خبير عسكري: رسائل قوية تحملها عملية القسام المركبة برفح
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن العملية المركبة التي أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تنفيذها في رفح جنوب قطاع غزة تحمل رسائل ودلالات عسكرية.
وأوضح الفلاحي -في تحليله العسكري للجزيرة- أن عملية القسام في رفح جاءت بعد سلسلة عمليات ضد جيش الاحتلال نفذت في جباليا وبيت لاهيا شمالا، وحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ومخيم البريج في المحافظة الوسطى.
ووفق الفلاحي، فإن عودة القتال إلى رفح تدحض مزاعم إسرائيل بالقضاء على لواء رفح التابع لكتائب القسام بعد معركة برية استمرت 4 أشهر.
وأواخر أغسطس/آب الماضي، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت (أقيل لاحقا) أن الجيش الإسرائيلي "قضى على لواء رفح" التابع للقسام، وذلك بعد عملية برية بدأت في المدينة الحدودية مع مصر في السادس من مايو/أيار 2024.
كذلك تعود رفح إلى الواجهة مجددا بعد المعركة التي انتهت باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في حي السلطان غرب رفح في 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتؤكد هذه التطورات الميدانية -حسب الخبير العسكري- أن عمليات المقاومة لا تتركز في منطقة واحدة وإنما في أغلب مناطق القطاع، في ترجمة وتجسيد لـ"حرب العصابات التي تنتهجها المقاومة حاليا في غزة".
وبناء على ذلك، فإن هذه العمليات تؤكد قدرة المقاومة على تكبيد جيش الاحتلال خسائر بشرية ومادية في مختلف مناطق المواجهة.
وبشأن العملية المركبة في رفح، يعتقد الخبير العسكري أنه جرى التخطيط لها بعناية من قبل القسام، واستندت فيها على قدرات ووسائل لا تزال تستخدمها فصائل المقاومة.
وأعلنت القسام في وقت سابق اليوم الجمعة عن عملية مركبة بدأت بعد عملية رصد بقنص 4 جنود إسرائيليين ببندقية "الغول"، مشيرة إلى مقتل جنديين بشكل مؤكد.
وأوضحت القسام في بيانها أنه جرى استهداف دبابة "ميركافا" جاءت لنجدة الجنود وذلك بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، مؤكدة اشتعال النيران فيها.
وكذلك استهدفت القسام جرافة عسكرية تقدمت لسحب الدبابة المحترقة بقذيفة مضادة للدروع، مع هبوط طيران مروحي لإخلاء القتلى والمصابين، وفق بيان الكتائب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
فلسطين في قلوب اليمنيين .. مسيرات الوفاء تحمل رسائل قوية للعدو والصديق
يمانيون../
بحر هائج من الغضب اليماني والزحف البشري الهادر، اجتاح الساحات والميادين في مختلف المحافظات اليمنية، اليوم، في مسيرات جماهيرية مليونية، تأكيداً للموقف اليمني الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووفاء لدماء غزة التي ما تزال تنزف تحت القصف والحصار والتآمر الدولي والعربي.
خرج اليمنيون من كل مديرية وقرية ومدينة، حاملين في قلوبهم لوعة فلسطين، وعلى أكتافهم راياتها، وفي حناجرهم هدير الغضب وصدى الوجع المتراكم منذ نكبة 48 وحتى محرقة غزة اليوم.، خرجوا ليجددوا العهد، لا بالكلمات وحدها، بل بموقف عملي، وباستعداد شعبي شامل للدخول في خط المواجهة المفتوح مع الكيان الصهيوني وأدواته.
تقدمت الجماهير هادرة، تسابق ظلالها، تحمل شعارات الثورة والمقاومة، وتردد كلمات قائدها الذي دعاها للزحف والتحرك، لا لأداء واجب التضامن الموسمي، بل لتجسيد الشراكة الجهادية والهوية الواحدة في معركة الأمة، حيث لا يمكن أن تظل فلسطين وحدها، ولا يجوز أن يظل اليمن صامتاً وهو يرى دماء الأطفال تغسل حجارة غزة كل ساعة.
امتلأت الساحات باليمنيين كما لم تمتلئ من قبل، واحتشدت القلوب قبل الأجساد، وغصت الطرقات بالهتافات التي بدت كأنها قادمة من زمن الفتح، من بدر وخيبر والقدس، وامتزجت في الساحات أصوات الطفولة بحناجر الشيوخ، وهم يهتفون: “لن نترك غزة”، “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، و”بدمائنا نفدي فلسطين”.
من صنعاء إلى صعدة، ومن إب إلى تعز، ومن الحديدة إلى ذمار، إلى حجة وعمران وريمة، ومختلف المحافظات، كانت كل محافظة تكتب اسمها اليوم على خارطة العزة والانتصار، في ميدان الكرامة المفتوح، حيث لا صوت يعلو على صوت القضية، ولا راية ترفرف فوق راية المقاومة.
