قرار اعتقال نتانياهو يطوق كلّ إسرائيل بجدران العزلة
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
تهدد أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب بتعميق العزلة العالمية لبلد يخضع بالفعل لضغوط في مختلف أنحاء العالم، بسبب حربه على قطاع غزة.
القرار يثير خوف إسرائيل من رفع قضايا أخرى ضد عسكريين إسرائيليين من ذوي الرتب الدنيا
سرية تفاصيل مذكرات الاعتقال تعقد سفر أياً من المسؤولين الإسرائيليين للخارج
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، إن الخطوة التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية من شأنها أن تعقد سفر نتانياهو وغالانت، لأكثر من 124 دولة، ملزمة من الناحية الفنية بتنفيذ أوامر الاعتقال.
ومن المرجح أن يدفع القرار بعض الحكومات الأخرى إلى تقليص اتصالاتها مع نتانياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، وفقاً لخبراء قانونيين ومسؤولين مطلعين على الوضع.
كما يمكن أن تحفز الجهود الرامية إلى رفع قضايا جرائم حرب جديدة ضد مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من حماس من ذوي الرتب الدنيا في المحاكم الوطنية في أوروبا وأماكن أخرى.
#بلجيكا تؤيد مذكرة الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية بحق #نتنياهو و #غالانت
بيترا دي سوتر، نائبة رئيس وزراء بلجيكا: "يتعين على #أوروبا أن تمتثل (للقرار)، وتفرض عقوبات اقتصادية، وتعلق اتفاقية الشراكة مع #إسرائيل، وتدعم مذكرتي الاعتقالhttps://t.co/ABQEjtKanb pic.twitter.com/IQnXiS09lD
وبشكل أكثر دقة، يمكن أن يشجع قرار المحكمة أيضاً نمطاً ارتجالياً في البلدان الغاضبة من حرب إسرائيل على غزة، فتتجنب استضافة الأكاديميين الإسرائيليين، وتغلق أبوابها أمام شركات الدفاع والمسؤولين الإسرائيليين الرسميين.
واعتباراً من هذا الصيف، قطعت أكثر من 20 جامعة في أوروبا وكندا علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية، ولقد تعرضت الشركات الإسرائيلية للتجاهل في المعارض التجارية، ومؤخراً، رفضت أستراليا منح وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة أيليت شاكيد تأشيرة دخول إلى أستراليا والمشاركة في مؤتمر نظمته منظمات يهودية، بحجة أنها قد تثير الفتنة.
ويقول ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق، إن "هذا يعزز عزلة إسرائيل، هذا ليس احتجاجاً في جامعة كولومبيا، وهذه ليست مجموعة من المشاغبين يتقاتلون مع بعضهم البعض في شوارع أمستردام، هذه هي المحكمة الجنائية الدولية".
على الحكومات حول العالم الدفاع عن المحكمة الجنائية الدولية ودعمها في وجه المعارضة الشديدة والضغوط المتزايدة من أطراف تشمل الولايات المتحدة و #إسرائيل بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت https://t.co/MAHo48jYQc pic.twitter.com/q8yuXbLDut
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 22, 2024ومما يعزز احتمالات توسيع عزلة إسرائيل على الساحة العالمية، توقيت القرار، فهو يأتي بعد أكثر من عام واجهت فيه إسرائيل أيضاً صرخة عالمية بشأن حربها على غزة بما في ذلك الاحتجاجات، واتهامات منفصلة بالإبادة الجماعية، رفعتها دولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، إضافة إلى دعوات من الديمقراطيين في الكونغرس للحد من عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.
أدلة جنائية شاملة..جنوب إفريقيا: سنقنع العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة - موقع 24أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، اليوم الإثنين، أن لدى بلاده "أدلة جنائية شاملة" لتقديمها للمحكمة العدل الدولية، على ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة. مستقبل معقدومن المرجح أن يكون لمذكرات المحكمة الجنائية الدولية تأثيراً كبيراً على علاقات إسرائيل مع دول في أوروبا، كانت داعمة لها على نطاق واسع منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، فمن المعروف أن جميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة، أطراف في نظام روما الأساسي، المعاهدة الدولية التي أنشأت المحكمة.
ومن نتائج القرار الأخرى التي تقلق المسؤولين الإسرائيليين، سرية تفاصيل مذكرات الاعتقال، وبالتالي قد يتعرض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج للخطر، وقد يتم احتجازهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
والأسبوع الماضي، حذرت السلطات الإسرائيلية جندي احتياطي إسرائيلي من مغادرة قبرص بسرعة خوفاً من أن تحاول المنظمات المؤيدة للفلسطينيين إصدار أوامر اعتقال ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب مرتبطة بخدمته في غزة.
