هلال السليماني والعُمانية: بلغ عدد زوار متحف عُمان عبر الزمان في ولاية منح بمحافظة الداخلية خلال إجازة العيد الوطني الـ 54 المجيد قرابة 25 ألف زائر من داخل سلطنة عُمان وخارجها، لاستكشاف عالم المتحف ومقتنياته في صورة تتكرر عند كل إجازة، وقد طاف زوار المتحف أركانه وقاعاته، في رحلة سفر عبر الذاكرة الحية لعصر النهضة، وتطواف عبر المكان والزمان، واستشعار لهيبة التاريخ وسجلاته وأسفاره، في رحلة تقتضي الوعي بمسارات التاريخ ومفرداته وألوانه وتشكلاته، وقراءة في الصفحات الممتدة عبر العصور والأزمنة؛ فمعروضات المتحف تستعرض بداية من التشكل الجيولوجي لأرض عُمان، قاعتين ثريّتين بمحتواهما ومقتنياتهما.

ويبحر الزائر بين جغرافيا سلطنة عُمان وتاريخها، متأملًا ماضيها وحاضرها ومستشرفًا مستقبلها عبر "رؤية عمان 2040"، بشكل تفاعلي وباستخدام تقنيات العرض المتحفي وتوظيف تقنية الواقع المعزز، إضافة إلى المقتنيات الأثرية التي يستعرضها المتحف بين جنباته.

وينتقل الزائر في رحلة سردية عبر الزمن تبدأ من أواخر عصور ما قبل التاريخ وإلى يومنا الحاضر، وتنقسم قاعات العرض الدائمة إلى قاعتين: قاعة التاريخ وقاعة عصر النهضة، ويقدم المتحف ومضات وإشراقات وتجليات توثقها تقنية الواقع المعزز، فعلى الزائر أن يستطلع عبر ثقافته وخبرته دوائر المكان وإيحاءات الزمان؛ فالشاشات العملاقة المبهرة، والمجسمات المنتشرة، والرسومات الموضحة، والكتابات، والمقتنيات، والتذكارات المتوزعة، كلها مقتنيات ومعروضات تشي بأن الإنسان العُماني كان في مركز الحضارة، يؤثر فيها ويتأثر بها، ويصنع الحدث تارة، ويستجيب لمتطلبات التكيف والامتزاج تارة أخرى، وفي كل من هذه وتلك، يحتفظ لنفسه بالكينونة والشخصية، وقد رصد المتحف حركة التاريخ وحركة الإنسان على هذه الأرض، ويستشعر الزائر أثر الأئمة الأجلاء والسلاطين الأماجد، مما يقتضي الوقوف أمام تلك الحقب التاريخية ثم الانطلاق منها في مسيرة النهضة المتجددة بأبعادها المختلفة.

وقال المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف عُمان عبر الزمان إنّ المتحف يُمثل وجهة سياحية متكاملة لمختلف فئات المجتمع ويسهم بشكل كبير في التعريف بالهُوية العُمانية وتاريخ عُمان العريق وتنوعه الجيولوجي والجغرافي، بالإضافة إلى منجزات النهضة المباركة بما زُوّد به من تقنيات حديثة فضلا عن توافر العديد من الخدمات والتسهيلات والإمكانات التي تجعله وجهة للزائرين طوال العام.

وأضاف أن إدارة المتحف وضعت العديد من التسهيلات والإجراءات لاستقبال الأعداد الكبيرة من الزوار خلال هذه الإجازة من ضمنها، إسناد عدد إضافي من الموظفين، وإشراك المجتمع في بعض الأنشطة التطوعية والاستثمارية، وتمديد ساعات الزيارة والحجز المسبق عبر الموقع الإلكتروني للمتحف إلى جانب الكثير من التسهيلات التي تمكّن الزائر من الدخول للمتحف والتعرّف على تاريخ عُمان ونهضتها المتجددة من خلال قاعات العرض المتحفي (قاعة التاريخ / قاعة عصر النهضة) والاستمتاع بمرافق المتحف المتنوعة المخصصة لخدمة الزوار.

وأكد على أن إدارة المتحف سعت خلال الفترة الماضية إلى تسهيل عملية حجز التذاكر عن طريق مجموعة من الخدمات الإلكترونية التي تم توفيرها عبر موقع المتحف للتسهيل على الزوار القادمين للمتحف.

وتستعرض قاعة التاريخ حقبة دولة اليعاربة من خلال عرض صوتي ومرئي فائق الدقة وخرائط افتراضية، وفي نهاية القاعة يتناول جناح دولة البوسعيديين أربع مراحل رئيسية، هي فترة تأسيس الدولة، وفترة الإمبراطورية العُمانية، وفترة انقسام الحكم بين مسقط وزنجبار، وفترة الطريق إلى النهضة، كما يتم تسلّيط الضوء على مظاهر الحياة اليومية والإنجازات التي تحققت في شتى ميادين الحياة خلال فترة حكم الأئمة والسلاطين، وترتكز وسائل العرض المتحفي في هذه القاعة على الوسائط الرقمية لإيجاد بيئات افتراضية متعددة الأبعاد، تمكن الزائر من معايشة الواقع الافتراضي لكل عصر، إضافة إلى ذلك تحتوي القاعة على مجموعة منتقاة من الشواهد المادية والخرائط لإضفاء حالة من الواقعية.

