استجابة لما كشفته بغداد اليوم.. السوداني يوجه بإعادة دعوة مشروع طريق الفاو وإبعاد الشركة الفاشلة
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - البصرة
كشف مصدر رفيع المستوى في ديوان محافظة البصرة، اليوم الاربعاء (16 آب 2023)، عن صدور توجيهات من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالغاء الدعوة المباشرة التي وجهت لشركة "فاشلة" لتنفيذ مشروع طريق الفاو.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم" إن "تقارير بغداد اليوم الأستقصائية التي كشفت خفايا ما يحصل بقسم العقود في ديوان محافظة البصرة احدثت ضجة كبيرة وصلت لمسامع السوداني الذي بدوره وجه بأيقاف كافة الاجراءات غير القانونية.
وأوضح، أن "الدعوة المباشرة للشركة التي فشلت بتنفيذ طريق طوله 11 كم قد ألغيت وصدرت توجيهات من رئيس الوزراء لأعادة الدعوة لشركات رصينة وإبعاد الشركة الفاشلة".
المصدر أكد أيضًا، أن "التوجيهات صارمة بخصوص مشروع طريق الفاو الذي يبلغ طوله 80 كم، كونه طريق استراتيجي وله أهمية اقتصادية كبيرة وينبغي أحالته لشركة لها أعمال مماثلة لتنفيذ مثل تلك الطرق السريعة".
القصة الكاملة
وكان فريق الاستقصاء لدى "بغداد اليوم" قد سلط الضوء على أسماء "حيتان الفساد" بأحد المشاريع في البصرة ودور رئيس الحكومة في إجهاض مساعي الاستحواذ على تلك المشاريع الحيوية.
وللغوص في غمار القصة الكاملة، فقد تحدّث مسؤول قسم معني في ديوان محافظة البصرة، يوم التاسع من آب الجاري، عن محاولات إحالة مشروع طريق الفاو، جنوبي البصرة، لشركة متلكئة وتوصف بـ"الفاشلة" والتي كشفتها "بغداد اليوم" قبل عملية الإحالة التي تحاول جهات متنفذة تمريرها خلافًا للقانون.
وقال مسؤول القسم الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ "بغداد اليوم" إن "مسؤولاً كبيرًا استحصل موافقة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني لإحالة المشروع وفق نظام الإحالة المباشرة لثلاث شركات هي، (النرجس، ماء السماء، وسهل العراق)".
وأوضح، أن "العملية كانت عبارة عن خدعة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث تم دعوة اثنين من كبار الشركات هي (النرجس وماء السماء) لكن تمت إضافة شركة متلكئة وفاشلة وهي (سهل العراق).
وأكد، أن "المسؤول الكبير في البصرة اتصل بمديري شركة (النرجس وماء السماء) وأبلغهم أن المشروع خاص به ويجب أن يُحال لشركة (سهل العراق) وحذرهم من تقديم عطاءات حقيقية بل طلب منهم تقديم عطاءات "شكلية" حتى يتسنى لشركة (سهل العراق) الظفر بالمشروع".
تمثيلية لخداع السوداني
المصدر وصف ما حصل بـ"خدعة وتمثيلية" أحيكت لخداع رئيس الوزراء، وإيهامه أن الدعوات تمت وفق مبدأ الشفافية، لكن ذلك لم يحصل وكانت منافسة شكلية تخضع لضغط المسؤول الكبير الذي خدع السوداني، فضلاً عن ضغط جهة حزبية مسلحة معروفة".
ونوه مسؤول القسم، إلى أن "شركات رصينة ولها أعمال مماثلة استُبعدت من الإحالة المباشرة وهي التي نفذت طريق ام قصر- سفوان والذي يعد من افضل الطرق وأكثرها رصانة بعد عام 2003، مؤكدا، أن "شركات رصينة نفذت مقاطع من الخط السريع بين البصرة وبغداد فضلاً عن الشركة التي نفذت طريق 150 في أربيل، والشركة التي نفذت مرحلة من طريق الفاو".