خبير فلسطيني بالقانون الدولي يقول إن قرار «الجنائية الدولية» ضد #نتنياهو وغالانت «غير قابل للاستئناف ونهائي ولا يمكن الطعن فيه وفق مواد نظام روما»
https://t.co/auLYeabFMy#صحيفة_الشرق_الأوسط#صحيفة_العرب_الأولى pic.twitter.com/MrqDXxyhRF
وتقول كليمنس بيكتارت، المحامية المقيمة في باريس لدى الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والتي عملت على توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في فرنسا ضد مسؤولين سوريين، "إنهم (الأعضاء) ملزمون قانونياً بشكل واضح بالامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذ أوامر الاعتقال هذه. بالطبع، قد تكون هناك مناورات سياسية لمحاولة التحايل على هذه الالتزامات القانونية. ولكن من وجهة نظر قانونية صارمة، فإن هذا واضح تماماً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو إسرائيل غزة غزة وإسرائيل نتانياهو الجنائية الدولية المحکمة الجنائیة الدولیة المسؤولین الإسرائیلیین ارتکاب جرائم حرب
إقرأ أيضاً:
من مذكرة اعتقال إلى نائب للرئيس: من هو حسين الشيخ رجل السلطة ورجل إسرائيل؟
مرت الحياة السياسية لنائب رئيس السلطة الفلسطينية المعين حديثا حسين الشيخ، بالعديد من المراحل والحالات المثيرة للجدل أبرزها مطالبة يسار عرفات باعتقاله واتهامات التعاون الوثيق مع "إسرائيل"، وحتى إحالته الأخيرة إلى التقاعد.
وصدّقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، على الترشيح المقدم من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لتعيين أمين سر اللجنة حسين الشيخ، نائبا له في منصب "رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين".
من هو؟
أحد القيادات البارزة في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وقد ترك بصمات واضحة على السياسة الفلسطينية طوال سنوات عديدة، تتنوع مواقفه السياسية وحضوره في الساحة الفلسطينية، بدءًا من علاقاته مع إسرائيل وصولاً إلى دوره في هيئات السلطة الفلسطينية.
بسم الله الرحمن الرحيم
" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "
فخامة السيد الرئيس محمود عباس
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
رئيس دولة فلسطين حفظه الله وأبقاه مدّاً ومدداً .
فخامة الرئيس العالي شخصاً ونصاً عالي الهمة في زمن الهموم الثقيلة وزمن… — حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) April 26, 2025
وولد الشيخ في مدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1960 لأبوين لاجئين، وبرز في صفوف حركة فتح، التي أسسها ياسر عرفات، انضم إلى الحركة في وقت مبكر من حياته، وبدأ يساهم بشكل كبير في النشاطات السياسية.
وشغل الشيخ منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ أيار/ مايو 2022 بعد انتخابه عضواً في اللجنة التنفيذية في شباط/ فبراير من نفس العام، علاوة على توليه منصب رئيس دائرة شؤون المفاوضات، ومنصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية منذ العام 2007.
وجاءت هذه المناصب إلى جانب عضويته في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة، وترأسه للجانب الفلسطيني في اللجنة الثلاثية لإعادة إعمار غزة، وهو الذي كان أسيرًا في سجون الإحتلال الإسرائيلي طيلة 11 سنة تقريبا، بحسب ما ما أفاد موقع منظمة التحرير الرسمي.
ولعل أبرز مناصب الشيخ وزير الشؤون المدنية، حيث كان مسؤولًا عن التنسيق مع السلطات الإسرائيلية في القضايا المدنية مثل التنقل والتصاريح وقضايا الأراضي ومتابعة الملفات ذات العلاقة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، وهو الذي جاء بعد تأسيس السلطة الفلسطينية في مباشرة عام 1994.
أمر اعتقال
في عام 2003، أصدر الرئيس ياسر عرفات أمرا باعتقال حسين الشيخ بعد أن تم توزيع بيانات في الضفة الغربية موقعة باسمه وباسم كتائب شهداء الأقصى وهي الجناح العسكري لحركة فتح، وفيها جرت مهاجمة قيادات في السلطة الفلسطينية.
على إثر ذلك، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح تنحية الشيخ من منصبه كأمين سر مرجعية فتح وتعيين محمد لطفي مكانه.
ومن بين الشخصيات التي هاجمها الشيخ في بياناته، أحمد غنيم عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح آنذاك، وهاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس الوزراء في حينه أحمد قريع، فيما دعت اللجنة إلى اعتقال الشيخ وتقديمه للمحاكمة بتهمة التورط في قضايا فساد.
