سفير مصر في سراييفو يلتقي وزير خارجية البوسنة والهرسك
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
التقى السفير وليد حجاج، سفير مصر لدى سراييفو، مع السيد "علم الدين كوناكوفيتش"، وزير خارجية البوسنة والهرسك، حيث بحثا مجمل علاقات التعاون بين مصر والبوسنة والهرسك وسبل تطويرها على الصعيد الثنائي إلى جانب عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك.
وأكد السفير المصري من ناحيته على إعتزاز مصر بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربطها بالبوسنة والهرسك، وإلتزامها بمواصلة العمل مع الجانب البوسني في كل ما يخدم المصالح والأهداف المشتركة للبلدين، وخاصة عبر البناء على النتائج التي تمخضت عن الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك إلى القاهرة في أبريل الماضي.
كما نقل لوزير الخارجية إلتزام مصر بالإستمرار في جهودها لمساندة البوسنة والهرسك في مسار تعزيز مؤسساتها الوطنية وبناء قدرات كوادرها المختلفة، وخاصة من خلال برامج الدعم والدورات التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وغيرها من أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية.
وقد أثنى الوزير "كوناكوفيتش" على علاقات الصداقة الممتدة بين مصر والبوسنة والهرسك، وتميز علاقات التعاون والتبادل التي تربط بين البلدين، مشيراً إلى حرصهم على مواصلة العمل من أجل الإرتقاء بمستوى هذه العلاقات إرتكازاً على أهمية شراكاتهم مع مصر والدور المحوري الذي تضطلع به مصر في دفع الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي القارة الأفريقية.
وقد تناول اللقاء أيضاً مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أعرب وزير الخارجية عن تقديرهم العالي للجهود التي تبذلها مصر من أجل تأمين وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وتثبيت دعائم الأمن والإستقرار في المنطقة، مؤكداً على إلتزام البوسنة والهرسك الثابت بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتحقيق السلام والأمن الدائم والشامل في الشرق الأوسط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير خارجية البوسنة البوسنة والهرسک
إقرأ أيضاً:
زيارة السيسي إلى قطر والكويت: دبلوماسية تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط
في توقيت بالغ الدقة، تأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولتي قطر والكويت لتؤكد مجددًا أن القيادة السياسية المصرية تُجيد قراءة المتغيرات وتوظيفها ببراعة لصالح الدولة. لم تعد القاهرة مجرد طرف في معادلات المنطقة، بل أصبحت بوصلة يُعاد وفقها ترتيب الحسابات.
قبل سنوات، كانت قطر رأس حربة في مشروع تقسيم الشرق الأوسط عبر تمويل جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية. سارت حينها في فلك يخدم أجندات الفوضى الخلاقة، وسخّرت أدواتها الإعلامية لضرب استقرار الدول. لكن المعادلة تغيرت، وبفضل القيادة السياسية المصرية، نجحت القاهرة في تفكيك ذلك المشروع، وإعادة ضبط العلاقة مع قطر. اليوم، لم تعد الدوحة في موقع الخصومة، بل أصبحت شريكًا استراتيجيًا وأداة فاعلة ضمن مساعي إنهاء الحرب في غزة، في تنسيق مصري- قطري يعكس نضجًا سياسيًا يُحسب للطرفين.
أما الكويت، التي مرت علاقتها بمصر بمرحلة من البرود، فقد عادت إلى موقعها الطبيعي كداعم استراتيجي، بعدما تيقنت أن القاهرة هي الضامن الحقيقي للاستقرار. الزيارة الأخيرة فتحت أبواب التعاون، وجددت الثقة المتبادلة، وأعادت العلاقات إلى عمقها التاريخي.
ولا يمكن إغفال الأثر الكبير لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، التي شكلت نقطة تحول في نظرة القوى الكبرى إلى مصر. ما شهدته تلك الزيارة من استقبال استثنائي وحوار سياسي عميق، قدّم صورة واضحة عن دولة باتت تتعامل بندية واحترام مع العالم. لقد أعادت هذه الزيارة ترتيب الكثير من الحسابات، وجعلت عواصم عدة تهرول إلى القاهرة لكسب هذا الحليف القوي، الذي يثبت يومًا بعد يوم أنه لا ينكسر ولا يساوم.
الملف الفلسطيني كان حاضرًا بقوة، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في غزة. زيارة السيسي إلى قطر جاءت في إطار مبادرة مصرية حقيقية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية. التحول القطري في هذا الملف لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة لجهد مصري طويل أعاد توجيه بوصلة السياسات القطرية لتصبح جزءًا من الحل. مصر، بعلاقاتها التاريخية مع السلطة الفلسطينية والفصائل، تستثمر هذا الرصيد لتقود مسار التسوية في ظل صمت دولي وعجز أممي.
الجانب الاقتصادي حظي كذلك باهتمام كبير، إذ أعلنت قطر والكويت عزمهما ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق المصري، في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والعقارات. تلك الاستثمارات تمثل شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وفرصة لتعزيز النمو وخلق فرص عمل، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابًا.
ما تحقق خلال هذه الجولة الدبلوماسية يؤكد براعة مصر في إدارة التوازنات السياسية والاقتصادية، ويُظهر قدرتها على التأثير الإقليمي الهادئ دون ضجيج. الرئيس السيسي لا يطرق الأبواب طلبًا للدعم، بل يفرض احترامه بسياسات رشيدة ومواقف ثابتة تستند إلى رؤية وطنية وشعبية صلبة.
بهذا النهج، انتقلت مصر من موقع الدفاع إلى موقع التأثير وصناعة القرار. دبلوماسية هادئة، لكنها تُغيّر موازين القوى، وتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: مصر أولًا.. .والعرب أقوياء بوحدتهم.