ابراهيم عثمان: كلام عن الانحطاط
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
( ما حنقيف مع حاجة بموتو فيها الناس، ما حنقيف مع حاجة بيُنهَبوا فيها الناس، ما حنقيف مع حاجة بيُغتصَبوا فيها الناس، ما حنقيف مع حاجة تؤدي لتدمير الدولة، الناس البشككوا في مواقفنا ديل لأنو موقفهم الأخلاقي منحط حقيقةً، الموقف البطبل للحرب، ودايرين الحرب تستمر، لأنو دا بيتحمل مسؤولية الدماء البتسيل دي زيو وزي الأطراف المتحاربة ) – خالد عمر يوسف
▪️ يتذاكى خالد عمر ويستخدم صيغة المبني للمجهول ( يُنهَبوا، يُغتصَبوا ) لكي يخفي الحقيقة وهي أن ( الحرب على المدنيين ) هي مسؤولية المتمردين .
▪️ ويتذاكى حين يحاول تصوير الغضب الحقيقي والوقوف ضد الطرف الذي يقوم بهذه الحرب على المدنيين، والمطالبة بإيقاف حربه (سلماً ) بتنفيذ “إعلان جدة” أو حرباً إذا تعذر ذلك سلماً، يحاول تصوير هذا وكأنه وقوف مع الحرب على المدنيين !
▪️ ويتذاكى ويكذب في تصوير ما طُلِب منهم وكأنهم قد دُعوا إلى الوقوف مع الحرب على المدنيين لا ضدها !
▪️والمفارقة أن حصيلة هذا التذاكي هي أنه يبرئ المتمردين من ( الموقف الأخلاقي المنحط ) الذي يتحدث عنه، فالمتمردون كما يعلم الجميع لا يشككون في مواقفه، وهذا التوصيف قد خصصه للمشككين، فضلاً عن أنه منذ بداية الحرب لم يستخدم هذه الكلمة، ولا أي كلمة قريبة منها، في وصف المتمردين ومواقفهم وجرائمهم !
لننظر فيما طُلِب من خالد ومن معه وسنرى إن كان هو دعوة لتبني “مواقف منحطة” أم العكس :
▪️ طُلِب منهم ألا يخفضوا ما يقوم به المتمردون في الأحياء والمنازل والمرافق المدنية من كونه ( حرب متعمدة على المدنيبن ) إلى مجرد جرائم عرضية ناتجة عن الحرب يكتفون إزاء بعضها بالإدانات الباهتة .
▪️ طُلِب منهم تثبيت حقيقة أن تواجد المتمردين في الأحياء والمنازل والمرافق يُصنَّف كجريمة “استخدام المدنيين دروعاً بشرية”، وهي الجريمة التي لا يتحدثون عنها في بياناتهم، ولا في تصريحاتهم .
▪️ طُلِب منهم ترك التغطية على الكثير من الجرائم التي تحدث في هذه الحرب على المدنيين مثل جرائم الخطف، والإخفاء القسري والتعذيب، واستخدام المخطوفين كدروع، وجرائم التخريب المتعمد للمتشآت، وتشغيل معتادي الإجرام في عمليات النهب والتخريب .. إلخ
▪️ طُلب منهم استثناء “الحرب على المدنيين” عما يتحدثون عنه من موقف محايد، فالحرب على المدنيين تتعارض مع الدين والأخلال والقانون الدولي الإنساني، وبالتالي تتعارض مع فكرة الحياد، وتستحق أن يُشدَّد على وقفها فوراً .
▪️ طُلِب منهم دعم موقف الجيش الذي يشترط، لاستمرار التفاوض، خروج المتمردين من المنازل والمرافق ( سلمياً ) كما تم الاتفاق في “إعلان جدة” .
▪️طُلِب منهم إدانة المتعاونين مع المتمردين في حربهم على المدنيين في عمليات التجسس عليهم والخطف والنهب والتخريب والتعذيب، إن عزت عليهم إدانتهم في تعاونهم معهم ضد الجيش مثل التجسس وتهريب السلاح والوقود .. إلخ.
