صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-02@14:04:59 GMT

ما بعد الفيتو الروسي 

تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT

ما بعد الفيتو الروسي 

 

ما بعد الفيتو الروسي 

ياسر عرمان 

 

أُشبع الفيتو الروسي تحليلاً وتخميناً بمعلومات صحيحة من مظانها الحقيقية وأخرى خاطئة عن قصد أو دونه من مختصين ومطلعين وأخرين قافزين بالزانة أو بالشباك، ليس لدي ما أضيفه ونحن نتعامل مع العلاقات الإقليمية والدولية في أخطر فترة يواجهها المجتمع والدولة السودانية الحديثة منذ نشأتها.

يجب ان نكون حذرين وصبورين في التعامل مع جيراننا الاقربين وفضائنا الحيوي وامتداداتنا في الجغرافيا السياسية والمصالح المتقاطعة سيما في البحر الاحمر والقرن الأفريقي وحزام الساحل الذي تشهد بعض بلدانه انهيار الدولة الوطنية مثلنا والاطماع في الموارد وغياب النواة الصلبة التي توحد التنوع وضبابية الرؤية وعدم وحدة القيادة.

الوطنيون حقاً يخشون على بلادنا من ثلاثة مصاير أولها اطالة امد الحرب وثانيها تقسيم شعبنا وارضنا وثالثهم الشيطان عودة النظام القديم في دولة هشة، وبحكم مشاركتي في قضايا الحرب والسلام وامتداداتها في العلاقات الاقليمية والدولية كتبت أكثر من عشرة مقالات في هذه القضية منذ بداية الحرب في محاولة للمساهمة في الحوار الهام بين قوى الثورة والتغيير حول كيفية الوصول إلى اطار متكامل وحزمة منسجمة لوقف وانهاء الحرب تضع الإغاثة قبل السياسية والحقوق الطبيعية قبل السياسية وتجعل من مخاطبة الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين مدخلاً للعملية السياسية التي يجب ان تقوم في فضاء مفتوح قائم على حماية المدنيين ومشاركتهم وان تكون ذات مصداقية لا ان تقوم على الحلول التجارية السريعة القائمة على الربح والخسارة وغير المستندة على المبادئ والمؤقتة والهشة.

شهد الشهر الأخير بداية جديدة وصحيحة في أوساط القوى المدنية في التركيز على قضية حماية المدنيين ومخاطبة الكارثة الانسانية قبل الدخل في اي عملية سياسية لا توفر الامن والطعام والسكن والعلاج واتساع الفضاء المدني قبل الدخول في حوار يرقص على ساق قسمة السلطة.

 

ما بعد الفيتو الروسي

 

أصدر مجلس الأمن قرارين حول السودان ورغم انقسام المجلس فان الخمسة الكبار سمحوا بتمرير القرارين في شهري مارس ويونيو (٢٧٢٤- ٢٧٣٦)، عجز القرارين ناجم عن عدم توفر الآليات لتطبيقهم وعدم وجود بعثة سلام للفصل بين القوات والتحقق وصدروهما خارج الفصل السابع، ورغم ان الكارثة الإنسانية والنزوح واللجوء وجرائم الحرب في بلادنا هي الأكبر على مستوى العالم لكن يتهرب المجتمعين الاقليمي والدولي من التزاماتهم في ظل انقسامات حادة وقضايا أخرى تستأثر باهتماهم سيما أوكرانيا وغزة.

 

الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين مدخل لوحدة قوى الثورة والعملية السياسية:

 

الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين تشكلان الحد الادني لوحدة قوى الثورة وأساس الحقوق الطبيعية في الحياة والإقامة، وفي نفس الوقت تشكلان المدخل الصحيح للعملية السياسية القائمة على حق الشعب في حقوقه الطبيعية قبل السياسية وهي تحرج المجتمعين الأقليمي والدولي وتذكرهما بالتزاماتهم المنصوص عليها في المواثيق الاقليمية والدولية والقانون الإنساني والدولي.

