لجريدة عمان:
2025-02-17@02:01:13 GMT

لا عدالة مطلقة

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

يخطئ كثير من الناس عندما يعتقدون أنه يمكن تحقيق عدالة مطلقة فـي أمر ما، حتى لو تحقق لذلك الأمر الكثير من معززات العدالة، كالقوانين والنظم الإدارية، والقيم الضابطة الأخرى، التي تحكم العلاقة بين طرفي المعادلة، ولذلك تأتي مجموعة من القيم التي يؤمن الناس بأهميتها فـي تسيير حياتهم اليومية، لتوجد نوعا من التوافق بين الأطراف - التوفـيق والمصالحة - لليقين الضمني أن لا عدالة مطلقة بين البشر، ففـي تطبيق الأحكام أيا كان نوعها (شرعي/ قانوني) لا بد أن يختزن النفوس شيئا من عدم الرضا، فالهاجس يذهب إلى أن هناك مطلبا نفسيا، وهو أن لهذه النفس حقًا لم يكتمل استرداده، مهما بذلت العدالة الكثير من التمحيص، والتأكد، وتفنيد الاستدلالات القانونية والشرعية، فهذه فطرة متأصلة فـي النفس فـ«رضا الناس غاية لا تدرك» ومن جوانب هذه الفطرة، أنها لا تقر بخطأ مرتكب، حتى ولو كان من غير قصد، ولا تقر بتقصير ما، وأثر ذلك على عدم الحصول على الحق الكامل، فـي تقدير كل نفس، ولذلك كنا نعيش هذه الانفعالات النفسية عندنا وعند غيرنا لما كنا فـي الوظيفة، وخاصة فـي مناسبة التقييم السنوي للموظف، والمكافأة المترتبة على ذلك بعد الحصول على النتائج، فالكل يرى أنه الأحق من الآخر، والكل يرى أنه أدى ما عليه من دور، والكل يرى أن مستويات التقييم التي أجريت غير منصفة، ولذلك كان الكل يتذمر، حتى ولو أعطي الموظف حرية تقييم نفسه بنفسه، فسيصل فـي نهاية الأمر أنه لم ينصف نفسه، لأنه أوقع نفسه بين طرفـين، أحدهما: صعوبة تقييم نفسه، والثاني: أن مسؤوله الأعلى حمله مسؤولية نفسه، حتى ينفذ المسؤول من مسؤوليته تجاه هذا الموظف أو ذاك، وسيظل فـي كلا الأمرين عتب ضمني، وهو عدم الرضا، وإن لم يصرح به الموظف.

وفـي محيط الأسرة الواحدة تكون المعركة محتدمة بين مختلف الأطراف (الأب، الأم، مجموع الأخوة والأخوات) حيث يعيش الوالدان امتحانا قاسيا، طوال اليوم، فجدلية العلاقة بين الأخوة والأخوات لن تنتهي، وكل فرد يصدر اتهامه إلى أحد قطبي الأسرة (الأب/ الأم) بأنه فضل فلان على فلانة، أو العكس، أو ظلم فلان وأنصف فلان، أو حابى فلانة، وتجاوز فلان/ فلانة، وتظل المعركة حامية الوطيس إلى أن يصل فلان وفلانة سنا مقدرا من النضج، يدركان من خلاله، أن مجموعة الاتهامات التي يصدرانها بصورة يومية إلى الأم والأب، فـي زمن ولَّى، فـيها الكثير من التجني، والتسرع، وعدم إدراك الكثير من الاعتبارات التي يأخذ بهما هذان المغلوب على أمرهما، وأقول المغلوب على أمرهما لمواقفهما المرتجلة طوال اليوم، لكي يقنعان هذا/هذه، ويلاطفان هذا/ هذه، فـي صورة محتدمة لا تتوقف إلا عندما تغلق مصابيح الإنارة، ويأوي كل فـي فراشة، حالما بيوم قادم، ربما، يكون أقل ضراوة واحتدام مما سبقه.

