يرسم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استراتيجية جديدة للنظام العالمي بعد أن تحول من أمير شاب معتدٍ بنفسه قبل عدة سنوات، إلى وسيط دولي مؤثر وقوي، وفقا لوكالة "بلومبرغ".

وقالت بلومبرغ في مقال لبرادلي هوب، الذي نشر هو وجاستين تشيك كتاب "الدم والنفط" في عام 2020 حول الأمير محمد بن سلمان، إن السنوات الأربع الأخيرة من حكم محمد بن سلمان تمثل تغييرا كبيرا عن أول خمس سنوات له، وما يعنيه ذلك لمستقبله ومستقبل المملكة العربية السعودية.

تميز صعود محمد بن سلمان، الذي اختير وليا للعهد في عام 2017، بسلسلة من التعقيدات، بدءا من الحرب المدمرة في اليمن والتضييق على المعارضين والإنفاق الباذخ والمشاكل مع الجارة قطر وانتهاء بمقتل الصحافي جمال خاشقجي والتي ساهمت في توتر علاقات الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويوضح الكاتب كيف أن محمد بن سلمان تمكن بعد ذلك من تجاوز كل هذه القضايا، ليصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.

في البداية تصالح مع قطر في عام 2021، وبعدها نجح في تخفيف حدة التوتر مع إيران، العدو التقليدي للسعودية، قبل أن تعود واشنطن للتعامل معه من جديد مستفيدا من الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط.

السعودية أولا

يقول الكاتب إنه وعلى الرغم من استمرار الانتقادات التي توجهها المنظمات الحقوقية لمعاملة السعودية للمعارضين وغياب الحريات السياسية، لكن العالم الذي سعى إلى عزل محمد بن سلمان أصبح الآن "بلا خيار سوى التفاعل معه."

ويضيف أن عصر محمد بن سلمان، الذي تمتد فيه تأثيرات السعودية إلى ما هو أبعد من أسواق النفط، بدأ الآن.

ويشير إلى أن السياسة الخارجية السعودية باتت تتبع اليوم بوضوح مبدأ "السعودية أولاً".

ويلفت إلى أن تأثيرات السعودية توسعت لتشمل الشركات الكبرى في وادي السليكون إلى ملاعب الدوري الإنكليزي الممتاز وألعاب الفيديو والغولف وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة وأبحاث الذكاء الاصطناعي.

ويختتم الكاتب بالقول إن بصمات المملكة أصبحت أكثر وضوحا في الاقتصاد العالمي وإن تداعيات تحول السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان ستستمر في التأثير على ما وراء حدود المملكة لعقود قادمة.

وفي إطار خطته الإصلاحية "رؤية 2030" التي أطلقها قبل عدة سنوات، يسعى محمد بن سلمان إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية والى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.

ومنذ تولي محمد بن سلمان (37 عاما) ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة التي ظلت مغلقة لعقود انفتاحا اجتماعياً واقتصاديا واسع النطاق وغير مسبوق.

وتنفق المملكة ببذخ في إطار استراتيجية لتطوير بنيتها التحتية وتحسين صورتها، فتقوم ببناء مرافق سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر ومدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار بالإضافة لاستضافة فعاليات رياضية وترفيهية تضم صفوة نجوم العالم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان

إقرأ أيضاً:

كواليس «محادثات السعودية» لإنهاء الأزمة الأوكرانية

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول الخطط الجارية لعقد لقاء بين كبار المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الروس في العاصمة السعودية الرياض، وذلك لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وجاءت هذه المعلومات بناءً على مصادر متعددة مطلعة على الخطط.

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة، حيث سيشارك فيه مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. ومن الجانب الروسي، لم يتم الكشف عن أسماء المسؤولين الذين سيحضرون، لكن تقارير سابقة أشارت إلى أن الكرملين يعمل على تشكيل فريق تفاوض رفيع المستوى يضم شخصيات سياسية واستخباراتية واقتصادية بارزة.

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلعب دورًا محوريًا في هذه المناقشات. كما أشاد ترامب بدور الأمير محمد بن سلمان في الإفراج عن الأمريكي مارك فوجل، الذي كان محتجزًا ظلمًا.

من جانبه أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي مايك ماكول هذه الخطط خلال مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، مشيرًا إلى أن الوفد الأمريكي سيتوجه إلى السعودية للتفاوض مع الأطراف المعنية. من جهته، أشار ترامب إلى احتمال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السعودية في المستقبل القريب، لكنه أكد أن القرار النهائي لم يتخذ بعد.

يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الدولية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، حيث تسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة. وتأتي السعودية كطرف وسيط في هذه المحادثات، مما يعكس دورها المتزايد في حل النزاعات الإقليمية والدولية.

يُعتقد أن هذا الاجتماع قد يمهد الطريق لمزيد من المفاوضات المباشرة بين واشنطن وموسكو، في محاولة لتحقيق اختراق دبلوماسي ينهي الحرب المستمرة في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • الصوم الكبير وعيد القيامة.. كيف يستعد مسيحيو العالم لهذه المناسبة؟
  • مفتي المملكة: رؤية المملكة 2030 توالت نجاحاتها ومنجزاتها بما ينفع الجميع
  • ‎غبريال سوما: نفوذ السعودية عالمياً وراء استضافتها لقاء ترامب – بوتين
  • نمو نفوذ السعودية ومدى تأثير محمد بن سلمان على ترامب؟.. محلل يوضح لـCNN
  • كواليس «محادثات السعودية» لإنهاء الأزمة الأوكرانية
  • المملكة تدين حادث الدهس الذي وقع في مدينة ميونخ الألمانية
  • السعودية مرشحة لاستضافة لقاء قمة بين ترامب وبوتين .. ما السبب؟
  • السعودية مرشحة لاستضافة لقاء قمة بين ترامب وبوتين.. ما السبب؟
  • “اغاثي الملك سلمان” يسلّم 100 طن من التمور هدية المملكة لإندونيسيا
  • السعودية ترحب بفكرة عقد قمة بين ترامب وبوتين في المملكة