المسيرات عبرت عن اليمن بوجهه الكامل، وجه الجهاد، وجه الغضب، وجه الموقف، وجه الأمة التي تعرف طريقها رغم الجراح، والتي لا تقايض القضايا بالمكاسب، ولا تتاجر بالشعارات، بل تنحت الموقف من صخر التجربة ومن وهج الوعي والإيمان.
لم تكن المسيرات استجابة آلية لنداء عابر، بل كانت تفجيراً كاملاً للموقف الشعبي، وتجسيدا جماهيرياً للموقف الرسمي الثابت، فالشعب اليمني أثبت مجددا أن صوته مع فلسطين ليس موسميا ولا مصلحيا، بل عقيدة راسخة، ومسؤولية دينية وإنسانية وسياسية وجهادية لا تقبل المساومة.
رسائل عدة حملها الزحف المليوني، أبرزها أن اليمن جاهز بكل أطيافه للانتقال من الموقف المعنوي إلى الموقف العملي، وأن ما يقوم به في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ليس إلا جزءًا يسيرا من الرد المشروع والموقف المطلوب.
وكان واضحا في كل الشعارات والهتافات أن اليمنيين يرون في غزة مرآة لهم، وامتدادا لوجعهم وصمودهم، وأن معركة فلسطين هي معركتهم، لأن العدو واحد، والهوية واحدة، والسلاح وإن اختلفت ميادينه فهو من أجل قضية واحدة.
الهتافات المدوية لم تكن فقط إعلان غضب، بل كانت صياغة واعية لعقيدة شعب، وبيان سياسي وجهادي مفتوح، بعث من خلاله اليمنيون برسائل قوية للعالم أجمع: بأن فلسطين لا تزال في وجدان الأمة الحية، وبأن من لا يزال يتنفس بكرامة لا يمكن أن يصمت على دم غزة.
ومن الملاحظ أن اللافتات المرفوعة، والتي خطت بعبارات عميقة مثل “غزة ليست وحدها”، “سلاحنا قادم”، “المعركة واحدة”، تعكس مستوى الوعي الشعبي، ووضوح البوصلة لدى اليمنيين، الذين لا ينساقون وراء الضجيج الإعلامي، بل ينحازون للموقف الحق، مهما كلف الأمر.
في الحديدة، على امتداد السواحل، كانت الأمواج البشرية تلتحم مع هدير البحر، في صورة حماسية تجسدت فيها وحدة الأرض والإنسان، وأثبتت أن الساحل الذي واجه قوى العدوان، لن يكون أقل حماسة في مواجهة الصهيونية، ولا أقل غيرة على شرف الأمة.
الرسالة الأوضح للمطبعين جاءت من أفواه ملايين اليمنيين، بأن من خان القدس لن يأمن من لعنة الشعوب، وأن من باع الأقصى لن يجد مكاناً له في التاريخ، مهما زخرفوا صورهم على شاشات الإعلام الخائن. وكان الرفض الصارخ للتطبيع واضحا في كل زاوية من زوايا المسيرات.
وفي كل ساحة، تكررت عبارات تؤكد أن الشعب اليمني مستعد لكل الخيارات، وأنه يضع كامل إمكانياته البشرية واللوجستية تحت تصرف محور المقاومة، في أي جبهة وعلى أي أرض، دون تردد أو حسابات سياسية ضيقة.
الهتاف الجماعي باسم فلسطين، ومشهد الساحات التي تفيض بسيول بشرية من كل حدب وصوب، مثل تجديدا للعهد مع الشهداء، وتأكيدا أن البوصلة لم تضل الطريق، وأن القدس لا تزال في قلب المعركة، والاحتلال لا يزال العدو الأول.
وإن كانت الأنظمة تساوم وتتواطأ وتتآمر، فإن الشعوب وفي مقدمتها شعب اليمن لا تزال تحفر موقفها في الذاكرة، وتؤكد أنها صاحبة القرار والاتجاه، وأن هذا الجيل، كما الأجيال القادمة، سيكون سندا لفلسطين، لا خنجراً في ظهرها.
المسيرات اليوم، بما رافقها من تفاعل مجتمعي واسع، أعادت ترسيم صورة اليمن في وجدان الأمة، وأثبتت أن اليمن رغم الجراح وما يتعرض له من عدوان امريكي غاشم كل يوم في مختلف المحافظات، لا يزال قلعة حية في قلب هذه الأمة، وصوتا يعلو حيث صمت الآخرون.
كل ميدان في اليمن اليوم كان غزة مصغرة، وكل صوت فيها كان صاروخا من الغضب الهادر، وكل لافتة كانت وعدا ووعيدا، وعدا للمظلومين أننا معهم حتى آخر النفس، ووعيدا للطغاة بأن حسابهم قادم ولو بعد حين.
وقفت السيول الهادرة في مختلف الساحات، لا لتردد هتافات فقط، بل لتؤكد أن زمن الشعارات قد انتهى، وأن زمن الفعل قد بدأ، وأنه كما قال قائد الثورة أن معركة فلسطين هي معركة اليمن، ولن تتوقف إلا بزوال الاحتلال وعودة الأرض والحق المسلوب.
السياسية: جميل القشم