ويضيف المصدر، أن" شركة خطيب وعلمي اللبنانية" والتي يبلغ راتب المهندس اللبناني فيها أكثر من (ثلاثين مليون دينار)، هي من صممت وسعّرت وهي من ستشرف على المشروع وتأخذ دور المهندس المقيم بعد أن رفعت التسعيرات التي وضعتها الدوائر المستفيدة ورفعت الأسعار بذريعة وضع فقرات، هي بالغالب فقرات سطحية أو تُرفع لاحقا، كما حصل في مشاريع البنى التحتية في مناطق الطوبة والنخيلة والزبير والقرنة".
وحاولت "بغداد اليوم" في حينها التواصل مع الأسماء الواردة في "خبر المصدر" لكن دون جدوى، وحفِظت الوكالة "حق الرد" لكل مَن ورد اسمه.
النزاهة على الخط
وفي 4 آب الجاري، وجه لفيف من موظفي قسم العقود بديوان محافظة البصرة، نداء الى هيئة النزاهة للتحقيق بإحالة مشروع طريق الفاو الى شركة "لم تستوفِ الشروط" على حد تعبيرهم.
وناشد المواطنون عبر "بغداد اليوم"، رئيس هيئة النزاهة الاتحادية القاضي حيدر حنون لمتابعة إجراءات إحالة مشروع طريق الفاو لشركة "سهل العراق".
تحرير: HJH
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: محافظة البصرة رئیس الوزراء بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
ابتهال أبو سعد مهندسة ومبرمجة مغربية وُلدت عام 1999، تخرجت في جامعة هارفارد الأميركية. تخصصت في الذكاء الاصطناعي، وعملت لدى شركة مايكروسوفت العالمية.
وفي الذكرى الـ50 لتأسيس الشركة، وفي حفل بهذه المناسبة، احتجت ابتهال ونددت بما سمته "تواطؤ" مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي بتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لخدمة جيش الاحتلال.
المولد والدراسة
وُلدت ابتهال أبو سعد عام 1999 في العاصمة المغربية الرباط، وفيها درست وحصلت على الثانوية العامة في تخصص العلوم الرياضية من ثانوية مولاي يوسف عام 2017، وبعدها حصلت على منحة للدراسة في جامعة هارفارد.
وقبل ذلك، في صيف 2016، شاركت في برنامج "تيك غيرلز" (TechGirls)، وهو برنامج تبادل صيفي أكاديمي يرعاه ويموله مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويستهدف الشابات بين سن 15 و17 سنة، وينتقي بعضهن للحصول على منح وإتمام دراساتهن الجامعية بالولايات المتحدة في المجالات المذكورة.
ويستهدف هذا البرنامج -الذي استفاد منه أكثر من 44 ألف شخص بين عامي 2012 و2024- الفتيات في أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل البرنامج في دول المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن ولبنان وفلسطين.
وقد حكت ابتهال عن هذه التجربة في فيديو على موقع يوتيوب حينما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وقالت إنها "تجربة غيرت حياتها ومكنتها من خبرات عبر زيارة شركات للتكنولوجيا ومختبرات للهندسة في الولايات المتحدة ولقاء بعض رواد التكنولوجيا في العالم".
وأضافت أنها استفادت "مهارات تعمل على توظيفها في تغيير واقع المعرفة التكنولوجية في بيئتها"، وأنها "استفادت من التبادل الثقافي مع فتيات من جنسيات أخرى".
ومما صرحت به أيضا بعد استفادتها من هذا البرنامج، أنها "ترغب في العمل بجد لسد الفجوة في التحصيل الدراسي بالمغرب وجعل التعليم الجيد في متناول الجميع، وتحسين المناهج الدراسية لتزويد الطلاب بمعارف ومهارات شخصية أوسع ليصبحوا فاعلين في التغيير".
