البابا: علينا إعادة هيكلة نظام صندوق المعاشات التقاعدية الإدارة الحالية تولِّد العجز
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه البابا فرنسيس رسالة إلى الكرادلة وعمداء ورؤساء مؤسسات الكوريا الرومانية والكيانات المرتبطة بالكرسي الرسولي يطلب فيها "تدابير عاجلة" لهيكلية التقاعد، التي تقع إدارتها في محور الإصلاح الاقتصادي.
و في الوقت الحالي، كما كتب البابا، لا يمكن ضمان "الوفاء بالتزامات التقاعد للأجيال القادمة"، لذلك "هناك حاجة إلى الحساسية والاستعداد للتضحية من قبل الجميع".
واضاف قائلا "تدابير هيكلية عاجلة، لم يعد من الممكن تأجيلها" لصندوق المعاشات التقاعدية، لتحقيق الاستدامة وضمان توفيرها للأجيال القادمة، أمر لم يعد من الممكن ضمانه حاليًا على المدى المتوسط.
لأن النظام الحالي يولد "عجزًا" كبيرًا. بعد رسالة ١٦ سبتمبر إلى جميع الكرادلة للتعاون من أجل تنفيذ أكثر صرامة للإصلاح الاقتصادي من أجل الوصول إلى هدف "العجز الصفري"، وجه البابا رسالة جديدة يطلب فيها بذل المزيد من الجهد وحتى بعض التضحيات، وهذه المرة لطلب إعادة هيكلة صندوق التقاعد. هذا وكان البابا فرنسيس قد عدّل في شهر مارس ٢٠٢٤، من خلال إرادة رسوليّة، قوانينه، بعد أن كان قد أجرى، في عام ٢٠١٥، مراجعة عميقة لنظامه الأساسي.
وفي رسالة اليوم التي وجهها إلى مجمع الكرادلة وعمداء والمسؤولين عن مؤسسات الكوريا ومكاتب الكوريا الرومانية والمؤسسات المرتبطة بالكرسي الرسولي، يدعو البابا إلى إدارة أفضل لهذه الهيكلية الاي شكّلت منذ تأسيسها، موضوع "القلق" (كان هذا اسم الإرادة الرسولية التي أنشأتها في عام ١٩٩٢) لدى الأحبار السابقين وفي محور الإصلاح الاقتصادي.
فإن ما كتبه البابا برغوليو في الرسالة المذكورة أعلاه في شهر سبتمبر كان أحد المواضيع الرئيسية للجمعيات العامة قبل انعقاد الكونكلاف.
كذلك، في الرسالة عينها، يعلن البابا قرار تعيين الكاردينال كيفن فاريل - وهو في الوقت الحالي أيضًا عميد دائرة العلمانيين والعائلة والحياة، وكاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة، ورئيس لجنة الأمور السرية ولجنة الاستثمارات - كمسؤول وحيد لصندوق التقاعد.
ويوضح البابا أن هذا الخيار يمثل في هذا الوقت "خطوة أساسية للاجابة على التحديات التي يجب أن يواجهها نظام الضمان الاجتماعي في المستقبل".
وفي الوثيقة، يذكّر البابا فرنسيس أن الفترة الحالية هي مطبوعة بـ "مشاكل خطيرة ومعقدة قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب". لذلك هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة تنطوي على "قرارات ليست سهلة تتطلب حساسية خاصة وسخاء واستعدادًا للتضحية من جانب الجميع".
وشدد البابا على أن هناك بالفعل، مع مرور الوقت، أشخاص درسوا هذه المسألة و"قد حرّكهم بمسؤولية الحرص على ضمان نموذج رعائي عادل للجماعة في خدمة الكرسي الرسولي والدولة والوفاء بالمسؤولية الأخلاقية لتقديم خدمات كريمة لمستحقيها، بما يتناسب مع الموارد الاقتصادية المتاحة". ولهذه الغاية، تم إجراء دراسات مختلفة تبين منها أن "إدارة المعاشات التقاعدية الحالية، مع الأخذ بعين الاعتبار الخيور المتاحة، تولِّد عجزًا كبيرًا".
وتكشف تحليلات معمقة أخرى، أجراها خبراء مستقلون، حقيقة أخرى، وهي 'اختلال خطير في آفاق الصندوق، يميل حجمه إلى التوسّع مع مرور الوقت في غياب التدخل.
وبعبارة أخرى، يؤكد البابا فرنسيس، "هذا يعني أن النظام الحالي غير قادر على ضمان الوفاء بالتزامات التقاعد للأجيال القادمة على المدى المتوسط".
لذلك يدعو البابا إلى اتخاذ "تدابير هيكلية عاجلة"، بدون أي تأجيل، لتحقيق استدامة لصندوق التقاعد "في السياق الأعم للموارد المحدودة المتاحة للمؤسسة بأكملها". إلى جانب ذلك، هناك حاجة ماسة إلى "تغطية معاشات تقاعدية مناسبة للموظفين الحاليين والمستقبليين، من منظور العدالة والمساواة بين مختلف الأجيال".
وخلص البابا فرنسيس إلى القول: "في الوقت الذي أقدّر فيه المساهمة المدروسة التي قدّمها الذين تعاملوا مع هذه المسألة الحسّاسة خلال السنوات الأخيرة، أعتقد الآن أنه لا غنى عن خوض هذه المرحلة الجديدة، التي هي أساسية لاستقرار ورفاهية جماعتنا، بجهوزية ووحدة رؤية لكي يتمّ تنفيذ التدخلات الواجبة على الفور". وطلب من الجميع تعاونًا خاصًا في تسهيل مسار التغيير "الجديد الذي لا مفرّ منه".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسیس فی الوقت
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس ينتقد الجرائم الإسرائيلية في غزة.. وحشية وليست حربا
أكد بابا الفاتيكان فرنسيس، رفضه الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، قائلا إنها "ليست حربا، بل وحشية"، وذلك تعليقا على استهداف جيش الاحتلال الجمعة منزلا في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص بينهم 4 أطفال.
وتطرق البابا فرنسيس إلى الأحداث التي تشهدها غزة خلال لقاء أعضاء مجلس الوزراء البابوي للاحتفال بعيد الميلاد، مشيرا إلى عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي للبطريرك بييرباتيستا بيتزابالا بالدخول إلى غزة "كما وعدوا".
وأضاف: "أمس (الجمعة) تم قصف الأطفال، هذه ليست حربا، بل وحشية، أريد أن أقول هذا لأنه يدمي القلب"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تصريح البابا، قائلة إن "الوحشية هي اختباء الإرهابيين خلف الأطفال أثناء محاولتهم قتل أطفال إسرائيليين، الوحشية هي احتجاز الإرهابيين 100 رهينة لمدة 442 يوما، بما في ذلك رضيع وأطفال، وإساءة معاملتهم".
ووصفت الخارجية الإسرائيلية تصريحات البابا بأنها "مخيبة للآمال ومنفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لمحاربة إسرائيل للإرهاب الجهادي، في حرب متعددة الجبهات فرضت عليها منذ 7 تشرين الأول، أكتوبر 2023".
ورغم ما تمارسه إسرائيل من إبادة جماعية وتطهير عرقي في غزة، قالت الوزارة إنه "يجب توجيه اللوم فقط إلى الإرهابيين، وليس إلى الديمقراطية التي تدافع عن نفسها ضدهم. كفى للمعايير المزدوجة واستهداف الدولة اليهودية وشعبها".
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.