حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حافظه
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن حفظ القرآن واجبٌ كفائيّ على أهل كل بلدة ليظل القرآن الكريم محفوظًا بينهم، وهو واجب عيني على كل فرد فيما يتأدى به فرض الصلاة، ومن المقرر أن "الوسائل لها أحكام المقاصد"؛ فإذا تعينت وسيلةٌ ما لأداءِ واجبٍ ما فهي واجبةٌ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإذا ضاق الأمر اتسع.
أضافت دار الإفتاء، أن من مقاصد الشرع تيسير حفظ القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17]، قال الإمام الرازي في "تفسيره": [فيه وجوه؛ الأول: للحفظ، فيمكن حفظه ويسهل، ولم يكن شيء من كتب الله تعالى يُحفظ على ظهر القلب غير القرآن، وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ أي: هل مَن يحفظ؟]، وقال الإمام القرطبي في "تفسيره": [أي: سهَّلناه للحفظ وأعنَّا عليه مَن أراد حفظه، فهل مِن طالبٍ لحفظه فيعان عليه؟.. وقال سعيد بن جبير: ليس مِن كُتُبِ الله كتابٌ يُقرَأُ كلُّه ظاهرًا إلا القرآن].
أوضحت الإفتاء، أن ما يسر الله تعالى حفظَه إلا واقتضى ذلك تيسير الوسائل لدرك هذه الغاية الشريفة، والمسلمون مكلَّفون بما في وسعهم وطاقتهم، ولم يحمِّلهم الشرع إلَّا على قدر ما آتاهم الله من الوسائل لتحقيق المقاصد؛ قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فائتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فضل حافظ القرآن الكريمأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري": [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا].
وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
واختتمت: وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حفظ القرآن القرآن الكريم دار الافتاء صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه قال الإمام
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني
استعرض برنامج "صباح الخير يا مصر"، تفاصيل مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، حيث استقبلت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة خلال الأيام الماضية المتسابقين القادمين من 33 دولة حول العالم عبر مطار القاهرة الدولي.
وكان في استقبال المتسابقين، أعضاء اللجنة من على سلم الطائرة، حيث تم تسهيل إجراءات دخولهم ونقلهم إلى محافظة بورسعيد عبر أسطول سيارات، مع توفير إقامة فاخرة لهم في فنادق خمس نجوم.
وأعلن الإعلامي عادل مصيلحي، المشرف العام والمدير التنفيذي للمسابقة، انطلاق فعاليات النسخة الثامنة من المسابقة يوم الجمعة 31 يناير 2025، بحضور وزير الأوقاف، وزير الشباب والرياضة، مفتي الجمهورية، وممثل عن شيخ الأزهر، ورئيسي اللجنتين الدينيتين بمجلسي النواب والشيوخ.
وأوضح مصيلحي، أن المسابقة التي تحمل هذا العام اسم القارئ الراحل الشيخ محمد صديق المنشاوي، ستشهد مشاركة 40 متسابقًا من مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن اختبارات المشاركين ستُجرى يومي السبت والأحد المقبلين، على أن يُختتم الحدث بحفل توزيع الجوائز يوم الإثنين.
من جانبه، أكد محافظ بورسعيد، اللواء محب حبشي، أن المسابقة تعكس دور مصر الرائد في نشر وتعزيز الثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن استضافة بورسعيد لهذا الحدث الدولي يعكس الصورة الحضارية لمصر ويعزز التواصل الثقافي بين الشعوب.
وتُقام المسابقة تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبدعم من محافظ بورسعيد اللواء محب حبشي، وبمتابعة نائب المحافظ الدكتور عمرو عثمان، ومستشار المحافظ للعلاقات العامة والإعلام اللواء أسامة زعفان، لضمان خروج الحدث بصورة مشرفة تليق بمكانة مصر الدولية في خدمة القرآن الكريم.