معرض الأسر المنتجة في بدية يضيء موسم شتاء 2024 بتنوع سياحي واقتصادي
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
احتفلت ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية بافتتاح معرض الأسر المنتجة، وذلك برعاية معالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي، أمين عام الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية، جاء ذلك ضمن فعاليات "كرنفال بدية" لتحدي السيارات، الذي يُنظم في رمال بدية، في إطار فعاليات شتاء بدية 2024، مواكبة لانطلاق الموسم السياحي لهذا العام.
وشهد المعرض عرضًا مميزًا للمنتجات العمانية، حيث شارك فيه عدد من أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والحرفيين، وأصحاب الحرف التقليدية، بالإضافة إلى المتخصصين في إنتاج وتسويق الأكلات العمانية والمشروبات، ومنتجات العسل العماني، وأدوات التجميل، إلى جانب المشغولات اليدوية المرتبطة بالسياحة، كما اشتمل المعرض على ركن مخصص للصور الفوتوجرافية التي تبرز جمال الصحراء العمانية ومفرداتها الطبيعية.
وقد قام راعي المناسبة بجولة في مختلف أركان المعرض الذي يستمر لمدة يومين، وفي تصريح له خلال الجولة أعرب معاليه عن سعادته بحضور هذا الحدث ضمن فعاليات كرنفال بدية، مؤكدًا أن هذا الكرنفال يمثل حدثًا رياضيًا وسياحيًا فريدًا من نوعه، مشيرًا إلى الحراك الاقتصادي والسياحي الملحوظ، بفضل الإقبال الكبير من الزوار على ولاية بدية، التي أصبحت تمثل وجهة سياحية واعدة على خارطة السياحة المحلية والدولية، كما أثنى على القائمين على تنظيم هذا المعرض الذي يُعد فرصة قيمة لأصحاب الأسر المنتجة والحرفيين لتنمية دخلهم الأسري، مؤكدًا أن هذا الحراك يُعد رافدًا قويًا لقطاع السياحة في بدية.
حراك سياحي مستدام
من جانبه، أكّد سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية أن المحافظة تسعى دائمًا إلى تقديم الدعم اللازم لكافة الفعاليات التي تسلّط الضوء على مقوماتها السياحية والاقتصادية، وقال: إن تنظيم كرنفال بدية لتحدي السيارات ليس مجرد نشاط رياضي فحسب، بل هو جزء من استراتيجية تسلّط الضوء على مكانة ولاية بدية كوجهة سياحية محلية ودولية بارزة، تسهم في تحقيق أولويات "رؤية عُمان 2040" من خلال تعزيز الاقتصاد المتنوع وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.
كما أشار إلى أهمية تشجيع الشباب والشركات المحلية على تبني الأفكار الرائدة في مجال الاستثمار في المقومات السياحية الفريدة التي تحتضنها الولاية، خاصة رمالها الذهبية التي تستقطب سنويًا أعدادًا متزايدة من السياح والزوار من مختلف أنحاء سلطنة عُمان والعالم.
تنوع سياحي فريد
من جهة أخرى، أشار المصور سالم بن سلطان الحجري إلى أن رمال بدية تُعد من كنوز التصوير الفوتوجرافي، قائلًا: "لقد تمكنت من التقاط صور نادرة للصحراء العمانية حققت نتائج متميزة محليًا ودوليًا، ورمال بدية أصبحت اليوم قبلة سياحية بارزة، حيث يستمتع الزوار بالأجواء الشتوية الجميلة، ومشاهد الغروب والشروق التي تنعكس على الرمال الذهبية، إلى جانب الحياة البدوية وهدوء الصحراء، كما يجد المصورون فرصًا لتوثيق تفاصيل مذهلة للنجوم والمشاهد الطبيعية التي تُظهر سحر الصحراء".
جدير بالذكر أن المعرض يستمر على مدى يومين، ليشكل فرصة مثالية لتسلّيط الضوء على الحرف العمانية والتراث الثقافي، وتعزيز النشاط السياحي في ولاية بدية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولایة بدیة
إقرأ أيضاً:
معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة والقراءة المتخصصة والكتابة الروائية
جدة – صالح الخزمري
شهد معرض جدة للكتاب على مدى أيامه السابقة، مع اقتراب ختام فعالياته لهذا العام، إقبالاً كبيراً من الزوار وضيوف البرنامج الثقافي، الذين تفاعلوا مع فعاليات ثرية، شملت ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية وحديث كتاب.
هذا التفاعل أسهم في إبراز المعرض بوصفه منصة ثقافية، تجمع بين الأدب والفن والفكر، وسط حضور مميز لأسماء بارزة من داخل المملكة وخارجها.
ووسط أجواء ثرية بالإبداع والتفكير النقدي، سلَّط معرض جدة للكتاب 2024 الضوء على العلاقة المتشابكة بين الفن والفلسفة من خلال ورشة عمل مميزة قدَّمها الدكتور بدر الدين مصطفى.