▪️طُلِب منهم إدانة الاستعانة بالمرتزقة الأجانب في الحرب على المدنيين واحتلال المنازل والمرافق والتخريب والنهب وتهريب المنهوبات إلى خارج البلاد .
▪️طُلِب منهم اتساق المواقف فما داموا يصنفون سعي الجيش لإخراج المتمردين من المنازل والمرافق بالقوة كجريمة حرب بل كأكبر جريمة ينسبونها إلى الجيش، يجب أن يكونوا أحرص الناس على خروج المتمردين سلمياً بتنفيذ ما التزموا به في إعلان جدة، وأن يكونوا أصحاب أعلى الأصوات في إدانة عدم التنفيذ .
▪️ طُلب منهم التخلي عن موقفهم الحالي الذي يجعلهم لا يشددون على إيقاف الحرب على المدنيين ( سلمياً ) بتنفيذ إعلان جدة، ولا يقبلون بإيقافها ( بالقوة )، وهذا لا يعني شيئاً سوى السعي لإنجاح خططهم للتدرع بالمدنيين، وتمويل حربهم من عمليات نهبهم، واستخدامهم ككرت تفاوضي .
▪️ طُلِب منهم ألا يشجعوا المتمردين على التمسك بالمنازل والمرافق، فالقيادية في قحت آمنة أحمد المكي، كتبت بعد أكثر من شهرين من توقيع “إعلان جدة” مؤيدة لتمسكهم بها، ورهنت الإخلاء بـ ( التوصل لاتفاق مُلزم ) !
▪️باختصار طُلِب منهم الوقوف بقوة ضد ( الحرب على المدنيين ) لأن مواقفهم المعلنة تؤهلهم للاتهام بأنهم ( مع الحرب ) في شقها الأكثر تأثيراً على المدنيين .
دعكم من المحاضرات الأخلاقية اتركوا الحياد على الأقل في الجزء الخاص بالحرب على المدنيين وطالِبوا، مع الجيش والمواطنين والقوى السياسية، بإيقافها فوراً، كما جاء في إعلان جدة، إن لم يكن لشيء ذي صلة بالمبادئ والأخلاق، فلأن هذا سيساعد على استئناف التفاوض الذي تراهنون عليه لتحقيق أهدافكم وأهداف حليفكم الخاصة .
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحرب على المدنیین إعلان جدة ط ل ب منهم ط ل ب من
إقرأ أيضاً:
اشتعال شرق الكونغو الديمقراطية.. الأمم المتحدة تطالب "إم23" بوقف التقدم إلى جوما.. فرار عشرات الآلاف من السكان.. ورواندا متورطة في دعم المتمردين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه إزاء تقدم جماعة المتمردين إم23 نحو مدينة جوما أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في تمرد متجدد أدى إلى نزوح أكثر من 178 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين.
وفي بيان، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن تقدم إم23 كان له ثمن مدمر على السكان المدنيين وزاد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ودعا الأمين العام إم23 إلى وقف هجومها على الفور، بحسب ما أوردته صحيفة الجارديان البريطانية.
كانت إم23 تتقدم بسرعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأسابيع القليلة الماضية، وتحيط بمدينة جوما بينما تقاتل الجيش الكونغولي وتحاول الاستيلاء على المدينة، عاصمة إقليم شمال كيفو.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، استولى المتمردون على بلدات مينوفا وكاتالي وماسيسي.
وفي يوم الثلاثاء، سيطروا على بلدة مينوفا، وهي مركز تجاري حيوي لجوما على بعد حوالي 30 ميلًا من المدينة وبعد يومين، استولوا على بلدة ساكي، على بعد حوالي 15 ميلًا من جوما.
تسبب التقدم في حالة من الذعر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سُمع دوي انفجارات القنابل في ضواحي جوما وتم نقل مئات المدنيين الجرحى إلى المستشفى الرئيسي من منطقة القتال يوم الخميس.