أما في قاعة النهضة المباركة، التي تم تصميم مدخلها على شكل فضاء مفتوح تتوسطه أعمدة مهيبة، فهي تشكل فضاء تفاعليًا لمنظومة العرض الصوتي والمرئي فائقة الدقة، حيث يتم استعراض الأعوام الخمسة الأولى من عمر النهضة المباركة، وتمثل القاعة ذروة تجربة الزائر إلى المتحف ومحوره الأساسي، حيث تستعرض جوانب التطور والازدهار والنماء في سلطنة عُمان.

وتتناول القاعة التحولات الاجتماعية والاقتصادية والصناعية والسياسية التي شهدتها سلطنة عُمان، مع المحافظة على مكنونات هويتها الأصيلة وتقاليدها الثقافية العريقة، وتحتوي القاعة على وسائل متحفية رقمية تفاعلية تستعرض الخطابات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، والخطابات السامية للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

7 أفلام تستلهم أحداثها من التاريخ

محمد قناوي (القاهرة) 

أخبار ذات صلة «بريدجيت جونز» تعود في «يوم الحب» «صوفيا» تؤجل «سكة سلامة» لظافر العابدين

تشهد السينما المصرية تصوير 7 أفلام خلال الفترة الحالية، تستمد أحداثها من وقائع تاريخية وسير ذاتية، وبميزانيات ضخمة، ما يحقق جذباً للجمهور الذي يعشق ذكريات الماضي ويتعرف على الأحداث التي لم يعشها.

«أسد»
يعود محمد رمضان إلى عصر المماليك، ليكون محور أحداث فيلمه «أسد»، والذي كان يحمل اسم «أسد أسود»، وتدور أحداثه في عام 1280، إبان عصر المماليك، حين قاد العبيد ثورة ضد العباسيين، إخراج محمد دياب، وتأليف خالد دياب وشيرين دياب ومحمد دياب، ويشارك في بطولته ماجد الكدواني، رزان جمال، وكامل الباشا.

«درويش»
أما عمرو يوسف، فقد اختار فترة أربعينيات القرن الماضي، ليقدم من خلالها فيلمه «درويش»، ويشاركه البطولة دينا الشربيني وتارا عماد، ومصطفى غريب، تأليف وسام صبري، وإخراج وليد الحلفاوي، وتدور الأحداث حول رجل يعيش على التناقضات، ويقوم بالعديد من المغامرات التي تعرضه للمخاطر، ويقوم بعمل يجعل منه بطلاً شعبياً، ويبدأ حياته بشكل ومختلف.

«الغربان»
وتدور أحداث فيلم «الغربان»، بطولة عمرو سعد ومي عمر وماجد المصري، تأليف وإخراج يس حسن، في إطار الحركة والتشويق، في أربعينيات القرن الماضي، خلال الحرب العالمية الثانية بالصحراء الغربية عشية معركة «العلمين»، حيث يدور صراع قوي بين أكثر من جهة.

«فرقة الموت»
ويلعب أحمد عز وآسر ياسين بطولة فيلم «فرقة الموت»، الذي يعود إلى فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، حول سفاح أطلق عليه «خُط الصعيد»، الذي ارتكب العديد من جرائم القتل والسرقة، ويقوم أحد الضباط بمطاردته والقضاء عليه، بجانب تفاصيل عن الحياة في مصر خلال تلك الفترة، تأليف صلاح الجهيني وإخراج أحمد علاء. 

«صيف 67»
وفي الستينيات، يدور فيلم «صيف 67»، حول 4 أشقاء لديهم أحلام مختلفة يسعون إلى تحقيقها، لكنهم يواجهون العديد من الأزمات بسبب الظروف المحيطة بهم، تأليف وإخراج أبوبكر شوقي، وبطولة نيللي كريم وأمير المصري وأحمد كمال وصبري فواز وشريف دسوقي.

«شمس الزناتي»
وقد بدأ تصوير فيلم «شمس الزناتي»، الذي تدور أحداثه خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، تأليف محمد الدباح وإخراج عمرو سلامة، بطولة محمد إمام وعمرو عبدالجليل وأسماء جلال، ويتناول بداية الصداقة التي جمعت شخصيات الفيلم القديم والمغامرات التي قاموا بها.

«الست»
بشكل مغاير، يتناول فيلم «الست» قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم، من خلال رؤية وأحداث جديدة لم تقدم في الأعمال السابقة، والعمل تمتّد أحداثه من بداية القرن الماضي وحتى منتصف السبعينيات، تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، بطولة منى زكي ومحمد فراج وسيد رجب وأحمد خالد صالح.

مقالات مشابهة

  • «مُلتقى متحف زايد الوطني» يناقش دور المتحف في الحفاظ على التراث الإماراتي
  • حزمة اجتماعية قبل رمضان وإجراءات استثنائية خلال العيد.. أهم ما جاء في اجتماع رئيس الوزراء وممثلي الحوار الوطني
  • اللافي: الدبيبة سيفتتح المتحف الوطني خلال أيام عيد الفطر
  • لتحقيق هدف 30 مليون زائر سنويا.. ماذا فعلت مصر للنهوض بملف السياحة؟
  • التهجير القسري عبر التاريخ الحديث.. كيف تنجو الشعوب دائما من محاولات الإبادة؟
  • حركة “النهضة” في تونس: الأحكام القضائية محاكمة سياسية تتناقض مع الحاجة للحوار الوطني
  • 7 أفلام تستلهم أحداثها من التاريخ
  • الحكم بسجن رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي 22 عاما.. والمشيشي 35 عاما
  • خبير جيولوجيّ لبنانيّ ينشر خريطة للزلازل التي ضربت شرق المتوسط عبر التاريخ... هكذا علّق عليها
  • 278 ألف مستفيد من النقل السريع بساحات المسجد النبوي خلال يناير