- خدمات تنمية الطفولة المبكرة تقدم في مكان جغرافي واحد بطريقة تكاملية

- تجويد الخدمات الرعائية والصحية والتعليمية بمعايير ومنهجيات معتمدة دوليا

- التحاق 8706 أطفال بـ355 حضانة حتى منتصف العام الحالي

تركز استراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية على وضع تنمية الطفولة المبكرة المتكاملة كأولوية على الأجندة الوطنية من خلال تأسيس مراكز تنمية الطفولة المبكرة في جمعيات المرأة العمانية ومؤسسات المجتمع الأخرى للتأكد من النمو الذهني لأطفال سلطنة عُمان بشكل متساو في سنوات العمر الأولى، وتحسين مخرجات الصحة والتعليم والسلوك، وإدراكا لأهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تكوين شخصية الطفل والأثر الذي تتركه برامج التنمية على نمو الطفل ومستقبل الأجيال القادمة، وتعمل سلطنة عمان من خلال خططها الخمسية للتنمية على وضع البرامج والمشاريع والأنشطة المتعلقة بتلبية احتياجات فئة الأطفال باعتبارها حقوقا ينبغي تنفيذها من قبل الدولة والأسرة معا، وقد اضطلعت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع الجهات الأخرى بأدوار أساسية في مجال تربية الطفل بالإضافة إلى الدور الأساسي في حماية وتنمية الأسرة.

وتولي استراتيجية العمل الاجتماعي (2016-2025) التي تنفذها الوزارة مزيدا من الاهتمام بتنمية الأسرة والمجتمع، معتبرة تنمية الطفولة المبكرة المتكاملة أولوية وطنية مدعومة بالتزام حكومي وموارد خاصة وآليات للتنسيق عبر القطاعات، ويتم العمل على مشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة المتكاملة بهدف تقديم خدمات الطفولة المبكرة في مكان جغرافي واحد بطريقة تكاملية بين مختلف القطاعات، بما يحقق تجويد الخدمات الرعائية والصحية والتعليمية المقدمة للأطفال بمعايير ومنهجيات معتمدة دوليا، وتسهم في رفع الوعي العام بأهمية تنمية الطفولة المبكرة، وتحقيق مفاهيم التدخل المبكر، إلى جانب دعم الذكاءات المتعددة في المراحل المبكرة، ويستهدف المشروع توسيع الفئات المستفيدة من هذه الخدمات بما يدعم فئة الأطفال كافة وبالأخص الأطفال من ذوي الدخل المحدود؛ وفقا لتوزيعها اللامركزي في مختلف المحافظات.

الرقي بالخدمات

وقد أولت سلطنة عمان اهتماما كبيرا بتنمية الطفولة المبكرة في مختلف القطاعات المرتبطة بهذه الفئة المهمة من المجتمع خاصة ما يتعلق بالجوانب الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية إيمانا منها بأهمية الاستثمار في هذه الفئة من المجتمع التي ستكون مستقبلا إحدى الدعائم الأساسية لبنائه، وقد تم إصدار التشريعات والقوانين وإعداد الخطط والسياسات الرامية إلى الرقي بجودة الخدمات المقدمة في هذا المجال.

وقد كفلت التشريعات والقوانين المعمول بها في سلطنة عمان إتاحة التعليم وإلزاميته لجميع الأطفال حتى إتمام مرحلة التعليم الأساسي كما أولت اهتماما بمرحلة التعليم ما قبل الأساسي ويعتبر قانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 2014/22 إنجازا رائدا يضاف إلى رصيد سلطنة عمان في مجال رعايتها واهتمامها بالطفل، وقد تضمن القانون 13 فصلا، و79 مادة تحدد إطارا قانونيا لحقوق الطفل وتلقي الضوء على ضرورة توفير الظروف المناسبة لتنشئة الأطفال وإعطائهم الأولوية في جميع القرارات والإجراءات، حيث أكدت المادة 30 من الحقوق الاجتماعية "أن للطفل دون سن التعليم ما قبل الأساسي الحق في الانتفاع بخدمات دور الحضانة التي هو مؤهل للالتحاق بها" واضطلعت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع الجهات الأخرى بأدوار أساسية في جانب تربية الطفل بالإضافة إلى الدور الأساسي في حماية وتنمية الأسرة. وعليه عملت على تأسيس دائرة شؤون الطفل في المديرية العامة لشؤون المرأة والطفل عام 1985م. وفي عام 1986م تم تأسيس أول حضانة في سلطنة عمان.