 

مجلسي الامن الأفريقي والدولي يوفران الإجماع:

 

في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الامن الدولي علينا العمل مع اعضاء مجلس الامن الأفريقي وتصعيد خطابنا حول الكارثة الانسانية وحماية المدنيين في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ حتى يخرج مجلس الأمن والسلم الأفريقي بخارطة طريق ستجد القبول والإجماع في مجلس الامن الدولي كما جرت العادة في ظل الانقسام الحالي، بل يجب الدعوة لاجتماع في مقر الاتحاد الأفريقي بين مجلسي الامن الأفريقي والدولي كما تم من قبل وبعد اتفاق نيفاشا وقد عقد مجلس الامن الدولي اجتماع في نيروبي قبل الاتفاق وزيارة للخرطوم بعد الاتفاق ومن الضروري مشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.

 

المناطق الأمنة ام نزع السلاح؟ تقليص الفضاء المدني أم العسكري؟

 

مفهوم المناطق الامنة للمدنيين علينا طرحه في اطار توسيع الفضاء المدني وتقليص الفضاء العسكري وحق المدنيين في نزع السلاح من اماكن تواجدهم لا عبر تحديد مناطق معزولة تقلص الفضاء المدني وتوسع الفضاء العسكري ويجب ان يتم ذلك بتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يعطي المدنيين حرية الحركة ويطالب العسكريين بالخروج من المناطق المدنية حتى تكون آمنة، الأمن يعني انسحاب العسكريين وحصر تواجدهم وليس العكس، وفي اي ترتيبات مقبلة لوقف العدائيات او اطلاق النار سيطالب العسكريين بالرجوع لأماكنهم قبل الحرب برقابة وتحقق من بعثة السلام وهذا لن يتوفر إلا باتفاق الطرفين أو تطبيق الفصل السابع وفي الوضع الدولي الحالي وعدم الاهتمام بالسودان الحل هو في تصعيد الضغوط الداخلية والاقليمية والدولية معاً.

ولنا عودة.

الحقوق الطبيعية قبل السياسية

الإغاثة قبل السياسية

الثورة أبقى من الحرب

والنصر للجماهير

 

٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤

الوسومالفيتو روسيا مجلس الأمن الدولي ياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الفيتو روسيا مجلس الأمن الدولي ياسر عرمان

إقرأ أيضاً:

مجلس صحار الثقافي يُثري المشاركات العُمانبة في مهرجان الحرفة الدولي بالسعودية

 

الرياض- الرؤية  

يشارك وفد عُماني برئاسة صالح بن سعيد بن صالح الحمداني رئيس مجلس صحار الثقافي في فعاليات مهرجان الحرفة الدولي الذي انطلق عصر الخميس بمحافظة الزلفي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.

ويزخر المهرجان بروح التراث الأصيل ويجمع بين عراقة الماضي وإشراقات الحاضر وسط حضور رسمي وشعبي كثير ومشاركة واسعة من مختلف دول الخليج. ومهرجان الحرف الدولي بالزلفى تظاهرة ثقافية خليجية تحتفي بالثقافة والادب والتراث والأصالة بمشاركة عُمانية لافتة.

ورعى افتتاح المهرجان سعادة صالح بن سيف الرافع محافظ الزلفي وبإشراف الغرفة التجارية بالزلفي وبالتعاون مع جمعية التراث والوثائق والحرف. ويستمر المهرجان خلال الفترة من 1 إلى 9 مايو 2025م ليشكل منصة فريدة للاحتفاء بالثقافة والادب وبالحرف التقليدية والتقاليد الثقافية المتنوعة التي تزخر بها دول الخليج والمنطقة العربية. 