ووصل آلاف النازحين إلى ضواحي جوما أثناء فرارهم من تقدم المتمردين.
انقضت طائرات الهليكوبتر الكونغولية المسلحة على ارتفاع منخفض فوق السهول لإطلاق وابل من الصواريخ، وتوجهت القوات إلى خط المواجهة لوقف المتمردين.
مرت شاحنات محملة بالجنود والمدافع، تليها دبابة سوفييتية قديمة متعثرة.
فر العديد من سكان ساكي من تقدم حركة إم23.
وفر الآلاف من الناس من القتال بالقوارب يوم الأربعاء، وشقوا طريقهم شمالًا عبر بحيرة كيفو وخرجوا من قوارب خشبية مكتظة في جوما، وبعضهم يحمل حزمًا من أمتعتهم على رؤوسهم.
قالت نيما ماتوندو إنها فرت من ساكي أثناء الليل، عندما بدأت الانفجارات الأولى.
وروت كيف رأت الناس من حولها ممزقين إلى أشلاء ومقتولين. وقالت ماتوندو: "لقد هربنا، ولكن للأسف لم يتمكن آخرون من ذلك".
كانت مريم ناسيبو، التي فرت من ساكي مع أطفالها الثلاثة، تبكي - فقد أحد أطفالها ساقه، بعد أن قصفته المدفعية.
وقالت: "بينما واصلت الفرار، سقطت قنبلة أخرى أمامي، وأصابت طفلي".
فرار السكان من جومالقد خلق القتال المستمر منذ عقود بين الجيوش الإقليمية والمتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث قُتل حوالي 6 ملايين شخص منذ عام 1998 ونزح أكثر من 7 ملايين داخليًا.
وقال دلفين نتانيوما، الباحث الزائر في دراسات السلام والصراع في جامعة ليدز، إن القتال حول جوما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني. وأضاف: "السكان المحليون عالقون في تبادل إطلاق النار لا يوجد مكان آمن للفرار".
إن حركة إم 23، التي تتألف من التوتسي الذين تركوا الجيش الكونغولي منذ أكثر من عشر سنوات، هي واحدة من أكثر من مائة جماعة مسلحة تقاتل ضد القوات الكونغولية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن.
ويبلغ عدد مقاتلي الجماعة أكثر من 8000 مقاتل، وفقًا للأمم المتحدة.
وتسيطر الجماعة على منطقة روبايا، وهي منطقة تعدين الكولتان الرئيسية التي تدر عليها 800 ألف دولار أمريكي (644800 جنيه إسترليني) شهريًا كضرائب لإنتاج وتجارة المعدن، وفقًا للأمم المتحدة.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة والأمم المتحدة رواندا المجاورة بدعم حركة إم 23.
وكانت حكومة رواندا قد نفت ذلك لفترة طويلة، لكنها قالت العام الماضي إنها تحتفظ بقوات وأنظمة صواريخ في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لحماية أمنها، مشيرة إلى حشد القوات الكونغولية بالقرب من الحدود.
وفي يوليو، قال خبراء الأمم المتحدة في تقرير إن ما بين 3000 إلى 4000 من قوات الحكومة الرواندية تعمل مع حركة إم 23 في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال الخبراء إن "السيطرة الفعلية للقوات الرواندية وتوجيهها لعمليات حركة إم23 تجعل رواندا مسؤولة عن تصرفات حركة إم23".
استولت حركة إم23 على جوما لمدة 10 أيام في عام 2012 لكنها انسحبت بعد أن أوقف المانحون الدوليون المساعدات لرواندا بسبب دعمها للجماعة المتمردة.
دعا جوتيريش الأطراف المشاركة في الصراع إلى احترام سيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها و"وضع حد لجميع أشكال الدعم للجماعات المسلحة، سواء الكونغولية أو الأجنبية".