وفي هذا السياق أثمر إعداد استراتيجية العمل الاجتماعي والاستراتيجية الوطنية للطفولة إلى تطوير آلية العمل الاجتماعي بعد مسيرة (45 عاما) من عمل هذه الوزارة لمواكبة الثورة التكنولوجية والمعلومات المتسارعة، ولمواجهة التحديات والتطورات الدولية، فقد أكدت الاستراتيجيتان على أهمية الأسرة في صدارة العمل الاجتماعي، وعلى أن الأطفال هم أمل المستقبل، ولذا فإن تعزيز دور الأسرة والحفاظ على تماسكها والعمل على رعاية الأطفال ورفاهيتهم وإعدادهم للمستقبل يحتلان الأولوية في التوجهات الاستراتيجية للحكومة، وفي الخطط التنموية والبرامج التي تنفذها الوزارات والجهات ذات العلاقة ومنها وزارة التنمية الاجتماعية وهذا الأمر حتم على وزارة التنمية الاجتماعية وشركائها، إعادة تقييم ومراجعة برامجها الموجهة للأسرة والطفل. ومن هنا جاء تنفيذ مشروع النهوض بأوضاع دور الحضانة الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند).

ويعد تنفيذ مشروع النهوض بأوضاع دور الحضانة، من أبرز المشاريع والبرامج المنفذة في مجال رعاية الطفولة وإعداد دليل المعايير الوطنية لدور الحضانة وتصنيفها في سلطنة عُمان، والتدريب على دليل المعايير الوطنية لدور الحضانة بمشاركة 57 مشاركا من وزارة التنمية الاجتماعية و337 مشاركا من ممثلي دور الحضانة، والتدريب على دليل الرعاية الصحية مستهدفا العاملات بمؤسسات دور الحضانة من مشرفات ومربيات الأطفال. كما تم إعداد تصور عام حول مراكز تنمية الطفولة المبكرة وتنفيذ حلقات العمل التخصصية متعددة القطاعات وتنفيذ الزيارات الاستطلاعية للمدارس الأجنبية، ومناقشة التقرير الوطني عن حقوق الطفل أمام اللجنة الدولية المختصة واستلام الملاحظات ومناقشتها مع الجهات المختصة في سلطنة عمان، وتنفيذ البرنامج التدريبي حول اتفاقية حقوق الطفل والبرتوكولين الاختياريين الملحقين بها بمشاركة أصحاب الفضيلة القضاة، وأعضاء الادعاء العام والمسؤولين وأصحاب العلاقة بمجال متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، ولجان حماية الطفل ومندوبي الحماية.

توسع كمي ونوعي

وإدراكا من سلطنة عمان بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تكوين شخصية الطفل والإنسان. وللأثر الذي تتركه برامج التنمية على نماء الطفل ومستقبل الأجيال القادمة، فقد عملت الجهات على وضع برامج ومشاريع تستهدف الأطفال وهناك توسع كمي ونوعي في إنشاء دور الحضانة، حيث نظمت اللائحة التنظيمية التي صدرت بموجب القرار الوزاري رقم 19 / 80 شروط وإجراءات إنشاء دور الحضانة، وتقدم "دور الحضانة" وهي مؤسسات اجتماعية تشرف عليها الوزارة خدمات اجتماعية وتربوية وثقافية للأطفال من سن ستة أشهر إلى ثلاث سنوات ونصف، ويتم متابعة هذه الحضانات من قبل الوزارة؛ للتأكد من التزامها باللوائح والقوانين المنظمة لذلك وتصحيح مسارها في حال الإخلال بعملها، وقد بلغ عدد الحضانات حتى نهاية النصف الأول لعام 2024م 355 حضانة، وعدد الأطفال الملتحقين بها 8706 أطفال منهم 4650 ذكورا و4056 إناثا.