تجارب عملية
شاركت ابتهال أبو سعد -وهي طالبة في المرحلة الثانوية- في تأسيس منتدى أسبوعي على الإنترنت سمي "آي تي ويكند"، ويهتم بتعليم علوم الكمبيوتر للفتيات ذوات الدخل المحدود في المدارس الابتدائية، كما عملت في منتدى آخر عبر الإنترنت سمي "تكنوفيشن تشالنج"، ويهتم بتدريب الفتيات على التكنولوجيا وإشراكهن في حل مشاكل مجتمعاتهن عبر تطبيقات الهاتف الذكي.
والتحقت أيضا ببرنامج لمحو الأمية الرقمية، وكانت تُدَرِّس أساسيات لغة البرمجة الحاسوبية لطلاب المراحل الابتدائية في ولاية بوسطن الأميركية، كما ساهمت في تأسيس منصة "ريسنتيبوس"، وهي منصة رقمية تعنى بحفظ وتوثيق السجلات الطبية الرقمية للاجئين حول العالم، وتقول عن نفسها إنها "منظمة غير ربحية".
العمل في مايكروسوفت
بعد تخرجها في جامعة هارفارد التي درست فيها علوم الحاسب الآلي والبرمجة، وتخصصت في الذكاء الاصطناعي، انضمت ابتهال عام 2022 إلى شركة مايكروسوفت.
وعملت في قسم الذكاء الاصطناعي، كما عُينت ضمن فريق طور تقنيات متقدمة ومنتجات للشركة، منها برنامج الخدمات السحابية "مايكروسوفت أزور" (Microsoft Azure).
عملت ابتهال أيضا ضمن الفريق الذي كلفته مايكروسوفت بتطوير تقنيات تُستخدم في مجالات مثل المراقبة والتحليل البياني.
استنكار للتواطؤ مع إسرائيل
وفي احتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس شركة مايكروسوفت، وبعد العمل فيها 3 سنوات ونصف السنة، قاطعت ابتهال أبو سعد كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان (بريطاني من أصل سوري) واحتجت على علاقات الشركة مع إسرائيل.
وقاطعت ابتهال كلمة مديرها في الاحتفال متهمة إياه بأنه يُسَخّر الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وقالت "أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى الجيش الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا".
ولاحقا نشر موقع "ذا فيرج" ما قال إنها رسالة من ابتهال تقول فيها إنها "لم تعد قادرة على الصمت بعدما اكتشفت أن تقنيات شركة مايكروسوفت تُستخدم في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وذكرت أبو سعد أنها قررت الخروج عن صمتها والحديث بعدما اكتشفت أن شركة مايكروسوفت كانت تشارك في تطوير تقنيات تُستخدم في دعم جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الشركة أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 133 مليون دولار لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة "مايكروسوفت أزور"، الأمر الذي يُعتبر مساهمة في مراقبة الفلسطينيين.
واتهمت الرسالة شركة مايكروسوفت بـ"قمع أي معارضة" من زملاء ابتهال "الذين حاولوا إثارة هذه القضية"، وقالت إن الشركة "فصلت موظفَين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
وتابعت "لقد حطمتني صور الأطفال الأبرياء المغطاة بالرماد والدماء، وبكاء الآباء المفجوعين، وتدمير عائلات وتجمعات بأكملها (…) وفي الوقت نفسه، يُمكّن عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي من هذه المراقبة والقتل".
وأضافت "عندما انتقلتُ إلى منصة الذكاء الاصطناعي، كنتُ متحمسة للمساهمة في تطوير تقنياته وتطبيقاته لما فيه خير البشرية، ولم أُبَلّغ بأن مايكروسوفت ستبيع أعمالي للجيش والحكومة الإسرائيليين للتجسس على الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة وقتل عائلات مدنية بأكملها".
وكشفت الرسالة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و"أوبن إيه آي" في مارس/آذار 2025 تضاعف نحو 200 مرة مقارنة بما قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى).
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت "يُشغل أكثر المشاريع حساسية وسرية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بنك الأهداف وسجل السكان الفلسطيني".