بينما كانت ولاية واشنطن تستعد لاستقبال شتاء قاسٍ، جاء إعصار القنبلة القاتل ليضرب بكل قوته، مخلفًا وراءه مشاهد مروعة من الدمار والفقدان. رياح عاتية وأمطار غزيرة قلبت الحياة رأسًا على عقب، فأزهقت أرواحًا ودمرت منازل، وتركت السكان في مواجهة كارثة إنسانية لا تُنسى.

مشاهد من إعصار القنبلة

ضرب الإعصار القنبلي القاتل، واشنطن بسرعة رياح بلغت 74 ميلًا في الساعة، ما أدى إلى حدوث كارثة كبيرة، من أبرزها سقوط أشجار عملاقة على المنازل والسيارات، ما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير منازل بأكملها، وسط حالة من الحزن، وفق ما نشرته صحيفة «أسوشيتد برس».

محاولات كثيرة من رجال الإنقاذ، لإخراج الأشخاص من المنازل المدمرة، نتيجة ضرب الإعصار القنبلي القاتل ولاية واشنطن، لقد عمل الطاقم بلا كلل لإزالة الحطام من الطرق، كما أنهم هرولوا نحو شاحنة صغيرة حمراء محطمة تحت كومة من الأشجار والفروع، للاطمئنان إذا لم يكن بها أحد، خاصة أنها بدت وكأنّها كومة من الخردة المعدنية، إذ تضرر صندوق السيارة بالكامل ومعظم المقصورة بشكل كبير.

تحذيرات قوية من الطقس الشتوي

هناك العديد من التحذيرات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في معظم الولايات الأمريكية، من الطقس الشتوي، لذلك عليهم مراقبة الرياح العاتية ومراقبة الفيضانات، كما صدرت بعض الإشعارات قبل أن يتشكل نهر جوي من الفئة الخامسة، والذي غذته عاصفة الإعصار القنبلة، وتوجهه نحو الساحل الغربي. 

يذكر أنّ الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، استعد خلال الأيام الماضية إلى استقبال «إعصار القنبلة» الذي يتوقّع أن يجلب معه رياحًا قوية وأمطارًا غزيرة بدءًا من يوم الثلاثاء حتى يوم الخميس، إذ يُشير خبراء الأرصاد الجوية، إلى أنّ نظام العاصفة سيشهد انخفاضًا كبيرًا في الضغط الجوي، خلال الـ48 ساعة المقبلة، بسبب نظام الضغط المنخفض المتجه إلى شمال كاليفورنيا وأوريجون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إعصار واشنطن واشنطن إعصار منازل مدمرة إعصار القنبلة

إقرأ أيضاً:

قلعة الحصن بالساحل السوري.. عندما تروي الأبراج حكايات الفاتحين

وسلط برنامج "في رحاب الشام"، في حلقته بتاريخ (2025/3/18)، الضوء على واحدة من تلك القلاع، وهي قلعة الحصن إحدى كبرى القلاع في الشرق الأوسط وأكثرها إثارة للإعجاب، والتي تعد شاهدا حيا على الصراع بين المسلمين والصليبيين على أرض الشام.

تمتد مساحة القلعة لأكثر من 30 ألف متر مربع، وترتفع شامخة وسط تضاريس جبلية ومناظر طبيعية خلابة، مما جعلها موقعا إستراتيجيا هاما عبر العصور، حيث تسمح للمراقبين برصد الطريق كاملا من ساحل البحر إلى مدينة حمص.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4قلعة كرويا الألبانية.. رحلة عبر الزمن بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابةlist 2 of 4جبل الشيخ.. إطلالة سورية حصينة تطمع فيها إسرائيلlist 3 of 4حرب على تاريخ لبنان.. كيف تدمر إسرائيل تراث بيروت وبعلبك وصور والبقاع؟list 4 of 4الساحل السوري.. الواجهة البحرية الوحيدة لسورياend of list

ويذكر زهير حسون، مشرف قلعة صلاح الدين، أن أقدم أصل للبناء الحالي يعود إلى عهد المرداسيين قبل ألف سنة تقريبا، حيث بناه أمير حمص شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس ووضع فيه حامية كردية، ومن هنا جاءت تسميتها بـ"حصن الأكراد".

وتتألف قلعة الحصن من قلعتين متحدتي المركز، خارجية وداخلية، وتضم 13 برج مراقبة في السور الخارجي، و7 أبراج في الحصن الداخلي، مصممة بحرفية عالية تجعل اقتحام القلعة شبه مستحيل.

نظام دفاعي محكم

وتكشف التفاصيل المعمارية للقلعة عن نظام دفاعي محكم، يشمل خندقا مائيا، وجسورا خشبية متحركة، وبوابات تفتح من الداخل، وفتحات مصممة لصب الزيت المغلي على المهاجمين، مما يفسر صمودها لفترات طويلة أمام محاولات الاستيلاء عليها.

إعلان

وعندما استولى فرسان الاسبتارية على المكان خلال الحملات الصليبية، أطلقوا عليه اسم "حصن الأكراد"، وبعد نهب القرى المجاورة وطرد أهلها، أقاموا هذا الحصن ليكون واحدا من أهم وأكبر حصونهم المنيعة قرب سواحل بلاد الشام.

وحاول المسلمون استعادة القلعة عدة مرات، فحاصرها السلطان السلجوقي ألب أرسلان، ثم نور الدين زنكي أكثر من مرة، لكن تصميمها الدفاعي المحكم حال دون نجاح تلك المحاولات، وصمدت أمام حصار صلاح الدين الأيوبي لمدة شهرين.