واعتبرت تصرفات الشيخ حينها محاولة لإثارة الفوضى والانقسام داخل الحركة من قبل القيادة الفتحاوية، ونتيجة ذلك توارى عن الأنظار، ولم يعد يرد على الاتصالات، مما زاد من حدة التوتر داخل الحركة.
وبعد وفاة ياسر عرفات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، شهدت مسيرة حسين الشيخ تحولا جذريًا، فقد أصبح من المقربين من عباس، وتولى المناصب القيادية المهمة وصلا إلى المنصب المحدث وهو نائب الرئيس.
تقاعد وشتائم
في شباط/ فبراير الماضي، أحال عباس، رئيس الشيخ إلى التقاعد، وجاء في الجريدة الرسمية، أن عباس بصفته رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قرر إحالة الشيخ إلى التقاعد "تحقيقا للمصلحة العامة".
وحينها أصدر عباس مرسوما بتعيين أيمن قنديل رئيسا لهيئة الشؤون المدنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وفقاً لوكالة "وفا" الرسمية خلفا لحسين الشيخ.
من جانبه، تقدم الشيخ بالتهنئة لقنديل، وتمنى له التوفيق كما أنه وجه تحية لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وسط تقارير تحدثت أن تعيين قنديل تم بتوصية من الشيخ نفسه، وأنه مقرب جدا له.
وجاء القرار حينها بعد الإعلان عن سياسة جديدة تتمثل بعدم تمديد خدمة من يصل إلى سن التقاعد، ومع ذلك، تم تمديد العديد من قيادات السلطة، مما يطرح تساؤلات حول معايير تطبيق هذه السياسة.
أتقدم بالتهنئة الحارة لأخي أيمن قنديل بالثقة الغالية التي منحه اياها فخامة رئيس دولة فلسطين بتعيينه رئيسا للهيئة العامة للشؤون المدنية متمنياً له التوفيق والنجاح في خدمة شعبه وقضيته . واتوجه بالشكر والتقدير لكل زملائي العاملين في الهيئة واتمنى لهم دوام العمل في خدمة شعبنا البطل… pic.twitter.com/5ukdWnHsCA — حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) February 20, 2025
وفي عام 2022، نشرت تسجيلات صوتية منسوبة للشيخ ينقد فيها عباس بشكل كبير، ويتهمه بإثارة معركة خلافة فوضوية، وفيها عبّر عن إحباطه بشأن تعامل "أبو مازن" مع التوترات الداخلية حول خلافته.
وبالإمكان سماع الشيخ وهو يقول خلال ما يُعتقد أنها كانت محادثة جرت منذ عدة سنوات "هذا الموضوع (الخلافة) جوهر القصة".
وأضاف أن عباس "شريك في الفوضى هاي وله مصلحة في بقائها”، معربا عن إحباطه من عدم التشاور بشأن عملية اختيار الخليفة. “يؤسفني أنه أقول هذا الكلام، اليوم الوسيلة بتختلف عن قصة عرفات بالكامل".
رجلنا في رام الله
وفي آب/ أغسطس 2023 وصف مسؤول أمني إسرائيلي كبير، حسين الشيخ بأنه "رجلنا في رام الله"، وهو يحث دائما على التعاون مع "إسرائيل" وليس التصادم معها.
ونقلت مجلة "فورين بوليسي" عن المسؤول الأمني الإسرائيلي الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية، إن الشيخ يعمل بشكل وثيق مع "إسرائيل" لمنع الهجمات الفلسطينية على الإسرائيليين.
وجاء مصطلح "رجلنا في رام الله" ليكون مشابها للمصطلح التي أطلقه الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" على الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، في سوريا خلال فترة الستينات، والذي حمل اسم كامل أمين ثابت"و قيل عنه عندما بدء مهمته "رجلنا في دمشق".
وكشفت المجلة عن مدى متانة العلاقة بين الشيخ ودولة الاحتلال، ففي شباط/ فبراير 2022، زار حسين الشيخ غرفة اجتماعات محصنة في المقر الشاهق لوزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، وكان في استقباله حينها كبار ضباط جيش الاحتلال، وقيادة جهاز المخابرات السرية "الشاباك".
وقالت المجلة إن "سماسرة القوة الإسرائيليين يعجبون بالشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة".
وطوال السنوات الماضية، عرف عن الشيخ أنه الشخصية الأكثر نفوذا في السلطة الفلسطينية، والأكثر صلة بقيادة دولة الاحتلال، ويُنظر إليه على أنه الشخصية الأبرز، والتي تحظى بدعم أمريكي إسرائيلي لخلافة عباس.