الورشة التي كانت جزءاً من البرنامج الثقافي للمعرض جمعت تحت سقفها نخبة من الفنانين التشكيليين المهتمين بالمجال الأدبي والفلسفي، وصُنَّاع الأفلام، في نقاش فكري ممتع وملهم.
وفي حديثه أشار الدكتور مصطفى إلى أن الفلسفة تُعنى بفهم العالم عبر التفكير النقدي والتحليل العقلي المجرد. وأوضح أن القوانين التي تحكم المجتمع هي ذاتها التي تُشكِّل لغته وإدراكاته ومفاهيمه وقيمه وفنونه، وقال: “على ضوء هذه القوانين برزت ثقافتنا مثالاً على وجود نظام متكامل، وجميع معارفنا وفنوننا تدين لهذا النظام”.
وأضفى مصطفى بُعداً عملياً على الورشة من خلال عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك الرسومات والصور والأفلام، وناقش كيفية تناول الفلسفة لهذه الأعمال لخلق مفاهيم متعددة، وعلَّق: “الفن دائمًا مجال للتأويل؛ إذ تتعدد وجهات النظر حوله. لا يمكننا محاكمة الفن فلسفياً، ولكن من المشروع قراءة الفن من زاوية فلسفية”.
* فيما استعرضت ورشة عمل “القراءة المتخصصة” الأسس التي تجعل من القراءة المتخصصة أداة فعالة لتطوير الفكر والمعرفة.
وركزت الورشة على أربعة عوامل رئيسية، هي: التأسيس، والتركيز، والتراكم، والتكامل، التي تقود القارئ إلى خلاصة التجربة الفكرية.
وأوضح المتحدث في الورشة عبدالرحمن الطارقي أن القراءة ليست مجرد نشاط اعتيادي، بل هي فعل وجودي، يعكس حالة من الانبعاث الفكري.
وأشار إلى دور القراءة الدقيقة في فك رموز النصوص، والوصول إلى أعماقها، مستشهدًا بمقولات الجاحظ التي تؤكد أن القراءة تجربة تفاعلية مع النصوص.
وأضاف الطارقي بأن فهم النصوص يتطلب توظيف المعارف السابقة؛ إذ تصبح القراءة مهارة لغوية، تسهم في بناء بيئة معرفية متكاملة. كما أشار إلى أن الكتابة منذ نشأتها، كانت وسيلة للتطور الفكري، موضحًا أن الكتب الجيدة لا تكتفي بإشباع فضول القارئ، بل تفتح أمامه أبواب تساؤلات جديدة، تعزز البحث المستمر.
وأكَّد أن القراءة المتخصصة تُعد بوابة لفهم أعمق للعالم والعلوم المختلفة؛ إذ تجمع بين تحليل المعرفة المكتسبة وإضافة أبعاد جديدة من خلال التساؤل والبحث، ولفت إلى أن هذه العملية تُفضي إلى تكامل فكري يدفع القارئ إلى استكشاف المزيد.
* وكشفت ندوة (من الهواية إلى الاحتراف: الكتابة الروائية) عن تجارب ملهمة لثلاثة كُتَّاب: رزان العيسى، وغدير هوساوي، وناصر السنان، الذين شاركوا قصصهم عن مواجهة التحديات وتحقيق النجاح بدعم الحاضنات الأدبية.
وقد أجمع المشاركون على أهمية الورش الإبداعية والإرشاد الشخصي في صقل مواهبهم وتوجيههم نحو الاحتراف.
وأوضحت رزان العيسى أن البدايات كانت متعثرة، لكنها تمكنت من تجاوز الصعوبات بفضل الدعم المستمر والرغبة في التطوير، مؤكدة أن الإصرار كان المفتاح للوصول إلى مراحل متقدمة في الكتابة.
أما غدير هوساوي فقد أشارت إلى أن شغفها بالكتابة بدأ منذ الطفولة؛ إذ كانت حصص التعبير المدرسي نافذة لاكتشاف موهبتها، مؤكدة أن القراءة وتوسيع آفاق البحث كان لهما دور كبير في تطوير قدراتها الأدبية.
من جانبه، تحدث ناصر السنان عن التحدي الذي واجهه في تحقيق التوازن بين حياته المهنية كونه مهندساً وحياته الأسرية وشغفه بالكتابة، مشيرًا إلى أنه كان يضطر للاستيقاظ مبكراً لكتابة رواياته.
وأكَّد السنان أن الحاضنة الأدبية لعبت دوراً كبيراً في تطوير شخصيات رواياته وأفكارها، بفضل الإرشاد المستمر والمراجعات التفصيلية.
وأجمعت هوساوي والسنان على أن الدعم الذي قدمته الحاضنات الأدبية كان حاسماً في تخطي التحديات وتحقيق التقدم؛ إذ عمل المرشدون معهم خطوة بخطوة لتطوير أفكارهم وتخطيط رواياتهم بشكل احترافي.