وتعرضت القلعة لزلزال مدمر ذكرته المصادر التاريخية، لكن الصليبيين أعادوا بناءها وتوسيعها، وقد شُيدت على 5 مراحل، 3 منها خلال الفترة الصليبية، ومرحلتان خلال الفترة المملوكية، مما زاد من تحصيناتها وقوتها الدفاعية.

وتكشف قاعة الفرسان داخل القلعة، المبنية على الطراز الأوروبي، عن الفن المعماري القوطي الذي يتميز بفرض السلطة والرهبة من خلال تصميمه، حيث يكون الضوء خافتا والتفاصيل توحي بالغموض، وهو جزء من فكرة الجو الكنسي المتسم بالسرية.

كنيسة تحولت لمسجد

كما تضم القلعة كنيسة تحولت إلى مسجد بعد تحريرها من الصليبيين، حيث تم نصب منبر حجري وحفر محراب في الجدار القبلي، مع الحفاظ على البناء القديم بسقفه المقبب وجدرانه الحجرية ونوافذه الصغيرة.

ونُقشت على جدران القلعة عبارات باللغة اللاتينية، منها حكمة تقول "إذا منحت الوفرة وأعطيت الحكمة وفوقهما الجمال، فلا تدع التعجرف يتسلل إليك لأنه سيطيح بها جميعا"، وهي شاهد على الفترة الصليبية في تاريخ القلعة.

ولم تكن القلعة مجرد حصن عسكري، بل كانت مدينة متكاملة، حيث بنيت فيها معصرة زيتون وفرن ومستودعات حبوب وطاحونة ومطعم وكنيسة وغرف للقادة والفرسان النبلاء وإسطبل خيول وآبار للمياه، وحتى حمامات خاصة مزودة بخلاطات للمياه الباردة والساخنة.

وتميزت القلعة أيضا بوجود أنفاق سرية كانت تستخدم لإدخال الإمدادات والمؤن خلال فترات الحصار، وقد اكتشف الظاهر بيبرس هذه السراديب ودمرها بشكل كامل، مما أصاب الصليبيين باليأس، وبعد 33 يوما من الحصار، تمكّن من انتزاع القلعة من أيديهم.

إعلان

وبعد تحرير القلعة، سمح الظاهر بيبرس للصليبيين بالخروج بأمان إلى طرابلس، ثم قام المسلمون بترميمها وإعادة تشييد أسوارها المهدمة، وحفروا النقوش العربية والآيات القرآنية على جدرانها، منها "قل كل يعمل على شاكلته" المكتوبة فوق باب قاعة الفرسان.

قرية الحصن

ومن المثير للاهتمام أن المنطقة المحيطة بالقلعة، قرية الحصن، هي قرية قديمة تسبق بناء القلعة، وتتميز بينابيع المياه العذبة التي كانت تروي الأهالي والزوار القادمين من أماكن بعيدة.

وتتكون القرية من 4 حارات، هي: تركنا والحصن والسرايا والقلم، وتنقسم إلى قسم قديم بشوارع وحارات ضيقة وبيوت من الحجر الأبيض، وقسم حديث بالأبنية المعاصرة والشوارع الأوسع.

ويُظهر تاريخ المنطقة تناقضا صارخا في التعامل مع السكان المحليين، فبينما قام الصليبيون بتشريد أهالي المنطقة وارتكاب المجازر بحقهم، حافظ المسلمون بعد تحرير القلعة على الكنائس وأهلها الذين لا يزالون يعيشون هناك حتى اليوم، في تعايش تام مع جيرانهم المسلمين.

وفي العصر الحديث، أجبرت فرنسا الحكومة السورية على منحها القلعة عام 1930 لتبقى ملكا للحكومة الفرنسية، وقامت بتعويض الأهالي الذين كانوا يسكنونها وإخراجهم منها، فانتقلوا للعيش في قرية الحصن المجاورة.

وهكذا تبقى قلعة الحصن شاهدا على فترة تاريخية مهمة من تاريخ بلاد الشام، وعلى الفرق بين المحتل والمدافع عن أرضه، كما يقول أحد أهالي المنطقة "ملكنا فكان العفو منا سجية، فلما ملكتم سال بالدم الأبطح".

18/3/2025

مقالات مشابهة

  • العدوان الأمريكي على اليمن.. استمرار الحرب والأهداف ذاتها
  • صور| مشاهد من جريمة قصف العدوان الأمريكي حي سكني بمديرية الثورة بالعاصمة صنعاء
  • بالفيديو.. مشاهد من جريمة قصف العدوان الأمريكي حي سكني بمديرية الثورة في العاصمة صنعاء
  • رياح وأمطار .. ظاهرتان جويتان تسيطران على الطقس غدا
  • التصعيدُ الإرهابي الأمريكي المحتمَل في اليمن: هل ستغامرُ واشنطن باستخدام القاذفات الاستراتيجية والأسلحة الفتاكة؟
  • ليلة دامية بغزة.. مجازر متواصلة ودمار يعيد مشاهد الأيام الأولى للعدوان
  • قلعة الحصن بالساحل السوري.. عندما تروي الأبراج حكايات الفاتحين
  • إعصار مخيف يجعل المباني تتطاير في الهواء.. فيديو
  • إعصار عنيف في ولاية ألاباما الأمريكية يقلب حافلة مدرسية
  • إعصار جود يضرب موزمبيق.. 16 قتيلا ودمار واسع للبنية التحتية