ويسعى المهرجان إلى إبراز الثراء الثقافي والحرفي بروح عصرية تجذب الأجيال الجديدة وتحافظ في ذات الوقت على الهوية والتراث.
وحظيت فعاليات المهرجان منذ انطلاقها بتفاعل لافت من الحضور الذين تنوعت اهتماماتهم الثقافية والادبية من خلال والمحاضرات والفنون الشعبية والمشغولات اليدوية والمعارض الفنية، إذ أقيمت أجنحة تمثل الدول المشاركة إلى جانب ورش عمل تفاعلية وأمسيات أدبية وفنية تُثري المشهد الثقافي وتعزز من التواصل بين الجمهور والموروث الشعبي.
ويُسلط جناح مجلس صحار الثقافي الضوء على عمق الثقافة والأدب والتراث العُماني في مشاركة متنوعة متميزة تؤكد الحضور العُماني الفاعل في المحافل الخليجية والدولية.  ويضم الجناح سلسلة من الأنشطة التي تجذب أنظار الزوار حيث سيقدم عروضًا للفنون الشعبية العمانية مثل فن الرزحة والعازي، الذي يقوده الشاعر هزاع الشبلي بمشاركة نخبة من الشعراء، إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية، وركن للأدب العُماني، وآخر للصور الفوتوغرافية التي تجسد ملامح التاريخ والطبيعة في سلطنة عُمان.
كما ستبدع العضوات الحرفيات المشاركات من مجلس صحار الثقافي في عرض مهاراتهن في الصناعات التقليدية مثل السعفيات والفخار والنسيج وصياغة الفضة، حيث أتيحت للزوار فرصة التعرف عن كثب على أدوات وتقنيات هذه الحرف الأصيلة، ولم تغب الضيافة العُمانية عن المشهد إذ خُصّص ركن لتقديم الحلوى العُمانية والقهوة العربية مما أضفى طابعًا من الحفاوة على الجناح.
وشارك متحف الحمراء للنقود العُمانية بجناح خاص يستعرض تاريخ العملة في عُمان، بينما نشر مصنع الحوجري للّبان عبير اللبان العُماني الأصيل في أرجاء المهرجان ليمنح الزوار تجربة عطرية فريدة.
وأكد القائمون على جناح مجلس صحار الثقافي أن المشاركة جاءت تجسيدًا لرؤية المجلس في مد جسور التواصل الثقافي بين سلطنة عُمان وشقيقاتها من دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمعها لاسيما مع المملكة العربية السعودية.
وأشاروا إلى أن المشاركة تهدف أيضًا إلى تبادل الخبرات والمعارف مع الوفود الخليجية المشاركة بما يسهم في تطوير الفكر الثقافي والأدبي والحرف التقليدية وتحديثها عبر تبادل الأفكار والابتكارات بين الحرفيين والمثقفين.

ويأتي حضور مجلس صحار الثقافي في مهرجان الحرف الدولي ضمن سلسلة من المشاركات الخارجية التي دأب المجلس على المشاركة فيها حيث سبق أن شارك في مهرجان جرش بالأردن ثلاث مرات متتالية، كما سجل حضورًا فاعلًا في فعاليات يوم التأسيس بالمملكة العربية السعودية عام 2024 إضافة إلى مشاركته في احتفالات الكويت الوطنية في ذات العام.

ويُولي المجلس هذه المشاركات أهمية كبيرة في إطار سياسته الرامية إلى تمثيل سلطنة عُمان ثقافيًا في المحافل الإقليمية والدولية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب بما يتسق مع الرؤية الوطنية لتعزيز الحضور العُماني عالميًا.

وأكد أعضاء المجلس أن هذه المشاركة تأتي ضمن خطة طموحة للعام 2025م تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والورش والمعارض بالشراكة مع مؤسسات ثقافية خليجية وعربيةبهدف نشر الثقافة العُمانية وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها.
ويمثل مهرجان الحرف الدولي بالزلفي محطة مهمة في خارطة الفعاليات الخليجية، لما يحمله من رسائل نبيلة حول صون التراث وإحياء الحرف التقليدية، ولما يتيحه من فرص لتعزيز العلاقات الإنسانية وتبادل الثقافات بين الشعوب.
ودعا مجلس صحار الثقافي زوار المهرجان إلى زيارة  الجناح العُماني للاستمتاع بتجربة ثقافية متكاملة تبرز ثراء الحرف والفنون والأدب العُماني بما يعكس روح التسامح والحوار التي تشكل جوهر الثقافة العُمانية.

مقالات مشابهة

  • مجلس منع الاحتكار ينضم لمنتدى المنافسة الأفريقي  
  • مجلس صحار الثقافي يُثري المشاركات العُمانبة في مهرجان الحرفة الدولي بالسعودية
  • ولد الرشيد يجري مباحثات مع رئيس الإتحاد البرلماني الأفريقي
  • السوداني والمشهداني يؤكدان على تحقيق تطلعات أحزاب العملية السياسية
  • عضو الرئاسي اليمني “العليمي”: الشراكة السياسية طريقنا للأمن وإسقاط المشروع الإيراني
  • سابقة.. مجلس المستشارين يعقد ندوة وطنية حول الصحراء تجمع زعماء الأحزاب السياسية
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • نفّذ عمليّات نشل.. وقوى الامن في المرصاد
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)
  • عاجل | حماس: استمرار حكومة الاحتلال في استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة يمثل استخفافا بالمجتمع الدولي