السويد مصابا بطلق ناري
  • زوكربيرغ: هناك الكثير لنتعلمه من "ديب سيك"
  • محافظ دهوك: الحكومة الاتحادية لم تدعم الأندية الكوردستانية رغم الوعود الكثير
  • السفيرة الألمانية: لدينا تعاون كبير مع العراق في الكثير من المجالات
  • لا عدالة من دون محاسبة الميليشيات الطائفية
  • وزير الخارجية: تحملنا الكثير لوقف الحرب في غزة
  • اوحيدة: الأطراف المستفيدة في العاصمة طرابلس هي التي تعطل الانتخابات