وكان من جملة الاهتمام بقطاع الطفولة في السلطنة تطوير دور الحضانة وتحسين جودتها بوضع معايير وطنية شاملة تنظم عملها وترخيصها، وتمهد لتصنيفها. فدور الحضانة - بوصفها إحدى أهم مؤسسات تنشئة الطفل في سلطنة عمان - تعد مكانا يخصص لاستقبال الأطفال في سن مبكرة، وتقديم خدمات الرعاية والعناية بهم، وتلبية احتياجاتهم، وتعمل على تطوير نموهم وتعلمهم. ونتيجة لذلك فقد تم العمل على تطوير معايير وطنية شاملة لدور الحضانة تضمن جودة ما تقوم به تلك المؤسسات من خدمات، ويعكس توجهات إدارة مؤسسات دور الحضانة ومساعدتها على النهوض بدورها، وتوفير أفضل الفرص التربوية والصحية والاجتماعية لتنشئة ورعاية الأطفال الصغار وابتدأ مشروع النهوض بأوضاع دور الحضانة بإعداد الدراسة التقييمية حول أوضاع دور الحضانة في سلطنة عمان بهدف الوقوف على أوضاعها واحتياجاتها، ومدى فاعليتها ومطابقتها للمعايير المنصوص عليها في اللائحة الخاصة بإنشاء دور الحضانة وانسجامها مع المعايير التنظيمية. وبعد إنجاز الدراسة، بدأت الخطوة التالية من البرنامج وهي وضع دليل المعايير الوطنية لدور الحضانة وتصنيفها في سلطنة عمان بهدف إرشاد المعنيين والقائمين والمختصين في هذه الدور على المعايير التي ينبغي ضمان توافرها في دور الحضانة في سلطنة عمان وتأمل وزارة التنمية الاجتماعية أن تسهم هذه المعايير في تجويد أوضاع مؤسسات دور الحضانة القائمة، وبالتالي وضع أسس لجودة المؤسسات التي سيتم إنشاؤها لاحقا، بهدف إرساء مخرجات تربوية واعدة تساعد مؤسسة الأسرة في تنشئة الأبناء تنشئة صالحة. ويتم تصنيف الحضانات بناء على مدى التزامها بهذه المعايير إلى خمس فئات رئيسية حيث إن توافر معايير وطنية لجودة دور الحضانة سيتيح الفرص لمساعدة دور الحضانة على معرفة الجوانب التي تساعد في تطويرها وتصويب أوضاعها، وبالتالي العمل على الوفاء بالالتزام بتلك المعايير.

وتمنح وزارة التنمية الاجتماعية الفرصة لاتخاذ القرار اللازم تجاه تلك الحضانات سواء في الاستمرار بتقديم الخدمة أو متابعة تطويرها، أو سحب الترخيص منها. وبالتالي إلغاؤها، كما أن وجود تلك المعايير من شأنه أن يمنح الأسر مساحة واسعة لاختيار دار الحضانة التي تلائم أطفالهم وتحقق احتياجاتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التنمیة الاجتماعیة تنمیة الطفولة المبکرة الطفولة المبکرة فی العمل الاجتماعی فی سلطنة عمان دور الحضانة العمل على

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، استضافت "القاعة الدولية"؛ مساء اليوم؛ ندوة بعنوان: "فهارس المقامات والألحان... موسيقيون مصريون في عُمان"، وذلك في إطار البرنامج الثقافي لضيف شرف معرض الكتاب "سلطنة عُمان".  

وأكد المشاركون في الندوة أن مصر؛ وسلطنة عمان تتمتعان بعلاقات ثقافية وموسيقية قوية؛ تعكس الروابط التاريخية بين البلدين، مشيرين إلى أن هذه العلاقات تتجلى في عدة مجالات، منها: تبادل الزيارات بين الفنانين، والحفلات الموسيقية، والتعاون في الحفاظ على التراث الموسيقي؛ كما تناول المتحدثون دور الموسيقيين المصريين في سلطنة عمان؛ وتأثيرهم على المشهد الموسيقي هناك؛ وفي هذا الإطار، أكد مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية؛ مسلم الكثيري؛ أنه خلال فترة تولي السلطان "قابوس بن سعيد"؛ الحكم في سلطنة عمان، حظيت الموسيقى باهتمام كبير، وكان هناك انفتاحًا واسعًا على الموسيقى العالمية.  

كما أبرز الكثيري؛ اهتمام "سلطنة عمان" بإدخال عدد كبير من الآلات الموسيقية، مشيرًا إلى أن السلطان "قابوس" كان يقتني عددًا كبيرًا من الآلات، والتي تم وضعها لاحقًا في المتاحف أو بدار الأوبرا السلطانية بمسقط؛ وأن الموسيقى تعد جسرًا ثقافيًا يربط بين الشعوب، وفي هذا السياق تحظى العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ بتاريخ طويل من التبادل والتأثير المتبادل، حيث تمتد جذورها إلى التراث العربي المشترك؛ وتستمر في التطور عبر الفعاليات والتعاون الفني المستمر.  

