مع تزايد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعيا إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.
واقترحت دار نشر "هاربر كولينز" الأميركية الكبرى أخيرا على بعض مؤلفيها عقدا مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.


في رسالة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار أميركي لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي "ال ال ام" لمدة ثلاث سنوات.
ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، ينبغي تغذيتها بكمية متزايدة من البيانات.
بعد التواصل مع دار النشر، أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وتشير إلى أنّ "هاربر كولينز أبرمت عقدا مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها".
وتوضح دار النشر أيضا أنّ العقد "ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر".
- مواد جديدة
ومع أنّ "هاربر كولينز" هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقودا من هذا النوع، لكنّها ليست الأولى. فدار "ويلي" الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة "محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب"، مقابل 23 مليون دولار، على ما قالت في مارس عند عرض نتائجها المالية.
يسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الانترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.
ترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى "هاغينغ فايس"، وهي منصة فرنسية أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالا. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.
وتقول "ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة".
يقول جوليان شوراكي المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي "نبدأ من مكان بعيد جدا"، مضيفا "إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حوارا ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن في ما يخص استخدام البيانات كمصدر، والتي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ".
في ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضا في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة "اوبن ايه آي" مبتكرة برنامج "تشات جي بي تي" بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع "اوبن ايه آي".
وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها دفع أموال، خصوصا مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.
وأشارت الصحافة الأميركية أخيرا إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى.
يقول جوليان شوراكي "يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات".

أخبار ذات صلة طحنون بن زايد يبحث مع بيل غيتس دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة أكاديمية CNN أبوظبي تستضيف بيل غيتس لإلقاء محاضرة عن الذكاء الاصطناعي المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي دور النشر المكتبات الذکاء الاصطناعی التولیدی

إقرأ أيضاً:

محمد رمضان يسأل الذكاء الاصطناعي: “مين نمبر وان؟”

نشر الفنان محمد رمضان عبر حسابه الرسمي على إنستجرام مقطع فيديو طريفًا، ظهر فيه وهو يطرح سؤالًا على تطبيق الذكاء الاصطناعي، قائلاً: “مين نمبر وان في الوطن العربي في الموسيقى والتمثيل؟”.

وكما توقع، جاء الرد: “محمد رمضان بلا منازع هو رقم واحد في مصر والوطن العربي سواء في الموسيقى أو التمثيل، هو رمز للنجاح والتأثير الكبير”.

وعلّق محمد رمضان على الإجابة بروح الدعابة التي اعتاد عليها جمهوره، قائلاً: “أنتِ تقدري تقولي غير كده ولا إيه؟”، مما أثار تفاعلًا كبيرًا من متابعيه الذين أشادوا بخفة ظله وثقته.

يُذكر أن محمد رمضان دائمًا ما يُحدث تفاعلاً واسعًا من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها، مؤكدًا حضوره القوي ومكانته المميزة في عالم الفن العربي.


 

View this post on Instagram

A post shared by Mohamed Ramadan (@mohamedramadanws)

وكان قد شارك الفنان محمد رمضان مقطع فيديو أثناء حديثه مع جمهوره الفائزين في مسابقة المليون جنيه، لحظة تسليمهم الجوائز في مكتبه عبر مكالمة فيديو، وذلك بسبب غيابه لانشغاله بحفله في باريس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال رمضان خلال مكالمته مع الجمهور: إن شاء الله تتكرر واكلمكم تاني وأنا في مصر أنتوا أصحاب فضل كبير بعد ربنا أنتوا اللي صنعتوا محمد رمضان وغيره لازم تفهموا قميتكم انتوا حبايبي وعيلتي الكبيرة اللي هما جمهوري ويارب أكون عند حسن ظنكم.

أعلن الفنان محمد رمضان عن أسماء الفائزين في المسابقة التي أطلقها مؤخرًا، خلال بث مباشر عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يسأل الذكاء الاصطناعي: “مين نمبر وان؟”
  • برنامج تدريبي حول "تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير الذات" في الداخلية
  • خلال ساعات.. الصين تكشف عن اختراع مذهل وتبهر العالم وتهز عرش التكنولوجيا الأميركية وتسقط أسهم الذكاء الاصطناعي
  • هزت شركات التكنولوجيا العملاقة..هجوم إلكتروني واسع على ديب سيك للذكاء الاصطناعي
  • معوقات تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين
  • التشريعات وحدها لا تكفي.. معرض الكتاب يناقش "مكافحة القرصنة وإنقاذ حقوق النشر"
  • بينها إنفيديا وغوغل ومايكروسوفت.. الذكاء الصناعي الصيني يهوي بأسهم شركات التكنولوجيا العملاقة
  • الصين تدخل على خط الذكاء الاصطناعي وتكبد شركات كبرى خسائر.. هذا ما نعرفه
  • تحليل البيانات التعليمية بالذكاء الاصطناعي
  • ندوة وتجارب دولية بمعرض القاهرة للكتاب: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل صناعة النشر