قد تكون هذه الصورة المحتدمة من التفاعلات النفسية بين مختلف الأطراف، أقل حدة فـي أحضان المجتمع، وأكثر هدوءا، ليس لقلة المتشاكسين فـيها، إطلاقا، ولكن، لاتساع دوائر العلاقات، بين مختلف الأطراف، ولعدم قدرة الحاضنة المركزية على تقصي مثالب مختلف الأطراف، لأن المجتمع عبارة عن دوائر محدودة بعدد أفرادها، وفوق ذلك أنها مغلقة، هي تتفاعل داخل محيطها وبقوة، ولكن خروج تفاعلها على اتساع رقعة ميدان المجتمع تكون فـي حالات نادرة، واستثنائية، وهنا تتصدى لها مؤسسات معنية: مراكز شرطة، ادعاء عام، محاكم، وقبل ذلك لجان التوفـيق والمصالحة، ومع وجود هذه المؤسسات التي قد تمتص من حالات التصادم بين أفراد المجتمع، إلا أن المحصلة النهائية، لا تزال الأنفس تشعر بأنها لم تستوف حقها الذي تأمله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مختلف الأطراف الکثیر من

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يحث على بدء حوار بين الأطراف المتحاربة في الكونغو

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال قمة للاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، على بدء حوار بين الأطراف المتحاربة في شرق الكونغو الديمقراطية.

يأتي ذلك بعد ساعات من دخول حركة 23 مارس المتمردة المدعومة من رواندا إلى الضواحي الشمالية في مدينة بوكافو شرق البلاد.

وقال غوتيريش أمام الحضور، وسط المخاوف من أن يتحول القتال إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً، "لا يوجد حل عسكري. يجب أن تنتهي الأزمة، ويجب أن يبدأ الحوار".

Follow the African Peer Review Forum of Heads of State and Government live https://t.co/ryiE37P7Xs

— African Union (@_AfricanUnion) February 14, 2025

وكان المتمردون يتقدمون جنوباً نحو بوكافو، ثاني أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منذ استيلائهم على جوما، أكبر مدن البلاد، في نهاية الشهر الماضي.

وحث زعماء التكتلين الإقليميين في شرق وجنوب أفريقيا الأسبوع الماضي جميع الأطراف على إجراء محادثات مباشرة، لكن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي رفض مراراً والتحدث مباشرة مع حركة 23 مارس وألغى ظهوره في قمة الاتحاد الأفريقي وأرسل رئيس الوزراء لتمثيل الكونغو.

وعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي اجتماعاً مغلقاً في وقت متأخر، الجمعة، لمناقشة الأزمة. وتنفي كيغالي دعم حركة 23 مارس، وكتب الرئيس بول كاغامي على فيس بوك في وقت مبكر، السبت، يقول إنه أبلغ الاجتماع أن "رواندا ليس لها علاقة بمشاكل الكونغو".

وحذرت الولايات المتحدة من أنها قد تفرض عقوبات على مسؤولين روانديين وكونجوليين. وحث البرلمان الأوروبي، الخميس، الاتحاد الأوروبي على تجميد الدعم المباشر لميزانية رواندا.

رئيس غانا: تجميد المساعدات سيكون له "رد فعل عكسي" على أمريكا - موقع 24قال رئيس غانا جون ماهاما، إن قرار الولايات المتحدة بتجميد المساعدات الدولية من المرجح أن يكون له "رد فعل عكسي" على أكبر اقتصاد في العالم.

وذكر الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، أنه يبحث استخدام كل الوسائل المتاحة لحماية الكونغو.

وقال أنور العوني المتحدث باسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي على منصة إكس إنه "قلق حيال الأنباء التي تفيد بسيطرة قوات حركة 23 مارس المدعومة من رواندا على مطار كافومو ودخولها إلى بوكافو، متجاهلة النداءات الدولية لوقف إطلاق النار".

وأضاف "الانتهاك المستمر لسلامة أراضي الكونغو الديمقراطية لن يمر دون رد".

مقالات مشابهة

  • حماس تكشف عن موقفها المفاجئ بشأن حكم غزة: تصريحات تثير الكثير من التساؤلات
  • قلق أوروبي من تقديم أمريكا الكثير من التنازلات لروسيا.. ومظاهرات خلال مؤتمر ميونخ
  • وزير الزراعة الإيطالي : مصر صاحبة حضارة عظيمة قدمت للعالم الكثير
  • وزير الزراعة الإيطالي: مصر صاحبة حضارة عظيمة قدمت للعالم الكثير
  • تكنوقراط ليبيا يستنكر رفض بعض الأطراف التوقيع على ميثاق المصالحة
  • الصغير: “ميثاق السلم والمصالحة” هراء ليس له آخر
  • غروندبرغ يُعرب عن قلقه من تصاعد العمليات العسكرية في اليمن
  • غوتيريش يحث على بدء حوار بين الأطراف المتحاربة في الكونغو
  • وحدة الأوزون: مصر حصلت على منح من الصندوق متعدد الأطراف
  • الخارجية النيابية تعلّق على تحركات السوداني الدولية: تجذب الكثير من المنافع