وأضاف مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية: "إن الموسيقى العمانية تتميز بتراثها المستمد من الموروث البحري والصحراوي، حيث تتنوع الأنماط الموسيقية بين فنون البحر مثل "الميدان" و"الدان"، والفنون البدوية مثل "الرزحة" و"العازي".  

في المقابل، تُعد الموسيقى المصرية ركيزة أساسية في المشهد الموسيقي العربي، حيث أثرت بألحانها ومقاماتها على العديد من الدول العربية، بما في ذلك سلطنة عمان؛ وتابع: "إن الأغنية العمانية الكلاسيكية تأثرت ببعض العناصر الموسيقية المصرية، لا سيما من خلال الأنماط اللحنية والطابع الطربي الذي يتميز به فن الغناء المصري؛ وفي المقابل، تحمل الموسيقى العمانية طابعًا فريدًا حافظت عليه رغم التأثيرات الخارجية، وهو ما جعلها تحظى بتقدير في الأوساط الفنية المصرية".  

ومن جانبه، أكد الفنان علي الحجار؛ أن العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ شهدت تعاونًا مثمرًا في عدة مجالات، أبرزها مشاركة الفنانين العمانيين في المهرجانات الغنائية المصرية، مثل: مهرجان الموسيقى العربية؛ بدار الأوبرا المصرية، حيث يتم تقديم ألوان مختلفة من الفلكلور العماني؛ كما استضافت السلطنة فنانين مصريين في مناسباتها الوطنية والثقافية؛ وأن هناك تبادل مستمر بين المعاهد الموسيقية المصرية والعمانية، مثل أكاديمية الفنون في مصر والفرق الموسيقية العمانية، حيث يتم تبادل الخبرات الموسيقية بين الطلاب والفنانين؛ كما شهدت السنوات الأخيرة تعاونًا بين ملحنين وشعراء عمانيين؛ مع فنانين مصريين لإنتاج أعمال موسيقية جديدة تحمل بصمات فنية من البلدين؛ لافتًا إلى أن الفرق العمانية تشارك بشكل دوري في الفعاليات الثقافية في مصر، مثل مهرجان القلعة للموسيقى، كما تستضيف عمان فرقًا مصرية لتقديم عروضها التقليدية.  

من جهته، أكد الملحن العماني؛ إبراهيم المنذري، أنه مع تطور وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة، أصبح من السهل تعزيز التعاون الموسيقي بين البلدين، خاصة في مجال التوزيع الرقمي والترويج للموسيقى العمانية والمصرية عالميًا؛ كما أن الاهتمام المتزايد بالفنون التقليدية في السلطنة ومصر يفتح آفاقًا جديدة لتوثيق الفنون الموسيقية التراثية والحفاظ عليها؛ وشدد على أن الموسيقى تظل لغة عالمية تربط بين الشعوب، وتُعد العلاقات الموسيقية بين مصر؛ وسلطنة عمان؛ نموذجًا ناجحًا للتواصل الثقافي بين بلدين يجمعهما تاريخ مشترك؛ وحب للفن والموسيقى.

مقالات مشابهة

  • مجلس العلوم الدولي يثمن دور سلطنة عمان في دعم المعرفة
  • كيف علق مفتي سلطنة عمان على استشهاد الضيف وقادة القسام؟
  • الاقتصاد الصحي في سلطنة عمان التحديات والفرص«1»
  • سلطنة عمان تطّلع على تجربة مملكة البحرين في مكافحة الاتّجار بالبشر
  • بدر بن حمد: الخطط الدولية لمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة
  • أصول القطاع المصرفي في سلطنة عمان تتجاوز 44 مليار ريال خلال 2024
  • تجليات ندوة "واقع صناعة النشر في سلطنة عمان" بمعرض الكتاب
  • عرض الإبهار .. تجربة رائعة تمتع الجماهير بمتنزه القرم الطبيعي
  • سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر
  • معرض الكتاب يناقش فهارس المقامات والألحان ضمن برنامج ضيف الشرف